أثناء فترة انقطاعي قرأت بعض الكتب وشاهدت بعض الأفلام الوثائقية وهذا موضوع يسرد بعض ما قرأت وشاهدت.
أفعال المقاومة الصغيرة، عندما يريد الناس التغيير فلديهم طريقان، العنف واللا عنف، عندما يرى المرء ظلماً فيمكنه أن يسلك أحد الطريقين ليغير الواقع وينهي الظلم، ما يحدث أن كثيراً من الناس يتملكهم الخوف فلا يعرفون طريقاً للتغيير ويفقدون الأمل، آخرون يتملكهم الغضب ويسلكون طريق العنف كأقصر طريق نحو تحقيق رؤيتهم، وهناك اللا عنف، أن تعبر عن رأيك دون عنف وأن تتجاوز الخوف وتشجع من حولك على تجاوزه، أن تفكر بطرق لإحراج الظالم أو إجباره على التغيير، قد لا تنجح في تغيير شيء الآن أو غداً لكنك بدأت السير في طريق قد يشجع الآخرين على السير فيه.
الكتاب يحوي أمثلة كثيرة لأناس واجهوا الظلم بشجاعة وفي أحيان كثيرة بذكاء ليحرجوا الظالم، خذ على سبيل المثال مجموعة نساء في ليبريا قررن في عام 2003 أن يضعن حداً للحرب الأهلية، الحكومة والمعارضة كلاهما مارس أعمالاً إجرامية في حق الشعب فماذا يمكن للنساء أن يفعلنه في مواجهة الرشاشات؟
لبسن الأبيض واجتمعن على جانب من طريق يسلكه الرئيس الليبيري كل يوم، لم يهتم أحد بهم لكن النساء وقفن هناك كل يوم تحت لهيب الشمس وفي المطر، كان الرئيس يمر بسياراته ويلقي نظرة سريعة ويذهب دون اهتمام، قال بأنهن يحرجن أنفسهن لكنه لم يعلم أن هذه الوقفة الصغيرة منهن ستغير البلاد، بدأ الناس يؤيدون ويشجعون النساء وانضم الإعلام في التأييد وحصلن النساء على تغطية تلفازية واضطر الرئيس مكرهاً أن يلتقي بهن ليسمع منهن وهكذا بدأت محادثات السلام بعد أسابيع من هذا اللقاء.
لكن محادثات السلام لم تنجح لأن أمراء الحرب كانوا يديرون حربهم بالهاتف وليس لديهم جدية للسعي نحو السلام، لذلك قررن النساء مرة أن يحاصرن أمراء الحرب وأجبرنهم على أن يجلسوا للمحادثات ولن يخرجوا من القاعة حتى يصلوا إلى اتفاق سلام، حاول بعضهم الهروب من النافذة بلا فائدة! النساء فرضن على رجال يحملون السلاح أن يتحدثوا بجدية للبحث عن السلام وبالفعل وصلوا إلى اتفاق سلام.
قصة أخرى في إفريقيا حيث النساء جربن سلاح المقاطعة وكان فعالاً لكنها مقاطعة غير مألوفة، ذكر هذا السلاح مرتين في الكتاب وفي بلدين مختلفين وكلاهما حقق نتيجة، ببساطة النساء قررن عدم النوم مع أزواجهن حتى يصل الأزواج إلى اتفاق سلام يحقن الدماء واستمرت المقاطعة أسابيع كان الرجال فيها في البداية غير مكترثين ثم بدأوا بالشكوى لبعضهم البعض ثم اضطروا لفعل ما يجب عليهم فعله لكي تنتهي المقاطعة، مباحثات سلام أنهت العنف وأنهت مقاطعة الزوجات لأزواجهن لكن هناك رجل واحد على الأقل أعلن أنه سيرفع قضية ضد منظمي المقاطعة لأنهم لا يعلمون مقدار الضرر الذي لحق به، لم يستطع النوم ويعاني من تعب وألم في ظهره ... كما يقول إخواننا المصريون: إنتا اللي جبتو لنفسك!
