تعليم الحاسوب يدور غالباً حول ويندوز وبرامج أوفيس، بل بعض المؤسسات تطلب شهادة تثبت أنك تعرف استخدام هذه البرامج، وكثير من أنظمة التعليم غيرت مناهج الحاسوب لتركز على استخدام هذه البرامج بدلاً من تعليم البرمجة.
لكن ماذا لو قلت لك أن هناك برنامج أكثر أهمية من أوفيس، برنامج استخدم لإنشاء أنظمة التشغيل والبرامج الكبيرة ... بل معظم البرامج الكبيرة والصغيرة، وهو كذلك البرنامج الذي يستخدم لإنشاء المواقع الكبيرة والصغيرة، ولا شك لدي أن مؤسسي غوغل استخدموا هذا البرنامج لإنشاء محرك البحث، ومؤسسي تويتر استخدموه لإنشاء تويتر، مع ذلك هذا البرنامج لا يجد حقه من التعليم وبالكاد يعرفه كثير من الناس بل بعض الناس لا يعرفون الفرق بينه وبين برامج أخرى.
البرنامج مجاني ومتوفر في جهازك بل هو في الغالب متوفر مع أي حاسوب ومع أي نظام تشغيل مع ذلك، نادراً ما يهتم به أحد، هل تتصور ذلك؟ برنامج يمكنه أن يعطيك الكثير مع ذلك لا تستخدمه إلا قليلاً أو ربما لا تستخدمه بأي شكل.
البرنامج الذي أتحدث عنه له أسماء كثيرة، في ويندوز يسمى المفكرة أو Notepad وفي ماك يسمى TextEdit وفي لينكس له أسماء كثيرة، هذا النوع من البرامج يمكن نعطيها اسماً موحداً وهو: محرر نصي.
يمكن للمحرر أن يعطيك مساحة لتكتب مقالة كما أفعل أنا الآن، أو تكتب قائمة مهمات، أو دفتر عناوين، أو تكتب صفحة لموقع أو حتى تطور موقعاً بالكامل من خلاله، يمكنك أن تسجل في المحرر النصي يومياتك، تخزن فيه الروابط، تصنع فيه جداول بسيطة، تبرمج من خلاله نظام تشغيل أو تصنع من خلاله محرراً نصياً آخر إن أردت!
الملفات التي يتعامل معها المحرر النصي كثيرة، باختصار أي ملف نصي يمكن للمحرر النصي أن يقرأه ويحرره، لا يهم امتداد الملف سواء كان txt أو md أو html أو py أو حتى بدون امتداد، إن كان ملفاً نصياً فيمكن للمحرر النصي أن يتعامل معه.
أضف إلى ذلك أن الملفات النصية التي ستكتبها اليوم ستتمكن من قرائتها بعد 20 أو 50 عاماً وإن احتفظ بها أرشيف الكونجرس لمدة 200 عام سيتمكن الناس في ذلك الوقت من قرائتها ومعرفة أنك في تاريخ 21 مارس 2014 قرأت مقالة عن المحررات النصية كتبها شخص غريب الأطوار يسمى عبدالله المهيري وأنك في ذلك اليوم أسرفت في تناول الغداء لأن جمع العائلة يشجع على التهام الطعام ... كل هذا كتبته في ملف نصي سيقرأه الناس بعد عقود أو قرون، يا للعار!
في المحرر النصي ليس هناك شيء تفعله سوى أن تكتب، لست بحاجة لاختيار خطوط مختلفة وتلوين هذه الخطوط بألوان بشعة، لا يمكنك أن تضع صورة أو مقطع فيديو أو ملفاً صوتياً، المحرر النصي هو عكس مايكروسوفت أوفيس، طقم أوفيس يقدم لك كل شيء، محل قرطاسية بكل الأدوات التي تعرفها والأدوات التي لن تعرفها أو تستخدمها، المحرر النصي هو ورقة وقلم، لا يمكنك فعل شيء سوى أن تكتب.
مع كل هذا، لا تجد المحررات النصية حقها في التعليم والاستخدام، لذلك قبل أن تستخدم أي تطبيق جديد في هاتفك أو حاسوبك اللوحي أو حاسوبك المكتبي، جرب أن تستخدم محرراً نصياً، إن أدى الغرض منه فلم تجرب أي شيء آخر؟
لكن ماذا لو قلت لك أن هناك برنامج أكثر أهمية من أوفيس، برنامج استخدم لإنشاء أنظمة التشغيل والبرامج الكبيرة ... بل معظم البرامج الكبيرة والصغيرة، وهو كذلك البرنامج الذي يستخدم لإنشاء المواقع الكبيرة والصغيرة، ولا شك لدي أن مؤسسي غوغل استخدموا هذا البرنامج لإنشاء محرك البحث، ومؤسسي تويتر استخدموه لإنشاء تويتر، مع ذلك هذا البرنامج لا يجد حقه من التعليم وبالكاد يعرفه كثير من الناس بل بعض الناس لا يعرفون الفرق بينه وبين برامج أخرى.
البرنامج مجاني ومتوفر في جهازك بل هو في الغالب متوفر مع أي حاسوب ومع أي نظام تشغيل مع ذلك، نادراً ما يهتم به أحد، هل تتصور ذلك؟ برنامج يمكنه أن يعطيك الكثير مع ذلك لا تستخدمه إلا قليلاً أو ربما لا تستخدمه بأي شكل.
البرنامج الذي أتحدث عنه له أسماء كثيرة، في ويندوز يسمى المفكرة أو Notepad وفي ماك يسمى TextEdit وفي لينكس له أسماء كثيرة، هذا النوع من البرامج يمكن نعطيها اسماً موحداً وهو: محرر نصي.
