عند الحديث والتركيز على آندرويد وآي أوس ونظام ويندوز فون وغيرها من أنظمة تشغيل الهواتف الذكية يظن البعض أن هذه الأنظمة هي المسيطرة على سوق الهواتف بينما النظام الأكثر انتشاراً واستخداماً بين الهواتف ليس أحد هذه الأنظمة بل هو نظام تشغيل لهواتف غير ذكية وإن كان "غير ذكية" وصف لم يعد دقيقاً الآن، هل تستطيع تخمين هذا النظام؟
في عام 2003 ظهرت أول هواتف نوكيا بنظام أس40 أو Series 40 وهو نظام مصمم للهواتف البسيطة من نوكيا، يدعم النظام لغة جافا وتقنية فلاش لايت ويمكن لأي شخص أن يبرمج لهذا النظام باستخدام أدوات المطورين المتوفرة من موقع نوكيا للمطورين.
مع مرور السنين تحسن هذا النظام وتطورت هواتفه، الآن الهواتف بهذا النظام تحوي شاشة لمس، متصفح جيد، إمكانية تنزيل الملفات واستعراضها ومشاهدة الصور والفيديو، التقاط الصور والفيديو، لوحة مفاتيح كاملة، إمكانية إضافة شريحتي هاتف، إمكانية إضافة برامج مختلفة ومنها برامج للشبكات الاجتماعية تويتر وفورسكوير وفايسبوك، البريد الإلكتروني وبرامج المحادثة، ويمكن إضافة ألعاب ومنها اللعبة الشهيرة الطيور الغاضبة، ومع كل هذه الإضافات حافظ النظام على بساطته ويمكن أن أقول بأنه أصبح نظام تشغيل هواتف ذكية أو على الأقل شبه ذكية.
مؤخراً أعلنت نوكيا عن مجموعة هواتف جديدة، اثنان منها يعملان بنظام ويندوز فون 7 وكلاهما يسما لوميا وتعني النور كما فهمت، لن أتحدث عن هذه فقد أخذت حقها من التغطية في مدونات عديدة، الهواتف الأخرى هي أربع هواتف من سلسلة تسمى آشا (Asha) وهي كلمة مشتركة بين لغات آسيوية عديدة وتعني الأمل، وهذه الهواتف كلها تعمل بنظام أس40 وتشترك في كثير من المواصفات.
آشا 200 و201 - صورهما في أعلى الموضوع - يشتركان في كل المواصفات:
- شاشة 2.4 إنش بدقة 240 × 320
- لوحة مفاتيح كاملة
- منفذ لبطاقة MicroSD يدعم حتى 32 غيغابايت.
- سماعة خارجية تدعي نوكيا أنها الأعلى صوتاً.
- منفذ يو أس بي USB
- كاميرا 2 ميغابكسل.
آشا 300 يأتي بشاشة بنفس الحجم ودقة 320 × 240 وهي شاشة لمس، لا يملك لوحة مفاتيح كاملة بل لوحة أرقام، كاميرا 5 ميغابكسل، معالج بسرعة 1 غيغاهيرتز مع أنني لا أرى أهمية كبيرة لذلك لكنها نقطة تبدو مثيرة لاهتمام العديد من الناس ويدعم الهاتف تقنية الجيل الثالث وكذلك واي فاي، أما آشا 303 فهو يأتي بشاشة أكبر قليلاً 2.6 أنش وكاميرا 3.2 ميغابكسل ونفس المعالج وبلوحة مفاتيح كاملة وشاشة لمس.