أكتفي بالمثالين لأنني حقيقة معجب بهما، أن يفعلن النساء ما عجز الرجال عن فعله هو أمر رائع وشجاع ويستحق كل الاحترام والتقدير، لذلك أنصح بقراءة الكتاب وقراءة كل ما فيه من أمثلة لعل بعضها يكون ملهماً لأفكار أخرى، هذا كتاب يستحق أن يترجم للعربية.
الكتاب: Small Acts of Resistance
الصفحات: 240
المؤلفان: Steve Crawshaw وJohn Jackson
الفن والإبداع، هذا كتاب طويل، وأعني طويل حقاً لأنك إن فتحت الكتاب سيكون بطول 1.20 متر لكن عدد صفحاته قليلة، الكتاب يعرض صوراً لليابان من عصر ميجي ويحوي مقالات عن رواد التصوير في اليابان الذين كانوا في البداية أجانباً ثم تعلم اليابانيون منهم وطوروها بأفكارهم ثم يعرض مجموعة من الصور وبعضها ملون، الصور الملونة لم تلتقط بأفلام ملونة بل بالأبيض والأسود لكن المصور أتقن تلوينها حتى أن ألوانها تبدو واقعية.
الكتاب: الفن والإبداع
الصفحات: 103
ترجمة: ميسون جحا
Quit Dreaming and Go، اشتريته من متجر لولو ولم أقرأه إلا مؤخراً، الكتاب يحكي قصة المؤلف مع تجربته في العمل والسفر حول العالم ويخبرك عن نصائح كثيرة وأفكار مختلفة لكي تتمكن من ممارسة العمل والسفر حول العالم، بسبب وجود شبكة الإنترنت ووصولها لمعظم مناطق العالم أصبح بالإمكان لكثير من الناس أن يعملوا من أي مكان، لا أعني بهذا أن يعمل أحدهم في منزله أو في المطبخ بدلاً من غرفته بل أن يعمل في أي بلد وفي أي وقت، الكاتب يذكر العديد من النصائح بخصوص الإعداد للعمل أثناء السفر وكيف توفر تكاليف السفر والإقامة وما يجب أن تفعله أو تتجنبه، لا أنصح بشراءه لأن ما في الشبكة اليوم يكفي ويمكن أن تجد مواقع متخصصة حول موضوع الكتاب.
الكتاب: Quit Dreaming and Go
الصفحات: 191
المؤلف: Richard Hamel
كيف بنينا بريطانيا، أظن أن كل شخص لديه ولع ببلد ما، أحد الزملاء كان لديه ولع شديد بأمريكا وقد كانت حلماً له وكان وربما لا زال معجباً بكل شيء يأتي من أمريكا، كان يريد السفر إلى هناك للدراسة وفعلاً سافر وكان ولعه هذا يضايقني لأنني أراه غير متزن فكنت أحاول بلا فائدة أن أشير لما هو مشكلة في المجتمع الأمريكي فكان يرد علي بأمور إيجابية كثيرة من ذاك المجتمع.
شخصياً لدي اهتمام ببلدان كثيرة، منها اليابان وبريطانيا، يمكنني أن أذكر أسباباً كثيرة لهذا الاهتمام لكن في الحقيقة لا يوجد أي سبب سوى أنني أحب القراءة عن البلدين ومعرفة كل تفاصيلهما.
كيف بنينا بريطانيا برنامج رائع يستحق أن يشاهد مرتين، الأولى دون أن تفعل أي شيء آخر سوى مشاهدة الحلقات والثانية لكي تسجل الملاحظات أو تبحث في الشبكة عن تفاصيل تريد التعرف عليها، أنا بحاجة لآيباد عندما أشاهد مثل هذا البرنامج لأنني لا أرغب بالتحرك نحو حاسوبي للبحث عن كل معلومة أو اسم أو مصطلح أريد معرفة المزيد عنه، من خلال آيباد يمكن البحث مباشرة ويمكن كتابة ملخص مفيد.
