حديث الذكريات مرة أخرى، هذه المرة مع حاسوب أميغا الذي ذكرني به الأخ محمد طاهر عندما أشار إلى كتاب Sensible Software وهو كتاب عن شركة أنتجت العديد من ألعاب الفيديو لأجهزة مختلفة لكنها في ذاكرتي مرتبطة بجهاز أميغا 500، أحد أفضل الحواسيب التي استخدمتها وأكثرها تميزاً، هذا الحاسوب كان حقبة مميزة وقصيرة متخمة بألعاب الفيديو وقبل أن يسيطر ويندوز على الحواسيب، كانت هناك أجهزة متنافسة كثيرة في السوق وكل واحد منها متميز بشيء ما ولم تكن هذه الأجهزة متوافقة مع بعضها البعض، لم تكن هناك معايير تسمح بتبادل الملفات بين هذه الحواسيب لاختلاف الأجهزة والأنظمة والبرامج، الأسلوب الوحيد لتبادل الملفات أن يكون لديك نفس الحاسوب الذي يملكه الآخرون، وأميغا 500 كانت لفترة هو الحاسوب الذي يملكه الجميع .. أو هكذا أتذكره، لذلك لا بد من عودة إلى ما قبل أميغا.
البداية كانت مع أتاري 2600 جهاز ألعاب الفيديو العجيب، إلى الآن أتذكر أول مرة رأيت فيها أخي وهو يستخدم جهاز التحكم ليحرك الصورة في الشاشة، وفي الشاشة هناك مربعات ومستطيلات ترسم راعي بقر ومربعات أخرى ترسم مسدساً يطلق مربعاً عرفت أنه رصاصة، في الشاشة هناك راعيا بقر وفوقهما كل واحد منهما رقم صفر، عندما يضرب أحدهما الآخر برصاصة مربعة يرتفع الرقم ليصبح واحداً، راعي البقر أحرز نقطة.
هذه الصورة لم تحتج أكثر من ثواني قليلة حتى أفهمها، كان المشهد كالسحر العجيب، أذكر بعد ذلك كيف كانت أغلفة الألعاب تثير الخيال مع أن الصورة في الشاشة لا يمكن لها أن تحقق تصور الغلاف مهما حاول المبرمج فعل ذلك لكن كل هذا لا يهم، أنا أتحكم بطائرة وأدمر سفناً وطائرات، أو أتحكم بدبابة وأضرب دبابة أخرى بقنابل مربعة، كانت هذه بداية سلسلة من الحواسيب وألعاب الفيديو التي تشكل جزء لا بأس به من الماضي.
بعد ذلك رأيت حاسوب كومودور 64 وقد كان قفزة كبيرة مقارنة بأتاري مع أنه كان يستخدم معالجاً لا يختلف كثيراً عن معالج أتاري لكن كومودور أضافت قطعتان لحاسوب 64، إحداهما VIC-II وقد كانت مسؤولة عن توفير دقة أعلى للرسومات وألوان أكثر والقطعة الثانية كانت SID 6581 المسؤولة عن إنتاج الصوت، الإضافتان جعلت حاسوب كومودور أكثر غناً من أتاري من ناحية الرسومات والأصوات، أضف إلى ذلك السعر الرخيص وستفهم لم بقي هذا الحاسوب يصنع ويسوق حتى عام 1994 ولا زال كثير من الناس يحتفظون بهذه الحواسيب ويستخدمونها.
ثم جاء حاسوب آي بي أم أو بالتحديد IBM XT، أحد أبناء الجيران اشترى واحداً وقد كان مختلفاً، صندوق كبير وشاشة فوق الصندوق، من ناحية كان يبدو الجهاز أفضل جودة ويبدو احترافياً ومن ناحية أخرى كان يقدم عدد ألوان أقل وأصوات بدائية من سماعته الفقيرة، لكن كل هذا لم يكن مهماً، كانت ألعاب الفيديو لهذا الحاسوب ممتعة إلى حد الإدمان أحياناً.
