في المدرسة الثانوية وفي أول عام وصلت لمرحلة من عدم الاكتراث بالتعليم أنني كنت أتغيب معظم أيام الأسبوع حتى مضى شهران أو ثلاثة وأنا على هذا الحال وفي يوم ما أخبرني طالب في الفصل بعد وصولي متأخراً أن علي الذهاب إلى الأخصائي الاجتماعي مع كتبي، عرفت أنه سيخبرنني أنني مفصول من المدرسة لتغيبي وقد فعل ذلك دون مقدمات، من الخارج كنت بارداً كالعادة أهز رأسي وأقول "همم" كإشارة إلى أنني فهمت، من الداخل يمكنك تخيل حفلة ألعاب نارية، أخيراً لن أستيقظ في الصباح لكي أذهب إلى المدرسة، كنت أكره المدارس منذ الابتدائية ولم أعد أحتمل المزيد منها.
مضى عام وأنا بدون مدرسة وحقيقة كان هذا عام خير علي ولا أدري كيف لم أفكر بالأمر في ذلك الوقت لأنني بعد ذلك قدمت أوراقي لألتحق بمدرسة مسائية تجارية لكي فقط أحصل على شهادة، لو كان بإمكاني أن أعود إلى الماضي بآلة زمن سأخبر "عبدالله 1999م" بأن الشهادة لن تنفعه في المستقبل وعليه ألا يضيع 3 أعوام للحصول عليه.
على أي حال المدرسة التي اخترتها كانت تجارية ومختلفة عن المدارس الأخرى، الطلبة يدرسون مواد الكيمياء والفيزياء والجيولوجيا وغير ذلك ونحن ندرس المحاسبة والتسويق والإدارة ومواد أخرى متعلقة بالتجارة، صحيح أنني نسيت معظم ما تعلمته في تلك الفترة لكنني أجد أن هذه المواد كانت أكثر فائدة لأنها على الأقل تدور حول شيء عملي يمكنني تطبيقه في حياتي، لم أضيع شهوراً في دراسة الكيمياء والفيزياء وأنا لن أستفيد منها عملياً في حياتي ثم هناك كتب وبرامج وثائقية ومواقع في الشبكة تقدم الكيمياء والفيزياء والعلوم والرياضيات بأسلوب ممتع وأفضل بكثير من أي منهج مدرسي، الوعي بالعالم من حولنا ضروري، دراسة هذه المواد لا تعطيني أي وعي بقدر ما تجعلني أدرك أن المدرسة بشكلها الحالي لا فائدة منها عملياً وهي ممر فقط للحصول على شهادة.
اليوم فقط تذكرت المدرسة التجارية وبدأت أفكر في المحاكاة كأسلوب للتعليم، بدلاً من تعليم المواد بشكل تقليدي في حصص منفصلة لم لا يكون التعليم بالمحاكاة؟ ولا أعني المحاكاة في الحاسوب وإن كان هذا خيار لا بأس به لكن يمكن تحويل المحاكاة لشيء أكثر واقعية، تصور معي أن المدرسة التجارية تعلم الطالب المواد من خلال تدريب عملي يبدأ فيه الطالب بتأسيس شركة وهمية يحتاج فيها أن ينظم حساباته ويسوق منتجاته ويدير المخازن ويدير الموظفين كذلك ومن خلال الممارسة العملية يتعلم مبادئ التجارة والإدارة والمحاسبة والتسويق وغير ذلك.
أضف لهذه المحاكاة شيء من الواقعية مثل تقديم طلبات تسجيل اسم واستئجار محل وإنجاز معاملات متعلقة بالماء والكهرباء وغير ذلك وسيكون لدى الطالب صورة واقعية عن تأسيس الشركات، ولم لا نذهب خطوة أخرى لنجعل التدريب المدرسي واقعياً أكثر، لم لا يؤسس شركة فعلية ويبدأ تجارته بحجم صغير ومن المدرسة؟
المحاكاة يمكنها أن تصبح قريبة جداً من الواقع إن أضفنا الحاسوب ففي الحاسوب يمكن مثلاً إنشاء شركة كاملة وكذلك إيجاد عملاء وهميين وموظفين وهميين كذلك ويمكن للطالب ممارسة الإدارة عملياً والتعامل مع الزبائن كذلك ويمكن للمحاكاة أن تجعل الشركة تربح أو تخسر بحسب قرارات الطالب، رفع الأسعار مثلاً فانخفضت المبيعات، لم يعد ينفق الكثير على قسم خدمة العملاء فازدادت شكاوي الناس، أنفق المزيد على قسم التسويق فزادت المبيعات ... وهكذا يمكن أن يفهم العلاقة بين الأشياء من خلال شاشة الحاسوب.