على أي حال، البرنامج من 6 حلقات وكل حلقة تغطي مساحة صغيرة من بريطانيا، المقدم يتحدث عن المباني والمدن وبعض التقنيات التي غيرت بريطانيا، ولعل أهم التقنيات التي غيرت بريطانيا والعالم هي المجاري! البرنامج لم يتحدث عنها طويلاً لكنها مهمة كفاية لينزل المقدم إلى أنفاق مجاري قديمة حفرت في العصر الفكتوري ولا زالت تعمل، بل ونزل معه شابين هوايتهما استكشاف شبكة أنفاق المجاري، لا يمكن لأي مدينة في العالم أن تجمع كثيراً من الناس دون تقنية المجاري، بدونها كانت بعض مدن بريطانيا قذرة والناس لا يعيشون طويلاً، إحدى المدن كان متوسط أعمار سكانها 25 عاماً فقط ومعدل الأعمار هو الأسوأ منذ وباء الموت الأسود، هذا الوباء الذي كان له أثر واضح في تقليل عدد سكان أوروبا، بعض مناطق بريطانيا فقدت نصف سكانها.
إن كنت تحب معرفة تاريخ المدن البريطانية وبعض مبانيها فهذا الوثائقي سيكون مناسباً كبداية، البرنامج ليس عميقاً في تغطيته وليس سطحياً كذلك.
الوثائقي: How We Built Britain
الحلقات: 6، مدة كل حلقة 60 دقيقة.
المقدم: دايفد دمبلبي
The Information Diet، كتاب صغير لم أقرأ فيه أي شيء جديد لكنه مهم من ناحية أنه جعلني أقطع انقطاعي عن الشبكة لأن الانقطاع ليس حلاً ثم أكد لي أن ما أفعله بخصوص تقليل عدد مصادر المعلومات وتقليل الوقت الذي أقضيه أمام الحاسوب هو توجه صحيح وعلي فعل المزيد منه، إن كان لديك وعي بتضخم المعلومات وازديادها وتعمل على أن تكون انتقائياً في ما تقرأ وتشاهد وتسمع وتحاول أن ترفع جودة ما تستهلك من معلومات فهذا الكتاب لن يفيدك كثيراً بل فقط سيؤكد لك ما تعرفه.
الكتاب لا يذكر نصائح عملية كثيرة حول ما يجب أن تفعله لكي تقلل من حجم ما تستهلكه من معلومات لكنه يشرح جوانب مختلفة من المشاكل المتعلقة باستهلاك المعلومات، من بينها أن من لديه اتجاه ما أو رأي ما قد لا يقرأ أو يسمع عن ما يخالف رأيه، الكاتب ضرب مثلاً حول المجتمع الأمريكي وانقسام الناس إلى ديموقراطيين وجمهوريين، فتجد من يؤيد الحزب الديموقراطي يقرأ ويشاهد ويسمع ما يؤيد رأيه وما يعجبه ولا يلتفت للرأي المخالف الذي قد يكون صحيحاً أو فيه جزء من الحق وكذلك الأمر يتكرر مع الجمهوريين وهكذا يبني الناس حواجز حول أنفسهم تمنعهم من تقبل الرأي الآخر.
ما لم يعجبني في الكتاب هو حديث المؤلف الطويل حول الطعام والمقارنة بين حمية الطعام وحمية المعلومات، كان بإمكانه اختصار الحديث عن الطعام السريع وتأثير الطعام المصنع الرخيص على الجسم لأنه موضوع معروف مكرر ويمكن الإشارة له سريعاً بدلاً من مده على صفحات طويلة، كتاب حول حمية المعلومات يفترض به أن يكون مختصراً وأجد أن ما يقرب من نصفه يمكن اختصاره فيصبح الكتاب في 100 أو 90 صفحة فقط، نقطة أخرى أيضاً أن الكاتب أمريكي مغرق في أمريكيته، جزء لا بأس به من الكتاب قد يناقش السياسة في أمريكا وهو أمر قد لا يهم القارئ خارج أمريكا.