خذ على سبيل المثال لعبة كرة السلة Lakers vs. Celtics التي كانت تعرض بأربع ألوان، قارن هذا بملايين الألوان في ألعاب اليوم، كنا في ذلك الوقت مهووسين برياضة كرة السلة، نلعب السلة في ساحة منزل الجيران ثم نلعبها في الحاسوب وفي كل يوم ثلاثاء نشاهد مبارة من الدوري الأمريكي تعرضها قناة 33 من دبي.
بعد فترة جاء أميغا 500 والفرق بينه وبين جهاز آي بي أم كان كبيراً، فمثلاً جهاز آي بي أم كان يدعم 16 لوناً فقط وحتى هذه الألوان لا يستطيع عرضها كلها في نفس الشاشة بل يجب اختيار 4 ألوان فقط، هذا أدى إلى ظهور ألعاب بألوان عجيبة لا زلت أذكرها إلى اليوم، أما أميغا فهو يدعم مستويات عدة من الدقة والألوان ويمكنه عرض ما بين 16 إلى 32 لوناً دفعة واحدة وهذا من بين 4096 لوناً، أضف إلى ذلك قدرات صوتية هائلة مقارنة بجهاز آي بي أم وكذلك إمكانية وصل أميغا بالتلفاز وسيكون لديك حاسوب مثالي لألعاب الفيديو وقد كان هناك الكثير منها.
كنا نذهب إلى محلات الحاسوب وفي كل محل يكون هناك عادة حاسوب أميغا مع مجموعة كبيرة من الأقراص المرنة التي تحوي ألعاباً مختلفة، كنا نجلس أمام الحاسوب ونجرب الأقراص وما يعجبنا منها نطلب نسخه، نعم القرصنة أقدم من برامج ويندوز وفوتوشوب!
أذكر زياراتنا لمركز تجاري وهو حامد سنتر وقد كانت أبوظبي في ذلك الوقت خالية من المراكز التجارية الكبيرة المعروفة اليوم، المهم أن هذا المركز التجاري كان يحوي صالة ألعاب فيديو ومجموعة محلات حاسوب ولا زال حتى اليوم يحوي العديد من محلات ألعاب الفيديو والحاسوب، المهم هنا أن أحد المحلات كان اسمه ماي كمبيوتر - إن لم تخني الذاكرة - وأذكر جيداً واجهته الحمراء والحواسيب المعروضة خلف الزجاج، كان أحدها بشاشة صغيرة يعرض رسومات لا تتوقف:
كنا نقف أمام المحل قبل أن يفتح بابه وكنت أستمتع كثيراً بهذه الرسوم المتحركة، المحل من الداخل كان صغيراً وفي زاوية منه طاولة خاصة بحاسوب أميغا تحوي درجاً فيه العشرات من ألعاب الفيديو، أذكر أنني وأخي كنا نجلس أمام هذا الحاسوب ونجرب الألعاب ونختار منها ما نريد.
من بين الألعاب التي أذكرها:
حول العالم ما زال هناك كثير من الناس لديهم ما يشبه الوفاء لأميغا، لا زال البعض يطور أنظمة أميغا أو أنظمة مماثلة له، فهناك نظام Amiga OS 4 الذي ما زال يطور حتى اليوم وهناك مشروع نظام حر AROS الذي صمم ليكون متوافقاً مع نظام أميغا لكن يطور جوانب كثيرة ويعمل على الحواسيب المنتشرة اليوم.
لكن إن أردت تجربة ألعاب وأنظمة أميغا في حاسوبك وفي نظام ويندوز أو ماك فهناك Amiga Forever الذي يضم مجموعة من المحاكيات والبرامج والصور ومقاطع الفيديو لكل شيء متعلق بأجهزة أميغا ويحوي كذلك بعض الألعاب.
في الوقت الذي كانت فيه أجهزة الحاسوب PC بشاشة نصية ونظام دوس وأجهزة ماكنتوش كانت تعمل بالأبيض والأسود قدم أميغا وسائط متعددة غنية ونظام تشغيل يدعم تعدد المهام، كان سابقاً لوقته ومن المؤسف أنه لم يستطع الاستمرار حتى اليوم، الآن حتى أجهزة ماك تعمل بمعالجات إنتل، لم يعد هناك فرق كبير بين الحواسيب.