تصور معي أن الطالب يقضي 3 سنوات في إدارة شركة بدلاً من 3 سنوات في حفظ المواد والاستعداد للامتحانات، لا أظن أنه سينسى بسهولة ما تعلمه، ومن يدري لعله يخرج من هذه التجربة برغبة في أن يبدأ عمله الخاص بدلاً من البحث عن وظيفة حكومية.
للأسف المدارس التجارية لم تعد موجودة فقد ألغيت كما أعرف وأذكر أن هناك مدارس صناعية كذلك ومدرسة زراعية ولا أدري ما الذي حدث لكل هذه المدارس، ما أذكره أنها ألغيت كلها وقد أكون مخطئاً، على أي حال، المحاكاة كأسلوب تعليم يمكن تطبيقه في أي مادة تقريباً وهو أسلوب أفضل لأنه تطبيقي وعملي لا نظري.
مضى عام وأنا بدون مدرسة وحقيقة كان هذا عام خير علي ولا أدري كيف لم أفكر بالأمر في ذلك الوقت لأنني بعد ذلك قدمت أوراقي لألتحق بمدرسة مسائية تجارية لكي فقط أحصل على شهادة، لو كان بإمكاني أن أعود إلى الماضي بآلة زمن سأخبر "عبدالله 1999م" بأن الشهادة لن تنفعه في المستقبل وعليه ألا يضيع 3 أعوام للحصول عليه.
على أي حال المدرسة التي اخترتها كانت تجارية ومختلفة عن المدارس الأخرى، الطلبة يدرسون مواد الكيمياء والفيزياء والجيولوجيا وغير ذلك ونحن ندرس المحاسبة والتسويق والإدارة ومواد أخرى متعلقة بالتجارة، صحيح أنني نسيت معظم ما تعلمته في تلك الفترة لكنني أجد أن هذه المواد كانت أكثر فائدة لأنها على الأقل تدور حول شيء عملي يمكنني تطبيقه في حياتي، لم أضيع شهوراً في دراسة الكيمياء والفيزياء وأنا لن أستفيد منها عملياً في حياتي ثم هناك كتب وبرامج وثائقية ومواقع في الشبكة تقدم الكيمياء والفيزياء والعلوم والرياضيات بأسلوب ممتع وأفضل بكثير من أي منهج مدرسي، الوعي بالعالم من حولنا ضروري، دراسة هذه المواد لا تعطيني أي وعي بقدر ما تجعلني أدرك أن المدرسة بشكلها الحالي لا فائدة منها عملياً وهي ممر فقط للحصول على شهادة.
اليوم فقط تذكرت المدرسة التجارية وبدأت أفكر في المحاكاة كأسلوب للتعليم، بدلاً من تعليم المواد بشكل تقليدي في حصص منفصلة لم لا يكون التعليم بالمحاكاة؟ ولا أعني المحاكاة في الحاسوب وإن كان هذا خيار لا بأس به لكن يمكن تحويل المحاكاة لشيء أكثر واقعية، تصور معي أن المدرسة التجارية تعلم الطالب المواد من خلال تدريب عملي يبدأ فيه الطالب بتأسيس شركة وهمية يحتاج فيها أن ينظم حساباته ويسوق منتجاته ويدير المخازن ويدير الموظفين كذلك ومن خلال الممارسة العملية يتعلم مبادئ التجارة والإدارة والمحاسبة والتسويق وغير ذلك.
