يوم جمعة آخر وصباح جميل، الصيف يأتي بحرارته وكذلك الشمس تتحرك قليلاً لتدخل أشعتها إلى غرفتي وهذا ما لا يحدث في الشتاء، تغير الفصول هذا عجيب وكم أتمنى لو أنني أستطيع العيش في بلد ما لعام واحد فقط لكي ألاحظ تغير الفصول وأشاهد ربيعاً وخريفاً مميزان، الفصول لدينا لا تختلف عن بعضها البعض كثيراً.
(1)
إن كان لديك حساسية من الإزعاج ستفهم لم أفعل التالي: أدخل إلى محل ما وأسمع الإزعاج الذي يسمونه موسيقى، أطلب منهم إغلاقه وعندما يفعلون أشكرهم وأقول لهم بما معناه: الآن يمكننا التحدث.
المراكز التجارية يفترض بها أن تكون أماكن للراحة لكنها لمثلي أماكن مزعجة إلا إذا دخلت لمحل لا يزعج زبائنه وهذا نادر، ما إن تدخل لأي مركز تجاري حتى يبدأ الإزعاج بأنواعه، بصري وسمعي، كل شيء يدعوك للشراء ويحاولون ذلك بأكبر قدر ممكن، لا فرق بين المراكز التجارية وبعض المواقع التي تضع كثيراً من الفوضى في صفحاتها، ربما الفرق الوحيد أن المراكز التجارية تستطيع فعل ذلك بأناقة، فوضى أنيقة بمعنى آخر.
محلات الإلكترونيات هي الأسوأ من ناحية الإزعاج، تسمع إزعاجاً يخرج من السماعات الرئيسية، ثم هناك مسجل ما أو اثنين يعملان، عرض فيديو أو عشرين عرض، أجهزة التلفاز تعمل، العشرات منها، وإذا حاولت التركيز على شيء محدد جاء بائع يسألك إن كنت تريد شيئاً، هنا أشعر بأنني أريد الانفجار لكن بهدوء أطلب منه أن يغلق الإزعاج المحيط بنا لأنني لا أستطيع أن أسمعه وصوتي غير مسموع له، وعندما يغلق البائع مصادر الإزعاج أشعر بأن السلام جاء إلى الدنيا.
إلى أي مدى نحن بحاجة لكل هذه المنبهات البصرية والسمعية؟ أشعر أن بعض الناس لديهم انزعاج أو حتى خوف من الهدوء ومن الفراغ أياً كان نوع الفراغ، إن كان الجدار فارغاً سيرونه عيباً فلا بد من لوحات وزينة أو ربما تلفاز يغطي هذا الفراغ، إن كان هناك فراغ صوتي سيحاولون التحدث أو الاستماع للتلفاز أو الإذاعة، وإن كانوا يشعرون بالملل سيحاولون فعل أي شيء للهروب من هذا الشعور، لعلهم حتى لا يستطيعون الجلوس لوحدهم لفترة طويلة بعض الشيء.
(2)
موقع الجاريات نشر موضوعاً عن قوانين الدراجات في الخليج، وأول ما لفت انتباهي هو أنني أجد الموضوع تأكيداً على حاجتنا لفكرة خدمة معلومات توفر مثل هذه المعلومات بدلاً من تضييع الوقت في البحث الطويل، توفير القوانين على الشبكة وتبسيط عملية الوصول لها سيعود بالفائدة على الجميع.