إن أردت كتاباً عن أميغا فأنصح بهذا الكتاب: The Future Was Here.
البداية كانت مع أتاري 2600 جهاز ألعاب الفيديو العجيب، إلى الآن أتذكر أول مرة رأيت فيها أخي وهو يستخدم جهاز التحكم ليحرك الصورة في الشاشة، وفي الشاشة هناك مربعات ومستطيلات ترسم راعي بقر ومربعات أخرى ترسم مسدساً يطلق مربعاً عرفت أنه رصاصة، في الشاشة هناك راعيا بقر وفوقهما كل واحد منهما رقم صفر، عندما يضرب أحدهما الآخر برصاصة مربعة يرتفع الرقم ليصبح واحداً، راعي البقر أحرز نقطة.
هذه الصورة لم تحتج أكثر من ثواني قليلة حتى أفهمها، كان المشهد كالسحر العجيب، أذكر بعد ذلك كيف كانت أغلفة الألعاب تثير الخيال مع أن الصورة في الشاشة لا يمكن لها أن تحقق تصور الغلاف مهما حاول المبرمج فعل ذلك لكن كل هذا لا يهم، أنا أتحكم بطائرة وأدمر سفناً وطائرات، أو أتحكم بدبابة وأضرب دبابة أخرى بقنابل مربعة، كانت هذه بداية سلسلة من الحواسيب وألعاب الفيديو التي تشكل جزء لا بأس به من الماضي.
بعد ذلك رأيت حاسوب كومودور 64 وقد كان قفزة كبيرة مقارنة بأتاري مع أنه كان يستخدم معالجاً لا يختلف كثيراً عن معالج أتاري لكن كومودور أضافت قطعتان لحاسوب 64، إحداهما VIC-II وقد كانت مسؤولة عن توفير دقة أعلى للرسومات وألوان أكثر والقطعة الثانية كانت SID 6581 المسؤولة عن إنتاج الصوت، الإضافتان جعلت حاسوب كومودور أكثر غناً من أتاري من ناحية الرسومات والأصوات، أضف إلى ذلك السعر الرخيص وستفهم لم بقي هذا الحاسوب يصنع ويسوق حتى عام 1994 ولا زال كثير من الناس يحتفظون بهذه الحواسيب ويستخدمونها.
ثم جاء حاسوب آي بي أم أو بالتحديد IBM XT، أحد أبناء الجيران اشترى واحداً وقد كان مختلفاً، صندوق كبير وشاشة فوق الصندوق، من ناحية كان يبدو الجهاز أفضل جودة ويبدو احترافياً ومن ناحية أخرى كان يقدم عدد ألوان أقل وأصوات بدائية من سماعته الفقيرة، لكن كل هذا لم يكن مهماً، كانت ألعاب الفيديو لهذا الحاسوب ممتعة إلى حد الإدمان أحياناً.
خذ على سبيل المثال لعبة كرة السلة Lakers vs. Celtics التي كانت تعرض بأربع ألوان، قارن هذا بملايين الألوان في ألعاب اليوم، كنا في ذلك الوقت مهووسين برياضة كرة السلة، نلعب السلة في ساحة منزل الجيران ثم نلعبها في الحاسوب وفي كل يوم ثلاثاء نشاهد مبارة من الدوري الأمريكي تعرضها قناة 33 من دبي.
بعد فترة جاء أميغا 500 والفرق بينه وبين جهاز آي بي أم كان كبيراً، فمثلاً جهاز آي بي أم كان يدعم 16 لوناً فقط وحتى هذه الألوان لا يستطيع عرضها كلها في نفس الشاشة بل يجب اختيار 4 ألوان فقط، هذا أدى إلى ظهور ألعاب بألوان عجيبة لا زلت أذكرها إلى اليوم، أما أميغا فهو يدعم مستويات عدة من الدقة والألوان ويمكنه عرض ما بين 16 إلى 32 لوناً دفعة واحدة وهذا من بين 4096 لوناً، أضف إلى ذلك قدرات صوتية هائلة مقارنة بجهاز آي بي أم وكذلك إمكانية وصل أميغا بالتلفاز وسيكون لديك حاسوب مثالي لألعاب الفيديو وقد كان هناك الكثير منها.
