كتبت في تويتر أطلب تفسيراً لشيء، لأنني كلما كتبت عن المدن وتخطيطها والمشي لا بد أن يذكر شخص ما الجو "غير المناسب" فطلبت تفسيراً لظاهرة أراها كلما خرجت من المنزل، الأجانب الذين يمشون في بلادنا بغض النظر عن الجو، لو أنهم أتوا من بلاد صحراوية لقلنا أنهم معتادون على ذلك لكنهم شقر حمر أتوا من بلاد الثلج والبرد ومع ذلك تجد بعضهم يمشون في عز الحر.
يبدو أن علي دائماً أن أشير إلى الواضحات كلما تحدثت عن تخطيط المدن، لأن الدعوة إلى تحويلها لمدن قابلة للمشي لا يعني بالضرورة إجبار الجميع على المشي، ولا يوجد داعي لأن يكتب أحدهم "لكن الجو غير مناسب" فما الذي يعنيه هذا؟ ألا نحسن تخطيط مدننا؟ أن نقبل بها كما هي على علاتها؟ لا أفهم، كل ما في الأمر أن تحسين المدن يعني أن الناس سيمشون أكثر وهذا صحي وفي صالح البلاد، من أراد استخدام السيارة فيمكنه فعل ذلك، الفكرة ليست إما السيارة وإما المشي بل كلاهما مع التركيز على الناس قبل السيارات لا ما يحدث حالياً من التركيز على السيارات فقط.
أفضل دليل على عدم أهمية المشاة في طرقنا أو عدم الاهتمام بهم هو ما يحدث للأرصفة عند تصليح الطرق، الرصيف هو أول ضحية لهذه التصليحات وآخر ما يعود عند انتهاء التصليحات، السيارات لها أولوية دائماً في حين أن الماشي قد لا يستطيع المشي في طريق تعمل شركة على تغييره أو صيانته.
أشارت أخت كريمة في تويتر إلى ملاحظة لم أفكر بها من قبل وهي أن الناس عندما يسافرون سيمشون حتى لو كان الجو حاراً في البلاد التي سافروا لها لكن عند عودتهم إلى البلاد تجدهم يقودون سياراتهم ولا ينزلون منها، ذكرت للأخت الفاضلة أن هناك من قال لي بالحرف "عيب تمشي" وكان يعني أنه لا يليق بي كمواطن إماراتي أن أمشي وقد كنت عائداً من سوق البطين - الذي هدم ولم يبنى من جديد - وكنت مستمتعاً بالمشي، ثم ذكرت الأخت الفاضلة ظاهرة بقاء البعض في سياراتهم لانتظار الآخرين أن يأتوهم ثم كتبت موضوعاً في مدونتها بعنوان ثقافة البرستيج توضح فيها مثل هذه المواقف، أن يذهب أحدهم بسيارته إلى بقالة ويزعج الحي بمنبه السيارة ولا ينزل منها، يتكرر الأمر عند الخياط وعند مطعم شاي الكرك كما يسمونه.
الموضوع أكثر من مجرد اعتراض على الجو، لدينا عادات سيئة بحاجة لتغيير جذري والتغيير يبدأ من القلب، لن يحدث شيء لو نزل شخص من سيارته ودخل إلى البقالة واشترى ما أراد ثم عاد، سيذهب بكامل أعضائه وسيعود بها كاملة، عمر بن عبد العزيز رحمه الله كان يجالس ضيفاً وانطفأ السراج فقم بنفسه لإصلاحه فلامه ضيفه، فرد عليه: قمت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر.
أذكرك بأنه كان أمير المؤمنين في ذلك الوقت، ليس هناك أي خطأ أو مشكلة في أن يقوم بنفسه لإصلاح السراج، بالنسبة له مفهوم الكبرياء لا يعني له شيئاً فقد تواضع رحمه الله، ومن قبله الفاروق كان يمشي وخادمه يركب الناقة، وهو أمير المؤمنين، ما كان للدنيا حظاً في قلبه فتواضع رحمه الله ورضي عنه.
البداية من هنا، من داخل نفسك، أن تشعر بالتواضع في نفسك ليؤثر هذا على جوارحك وأعمالك ويجعلك تفكر بالآخرين قبل أن تفكر في نفسك، أن تقدم مصلحة الآخرين قبل نفسك، من أزعج الناس بمنبه سيارته ليطلب كوب شاي فهو في الحقيقة يقدم نفسه على كل الناس ومن ضمنهم ذلك الرجل الذي سيبيعه كوب الشاي، قليل من التواضع، قليل من التفكير بالآخرين، إن كان بإمكانك أن تنزل وتسير خطوات قليلة ففعل، إن كان بإمكانك ألا تزعج الناس - ويمكنك ذلك - ففعل.
يبدو أن علي دائماً أن أشير إلى الواضحات كلما تحدثت عن تخطيط المدن، لأن الدعوة إلى تحويلها لمدن قابلة للمشي لا يعني بالضرورة إجبار الجميع على المشي، ولا يوجد داعي لأن يكتب أحدهم "لكن الجو غير مناسب" فما الذي يعنيه هذا؟ ألا نحسن تخطيط مدننا؟ أن نقبل بها كما هي على علاتها؟ لا أفهم، كل ما في الأمر أن تحسين المدن يعني أن الناس سيمشون أكثر وهذا صحي وفي صالح البلاد، من أراد استخدام السيارة فيمكنه فعل ذلك، الفكرة ليست إما السيارة وإما المشي بل كلاهما مع التركيز على الناس قبل السيارات لا ما يحدث حالياً من التركيز على السيارات فقط.