أضف لهذه المحاكاة شيء من الواقعية مثل تقديم طلبات تسجيل اسم واستئجار محل وإنجاز معاملات متعلقة بالماء والكهرباء وغير ذلك وسيكون لدى الطالب صورة واقعية عن تأسيس الشركات، ولم لا نذهب خطوة أخرى لنجعل التدريب المدرسي واقعياً أكثر، لم لا يؤسس شركة فعلية ويبدأ تجارته بحجم صغير ومن المدرسة؟
المحاكاة يمكنها أن تصبح قريبة جداً من الواقع إن أضفنا الحاسوب ففي الحاسوب يمكن مثلاً إنشاء شركة كاملة وكذلك إيجاد عملاء وهميين وموظفين وهميين كذلك ويمكن للطالب ممارسة الإدارة عملياً والتعامل مع الزبائن كذلك ويمكن للمحاكاة أن تجعل الشركة تربح أو تخسر بحسب قرارات الطالب، رفع الأسعار مثلاً فانخفضت المبيعات، لم يعد ينفق الكثير على قسم خدمة العملاء فازدادت شكاوي الناس، أنفق المزيد على قسم التسويق فزادت المبيعات ... وهكذا يمكن أن يفهم العلاقة بين الأشياء من خلال شاشة الحاسوب.
تصور معي أن الطالب يقضي 3 سنوات في إدارة شركة بدلاً من 3 سنوات في حفظ المواد والاستعداد للامتحانات، لا أظن أنه سينسى بسهولة ما تعلمه، ومن يدري لعله يخرج من هذه التجربة برغبة في أن يبدأ عمله الخاص بدلاً من البحث عن وظيفة حكومية.
للأسف المدارس التجارية لم تعد موجودة فقد ألغيت كما أعرف وأذكر أن هناك مدارس صناعية كذلك ومدرسة زراعية ولا أدري ما الذي حدث لكل هذه المدارس، ما أذكره أنها ألغيت كلها وقد أكون مخطئاً، على أي حال، المحاكاة كأسلوب تعليم يمكن تطبيقه في أي مادة تقريباً وهو أسلوب أفضل لأنه تطبيقي وعملي لا نظري.
4 تعليقات:
مرحبا أستاذ عبدالله
بين كل حين وآخر أزور مدونتك وأدعو أن تكون هناك موضوعات عدة كى أقرأها، لأن مدونتك بسيطة وموضوعاتك أيضا بسيطة وشىء مهم آخر ، تصميم المدونة بسيط وخفيف مما يجعل الأمر سهل على وعلى جهازى وعلى الانترنت البطىء الذى أستخدمه.
أفكارك أحيانا كثيرة تكون رائعة، لكن هناك القليل الذى لا أتفق معك فيه.
كنت أتساءل - وأتعشم فى أن تجيبنى اجابة وافية - عن مدونات أجنبية باللغة الأنجليزية تشبه مدونتك من حيث البساطة فى الأسلوب والتصميم وتحوى موضوعات جذابة كهذه التى تكتبها.
أريدها شبيهة بحيث انها تحوى يوميات وأفكار واقتراحات ، أو أى شىء آخر.
لا أقصد بهذا أن تبحث لى خصيصا عن ما أطلبه، لكننى أظن أنك تعرف بعض أو كل ما أطلبه، فلذلك أردت أخذ رأيك، خاصة ، خاصة وأن بحثى على جوجل عن شىء كهذا لن يجدى، ناهيك عن أنى لا أعرف كيف أبحث عن شىء كهذا!
شكرا جزيلا يا أستاذ عبدالله :)
كم اتشوق لمثل هذه المقالات :))
شكرا لك,
@Moheb Rofail
هذه مدونة بنفس المواصفات التي تبحث عنها : تماما
http://zenhabits.net/
هنا محتويات المدونة
http://zenhabits.net/archives/
وهذه المدونة ايضا لنفس الكاتب, يتحدث فيها فقط عن 'البساطة'
http://mnmlist.com/
@mody halem: حياك الله.
@Moheb Rofail: من الطبيعي أن يكون هناك ما لا نتفق عليه :-) وشكراً على الكلمات الطيبة، أما بخصوص المدونات الأجنبية فلست أعرف الكثير منها، معظم من أعرفهم يدونون بالإنجليزية يتخصصون في مواضيع محددة تقنية غالباً، لكن اسم واحد قفز لذهني مباشرة عندما قرأت تعليقك:
http://patrickrhone.com/
دعني أفكر أكثر وسأكتب تعليقاً آخر إذا تذكرت المزيد، مدونة Zenhabits أقترحها الأخ محمد مناسبة كذلك.
@محمد عبدالله: حياك الله وشكراً على اقتراح زين هابتس.
لماذا لم تذهب للمدرسة الصناعية ؟ أليست أفضل ؟
عن نفسي ، لو أرجع للثانوية لاخترت المسار الصناعي
لأن المقررات التطبيقية أكثر من النظرية
خصوصاً قسم الإلكترونيات
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.