ملاحظة: هذه رسالة من نشرة سردال البريدية، وبطلب من البعض أنشرها هنا.
هذه هي الرسالة الأولى في قائمة سردال البريدية، حتى الآن هناك 25 مشترك، شكراً لك على اشتراكك وأتمنى أن تجد في القائمة فائدة.
بعض محتويات القائمة لن أنشره في أي مكان آخر إلا إذا رأى المتابعون أن علي نشر محتوياتها في مدونتي مثلاً، أنشأت هذه القائمة كوسيلة تواصل مختلفة لمن يرغب في متابعة جديد ما أكتب دون الاعتماد على تقنية RSS أو تويتر، وأذكر بأنك تستطيع الرد على القائمة والتواصل معي مباشرة من خلال البريد، هذه ميزة أخرى لهذه القائمة، حالياً أحاول تنظيم وجودي في الشبكة لكي أوفر وسيلة تواصل مناسبة للجميع ولا تعتمد على تويتر أو فايسبوك، لذلك هذه عودة إلى البريد الإلكتروني وبدأت هذه القائمة البريدية وكذلك أصبح لدي صندوق بريد لمن يريد تواصلاً بطيئاً وبعيداً عن الشبكة.
وليام كان ولا زال يعيش في بيئة فقيرة ومتأخرة تقنياً، ولأن أسرته كانت فقيرة لم يستطع أن يكمل تعليمه، لكنه وجد فرصة ليكمل التعلم من خلال مكتبة في قريته، من خلال هذه المكتبة تعلم كيف تعمل الكهرباء وكيف يعمل المولد الكهربائي وتعرف على طاقة الرياح وتعلم مبادئ مختلفة حول الكهرباء ومكونات الأجهزة التي تنتج وتحفظ وتتحكم بالكهرباء، بعدها استطاع أن يخترع آلة تنتج الكهرباء بطاقة الرياح ومن هذه الآلة بدأ الناس يتعرفون عليه ووصلت شهرته العالم واستطاع بمساعدة أناس حول العالم أن يعود لمدرسته ويكمل تعليمه ويحسن وضعه في المنزل بشراء تقنيات بسيطة لأهله ولنفسه مثل الشبك الذي يقي الناس الباعوض في الليل وهم نائمون، تقنية بسيطة جداً لكنها مهمة جداً في مكان فقير مثل ملاوي ومناطق عدة حول العالم، فهي تقي الناس الأمراض التي ينقلها الباعوض كالملاريا وهي تسمح لهم بالنوم في سلام، يعرف جيداً عذاب الباعوض من جربه وقد جربته من قبل في الهند.
هناك عدة نقاط مهمة في الفقرة السابقة، الأولى هي وجود مكتبة في مكان فقير، لنتصور أنه لم تكن هناك مكتبة فهل سيتعلم وليام الفيزياء بشكل علمي ويخترع آلته؟ قد يخترع الآلة بأن يجرب ويخطأ ويكرر التجربة حتى يفلح لكنه سيبقى جاهلاً بكيفية عمل الكهرباء وأساسياتها، من ناحية أخرى المكتبة وفرت عليه الوقت وأعطته الأساسيات لكي يفعل بنفسه ما يريد أن يحققه، وجود المكتبة كان عاملاً أساسياً في حياته ونقطة تحول مهمة، لذلك علينا أن نسأل أنفسنا: كم وليام في العالم لم يجد مكتبة كما وجدها وليام الملاوي؟
في عالمنا العربي هناك مناطق فقيرة حتى في الدول الغنية وكثير منها يفتقر لمرافق عامة كثيرة من بينها المكتبة، للأسف عند طرح مثل هذا الحديث سيرى أناس أن هناك أولوية لكذا وكذا من الأشياء قبل المكتبة، شخصياً أجد أن المكتبة مهمة لدرجة تقديمها على أشياء أخرى، في قرية وليام لم تكن هناك كهرباء لمعظم البيوت ولا ماء جاري لكن هناك مكتبة، لهذا أجد أنه من الضروري إنشاء المكتبات في المناطق البعيدة والفقيرة من الدول العربية، ولتكن هذه المكتبات مدارس صغيرة لمن لم يدخل المدرسة، يمكن لأي شخص أن يدخلها ليتعلم ما يشاء ومن الضروري أن تحوي المكتبة كتباً علمية تشرح العالم من حولنا وتفسر ظواهره، بعض المكتبات العربية تركز أكثر من اللازم على كتب الأدب والفلسفة، نحن بحاجة للتوازن ولوضع العلم قبل المجالات الأخرى لعل وعسى أن يظهر لدينا وليام في كل بلد عربي.