من النقاط المهمة حول المقارنة بين الطعام والمعلومات أننا نستطيع تحديد ما هو ضار من الطعام ويمكننا أن نحذر من استهلاكه أكثر من اللازم في حين أن المعلومات طبيعتها تجعلها صعبة التصنيف فما هو مفيد لي قد لا يكون مفيداً لك، لذلك يصعب أن تضع نصائح محددة لكيفية تقليل استهلاك المعلومات غير المفيدة، النصيحة العملية هي: جرب.
جرب ألا تستخدم تقنية RSS مثلاً لفترة أسبوعين أو ثلاثة وانظر ما الذي فاتك ويهمك وما الذي لا يهمك إن فاتك، جرب ألا تسمع أو تشاهد أو تقرأ الأخبار لفترة وستجد أن كثيراً منها لا يهمك ولا يفيدك، جرب ألا تشاهد التلفاز - أشجع على ذلك - وغالباً لن تجد أنك فقدت شيئاً، من المهم أن تجرب تقليل مصادر معلوماتك وتتخلص مما لا يفيدك أو لا يهمك، ليست هذه دعوة إلى التوقف عن استخدام تقنيات محددة بل إلى اختيار ما يفيدك من كل تقنية.
هذا واحد من الكتب القليلة التي أرى أنها لا تقدم الكثير لكنه في نفس الوقت مفيد لأنه يفتح الباب لنقاش موضوع مهم.
الكتاب: The Information Diet
الصفحات: 150
المؤلف: Clay A. Johnson
أفعال المقاومة الصغيرة، عندما يريد الناس التغيير فلديهم طريقان، العنف واللا عنف، عندما يرى المرء ظلماً فيمكنه أن يسلك أحد الطريقين ليغير الواقع وينهي الظلم، ما يحدث أن كثيراً من الناس يتملكهم الخوف فلا يعرفون طريقاً للتغيير ويفقدون الأمل، آخرون يتملكهم الغضب ويسلكون طريق العنف كأقصر طريق نحو تحقيق رؤيتهم، وهناك اللا عنف، أن تعبر عن رأيك دون عنف وأن تتجاوز الخوف وتشجع من حولك على تجاوزه، أن تفكر بطرق لإحراج الظالم أو إجباره على التغيير، قد لا تنجح في تغيير شيء الآن أو غداً لكنك بدأت السير في طريق قد يشجع الآخرين على السير فيه.
الكتاب يحوي أمثلة كثيرة لأناس واجهوا الظلم بشجاعة وفي أحيان كثيرة بذكاء ليحرجوا الظالم، خذ على سبيل المثال مجموعة نساء في ليبريا قررن في عام 2003 أن يضعن حداً للحرب الأهلية، الحكومة والمعارضة كلاهما مارس أعمالاً إجرامية في حق الشعب فماذا يمكن للنساء أن يفعلنه في مواجهة الرشاشات؟
لبسن الأبيض واجتمعن على جانب من طريق يسلكه الرئيس الليبيري كل يوم، لم يهتم أحد بهم لكن النساء وقفن هناك كل يوم تحت لهيب الشمس وفي المطر، كان الرئيس يمر بسياراته ويلقي نظرة سريعة ويذهب دون اهتمام، قال بأنهن يحرجن أنفسهن لكنه لم يعلم أن هذه الوقفة الصغيرة منهن ستغير البلاد، بدأ الناس يؤيدون ويشجعون النساء وانضم الإعلام في التأييد وحصلن النساء على تغطية تلفازية واضطر الرئيس مكرهاً أن يلتقي بهن ليسمع منهن وهكذا بدأت محادثات السلام بعد أسابيع من هذا اللقاء.