يمكن للمحرر أن يعطيك مساحة لتكتب مقالة كما أفعل أنا الآن، أو تكتب قائمة مهمات، أو دفتر عناوين، أو تكتب صفحة لموقع أو حتى تطور موقعاً بالكامل من خلاله، يمكنك أن تسجل في المحرر النصي يومياتك، تخزن فيه الروابط، تصنع فيه جداول بسيطة، تبرمج من خلاله نظام تشغيل أو تصنع من خلاله محرراً نصياً آخر إن أردت!
الملفات التي يتعامل معها المحرر النصي كثيرة، باختصار أي ملف نصي يمكن للمحرر النصي أن يقرأه ويحرره، لا يهم امتداد الملف سواء كان txt أو md أو html أو py أو حتى بدون امتداد، إن كان ملفاً نصياً فيمكن للمحرر النصي أن يتعامل معه.
أضف إلى ذلك أن الملفات النصية التي ستكتبها اليوم ستتمكن من قرائتها بعد 20 أو 50 عاماً وإن احتفظ بها أرشيف الكونجرس لمدة 200 عام سيتمكن الناس في ذلك الوقت من قرائتها ومعرفة أنك في تاريخ 21 مارس 2014 قرأت مقالة عن المحررات النصية كتبها شخص غريب الأطوار يسمى عبدالله المهيري وأنك في ذلك اليوم أسرفت في تناول الغداء لأن جمع العائلة يشجع على التهام الطعام ... كل هذا كتبته في ملف نصي سيقرأه الناس بعد عقود أو قرون، يا للعار!
في المحرر النصي ليس هناك شيء تفعله سوى أن تكتب، لست بحاجة لاختيار خطوط مختلفة وتلوين هذه الخطوط بألوان بشعة، لا يمكنك أن تضع صورة أو مقطع فيديو أو ملفاً صوتياً، المحرر النصي هو عكس مايكروسوفت أوفيس، طقم أوفيس يقدم لك كل شيء، محل قرطاسية بكل الأدوات التي تعرفها والأدوات التي لن تعرفها أو تستخدمها، المحرر النصي هو ورقة وقلم، لا يمكنك فعل شيء سوى أن تكتب.
مع كل هذا، لا تجد المحررات النصية حقها في التعليم والاستخدام، لذلك قبل أن تستخدم أي تطبيق جديد في هاتفك أو حاسوبك اللوحي أو حاسوبك المكتبي، جرب أن تستخدم محرراً نصياً، إن أدى الغرض منه فلم تجرب أي شيء آخر؟
7 تعليقات:
الناس لديها عقدة ضد البساطة، لا يحبون الأشياء البسيطة، يحبون اﻷشياء المعقدة. ولدي مقولة سمعتها و دائماً أرددها وهي more simple is more reliable حيث أن اﻷشياء البسيطة مثل الملفات النصية كما ذكرت تعيش فترة طويلة، وهي يمكن التعامل معها تقريباً في أي نظام تشغيل في العالم سواءً كان نظاماً قديما أو أي نظام في المستقبل، فهي فورمات لا تحتوي على فورمات من شدة بساطتها.
أبو إياس: لا شك بعض الناس لديهم عقدة من البساطة وينظرون لها نظرة دونية، حتى تجد بعضهم يربط بين التعقيد والتطور والتحضر، وهناك من لا يحب الهدوء واللحظات الصامتة ويود أن يشغلها بأي شيء، لا أدري إن كان من الممكن إقناع أحد هؤلاء برقي وتحضر البساطة أيضاً.
المؤسسات التي تطلب شهادة اتقان استخدام ويندوز واوفيس ليست مخطأة بل على صواب كبير ، ذلك انها تحتاج لشخص يتقن استخدام ويندوز وبرنامج اوفيس خصوصا في نسخه الاخيرة مثال للاتقان والابداع وكل يوم انا شخصيا اكتشف فيه خاصية مفيدة جميلة اما عن نظرتك فلا اعتقد ان المؤسسة تحتاج الى مبرمج او مصمم ويب او وظيفة مشابهة ذلك وتطلب شخص يتقن الاوفيس لكانت طلبت شخص يتقن php مثلا بالمختصر ان المءسسة تطلب ما تحتاج بناء على متطلبات دقيقة
hocine cool: تتحدث عن واقعك والذي قد يكون مختلفاً عن الواقع الذي أعيشه، بالنسبة لي من العيب أن تطلب مؤسسات لدينا شهادة تثبت أنني أعرف استخدام ويندوز وأوفيس، خصوصاً أن هذه برامج بسيطة وخصوصاً أن هناك أناس مثلي يستطيعون تعلم هذه البرامج بأنفسهم والبحث عن أي شيء حول هذه البرامج وبالتالي مهارة التعلم هنا أهم من مهارة استخدام هذه البرامج، لأنني سأستخدم مهارة التعلم لتطوير مهاراتي بحسب احتيجات العمل دون أن تنفق المؤسسة شيئاً على تعليمي.
ما أقوله في هذا الموضوع أن المحرر النصي هو البرنامج الأهم لكل المستخدمين سواء للاستعمال الشخصي أو المؤسسي، المشكلة أنه لا أحد يشرح كيف يستخدم البرنامج لأغراض مختلفة، وهذا ما أنوي فعله قريباً.
انا افضل حاليا مستندات جوجول، لدعمها للحفظ التلقائى. لو توافرت هذه المزية فى Notepad سيكون أكثر من رائع.
حازم سويلم: ctrl+s
مقالة رائعة وفعلا المحررات النصية حقها مهضوم رغم استعماله طول اليوم من جميع المبرمجين وربما المستخدمين.
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.