الأربعاء، 17 أبريل 2013

كيف سنتعامل مع ضياع البيانات؟

قبل أن تبدأ قراءة الموضوع لدي طلب صغير، إن قرأت الموضوع فضع تعليقاً، أريد معرفة آراء الناس ومدى اهتمامهم بالأمر.

عاجلاً أو آجلاً ستختفي المعلومات من الشبكة، أي شيء نشرته على الشبكة قد يختفي حتى وإن سمعت ألف شخص يرددون عليك: ما تضعه في الشبكة يبقى هناك إلى الأبد.

هناك قصص كثيرة عن أناس ضاعت بياناتهم وأعمالهم لأسباب مختلفة، شركة ما قررت إنهاء خدمة وحذف محتويات ساهم في صنعها الآلاف من الناس حول العالم، شخص ما لم يعد لتجديد موقعه أو دفع تكلفة الاستضافة والعنوان واختفى الموقع من الوجود، انهار مزود ما وفي نفس الوقت تعطل القرص الصلب الخاص بالنسخ الاحتياطي - حدث هذا بالمناسبة لمواقع أعرفها - ولم يعد صاحب الموقع يملك أي نسخة احتياطية لموقعه الذي أنفق فيه سنوات من عمره.

فكر في وسائل الإعلام المختلفة وأعني بذلك أشياء مثل الرسم على الجدران والنحت على الصخور أو الكتابة على ألواح الطين أو الرسم والكتابة على أوراق البردي أو طباعة كتاب بتقنيات اخترعت قبل 400 عام أو التصوير على أفلام Daguerreotype والتي تسمى في ويكيبيديا العربية داجيرية، هذه الوسائل أتاحت لنا أن نعرف أفكار أناس عاشوا قبل مئات أو حتى آلاف الأعوام، فهل يمكن أن نقول بأن المحتويات الرقمية ستعيش حتى 100 عام؟ هل هناك ما يضمن أن ما كتبته في عشر سنوات مضت سيبقى حتى 50 عاماً؟

هناك عدة أسئلة ينبغي طرحها عند الحديث عن الأرشفة الرقمية:
  • لماذا نؤرشف المحتويات؟
  • ما الذي يستحق أن يحفظ؟
  • من سيحافظ على أرشفة المحتويات؟
  • من سيحدد ما الذي يحفظ أو لا يحفظ؟
أنا لا أكتب هذا الموضوع لأنني أعرف أي إجابة على هذه الأسئلة بل أحاول من خلال الكتابة أن أرتب أفكاري وأبحث عن الإجابات، يهمني أن يبقى كثير مما كتبته لسنوات عدة لكن أعرف أن كثيراً مما كتبته لا يستحق الحفظ، مواضيع قصيرة أو مواضيع الروابط مثلاً أو مواضيع الصور، كل هذه لا أراها تستحق الحفظ، وأنا أوافق من يقول بأن النسيان أمر لا بأس به بل وضروري فليس كل شيء يستحق أن نتذكره.

هناك جانب تقني وقانوني كذلك:
  • ما هي الملفات التي ستستخدم لحفظ المحتويات؟
  • أين ستحفظ الملفات؟
  • كيف يمكن الوصول لهذه الملفات؟
  •  من سيكون له حق الوصول لهذه الملفات؟
  • كيف سنعالج موضوع الحقوق؟
  • هل أرشفة المحتويات تعني أنها أصبحت حقاً عاماً للجميع؟
كل هذا وغيره يمكن نقاشه لاحقاً لذلك سؤالي هنا وأنتظر إجابتك: هل أنت مهتم بالموضوع؟ ولماذا؟ وإن كان لديك أي إجابة على الأسئلة السابقة فاكتب.

10 تعليقات:

سلمان الخزيم يقول...

أخشى أن يكون عصرنا بالنسبة للعصور التالية مجرد فراغ لا يعرف عنه الكثير..!
موضوعك مهم، واعتقد من الضروري على أي شخص يكتب موضوعًا مفيدًا أو مذكرات أو أيًا كان غير النقاشات التي لا هدف منها أن يطبع لديه نسخًا ورقية من تلك الكتابات، فمن يدري ماذا سيحل بها في المستقبل، ومن يعرف كيف سيستفيد منها أجيال المستقبل.. وجودها خير من فقدانها..

اتذكر أني كتبت عدة مواضيع على موسوعة نول التابعة لغوغل، أمضيت فيها جهدًا ووقتًا، لكن اختفت عندما ألغت غوغل الخدمة وحذفت بياناتها.. لم أحرص على نسخ تلك المواضيع ورقيًا ظنًا مني أن البيانات الرقمية لا تضيع.. لكنها ضاعت!