لكن محادثات السلام لم تنجح لأن أمراء الحرب كانوا يديرون حربهم بالهاتف وليس لديهم جدية للسعي نحو السلام، لذلك قررن النساء مرة أن يحاصرن أمراء الحرب وأجبرنهم على أن يجلسوا للمحادثات ولن يخرجوا من القاعة حتى يصلوا إلى اتفاق سلام، حاول بعضهم الهروب من النافذة بلا فائدة! النساء فرضن على رجال يحملون السلاح أن يتحدثوا بجدية للبحث عن السلام وبالفعل وصلوا إلى اتفاق سلام.
قصة أخرى في إفريقيا حيث النساء جربن سلاح المقاطعة وكان فعالاً لكنها مقاطعة غير مألوفة، ذكر هذا السلاح مرتين في الكتاب وفي بلدين مختلفين وكلاهما حقق نتيجة، ببساطة النساء قررن عدم النوم مع أزواجهن حتى يصل الأزواج إلى اتفاق سلام يحقن الدماء واستمرت المقاطعة أسابيع كان الرجال فيها في البداية غير مكترثين ثم بدأوا بالشكوى لبعضهم البعض ثم اضطروا لفعل ما يجب عليهم فعله لكي تنتهي المقاطعة، مباحثات سلام أنهت العنف وأنهت مقاطعة الزوجات لأزواجهن لكن هناك رجل واحد على الأقل أعلن أنه سيرفع قضية ضد منظمي المقاطعة لأنهم لا يعلمون مقدار الضرر الذي لحق به، لم يستطع النوم ويعاني من تعب وألم في ظهره ... كما يقول إخواننا المصريون: إنتا اللي جبتو لنفسك!
أكتفي بالمثالين لأنني حقيقة معجب بهما، أن يفعلن النساء ما عجز الرجال عن فعله هو أمر رائع وشجاع ويستحق كل الاحترام والتقدير، لذلك أنصح بقراءة الكتاب وقراءة كل ما فيه من أمثلة لعل بعضها يكون ملهماً لأفكار أخرى، هذا كتاب يستحق أن يترجم للعربية.
الكتاب: Small Acts of Resistance
الصفحات: 240
المؤلفان: Steve Crawshaw وJohn Jackson
الفن والإبداع، هذا كتاب طويل، وأعني طويل حقاً لأنك إن فتحت الكتاب سيكون بطول 1.20 متر لكن عدد صفحاته قليلة، الكتاب يعرض صوراً لليابان من عصر ميجي ويحوي مقالات عن رواد التصوير في اليابان الذين كانوا في البداية أجانباً ثم تعلم اليابانيون منهم وطوروها بأفكارهم ثم يعرض مجموعة من الصور وبعضها ملون، الصور الملونة لم تلتقط بأفلام ملونة بل بالأبيض والأسود لكن المصور أتقن تلوينها حتى أن ألوانها تبدو واقعية.
الكتاب: الفن والإبداع
الصفحات: 103
ترجمة: ميسون جحا
Quit Dreaming and Go، اشتريته من متجر لولو ولم أقرأه إلا مؤخراً، الكتاب يحكي قصة المؤلف مع تجربته في العمل والسفر حول العالم ويخبرك عن نصائح كثيرة وأفكار مختلفة لكي تتمكن من ممارسة العمل والسفر حول العالم، بسبب وجود شبكة الإنترنت ووصولها لمعظم مناطق العالم أصبح بالإمكان لكثير من الناس أن يعملوا من أي مكان، لا أعني بهذا أن يعمل أحدهم في منزله أو في المطبخ بدلاً من غرفته بل أن يعمل في أي بلد وفي أي وقت، الكاتب يذكر العديد من النصائح بخصوص الإعداد للعمل أثناء السفر وكيف توفر تكاليف السفر والإقامة وما يجب أن تفعله أو تتجنبه، لا أنصح بشراءه لأن ما في الشبكة اليوم يكفي ويمكن أن تجد مواقع متخصصة حول موضوع الكتاب.
