كثير من المدونات التقنية تحاول نشر كل خبر عن كل شيء طرح أو سيطرح في الأسواق، تسميتها بالمدونات "التقنية" ليست صائبة فهي الآن مدونات استهلاكية لا تغطي أخبار التقنية بل أخبار المنتجات والشركات، قد تجد فيها مقالة أو اثتنتين بين حين وآخر تتحدث عن التقنية لكن أكثر محتوياتها سيكون حول المنتجات الاستهلاكية، وتحاول هذه المدونات جذب أكبر قدر ممكن من الزوار بطرح عشرات المواضيع كل يوم وكتابة عناوين مثيرة، لأن إعلانات شبكة الويب تصبح أقل عائداً مع مرور الأيام وهذا يعني الحاجة لمزيد من الزوار كل يوم، هذا السباق نحو الأكثر والأسرع يتعب كتّاب المواقع والمتابعين، المدونون يصبحون آلات نشر مواضيع والمتابعون يغرقون في بحر من المحتويات غير المفيدة.
ما فائدة أن أعرف خبر طرح كل هاتف وكل كاميرا وكل جهاز جديد؟ سيقول قائل بأنه من الضروري نشر كل شيء لتلبية كل الأذواق وهذا بالتحديد ما أجده مشكلة في كثير من المواقع والشركات وبعض الأفراد، محاولة إرضاء الجميع تعني أنك لن ترضي أحداً، محاولة طرح منتجات كثيرة كما تفعل بعض شركات الإلكترونيات - سامسونج مثلاً - يزيد التعقيد على الناس ويقلل رضاهم عن مشترياتهم.
من المؤسف أن البعض يريد محاكاة هذا النموذج الذي يعتمد على السرعة والكثرة كأن هذا الأسلوب هو النموذج الوحيد لنجاح المواقع، ما هو مؤسف أكثر أننا بحاجة ملحة لمحتويات أقل وجودة أعلى وللأسف كثير من المواقع تسير في الاتجاه الآخر بحثاً عن عدد الزوار الكبير الذي يفترض ألا يكون مقياساً عندما يكون هدفك أن تقدم المفيد.
هناك أسلوب آخر، موقع The Wirecutter لا يغطي آخر أخبار المنتجات التقنية ولا يحاول نشر عشرات المواضيع كل يوم ومع ذلك يجد صاحب الموقع عائداً كافياً لنفسه وللكتّاب المشاركين في الموقع، قرأت قصته في جريدة نيويورك تايمز وقد كنت أعرف الموقع قبل ذلك لكن لا أعرف قصة صاحب الموقع.
كان يعمل محرراً في مدونة شهيرة بكثرة مواضيعها وعدد زوارها الذي يصل إلى عشرات الملايين كل عام، لكن سنوات من هذا العمل جعلته في النهاية يكره شبكة الويب ويتوقف عن الكتابة لتلك المدونة الشهيرة، ومع أنه تلقى عروضاً كثيرة من مواقع مختلفة فقد قرر ألا يقبل شيئاً منها، باع سيارته وأجّر بيته وانتقل إلى هاواي وهناك فكر في موقع WireCutter.
الموقع لا يتابع آخر الأخبار بل هو دليل شراء المنتجات التقنية، الموقع لا يخبرك عن المواصفات التي يجب أن تهتم بها عند شراء نوع ما من المنتجات بل ينصح بشراء منتجات محددة، إذا أردت كاميرا صغيرة للجيب فاشتري هذه الكاميرا، إذا أردت حاسوباً نقالاً فاشتري هذا الحاسوب وهكذا ينصح الموقع بشراء أشياء محددة، لا داعي لأن تبحث في عشرات المواقع وتتعب نفسك بالتفكير، زر الموقع واتبع نصائحه ووفر وقتك، الموقع يبحث ويقدم أفضل الإجابات، مقابل هذه الخدمة يقدم الموقع روابط للمنتجات في متجر أمازون فإذا اشتريتها سيحصل الموقع على عائد بسيط من كل منتج اشتريته، هذا العائد البسيط يتحول إلى 50 ألف دولار في الشهر ويزداد بمرور الأشهر، مع أن عدد زوار الموقع ليس كبيراً مقارنة مع مدونات مشهورة إلا أن العائد من كل زائر أكبر من عوائد الإعلانات في المواقع الشهيرة.
لا أقول بأن هذا النموذج يمكن تكراره بنفس الشكل لكنه نموذج يستحق أن يكرر بأشكال مختلفة، بدلاً من تقديم كل شيء تحت السماء قدم إجابات محددة أو محتويات مفيدة لوقت طويل، محاولة جذب زوار أكثر وعرض إعلانات أكثر لم يعد مجدياً، محاولة ملاحقة كل خبر صغير وكبير هو سباق خاسر.
