الجمعة، 13 يناير 2012

كل هذه الكاميرات لمن؟

عندما ترغب في شراء سيارة وتريد سيارة محددة لأنك معجب بها فهذا يعني أنك قررت إلغاء كل الخيارات الأخرى وركزت على خيار واحد لسبب ما أو ربما لا تعرف ما السبب فأنت فقط تحب هذه السيارة وليس هناك تفسير آخر تحتاجه لتبرير ذلك، كذلك الأمر مع كل شيء آخر، عندما تقرر أنك تريد شيئاً محدداً فهذا سيختصر عليك الوقت والجهد لأنك إن لم تحدد ما تريده بدقة ستكون الخيارات المتوفرة لك كثيرة، تصور فقط أنك تريد شراء سيارة والشيء الوحيد الذي يهمك فيها أن تكون بأربعة أبواب، كم عدد الخيارات المتوفرة لك في السوق؟

لكن من الصعب أن يحدد الإنسان بدقة ما يريده في كل مرة يريد شراء شيء، أحياناً المرء لا يعرف ما الذي يريده، قد يرغب في شيء مثل هاتف أو كاميرا لكنه لا يعرف ما الذي يريده من مواصفات في هذا الهاتف أو هذه الكاميرا، فمثلاً تصور أنك تريد شراء كاميرا رقمية ومتطلباتك بسيطة، تريدها صغيرة وتلتقط صوراً جيدة، هذه المتطلبات يمكن للعديد من الكاميرات تحقيقها فأي كاميرا تشتري؟ لنرى الخيارات التي توفرها شركات الكاميرات الرقمية:

  • كانون: 22 كاميرا، هذا المتوفر في موقع كانون الإمارات مع عدم إضافة الكاميرات الاحترافية.
  • باناسونك: 13 كاميرا.
  • نيكون: لم أستطع عدها، المهم أكثر من 50.
  • فوجي: 51.
  • سوني 15 كاميرا.
  • بينتاكس: 3 كاميرات ... وهذه معجزة
  • سامسونج: 21 كاميرا.
  • أولمبس: 15.
هذه الشركات هي أكثر ما ألاحظه في أسواقنا وكما ترى الخيارات المقدمة من كل الشركات يفوق 150 خياراً فهل حقاً نحتاج لكل هذه الخيارات؟ لو نظرت جيداً في ما توفره الشركات ستجد أن الفروق بين بعض كاميراتها طفيفة بل تكاد تكون معدومة ومع ذلك الشركات تعتبر هذا منتج وهذا منتج آخر ولكل واحد منهما اسم خاص به، وهذا يزيد من حيرة الناس فلا أحد يريد شراء شيء سيء في حين حتى لو اشترى المرء منا خياراً جيداً ستبقى في ذهنه فكرة أنه بإمكانه شراء شيء أفضل وقد يخبره بذلك أحد زملائه.

الخيارات الأكثر من اللازم تزيدنا تعقيداً ولا تزيدنا سعادة، اقرأ كتاب The Paradox of Choice أو شاهد هذا المقطع:



ما أستغربه هو أن الشركات يمكنها أن توفر بعض المال وتحصل على هامش ربح أكبر بتقديم منتجات أقل وأفضل ومع ذلك قليل منها يفعل ذلك وأبل مثال ممتاز على شركة تفعل ذلك، أبل لديها هاتف واحد ينافس في سوق يحوي مئات الهواتف، لديها أربع مشغلات صوتية تحمل اسم آيبود، لديها حاسوب لوحي واحد، 3 حواسيب مكتبية، حاسوبان محمولان، وهذا كل ما تقدمه أبل من أجهزة، قارن هذا بشركة مثل ديل وأتش بي وغيرهما وستجد أن هذه الشركات تقدم خيارات كثيرة ولا يعني هذا أن كل خيار مختلف عن الآخر بل هي في الغالب خيارات متشابهة متقاربة تزيد حيرة المرء.

