أهم استثمار يمكن أن تنفذه أي دولة أو مؤسسة أو مجموعة من الناس هو الاستثمار في العلاقات، لاحظ أقول العلاقات وليس الناس ولا أعني أن الاستثمار في الناس غير مهم بل هو مهم لكنني في هذا الموضوع أركز على العلاقات.
بعض المؤسسات تغير طريقة توزيع مكاتبها لتجبر الموظفين على أن يلتقوا وجهاً لوجه وبأكبر قدر ممكن لأنهم يرون أن هذا يعني تعاوناً وتعارفاً أكبر بين الموظفين، هذه المؤسسات لا تنظر للحديث الجانبي بين الموظفين على أنه شيء سلبي بل هو إيجابي لأنه يعزز العلاقات بين الموظفين ويجعلهم أكثر تفاهماً وترابطاً ويجعل مقر العمل أكثر إنسانية، قارن هذا بمؤسسات تحاول أن تجبر الموظفين على الإنتاج بأكبر قدر ممكن وبالتالي لا أحاديث جانبية ولا أوقات للراحة وكل موظف عليه أن يركز على العمل فقط، هذا النوع من المؤسسات تنظر للموظف على أنه مجموعة من ساعات العمل وآلة لإنجاز الأهداف لا أكثر والاستثمار الأفضل هنا هو أن تستغل كل ساعات العمل التي يستطيع أن يقدمها الموظف، بمعنى أنها تنظر له نظرة غير إنسانية، أي مؤسسة تفضل؟
لاحظ في الفقرة أعلاه أنني تحدثت عن مؤسسات تغير طريقة توزيع المكاتب لتجعل الموظفين يلتقون وجهاً لوجه أكثر، هذا نوع من التصميم وهو تصميم هدفه تغيير عادات الناس، أدركت أثر تصميم البيئة على الناس لأول مرة عندما قرأت كتاب ناوتو فوكوساوا وهو من تأليف مصمم ياباني يحمل نفس الاسم، ناوتو يشرح تأثير البيئة على الناس من خلال أمثلة أحدها هو وجود شق في الأرض بالقرب من مدخل المنزل حيث يستخدم الناس هذا الشق لوضع رأس المظلة عليه ثم إسناد المظلة على الجدار، في رأيه هذا التصميم الخفي جعل الناس يستغلونه لفائدتهم، وضرب أمثلة أخرى كلها تدور حول أن البيئة تغير عادات الناس وبالتالي إن كان هناك شيء سلبي تريد تغييره أو نتيجة إيجابية تريد تحقيقها فعليك أن تغير البيئة حول الناس لكي تغير عاداتهم.
سبق أن تحدثت عن مدننا وكيف أنها مدن مصممة للسيارات وليس الناس، الطرق تقطع العلاقات بين الناس وتصميم المدن يجبر الناس على استخدام السيارات لأن الخيارات الأخرى إما غير متوفرة أو غير عملية، بالتالي فرصة الالتقاء بالآخرين تنخفض لأن المرء إما مسجون في منزله أو في سيارته، قارن هذا بمدن أخرى ذات قابلية أعلى للمشي حيث الناس لديهم كل يوم فرص كثيرة للالتقاء وجهاً لوجه دون موعد مسبق ولديهم أماكن مختلفة لهذه اللقاءات وكثير منها لا يبعد عن مساكنهم مسافة كبيرة، أضف لذلك مواصلات عامة جيدة تجعل الناس يتخلون عن سياراتهم ولا تنسى طرق مخصصة للدراجات الهوائية.
كل هذا يجعل المدن حية أكثر ويعطي الناس فرصة أكبر ليتفاعلوا مع بعضهم البعض، المدينة تصبح مكاناً مناسباً للعيش ويرغب الناس أن يعيشوا فيها بل دعني أقول بأنها مدن تجعل الناس متفائلين أكثر وتعطيهم نشاطاً وصحة لأنهم يمارسون المشي يومياً، لأنهم يلتقون بالآخرين يومياً والآخرين قد يكونوا جيراناً أو أصدقاء أو حتى غرباء، بمجرد أن يتفاعل الإنسان مع آخرين بشكل إيجابي سيكون لهذا التفاعل أثر إيجابي عليه وعلى الآخرين حتى لو لم تكن هناك معرفة بينهم.