نقطة ثانية هي الإعلام، وليام بعد أن وصل خبره للإعلام وجد نفسه محاطاً بالصحفيين والإعلاميين من بلده، لقاءات مختلفة معه في الصحف والإذاعات وهناك إذاعة أجرت لقاء مع أبيه الفخور به، هذه التغطية الإعلامية ساعدت وليام للوصول إلى خارج ملاوي وبالتحديد إلى مؤتمر تيد في كينيا وهناك وجد شهرة أكبر ومساعدة من أناس مختلفين، مرة أخرى: كم وليام في بلداننا لم يجد حقه من التغطية الإعلامية؟
النقطة الثالثة تدور حول التقنية، في الدول الفقيرة التقنيات الأفضل ليست بالضرورة هي التقنيات الأكثر تقدماً، بعد مؤتمر تيد تحسنت أوضاع وليام من نواحي كثيرة، فقد وفر إضاءة لمنزله وهذا يعني قضاء بضع ساعات في القراءة داخل المنزل بدلاً من النوم مباشرة بعد غروب الشمس، ولوالدته استطاع وليام أن يوفر لها موقد طبخ يبعد دخان النار عنها ويحرق الخشب بشكل أفضل، هذا مفيد لصحة والدته التي تطبخ كل يوم وكان الدخان في الماضي يكاد يخنقها ويصيب عينيها بالتهاب، ثم هناك الشبك الذي يقي الناس من الباعوض وهذا ذكرته سابقاً.
هذه الأمور الصغيرة ننساها أحياناً عندما نفكر بالمساعدات ونظن أن شراء حاسوب هو الخيار الأفضل، يفترض بمن يريد أن يقدم مساعدة أن يبحث عن أمور أساسية بسيطة، هل من يحتاج المساعدة لديه ماء شرب نظيف؟ هل يحتاج لوقاية من الباعوض؟ هل بيته صحي ويجد تهوية كافية؟ هل هناك إضاءة في الليل؟ هل يحتاجون لموقد طبخ يقلل الدخان ويبعده عن المستخدم؟ هل لديهم طعام كافي؟ أسئلة كثيرة يمكن طرحها قبل أن نصل إلى سؤال: هل هم بحاجة لحاسوب.
كذلك المدارس والقرى، قبل الحاسوب يجب التفكير بالسبورة (لوح الكتابة الكبير) والطاولات والكراسي والكتب والمعلمين، الاستثمار في المعلمين أهم من شراء حواسيب للطلبة، كذلك الاستثمار في مكتبة سيعود بفائدة كبيرة على الناس في القرية أكثر من الحواسيب، هذا بعض ما يمكن التفكير به قبل إرسال تقنيات متقدمة إلى دول فقيرة، لا أقول هنا أن المساعدات يجب ألا تكون على شكل حواسيب فهناك أناس لديهم بيوت جيدة ومستوى حياة جيد لكنهم قد لا يستطيعون امتلاك حاسوب لتكلفته العالية، المهم هنا أن نعرف ونفهم الوضع قبل أن نساعد الآخرين.
هذه هي الرسالة الأولى في قائمة سردال البريدية، حتى الآن هناك 25 مشترك، شكراً لك على اشتراكك وأتمنى أن تجد في القائمة فائدة.