(3)
جمعت بعض الكتب ووضعتها على الطاولة الصغيرة بجانب السرير، لن يعود أي من هذه الكتب إلى المكتبة قبل أن أقرأه وبدأت بثلاث كتب لكنني لم أقرأها بل تصفحتها وقرأت شيئاً منها ثم تخلصت منها ولن تعود أبداً لمكتبتي، عندما اشتريت الكتب الثلاث كنت أجدها مفيدة لي وأنني بحاجة لها لكن لم أقرأها مباشرة وتركتها لوقت طويل في مكتبتي، وعندما تصفحتها وجدت أن ما كتب فيها أعرفه جيداً فلم أضيع وقتي في قراءة ما أعرفه؟
في الماضي كنت أعامل الكتب كأنها أشياء تستحق أن أخصص لها انتباهي الكامل من البداية وحتى النهاية لكن هذا مضيعة للوقت، كما يوجد من الناس التافه وغير التافه ففي الكتب أيضاً المفيد وغير المفيد وهناك كتب تافهة بلا شك، لذلك بدأت منذ مدة في تصنيف الكتب إلى كتب تستحق انتباهي الكامل وكتب يمكنني تصفحها وقراءة ما يهمني منها، النتيجة كانت أنني بدأت أقلص حجم مكتبتي وبدأت أقرأ في ما يهمني بدلاً من تضييع الوقت على شيء أعرفه أو لم يعد يهمني ويبدو أنني أتعلم ببطء أمرين:
المحتوى العربي حديث مستمر متكرر، لذلك دعني أتحدث عن المحتوى الياباني وبالتحديد شخص واحد، لا أعرف عنه أي شيء سوى أنه ياباني يملك حاسوباً وكاميرا ولديه ولع واضح بأكلة رامن ولذلك قيم أكثر من 1500 نوع من الرامن ووضع تقييمه على شكل مقاطع فيديو قصيرة لا يزيد طول أكثرها عن دقيقة، شاهد قناته.
المحتوى العربي يمكننا الحديث عن مشكلته ويمكننا أن نصنعه، سيكون لي موضوع آخر بعد هذا الموضوع عن المحتوى العربي وما يمكن أن يفعله أي شخص للمساهمة فيه.
(1)
إن كان لديك حساسية من الإزعاج ستفهم لم أفعل التالي: أدخل إلى محل ما وأسمع الإزعاج الذي يسمونه موسيقى، أطلب منهم إغلاقه وعندما يفعلون أشكرهم وأقول لهم بما معناه: الآن يمكننا التحدث.
المراكز التجارية يفترض بها أن تكون أماكن للراحة لكنها لمثلي أماكن مزعجة إلا إذا دخلت لمحل لا يزعج زبائنه وهذا نادر، ما إن تدخل لأي مركز تجاري حتى يبدأ الإزعاج بأنواعه، بصري وسمعي، كل شيء يدعوك للشراء ويحاولون ذلك بأكبر قدر ممكن، لا فرق بين المراكز التجارية وبعض المواقع التي تضع كثيراً من الفوضى في صفحاتها، ربما الفرق الوحيد أن المراكز التجارية تستطيع فعل ذلك بأناقة، فوضى أنيقة بمعنى آخر.
محلات الإلكترونيات هي الأسوأ من ناحية الإزعاج، تسمع إزعاجاً يخرج من السماعات الرئيسية، ثم هناك مسجل ما أو اثنين يعملان، عرض فيديو أو عشرين عرض، أجهزة التلفاز تعمل، العشرات منها، وإذا حاولت التركيز على شيء محدد جاء بائع يسألك إن كنت تريد شيئاً، هنا أشعر بأنني أريد الانفجار لكن بهدوء أطلب منه أن يغلق الإزعاج المحيط بنا لأنني لا أستطيع أن أسمعه وصوتي غير مسموع له، وعندما يغلق البائع مصادر الإزعاج أشعر بأن السلام جاء إلى الدنيا.
إلى أي مدى نحن بحاجة لكل هذه المنبهات البصرية والسمعية؟ أشعر أن بعض الناس لديهم انزعاج أو حتى خوف من الهدوء ومن الفراغ أياً كان نوع الفراغ، إن كان الجدار فارغاً سيرونه عيباً فلا بد من لوحات وزينة أو ربما تلفاز يغطي هذا الفراغ، إن كان هناك فراغ صوتي سيحاولون التحدث أو الاستماع للتلفاز أو الإذاعة، وإن كانوا يشعرون بالملل سيحاولون فعل أي شيء للهروب من هذا الشعور، لعلهم حتى لا يستطيعون الجلوس لوحدهم لفترة طويلة بعض الشيء.
(2)
موقع الجاريات نشر موضوعاً عن قوانين الدراجات في الخليج، وأول ما لفت انتباهي هو أنني أجد الموضوع تأكيداً على حاجتنا لفكرة خدمة معلومات توفر مثل هذه المعلومات بدلاً من تضييع الوقت في البحث الطويل، توفير القوانين على الشبكة وتبسيط عملية الوصول لها سيعود بالفائدة على الجميع.