أخيراً لدي نصيحة بخصوص شراء الكاميرات، اختر شركة واحدة واشتري كاميراتها، هذا سيقلل عدد الخيارات التي تحتاج لشرائها، نقطة ثانية عليك أن تدرك بأن أنواع الكاميرات يمكن تقليلها إلى التالي:
  • كاميرات صغيرة خفيفة يمكن وضعها في جيبك ومناسبة للتصوير اليومي.
  • كاميرات أكبر قليلاً وتحوي خصائص أكثر ويمكنها التقاط صور أفضل من النوع السابق، حجمها ووزنها قد يجعلانها غير مناسبة لوضعها في الجيب إلا إن كان جيبك خالي من أي شيء آخر.
  • كاميرات شبه احترافية وكبيرة الحجم لكن لا يمكن تبديل عدساتها وهذه أفضل من النوعين السابقين وبعضها يلتقط صوراً جيدة حتى في ظروف إضاءة منخفضة.
  • كاميرات يمكن تبديل عدساتها وهي تتراوح ما بين الموجهة للمصور الهاوي إلى الكاميرات الموجهة للمحترفين.
  • كاميرات متخصصة وهذه تأتي على شكل كاميرا مصممة لتحمل الظروف الصعبة ويمكنها التصوير تحت الماء أو كاميرا تلتقط صوراً ثلاثية الأبعاد أو كاميرا تحوي آلة عرض للصور تمكنك من عرض صورك على أقرب جدار.
في البداية عليك أن تنسى الكاميرات المتخصصة إلا إن كان هذا ما تريده، ثم فكر بما يهمك، هل تهتم بالتقاط صور جيدة أم يهمك أكثر أن تحمل الكاميرا في جيبك؟ لا يعني هذا أن الكاميرات الصغيرة لا تلتقط صوراً جيدة هي فقط لا تلتقط صوراً بمستوى الكاميرات الأكبر،  هل يهمك أن تصور تفاصيل حياتك اليومية أم أن تصويرك فني تمارسه في أيام محددة؟ نصيحتي أن تنسى كاميرات الجيب ما لم ترغب في أن تكون الكاميرا معك كل يوم.

إن كنت لا تعرف ما الذي تريده فنصيحتي أن تبدأ بأصغر وأرخص كاميرا، واحدة لا يزيد سعرها عن 800 درهم وجربها لأشهر وستعرف ما الذي تريده بممارسة التصوير، بعد ذلك يمكنك أن تقرر إن كنت ترغب في شيء أفضل أم لا، وإن كنت تملك هاتفاً ذكياً وخصوصاً آيفون فلست بحاجة لشراء كاميرا صغيرة.

ملاحظة: هناك من يقدم دليل شراء يختصر عليك الوقت، اتبع نصائحه Wirecutter

3 تعليقات:

غير معرف يقول...

توجد مشكلة أُخرى في الكاميرات، وهي إصدار نُسخ جديدة كل عام. اذكر أني عندما كنت أنوي شراء كاميرا بمواصفات جيدة، كنت أبحث وأرى المقارنات في موقع http://www.dpreview.com/
فوقع إختياري على الكاميرا Cannon Powershot S2 IS, وعندما ذهبت إلى الصين في كورس، ظهرت كاميرا Cannon Powershot S3 IS فوجدتها هُناك وقُمت بشرائها، وكان سعرها حوالي 300 دولار، وكان هذا عام 2007. ومواصفاتها كانت
6 Megapixel
12x Optical zoom
اﻵن صدرت نسخة جديدة منها وهي Powershot SX40 HS وسعرها 430 دولار. ومواصفاتها:
12 Megapixel
35X Optical zoom
http://www.dpreview.com/products/canon/compacts/canon_sx40hs

وفي نفس الوقت كُنت أحتاج لكاميرا صغيرة يسهل حملها في الجيب، فاصبحت في حيرة من أمري هل اشتري هذه الكاميرا الجديدة أم أشتري كاميرا صغيرة للجيب. أم أنتظر حتى تأتي كاميرا أُخرى من كانون ذات مواصفات أعلى.
وقديماً قبل معرفة تفاصيل الكاميرات اشتريت كاميرا صغيرة ورخصية ماركة Olympus 3 ميغابيكسل

عبدالله المهيري يقول...

@أبو إياس: كقاعدة يمكنك تجاهل الإصدار التالي من الكاميرا وأحياناً إصدارين، مثلاً كانون صنعت أس 90 وكانت كاميرا ممتازة، بعد عام أعلنت عن أس 95 ولم يكن من الضروري الانتقال لها ثم أعلنت عن أس 100 وهي كاميرا أفضل لكن من اشترى أس 90 لا زال يملك كاميرا ممتازة ولا أجد من الضروري أن يغيرها.

أوافقك بأن ما يحدث في السوق يحير، خيارات أكثر من اللازم ولا يدري المرء متى يشتري وماذا يشتري.

O b a i d يقول...

ما رأيك في كانون اس 95 بقيمة 1700 ريال سعودي.
هل هو جيد بهذا السعر ؟

وكم سعر اس 100 ؟

أعجبتني الكاميرات من هذه الفئة.

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.