بعض محتويات القائمة لن أنشره في أي مكان آخر إلا إذا رأى المتابعون أن علي نشر محتوياتها في مدونتي مثلاً، أنشأت هذه القائمة كوسيلة تواصل مختلفة لمن يرغب في متابعة جديد ما أكتب دون الاعتماد على تقنية RSS أو تويتر، وأذكر بأنك تستطيع الرد على القائمة والتواصل معي مباشرة من خلال البريد، هذه ميزة أخرى لهذه القائمة، حالياً أحاول تنظيم وجودي في الشبكة لكي أوفر وسيلة تواصل مناسبة للجميع ولا تعتمد على تويتر أو فايسبوك، لذلك هذه عودة إلى البريد الإلكتروني وبدأت هذه القائمة البريدية وكذلك أصبح لدي صندوق بريد لمن يريد تواصلاً بطيئاً وبعيداً عن الشبكة.
الصبي الذي سخر الريح
اليوم نشرت تلخيص كتاب في موقعي، اقرأ الملخص ثم عد لإكمال هذه الرسالة.وليام كان ولا زال يعيش في بيئة فقيرة ومتأخرة تقنياً، ولأن أسرته كانت فقيرة لم يستطع أن يكمل تعليمه، لكنه وجد فرصة ليكمل التعلم من خلال مكتبة في قريته، من خلال هذه المكتبة تعلم كيف تعمل الكهرباء وكيف يعمل المولد الكهربائي وتعرف على طاقة الرياح وتعلم مبادئ مختلفة حول الكهرباء ومكونات الأجهزة التي تنتج وتحفظ وتتحكم بالكهرباء، بعدها استطاع أن يخترع آلة تنتج الكهرباء بطاقة الرياح ومن هذه الآلة بدأ الناس يتعرفون عليه ووصلت شهرته العالم واستطاع بمساعدة أناس حول العالم أن يعود لمدرسته ويكمل تعليمه ويحسن وضعه في المنزل بشراء تقنيات بسيطة لأهله ولنفسه مثل الشبك الذي يقي الناس الباعوض في الليل وهم نائمون، تقنية بسيطة جداً لكنها مهمة جداً في مكان فقير مثل ملاوي ومناطق عدة حول العالم، فهي تقي الناس الأمراض التي ينقلها الباعوض كالملاريا وهي تسمح لهم بالنوم في سلام، يعرف جيداً عذاب الباعوض من جربه وقد جربته من قبل في الهند.
هناك عدة نقاط مهمة في الفقرة السابقة، الأولى هي وجود مكتبة في مكان فقير، لنتصور أنه لم تكن هناك مكتبة فهل سيتعلم وليام الفيزياء بشكل علمي ويخترع آلته؟ قد يخترع الآلة بأن يجرب ويخطأ ويكرر التجربة حتى يفلح لكنه سيبقى جاهلاً بكيفية عمل الكهرباء وأساسياتها، من ناحية أخرى المكتبة وفرت عليه الوقت وأعطته الأساسيات لكي يفعل بنفسه ما يريد أن يحققه، وجود المكتبة كان عاملاً أساسياً في حياته ونقطة تحول مهمة، لذلك علينا أن نسأل أنفسنا: كم وليام في العالم لم يجد مكتبة كما وجدها وليام الملاوي؟
في عالمنا العربي هناك مناطق فقيرة حتى في الدول الغنية وكثير منها يفتقر لمرافق عامة كثيرة من بينها المكتبة، للأسف عند طرح مثل هذا الحديث سيرى أناس أن هناك أولوية لكذا وكذا من الأشياء قبل المكتبة، شخصياً أجد أن المكتبة مهمة لدرجة تقديمها على أشياء أخرى، في قرية وليام لم تكن هناك كهرباء لمعظم البيوت ولا ماء جاري لكن هناك مكتبة، لهذا أجد أنه من الضروري إنشاء المكتبات في المناطق البعيدة والفقيرة من الدول العربية، ولتكن هذه المكتبات مدارس صغيرة لمن لم يدخل المدرسة، يمكن لأي شخص أن يدخلها ليتعلم ما يشاء ومن الضروري أن تحوي المكتبة كتباً علمية تشرح العالم من حولنا وتفسر ظواهره، بعض المكتبات العربية تركز أكثر من اللازم على كتب الأدب والفلسفة، نحن بحاجة للتوازن ولوضع العلم قبل المجالات الأخرى لعل وعسى أن يظهر لدينا وليام في كل بلد عربي.