شكرًا لك على إثارة الموضوع..

Salama يقول...

فكرت منذ فترة في المسألة بعد التوقف المفاجئ لمنتدى أمريكي كنت شاركت فيه. تم حذفه فجأة دون إنذار، وضاعت مواضيعي. ولولا أني كنت نسختها على المدونة لحزنت جدا.
أنا كثير النسيان.. فلو لم أحفظ ما كتبته ونشرته فسأنسى أني كتبته أصلا، حتى لو كان موضوعا مهما.
من أسباب الاهتمام بالأرشفة أيضا أن الكاتب وضع "بضعة من نفسه وعقله" في الكلمات وقت كتابتها.. فلا يهون عليه أن تضيع هكذا للأبد. على الأقل يمكنه استرجاع "ذكريات لحظة التأليف" إن رآها بعد سنوات محفوظة على قرص مضغوط أو مجلد منسي على القرص الصلب.

وهناك سبب آخر عندي غريب. فأنا أرى أن العالم الرقمي هش للغاية. ففي حالة الحروب قد يتم استخدام سلاح مثل قنبلة إلكترومغناطيسية نبضية تمحو كل معلومة رقمية في حيز انفجارها دون أن تصيب بشريا واحدا!!
وللأسف هذا سلاح موجود الآن، واسمه
EMP

Marwan يقول...

أعتقد بأن وسائل الحفظ الرقمي (CD/DVD/Hard/USB_Drive) هي أقل وسائل الحفظ أماناً، فالسيديهات التي أملكها منذ 3 سنوات فقط أصبح معظمها تالفاً. لكن وسائل الحفظ الأخرى الغير الرقمية تظل أكثر أمانا، وانظر مثلاَ لما دونه القدماء على الحجارة.

Unknown يقول...

موضوع مهم وفكرت فيه أكثر من مرة لكن بطريقة غير مُرتبة خصوصاً أني ممن لديهم هواية في النسخ اﻹحتياطي.
سوف أتكلم من وجهة نظري كمبرمج.
الدرجة اﻷولى في البيانات هي المعلومات المستخدمة في البرامج، مثلاً برنامج حسابات يعمل عند مصنع فلابد أن تكون الحسابات وأرصدتها محفوظة بطريقة يُعتمد عليها، فلا يُقبل أن يضيع رصيد حساب عميل دائن أو مدين، فإذا لم يكن النظام لديه طريقة نسخ إحتياطي معتمدة فاﻷفضل من ذلك إستخدام الدفاتر، فهي أكثر إعتماداً في تخزين البيانات في هذه الحال.
الدرجة الثانية هي مصادر كود البرامج، وهي ذات قيمة عالية للمبرمج وشركات البرمجة، وفي الحقيقة أقوم بعمل نُسخة في أكثر من مكان، في اﻹنترنت إذا كان مفتوح المصدر، وفي العمل في مخدم وفي أجهزة باقي الزملاء، وفي البيت أيضاً لدي أكثر من درجة للنسخ، في أقراص خارجية وفي حاسوب قديم مخصص لتخزين الملفات.
الدرجة اﻷقل أهمية هي اﻹعدادات، مثلاً إعداد نظام التشغيل. في وندوز مثلاً يُمكن أن يتم عمل نُسخة إحتياطية لإرجاع النظام إلى حالته إذا حدثت مشكلة. مثل هذه اﻷشياء لا أهتم بها.
توجد درجات وسيطة لا أعرف أين أضعها في اﻷهمية، منها كتابة المواضيع، والكُتب. فالكُتب التي اكتبها تُحفظ بطريقة جيدة لأن الكتاب عبارة عن ملف واحد. لكن المواضيع التي تتم كتابتها في المدونات أو تعليقات في مواضيع لكتاب آخرين (مثل هذا التعليق) فيُمكن أن تكون حياتها قصيرة، وموجهة لعدد محدود من الناس، مثلاً رد لكاتب الموضوع اﻷصلي والقراء الذين يعلقون مثلاً، ومتى ما قراؤو هذا التعليق فحفظه في الشبكة يصبح غير ذو أهمية.
كذلك التدوينات، فهي أحياناً تكون معلومتها مرتبطة بحدث أو تاريخ تقل أهميتها بمرور الزمن. وبعد تراكم الموارد على الشبكة يُصبح كثير منها عبء على الناس ويكون من اﻷفضل حذفها، أذكر أني عندما بدأت في تعلم لغة البرجة جافا مثلاً إعتمدت على اﻹنترنت والمدونات، لكن في أكثر من مرة في البحث عن حل لمشكلة أو كتابة إجراء لفعل شيء معين وجدت حلول مضللة وكانت خيارات سيئة، فمثل هذه المواضيع نتمنى أن تكون عمرها قصير ولايقع فيها أشخاص كُثر.