لكي يحدث هذا لا بد من تغيير تصميم المدن لتشجع الناس على المشي والخروج من سجني السيارة والمنزل، لا بد من وجود كثير من الأماكن التي لا هي عمل ولا هي منزل بل شيء ثالث، مقهى، ساحة لعب، صالة رياضية، مكتبة عامة، ساحة عامة بلا سيارات، أسواق شعبية مفتوحة أو مراكز تسوق مفتوحة، شوارع للمشاة فقط، قاعة تدريب أو قاعة محاضرات، ورش فنية وحرفية وغير ذلك، عندما يكون في المدينة هذا النوع من النشاط وعندما تصمم المدينة لكي تناسب الناس سيزداد التفاعل بين الناس ... هذا ما أعنيه بالاستثمار في العلاقات.
ونحن بحاجة للكثير منه.
بعض المؤسسات تغير طريقة توزيع مكاتبها لتجبر الموظفين على أن يلتقوا وجهاً لوجه وبأكبر قدر ممكن لأنهم يرون أن هذا يعني تعاوناً وتعارفاً أكبر بين الموظفين، هذه المؤسسات لا تنظر للحديث الجانبي بين الموظفين على أنه شيء سلبي بل هو إيجابي لأنه يعزز العلاقات بين الموظفين ويجعلهم أكثر تفاهماً وترابطاً ويجعل مقر العمل أكثر إنسانية، قارن هذا بمؤسسات تحاول أن تجبر الموظفين على الإنتاج بأكبر قدر ممكن وبالتالي لا أحاديث جانبية ولا أوقات للراحة وكل موظف عليه أن يركز على العمل فقط، هذا النوع من المؤسسات تنظر للموظف على أنه مجموعة من ساعات العمل وآلة لإنجاز الأهداف لا أكثر والاستثمار الأفضل هنا هو أن تستغل كل ساعات العمل التي يستطيع أن يقدمها الموظف، بمعنى أنها تنظر له نظرة غير إنسانية، أي مؤسسة تفضل؟
لاحظ في الفقرة أعلاه أنني تحدثت عن مؤسسات تغير طريقة توزيع المكاتب لتجعل الموظفين يلتقون وجهاً لوجه أكثر، هذا نوع من التصميم وهو تصميم هدفه تغيير عادات الناس، أدركت أثر تصميم البيئة على الناس لأول مرة عندما قرأت كتاب ناوتو فوكوساوا وهو من تأليف مصمم ياباني يحمل نفس الاسم، ناوتو يشرح تأثير البيئة على الناس من خلال أمثلة أحدها هو وجود شق في الأرض بالقرب من مدخل المنزل حيث يستخدم الناس هذا الشق لوضع رأس المظلة عليه ثم إسناد المظلة على الجدار، في رأيه هذا التصميم الخفي جعل الناس يستغلونه لفائدتهم، وضرب أمثلة أخرى كلها تدور حول أن البيئة تغير عادات الناس وبالتالي إن كان هناك شيء سلبي تريد تغييره أو نتيجة إيجابية تريد تحقيقها فعليك أن تغير البيئة حول الناس لكي تغير عاداتهم.
سبق أن تحدثت عن مدننا وكيف أنها مدن مصممة للسيارات وليس الناس، الطرق تقطع العلاقات بين الناس وتصميم المدن يجبر الناس على استخدام السيارات لأن الخيارات الأخرى إما غير متوفرة أو غير عملية، بالتالي فرصة الالتقاء بالآخرين تنخفض لأن المرء إما مسجون في منزله أو في سيارته، قارن هذا بمدن أخرى ذات قابلية أعلى للمشي حيث الناس لديهم كل يوم فرص كثيرة للالتقاء وجهاً لوجه دون موعد مسبق ولديهم أماكن مختلفة لهذه اللقاءات وكثير منها لا يبعد عن مساكنهم مسافة كبيرة، أضف لذلك مواصلات عامة جيدة تجعل الناس يتخلون عن سياراتهم ولا تنسى طرق مخصصة للدراجات الهوائية.