الكتاب: Quit Dreaming and Go
الصفحات: 191
المؤلف: Richard Hamel
كيف بنينا بريطانيا، أظن أن كل شخص لديه ولع ببلد ما، أحد الزملاء كان لديه ولع شديد بأمريكا وقد كانت حلماً له وكان وربما لا زال معجباً بكل شيء يأتي من أمريكا، كان يريد السفر إلى هناك للدراسة وفعلاً سافر وكان ولعه هذا يضايقني لأنني أراه غير متزن فكنت أحاول بلا فائدة أن أشير لما هو مشكلة في المجتمع الأمريكي فكان يرد علي بأمور إيجابية كثيرة من ذاك المجتمع.
شخصياً لدي اهتمام ببلدان كثيرة، منها اليابان وبريطانيا، يمكنني أن أذكر أسباباً كثيرة لهذا الاهتمام لكن في الحقيقة لا يوجد أي سبب سوى أنني أحب القراءة عن البلدين ومعرفة كل تفاصيلهما.
كيف بنينا بريطانيا برنامج رائع يستحق أن يشاهد مرتين، الأولى دون أن تفعل أي شيء آخر سوى مشاهدة الحلقات والثانية لكي تسجل الملاحظات أو تبحث في الشبكة عن تفاصيل تريد التعرف عليها، أنا بحاجة لآيباد عندما أشاهد مثل هذا البرنامج لأنني لا أرغب بالتحرك نحو حاسوبي للبحث عن كل معلومة أو اسم أو مصطلح أريد معرفة المزيد عنه، من خلال آيباد يمكن البحث مباشرة ويمكن كتابة ملخص مفيد.
على أي حال، البرنامج من 6 حلقات وكل حلقة تغطي مساحة صغيرة من بريطانيا، المقدم يتحدث عن المباني والمدن وبعض التقنيات التي غيرت بريطانيا، ولعل أهم التقنيات التي غيرت بريطانيا والعالم هي المجاري! البرنامج لم يتحدث عنها طويلاً لكنها مهمة كفاية لينزل المقدم إلى أنفاق مجاري قديمة حفرت في العصر الفكتوري ولا زالت تعمل، بل ونزل معه شابين هوايتهما استكشاف شبكة أنفاق المجاري، لا يمكن لأي مدينة في العالم أن تجمع كثيراً من الناس دون تقنية المجاري، بدونها كانت بعض مدن بريطانيا قذرة والناس لا يعيشون طويلاً، إحدى المدن كان متوسط أعمار سكانها 25 عاماً فقط ومعدل الأعمار هو الأسوأ منذ وباء الموت الأسود، هذا الوباء الذي كان له أثر واضح في تقليل عدد سكان أوروبا، بعض مناطق بريطانيا فقدت نصف سكانها.
إن كنت تحب معرفة تاريخ المدن البريطانية وبعض مبانيها فهذا الوثائقي سيكون مناسباً كبداية، البرنامج ليس عميقاً في تغطيته وليس سطحياً كذلك.
الوثائقي: How We Built Britain
الحلقات: 6، مدة كل حلقة 60 دقيقة.
المقدم: دايفد دمبلبي
The Information Diet، كتاب صغير لم أقرأ فيه أي شيء جديد لكنه مهم من ناحية أنه جعلني أقطع انقطاعي عن الشبكة لأن الانقطاع ليس حلاً ثم أكد لي أن ما أفعله بخصوص تقليل عدد مصادر المعلومات وتقليل الوقت الذي أقضيه أمام الحاسوب هو توجه صحيح وعلي فعل المزيد منه، إن كان لديك وعي بتضخم المعلومات وازديادها وتعمل على أن تكون انتقائياً في ما تقرأ وتشاهد وتسمع وتحاول أن ترفع جودة ما تستهلك من معلومات فهذا الكتاب لن يفيدك كثيراً بل فقط سيؤكد لك ما تعرفه.