غير معرف يقول...

مرحبًا صديقي
رغم أن ما كتبه الأقدمون وصلنا، لكن لم يكن الكتبة حينها سوى بضع عشرات، ولم يصلنا من نتاجهم إلا نتاج بعض الأفراد، أمّا اليوم مع العصر الرقمي فالكتبة بالملايين، وانتاجهم يصل لأرقام فلكيّة، لذلك المقارنة لا تصح..
هناك مواقع تهتم بهذا الموضوع، منها موقع أرشيف النت، ولا أظن أن درجة الثقافة التقنيّة لدينا على مستوى تجعلنا نفكّر بإنقاذ محتوى الشبكة، فنحن (للأسف) بالكاد نشجع الآخرين على تعلّم استخدام الشبكة فيما ينفع..
كحلول شخصيّة، قمت ببناء ويكي شخصي، باستخدام برنامج دوكي ويكي (لبساطتها، ولأنه لا يتطلب أية قواعد بيانات)، وجمعت على هذه الويكي المغلقة كل ما كتبته في الشبكة، في مدونتي، والمنتديات، والمواقع، والصحف، وصوري، والمقالات التي تعجبني الخ، وأقوم بأخذ نسخة احتياطيّة باستمرار منها، وتخزينها بعدّة طرق.
لا أريد أن أكون متشائمًا، لكنني أتسائل عن جدوى حفظ معظم ما يكتب على الشكبة لمدة تزيد عن مئة عام، أظن أن 90% من المحتوى لا يحمل قيمة إنسانيّة تثري حياة البشرية بحيث نهتم بالاحتفاظ بها للأجيال القادمة..
أحببت أن أشير إلى أن ما ينفع الناس يمكث في الأرض، وأما الزبد فيذهب جفاء، فاللأرض قانونها الخاص بالاصطفاء، وأظن بأنه سيعمل دومًا لصالح الناس (الناس وليس المسلمين فقط ت)

Mohammed Bajubair يقول...

ارى ان حفظ المعلومات بطرق التقليدية مثل الكتابة على الورق و طباعة الصور في اوراق الطباعة الخاصة بالصور يجعلها اكثر استمرارية من الوسائل الرقمية التي يمكن تعطب بسرعة اكثر من الوسائل التقليدية و الدليل على ذلك انك تجد صور من القرن التاسع عشر محفوظة و موجودة الى عصرنا الحالي

عبدالله المهيري يقول...

@سلمان الخزيم: الطباعة حل مناسب للمدى البعيد، وباتباع طرق محددة في الطباعة يمكن أن يصنع المرء كتاباً أو كتباً تعيش لمدة طويلة إن حافظ عليها شخص أو مؤسسة ما، مثال نول الذي ذكرته يوضح بالضبط المشكلة.

@ibn Salama: صحيح أن أحد أسباب الحفظ هو جهد الإنسان نفسه لكن من ناحية أخرى لا بد أن نتذكر أن العالم الرقمي كبير وليس كل ما فيه يستحق الحفظ، الشخص نفسه يجب أن يعمل كمحرر لإنتاجه فلا يحفظ إلا ما يستحق الحفظ لكن ما هو مقياس الاستحقاق هنا؟

@Marwan: وسائل الحفظ الرقمية تحتاج لمتابعة وصيانة مستمرة لكي تبقى، الموضوع ليس جديداً فهناك سجلات رقمية لشركات ومؤسسات حكومية حول العالم تعود لفترة الستينات من القرن الماضي وكان عليهم نقلها من نظام إلى آخر ومن حواسيب إلى أخرى، لذلك هناك خبرات متراكمة حول مشكلة الأرشفة الإلكترونية وهناك اتفاق على أن الأرشفة الإلكترونية يمكن إنجازها لكن تحتاج إلى متابعة وإدارة مستمرة وإلا ستضيع.

@Motaz: ما نحتاجه هو نقاش وإجابات مفصلة على الأسئلة في الموضوع، لماذا نحفظ وما الذي نحفظه، كما قلت في تعليقك ليس كل شيء يستحق الحفظ، فما الذي يستحق إذاً؟ ومن سيحافظ عليه بعد رحيل صاحبه؟

@طريف: بالنسبة لي المقارنة تصح مع إدراكي للحجم الهائل للمحتويات اليوم، مشكلة حجم المحتويات بدأ نقاشها منذ مئات السنين وكان البعض يرى أن وظيفة المكتبات والأرشيف هو حفظ المعرفة دون تمييز لأن من يحدد أهمية شيء ليس الخازن أو أمين المكتبة بل من سيستخدم هذه المعرفة ولا ندري كيف ومن سيستخدمها.