نقطة ثانية هي الإعلام، وليام بعد أن وصل خبره للإعلام وجد نفسه محاطاً بالصحفيين والإعلاميين من بلده، لقاءات مختلفة معه في الصحف والإذاعات وهناك إذاعة أجرت لقاء مع أبيه الفخور به، هذه التغطية الإعلامية ساعدت وليام للوصول إلى خارج ملاوي وبالتحديد إلى مؤتمر تيد في كينيا وهناك وجد شهرة أكبر ومساعدة من أناس مختلفين، مرة أخرى: كم وليام في بلداننا لم يجد حقه من التغطية الإعلامية؟
النقطة الثالثة تدور حول التقنية، في الدول الفقيرة التقنيات الأفضل ليست بالضرورة هي التقنيات الأكثر تقدماً، بعد مؤتمر تيد تحسنت أوضاع وليام من نواحي كثيرة، فقد وفر إضاءة لمنزله وهذا يعني قضاء بضع ساعات في القراءة داخل المنزل بدلاً من النوم مباشرة بعد غروب الشمس، ولوالدته استطاع وليام أن يوفر لها موقد طبخ يبعد دخان النار عنها ويحرق الخشب بشكل أفضل، هذا مفيد لصحة والدته التي تطبخ كل يوم وكان الدخان في الماضي يكاد يخنقها ويصيب عينيها بالتهاب، ثم هناك الشبك الذي يقي الناس من الباعوض وهذا ذكرته سابقاً.
هذه الأمور الصغيرة ننساها أحياناً عندما نفكر بالمساعدات ونظن أن شراء حاسوب هو الخيار الأفضل، يفترض بمن يريد أن يقدم مساعدة أن يبحث عن أمور أساسية بسيطة، هل من يحتاج المساعدة لديه ماء شرب نظيف؟ هل يحتاج لوقاية من الباعوض؟ هل بيته صحي ويجد تهوية كافية؟ هل هناك إضاءة في الليل؟ هل يحتاجون لموقد طبخ يقلل الدخان ويبعده عن المستخدم؟ هل لديهم طعام كافي؟ أسئلة كثيرة يمكن طرحها قبل أن نصل إلى سؤال: هل هم بحاجة لحاسوب.
كذلك المدارس والقرى، قبل الحاسوب يجب التفكير بالسبورة (لوح الكتابة الكبير) والطاولات والكراسي والكتب والمعلمين، الاستثمار في المعلمين أهم من شراء حواسيب للطلبة، كذلك الاستثمار في مكتبة سيعود بفائدة كبيرة على الناس في القرية أكثر من الحواسيب، هذا بعض ما يمكن التفكير به قبل إرسال تقنيات متقدمة إلى دول فقيرة، لا أقول هنا أن المساعدات يجب ألا تكون على شكل حواسيب فهناك أناس لديهم بيوت جيدة ومستوى حياة جيد لكنهم قد لا يستطيعون امتلاك حاسوب لتكلفته العالية، المهم هنا أن نعرف ونفهم الوضع قبل أن نساعد الآخرين.
1 تعليقات:
أحببت ان اهنئك بحلول شهر رمضان
كل عام وانت بخير استاذي الكريم وانتم الى الله اقرب
سأقرأ التدوينة الان :)
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.