ما فائدة أن أعرف خبر طرح كل هاتف وكل كاميرا وكل جهاز جديد؟ سيقول قائل بأنه من الضروري نشر كل شيء لتلبية كل الأذواق وهذا بالتحديد ما أجده مشكلة في كثير من المواقع والشركات وبعض الأفراد، محاولة إرضاء الجميع تعني أنك لن ترضي أحداً، محاولة طرح منتجات كثيرة كما تفعل بعض شركات الإلكترونيات - سامسونج مثلاً - يزيد التعقيد على الناس ويقلل رضاهم عن مشترياتهم.
من المؤسف أن البعض يريد محاكاة هذا النموذج الذي يعتمد على السرعة والكثرة كأن هذا الأسلوب هو النموذج الوحيد لنجاح المواقع، ما هو مؤسف أكثر أننا بحاجة ملحة لمحتويات أقل وجودة أعلى وللأسف كثير من المواقع تسير في الاتجاه الآخر بحثاً عن عدد الزوار الكبير الذي يفترض ألا يكون مقياساً عندما يكون هدفك أن تقدم المفيد.
هناك أسلوب آخر، موقع The Wirecutter لا يغطي آخر أخبار المنتجات التقنية ولا يحاول نشر عشرات المواضيع كل يوم ومع ذلك يجد صاحب الموقع عائداً كافياً لنفسه وللكتّاب المشاركين في الموقع، قرأت قصته في جريدة نيويورك تايمز وقد كنت أعرف الموقع قبل ذلك لكن لا أعرف قصة صاحب الموقع.
كان يعمل محرراً في مدونة شهيرة بكثرة مواضيعها وعدد زوارها الذي يصل إلى عشرات الملايين كل عام، لكن سنوات من هذا العمل جعلته في النهاية يكره شبكة الويب ويتوقف عن الكتابة لتلك المدونة الشهيرة، ومع أنه تلقى عروضاً كثيرة من مواقع مختلفة فقد قرر ألا يقبل شيئاً منها، باع سيارته وأجّر بيته وانتقل إلى هاواي وهناك فكر في موقع WireCutter.
الموقع لا يتابع آخر الأخبار بل هو دليل شراء المنتجات التقنية، الموقع لا يخبرك عن المواصفات التي يجب أن تهتم بها عند شراء نوع ما من المنتجات بل ينصح بشراء منتجات محددة، إذا أردت كاميرا صغيرة للجيب فاشتري هذه الكاميرا، إذا أردت حاسوباً نقالاً فاشتري هذا الحاسوب وهكذا ينصح الموقع بشراء أشياء محددة، لا داعي لأن تبحث في عشرات المواقع وتتعب نفسك بالتفكير، زر الموقع واتبع نصائحه ووفر وقتك، الموقع يبحث ويقدم أفضل الإجابات، مقابل هذه الخدمة يقدم الموقع روابط للمنتجات في متجر أمازون فإذا اشتريتها سيحصل الموقع على عائد بسيط من كل منتج اشتريته، هذا العائد البسيط يتحول إلى 50 ألف دولار في الشهر ويزداد بمرور الأشهر، مع أن عدد زوار الموقع ليس كبيراً مقارنة مع مدونات مشهورة إلا أن العائد من كل زائر أكبر من عوائد الإعلانات في المواقع الشهيرة.
لا أقول بأن هذا النموذج يمكن تكراره بنفس الشكل لكنه نموذج يستحق أن يكرر بأشكال مختلفة، بدلاً من تقديم كل شيء تحت السماء قدم إجابات محددة أو محتويات مفيدة لوقت طويل، محاولة جذب زوار أكثر وعرض إعلانات أكثر لم يعد مجدياً، محاولة ملاحقة كل خبر صغير وكبير هو سباق خاسر.
4 تعليقات:
نطقت بما كان بخاطري.. فشكرا لك
لهذا هجرت كثيرا من المواقع التي تسمي نفسها تقنية وهي محض نشرات اخبارية للشركات التي تمولها..للأسف.
تعجبني قصة ذلك الشيخ الذي وجد شبابا قريبا من المسجد وقد حضر وقت الصلاة و لم يذهبوا فدعاعم للمسجد, فقال له احدهم: الناس وصلت القمر _لم يصلوا على فكرة_ و انت تقول لنا الصلاة..فقال الشيخ: انت لا صليت و لا صعدت القمر..
هناك موقع عربي وحيد الذي أعتبره موقع للتقنية هو موقع وادي التقنية
فكرة رائعة .. شكرا لنشر مثل هكذا مواقع :-)
أحسنت و ملاحظة جيدة ، العبرة بالتخصص و التركيز على هدف معين و ليس كتابة أي شيء
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.