بخصوص الثقافة التقنية، انخفاض مستواها ليس سبباً كافياً لعدم الخوض في هذا الموضوع، لو انتظرت الآخرين فلن أبدأ التدوين قبل 10 سنين فلم يكن هناك شيء اسمه تدوين في ذلك الوقت، لا بد أن يطرح شخص ما مثل هذا الموضوع وعاجلاً أو آجلاً سيصبح الأمر منتشراً بين الناس وسيزداد الوعي به.

بخصوص جدوى حفظ المحتويات، كما قلت في الموضوع، أطرح الأسئلة بحثاً عن إجابات ولا يكفيني أجوبة عمومية فقد طرحت الأسئلة للنقاش ولا زلت أتمنى رؤية إجابات أفضل وأكثر تفصيلاً وهذا ليس مكانه التعليقات بل في مدونات أخرى، لا شك لدي أن هناك كثيراً من المحتويات تستحق الحفظ حتى لو كانت 2% من المحتويات اليوم، و2% ليست نسبة صغيرة هنا لكن ما هي هذه المحتويات ومن سيحافظ عليها؟

@محمد باجبير: أوافقك، في نفس الوقت لا يمكن أن نعتمد على الورق في كل شيء خصوصاً أن المحتويات الرقمية تأتي بأحجام هائلة.

غير معرف يقول...

كل ما أردت ذكره ذكره الأخوة و لهم الشكر ، لكن لا يمنع أن أذكر تجربتي ، و هي مع خدمة تخزين سحابي نسيت اسمها ، انتهت و ذهبت ملفاتي ، لكن لم تكن ذات أهمية كبيرة .
إذا استثنيت المحتويات العلمية و الترفيهية في الشبكة ، يتبقى الكثير من التفاهات التي لا قيمة لها ، و أعني بذلك المواقع التافهة و المنتديات إضافة للمدونات التقنية التي تجدها تسويقية لا تقنية ، و التي تعيش على التعليقات المتعصبة للشركات ، و التي بدونها لن تحيا تلك المدونات ، لذلك لا تحذف هذه التعليقات ، هذا دليل على محتوى يجب أن ينسف نسفاً ، لا أن يؤرشف .

محمد يقول...

أعتقد أن موضوع حفظ المعلومات مهم
وأن إمكانية ضياع المعلومات تضل فكرة حاضرة، لكن أعتقد أن من الأشياء التي ستساعد على قلة ضياع المعلومات، هي التطور الحالي في نقل المحتويات، وحفظها، أكثر من السابق.

كما أني أعتقد بأنه ستبقى هناك معلومات باقية لنا في المستقبل، مع الاختلاف في الجهة التي ستضمن لنا بقائها، قد تحفظ في (متاحف مستقبلية) أو في المختبرات العلمية حيث يدرسوا أثارنا وأبحاثنا وتاريخنا الذي سيكون أن ذاك قديماً
لكن أعتقد بأن معلوماتنا ستبقى طويلاً مقارنة بمعلومات من سبقونا في البشرية سابقاً.

هذا ما فكرت به حتى الآن

Dhomochevsky يقول...

كنت استمع لأحد الشيوخ المغاربة حفظه الله, و نصح تلامذته بالاتي:
انتم تدونون الان ما اقول لكم بشأن الدرس في دفاتركم, لكن ما ستفعلون ان سكب مثلا احد اخوانكم الصغار كأسا من الشاي او القهوة على هذا الدفتر, سيضيع هذا العلم و هذا الشرح , لذا فاحسن طريقة هي حفظ الدرس عن ظهر قلب مع وعيه و فهمه , وعقب بقوله ان المغاربة معروف عنهم شدة الحفظ ..

ما قاله الشيخ صحيح , و مثال لذلك مكتبة بغداد التي احرقها التتار فضاع معها الكثير من المعارف
وكذلك مكتبات الاندلس التي نهبت و احرقت على ايدي محاكم التفتيش فضاع معها علم كثير..

لا ادري اشاهدتم ذلك الفيديو الذي يثبت ان تسليط مغناطيس ذو جاذبية عالية على قرص صلب يقوم بمسح كل محتويات هذا القرص للأبد..
في نظري لا يوجد وسيلة فعالة لجفظ البيانات و لكن يوجد فقط حلول ..

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.