أفضل دليل على عدم أهمية المشاة في طرقنا أو عدم الاهتمام بهم هو ما يحدث للأرصفة عند تصليح الطرق، الرصيف هو أول ضحية لهذه التصليحات وآخر ما يعود عند انتهاء التصليحات، السيارات لها أولوية دائماً في حين أن الماشي قد لا يستطيع المشي في طريق تعمل شركة على تغييره أو صيانته.
أشارت أخت كريمة في تويتر إلى ملاحظة لم أفكر بها من قبل وهي أن الناس عندما يسافرون سيمشون حتى لو كان الجو حاراً في البلاد التي سافروا لها لكن عند عودتهم إلى البلاد تجدهم يقودون سياراتهم ولا ينزلون منها، ذكرت للأخت الفاضلة أن هناك من قال لي بالحرف "عيب تمشي" وكان يعني أنه لا يليق بي كمواطن إماراتي أن أمشي وقد كنت عائداً من سوق البطين - الذي هدم ولم يبنى من جديد - وكنت مستمتعاً بالمشي، ثم ذكرت الأخت الفاضلة ظاهرة بقاء البعض في سياراتهم لانتظار الآخرين أن يأتوهم ثم كتبت موضوعاً في مدونتها بعنوان ثقافة البرستيج توضح فيها مثل هذه المواقف، أن يذهب أحدهم بسيارته إلى بقالة ويزعج الحي بمنبه السيارة ولا ينزل منها، يتكرر الأمر عند الخياط وعند مطعم شاي الكرك كما يسمونه.
الموضوع أكثر من مجرد اعتراض على الجو، لدينا عادات سيئة بحاجة لتغيير جذري والتغيير يبدأ من القلب، لن يحدث شيء لو نزل شخص من سيارته ودخل إلى البقالة واشترى ما أراد ثم عاد، سيذهب بكامل أعضائه وسيعود بها كاملة، عمر بن عبد العزيز رحمه الله كان يجالس ضيفاً وانطفأ السراج فقم بنفسه لإصلاحه فلامه ضيفه، فرد عليه: قمت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر.
أذكرك بأنه كان أمير المؤمنين في ذلك الوقت، ليس هناك أي خطأ أو مشكلة في أن يقوم بنفسه لإصلاح السراج، بالنسبة له مفهوم الكبرياء لا يعني له شيئاً فقد تواضع رحمه الله، ومن قبله الفاروق كان يمشي وخادمه يركب الناقة، وهو أمير المؤمنين، ما كان للدنيا حظاً في قلبه فتواضع رحمه الله ورضي عنه.
البداية من هنا، من داخل نفسك، أن تشعر بالتواضع في نفسك ليؤثر هذا على جوارحك وأعمالك ويجعلك تفكر بالآخرين قبل أن تفكر في نفسك، أن تقدم مصلحة الآخرين قبل نفسك، من أزعج الناس بمنبه سيارته ليطلب كوب شاي فهو في الحقيقة يقدم نفسه على كل الناس ومن ضمنهم ذلك الرجل الذي سيبيعه كوب الشاي، قليل من التواضع، قليل من التفكير بالآخرين، إن كان بإمكانك أن تنزل وتسير خطوات قليلة ففعل، إن كان بإمكانك ألا تزعج الناس - ويمكنك ذلك - ففعل.
5 تعليقات:
أكثر ما عجبني في برلين توفير جميع طرق المواصلات في المدينة فمن يريد المشي يستطيع أن يمشي ومن يريد أن يستخدم الدراجة الهوائية فهناك مسارات في الشوارع مخصصة لها وأيضا تستطيع حملها معك في المترو بحيث يوجد لها مكان خاص
ايضا توفر الباصات والمترو والقطارات بالإضافة إلى السيارات :)
الحديث في الصحيح "لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر ولا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان"
صراحه فعلا هذا شيء موجود في الامارات اما الاجانب فهم من خلال وجودي في امريكا يقدسون الرياضه والحركه تجد بروفيسور عنده 400 بحث مفيد و جايب فند لجامعته ب20 مليون و الصبح يروح يركض او يمشي سواء حر كانت ام ثلوج نحن العرب مساكين اعاننا الله على عقلياتنا وهدانا الى التواضع لاحظت قبل اربع سنوات في الاردن ان الناس تضحك على من يمشي في الشارع بقصد ممارسة الرياضه لكن الان الناس اعتادت على هذا المنظر
المشكله انني عندما منت في امريكا سمعت عباره من صديقه لي اذهلتني حيث اقترحت عليها ان تذهب عي الىالجامعه في الباص ردت على قائلانا مرت دكتور كيف اركب في الباص ...............بالله عليكم شو هاد أسمه؟تخلغ؟تكبر؟تصنع؟
بالمناسبه نسيت ان أقول:ما أجمل عنوان هذه المدونه...ذهبت وأنا عمر ......... تدعونا أن نستذكر قصة تواضع عمر أرجو أن يقرأها القراء
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.