الكتاب لا يذكر نصائح عملية كثيرة حول ما يجب أن تفعله لكي تقلل من حجم ما تستهلكه من معلومات لكنه يشرح جوانب مختلفة من المشاكل المتعلقة باستهلاك المعلومات، من بينها أن من لديه اتجاه ما أو رأي ما قد لا يقرأ أو يسمع عن ما يخالف رأيه، الكاتب ضرب مثلاً حول المجتمع الأمريكي وانقسام الناس إلى ديموقراطيين وجمهوريين، فتجد من يؤيد الحزب الديموقراطي يقرأ ويشاهد ويسمع ما يؤيد رأيه وما يعجبه ولا يلتفت للرأي المخالف الذي قد يكون صحيحاً أو فيه جزء من الحق وكذلك الأمر يتكرر مع الجمهوريين وهكذا يبني الناس حواجز حول أنفسهم تمنعهم من تقبل الرأي الآخر.
ما لم يعجبني في الكتاب هو حديث المؤلف الطويل حول الطعام والمقارنة بين حمية الطعام وحمية المعلومات، كان بإمكانه اختصار الحديث عن الطعام السريع وتأثير الطعام المصنع الرخيص على الجسم لأنه موضوع معروف مكرر ويمكن الإشارة له سريعاً بدلاً من مده على صفحات طويلة، كتاب حول حمية المعلومات يفترض به أن يكون مختصراً وأجد أن ما يقرب من نصفه يمكن اختصاره فيصبح الكتاب في 100 أو 90 صفحة فقط، نقطة أخرى أيضاً أن الكاتب أمريكي مغرق في أمريكيته، جزء لا بأس به من الكتاب قد يناقش السياسة في أمريكا وهو أمر قد لا يهم القارئ خارج أمريكا.
من النقاط المهمة حول المقارنة بين الطعام والمعلومات أننا نستطيع تحديد ما هو ضار من الطعام ويمكننا أن نحذر من استهلاكه أكثر من اللازم في حين أن المعلومات طبيعتها تجعلها صعبة التصنيف فما هو مفيد لي قد لا يكون مفيداً لك، لذلك يصعب أن تضع نصائح محددة لكيفية تقليل استهلاك المعلومات غير المفيدة، النصيحة العملية هي: جرب.
جرب ألا تستخدم تقنية RSS مثلاً لفترة أسبوعين أو ثلاثة وانظر ما الذي فاتك ويهمك وما الذي لا يهمك إن فاتك، جرب ألا تسمع أو تشاهد أو تقرأ الأخبار لفترة وستجد أن كثيراً منها لا يهمك ولا يفيدك، جرب ألا تشاهد التلفاز - أشجع على ذلك - وغالباً لن تجد أنك فقدت شيئاً، من المهم أن تجرب تقليل مصادر معلوماتك وتتخلص مما لا يفيدك أو لا يهمك، ليست هذه دعوة إلى التوقف عن استخدام تقنيات محددة بل إلى اختيار ما يفيدك من كل تقنية.
هذا واحد من الكتب القليلة التي أرى أنها لا تقدم الكثير لكنه في نفس الوقت مفيد لأنه يفتح الباب لنقاش موضوع مهم.
الكتاب: The Information Diet
الصفحات: 150
المؤلف: Clay A. Johnson
4 تعليقات:
أشكرك على هذه التدوينة الرائعة
وحقيقةً أن الملخص أو النبذة التي ذكرتها عن الكتاب أفضّلها على قراءة الكتاب نفسه .
استمتعت جدا بقراءة القصتين في بداية التدوينة.. أسلوب ممييز :-)
كذا ملخصات لكتب جيدة
البرنامج الوثائقي عن بناء بريطانيا جميل جداً، وقد قمت بالبحث عنه ووجدته في اليوتيوب، وشاهدت الحلقة الأولى:
http://www.youtube.com/watch?v=d8yf31AAjv8
@محمد خالد: شكراً، بعض الملخصات تغني عن الكتب لكن بعض الكتب أشدد على قرائتها لأن الملخص لا يعطيها حقها.
@يوسف محمود شعبان: شكراً :-)
@أبو إياس: شكراً على الرابط.
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.