كل هذا يجعل المدن حية أكثر ويعطي الناس فرصة أكبر ليتفاعلوا مع بعضهم البعض، المدينة تصبح مكاناً مناسباً للعيش ويرغب الناس أن يعيشوا فيها بل دعني أقول بأنها مدن تجعل الناس متفائلين أكثر وتعطيهم نشاطاً وصحة لأنهم يمارسون المشي يومياً، لأنهم يلتقون بالآخرين يومياً والآخرين قد يكونوا جيراناً أو أصدقاء أو حتى غرباء، بمجرد أن يتفاعل الإنسان مع آخرين بشكل إيجابي سيكون لهذا التفاعل أثر إيجابي عليه وعلى الآخرين حتى لو لم تكن هناك معرفة بينهم.
لكي يحدث هذا لا بد من تغيير تصميم المدن لتشجع الناس على المشي والخروج من سجني السيارة والمنزل، لا بد من وجود كثير من الأماكن التي لا هي عمل ولا هي منزل بل شيء ثالث، مقهى، ساحة لعب، صالة رياضية، مكتبة عامة، ساحة عامة بلا سيارات، أسواق شعبية مفتوحة أو مراكز تسوق مفتوحة، شوارع للمشاة فقط، قاعة تدريب أو قاعة محاضرات، ورش فنية وحرفية وغير ذلك، عندما يكون في المدينة هذا النوع من النشاط وعندما تصمم المدينة لكي تناسب الناس سيزداد التفاعل بين الناس ... هذا ما أعنيه بالاستثمار في العلاقات.
ونحن بحاجة للكثير منه.
4 تعليقات:
في رأيك ما الحل الان ؟ وكيف نستثمر في العلاقات ؟
لا نستطيع اعادة تصميم المدن ! ماذا يستطيع الفرد تقديمه ؟
@غير معرف: إن كانت كولومبيا استطاعت إعادة تصميم عاصمتها بوغوتا لتتحول من مدينة عصابات ومخدرات إلى مدينة أكثر أماناً من واشنطن فلا شك أننا قادرون على إعادة تصميم المدن، بوغوتا تحوي الآن طرقاً مخصصة للدراجات الهوائية وبمسافات طويلة، نقل عام نشط يستخدمه الناس، ساحات عامة يمارس فيها الناس نشاطات مختلفة وغير ذلك.
ما الذي يمكن للفرد فعله؟ لا أدري.
أستاذ عبدالله ، كل مرة أدخل هنا أستمتع كثيرا ، لى مداخلة بعيدة عن هذا الموضوع ، خاصة لأننا فى مصر يعتبر هذا لهوا وترفا بالنسبة لنا :) لأن الضروريات لم تتوفر بعد أو أنها متوفرة ولا تذهب الى مستحقيها :( المهم لو سمحت تقبل منى هذه المداخلة :
أنا الآن أكتب تعليقا على موضوعك ، فى المتصفح من أعلى مكتوب امتداد الصفحة HTML ، أوليس من المفترض أن يكون امتداد الصفحة php مثلا لأنها تأخذ معلومات من المستخدم وتضعها فى قائمة البيانات ومن ثم تعرضها فى المتصفح ؟ أم أن فى الأمور أمور ؟
شكرا لسعة صدرك
أخ عبدالله اتفق معك بنسبه كبيره جدا ...ولكن يجب علينا ان نراعي ان المناخ عندنا حار جدا على الاقل لمده سته اشهر في السنه ...مما لا يساعد على المشي ابدا ابدا ...فالظروف المناخيه تلعب دور كبير في تصميم المدينه وطريقه حياه الناس ....اعجبني الموضوع جدا
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.