(3)
جمعت بعض الكتب ووضعتها على الطاولة الصغيرة بجانب السرير، لن يعود أي من هذه الكتب إلى المكتبة قبل أن أقرأه وبدأت بثلاث كتب لكنني لم أقرأها بل تصفحتها وقرأت شيئاً منها ثم تخلصت منها ولن تعود أبداً لمكتبتي، عندما اشتريت الكتب الثلاث كنت أجدها مفيدة لي وأنني بحاجة لها لكن لم أقرأها مباشرة وتركتها لوقت طويل في مكتبتي، وعندما تصفحتها وجدت أن ما كتب فيها أعرفه جيداً فلم أضيع وقتي في قراءة ما أعرفه؟
في الماضي كنت أعامل الكتب كأنها أشياء تستحق أن أخصص لها انتباهي الكامل من البداية وحتى النهاية لكن هذا مضيعة للوقت، كما يوجد من الناس التافه وغير التافه ففي الكتب أيضاً المفيد وغير المفيد وهناك كتب تافهة بلا شك، لذلك بدأت منذ مدة في تصنيف الكتب إلى كتب تستحق انتباهي الكامل وكتب يمكنني تصفحها وقراءة ما يهمني منها، النتيجة كانت أنني بدأت أقلص حجم مكتبتي وبدأت أقرأ في ما يهمني بدلاً من تضييع الوقت على شيء أعرفه أو لم يعد يهمني ويبدو أنني أتعلم ببطء أمرين:
- إذا اشتريت كتاباً فأفضل وقت لقرائته الآن أو في أقرب فرصة، اشتريته لأنني مهتم بموضوعه وقد يموت هذا الاهتمام إن تركت الكتاب.
- علي أن أفكر أكثر قبل شراء أي كتاب وأبحث جيداً في محتوياته والفهرس والمقدمة وآراء القراء، سأنفق مالي ووقتي على الكتاب فمن الأفضل أن أتأكد بأنه استثمار جيد.
المحتوى العربي حديث مستمر متكرر، لذلك دعني أتحدث عن المحتوى الياباني وبالتحديد شخص واحد، لا أعرف عنه أي شيء سوى أنه ياباني يملك حاسوباً وكاميرا ولديه ولع واضح بأكلة رامن ولذلك قيم أكثر من 1500 نوع من الرامن ووضع تقييمه على شكل مقاطع فيديو قصيرة لا يزيد طول أكثرها عن دقيقة، شاهد قناته.
المحتوى العربي يمكننا الحديث عن مشكلته ويمكننا أن نصنعه، سيكون لي موضوع آخر بعد هذا الموضوع عن المحتوى العربي وما يمكن أن يفعله أي شخص للمساهمة فيه.
3 تعليقات:
على ذك الحر فأنا أكاد أنفجر منه ومن إزعاج حهاز التكييف! أنتظر الإجازة لا لشيء إلا لكي أذهب لمكان أقل حرا :-)
- أحد أنواع التلوث هو التلوث الضوئي! عشرات اللافتات الإعلانية المضيئة والمتحركة والثابتة في ل مكان.. ونحن الضحية.
- مرة أخرى أقول.. نحن فعلا بحاجة لفكرتك الخاصة بموقع للقوانين والمعلومات امهمة.
- معك كل الحق في هذا.. وإن كنت لا أرى بأسا في قراءة كل الكتب لزيادة الحصيلة اللغوية ومراجعة المعلومات.
@يوسف محمود: نحن لا زلنا على أعتاب الصيف بالمناسبة فأسأل الله أن يعيننا على الصيف خصوصاً أن رمضان سيكون في منتصف الصيف، النهار أطول كذلك :-)
(١)
الحمد لله أنا لست الوحيد الذي يفكر فهذه الطريقة. التلوث الذي نعيشه اليوم تلوث يضر بالنفس بشكل غير طبيعي. المزعج في الموضوع هو الرضى الجماعي وغفلة الناس عن المشكلة. لو تتحدث عن مثل هذا الموضوع في مجلس اعتيادي سينفجر جلاسه ضحكا.
أنا لا ازور المجمعات أبدا الا لحاجة ماسة وافعل ذلك بخطوات متسارعة.
غير ذلك. افضل ايام حياتي هي التي ينقطع فيها الكهرباء لينفطفئ ٢٠ مكيف ٥ ثلاجات و٣ مضخات مياه وتلفازان في البيت!! ناهيك عن ضوضاء الجيران والسيارات الفضائية بالخارج! عندها تسمع أصوات غريبة في اذنك نتيجة الهدوء التام المفاجئ.
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.