كنا نذهب إلى محلات الحاسوب وفي كل محل يكون هناك عادة حاسوب أميغا مع مجموعة كبيرة من الأقراص المرنة التي تحوي ألعاباً مختلفة، كنا نجلس أمام الحاسوب ونجرب الأقراص وما يعجبنا منها نطلب نسخه، نعم القرصنة أقدم من برامج ويندوز وفوتوشوب!
أذكر زياراتنا لمركز تجاري وهو حامد سنتر وقد كانت أبوظبي في ذلك الوقت خالية من المراكز التجارية الكبيرة المعروفة اليوم، المهم أن هذا المركز التجاري كان يحوي صالة ألعاب فيديو ومجموعة محلات حاسوب ولا زال حتى اليوم يحوي العديد من محلات ألعاب الفيديو والحاسوب، المهم هنا أن أحد المحلات كان اسمه ماي كمبيوتر - إن لم تخني الذاكرة - وأذكر جيداً واجهته الحمراء والحواسيب المعروضة خلف الزجاج، كان أحدها بشاشة صغيرة يعرض رسومات لا تتوقف:
كنا نقف أمام المحل قبل أن يفتح بابه وكنت أستمتع كثيراً بهذه الرسوم المتحركة، المحل من الداخل كان صغيراً وفي زاوية منه طاولة خاصة بحاسوب أميغا تحوي درجاً فيه العشرات من ألعاب الفيديو، أذكر أنني وأخي كنا نجلس أمام هذا الحاسوب ونجرب الألعاب ونختار منها ما نريد.
من بين الألعاب التي أذكرها:
- Silk Worm (فيديو)، كنت ألعب مع زميل وكنت أختار الطائرة دائماً لأنها أسهل!
- SWIV (فيديو)، الجزء الثاني من اللعبة السابقة، هذه المرة كنت أفضل السيارة لأنها أسهل!
- Magic Land Dizzy (فيديو)، لعبة مغامرات وواحدة ضمن سلسلة مشهورة من الألعاب.
- Italy 90 Soccer، لعبة كرة أقدم أذكرها جيداً لارتباطها بكأس العالم 1990.
- Flashback (فيديو)، واحدة من الألعاب التي ما زالت جميلة حتى اليوم.
حول العالم ما زال هناك كثير من الناس لديهم ما يشبه الوفاء لأميغا، لا زال البعض يطور أنظمة أميغا أو أنظمة مماثلة له، فهناك نظام Amiga OS 4 الذي ما زال يطور حتى اليوم وهناك مشروع نظام حر AROS الذي صمم ليكون متوافقاً مع نظام أميغا لكن يطور جوانب كثيرة ويعمل على الحواسيب المنتشرة اليوم.
لكن إن أردت تجربة ألعاب وأنظمة أميغا في حاسوبك وفي نظام ويندوز أو ماك فهناك Amiga Forever الذي يضم مجموعة من المحاكيات والبرامج والصور ومقاطع الفيديو لكل شيء متعلق بأجهزة أميغا ويحوي كذلك بعض الألعاب.
في الوقت الذي كانت فيه أجهزة الحاسوب PC بشاشة نصية ونظام دوس وأجهزة ماكنتوش كانت تعمل بالأبيض والأسود قدم أميغا وسائط متعددة غنية ونظام تشغيل يدعم تعدد المهام، كان سابقاً لوقته ومن المؤسف أنه لم يستطع الاستمرار حتى اليوم، الآن حتى أجهزة ماك تعمل بمعالجات إنتل، لم يعد هناك فرق كبير بين الحواسيب.
إن أردت كتاباً عن أميغا فأنصح بهذا الكتاب: The Future Was Here.
1 تعليقات:
يبدو أنني سأجرب هذه الألعاب ، وضعت الرابط في مفضلتي :)
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.