لماذا هذه الهواتف مهمة؟ لأنها توفر بعض خصائص الهواتف الذكية بسعر في متناول شريحة كبيرة من الناس، إن كنت تعيش في عالم الهواتف الذكية آيفون وأندرويد وغير ذلك فأدعوك للتفكير قليلاً بالناس في آسيا وإفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية، كثير من الناس في هذه المناطق لا يستطيعون اقتناء الهواتف الذكية ومجموعة هواتف آشا ستكون أول هواتف يستخدمونها وتحوي متصفحاً جيداً وشاشة لمس ولوحة مفاتيح كاملة، بالإضافة إلى ذلك نوكيا تتعاون مع شركات مختلفة في بلدان مختلفة لتقديم محتويات وخدمات مناسبة للناس هناك.
في بعض بلداننا العربية الوضع لا يختلف كثيراً، هناك شريحة كبيرة من الناس لا يمكنهم اقتناء هواتف ذكية وأضف لهم شريحة من الناس لا يرغبون في استخدام هواتف ذكية - ارفع يدك إن كنت منهم! - وهؤلاء سيجدون في هواتف غير ذكي أو شبه ذكية ما يحتاجونه، هواتف آشا ستكون مناسبة لشريحة منهم فمثلاً شخصياً أشتري هواتف رخيصة لكنني دائماً أتطلع لهاتف بلوحة مفاتيح كاملة لأن كتابة الرسائل على لوحة أرقام أعتبره نوع من التعذيب لا أحب ممارسته كثيراً.
ما هو مؤسف هو تركيز كثير من المدونات التقنية العربية على الهواتف الذكية في حين أن واقع الناس في كثير من بلداننا لا يتفق مع هذا التركيز على الهواتف الذكية، الناس يستخدمون هواتف مختلفة فلم لا نجد تغطية لها؟ لم لا يكون هناك اختبار لهاتف رخيص؟ أو لهاتف ليس بالغالي ولا بالرخيص ويملك مواصفات هواتف ذكية؟ الجواب قد يكون أن مثل هذا الهاتف لا يثير ضجة كما يفعلها إعلان واحد لجيل جديد من آيفون أو أحد هواتف سامسونج.
في السوق الأمريكي الهواتف الذكية لها شعبية كبيرة وكثير من الناس يقتنونها وتركيز المدونات التقنية الأمريكية يدور حول هذه الهواتف وبين حين وآخر أجد تغطية لهواتف رخيصة، هذا الواقع يجب ألا نستورده لمدونات عربية، لا أدعو هنا إلى عدم الحديث عن الهواتف الذكية بل أدعو إلى أن تغطي المدونات العربية بين حين وآخر منتجات قد لا تكون مثيرة لكنها تهم شريحة واسعة من الناس يعيشون في مساحة تمتد من المحيط إلى الخليج، وهذا متعلق بكل شيء وليس فقط الهواتف.
6 تعليقات:
أختلف معك في الجزء الأخير من المقال...
الحقيقة أن الواقع هنا -في مصر على الأقل- مختلف جدا... الناس تنبهر لو رأت هاتفا ذكيا خاصة بالتقنيات الغريبة كالتي نراها في آيفون الحديث (كالتحفة سيري) أو بالابتكار في هواتف أندرويد (كـ Galaxy Note)...
وبالتالي فإن كل ما في المسألة أن المستهلك -والذي هو بحاجة لمثل هذه الهواتف الذكية- لا يعلم شيئا عن هذه الأجهزة...
كثيرا ما نسمع في مؤتمرات تلك الأجهزة الذكية "سيجعل حياتك أسهل" أو "أكثر إنتاجية" أو ما شابه من العبارات, وهذا ما أراه حقا في تلك الهواتف...
السوق العربي بحاجة فقط لفرصة لإثبات أنه ذكي كفاية ليستخدم أجهزة بذلك الذكاء...
الناس هنا لا تسمع -إلا نادرا- عن نوكيا وسوني إريكسون, وفقط تقريبا...
لا أعرف في مصر أحد يملك هاتف أندرويد سوى 3 فقط آخرهم لم يعرف كيف يختاره لكنه احترف استخدامه بمجرد شرائه له وأصبح فعلا كما يقال عنه "يجعل حياتك أكثر إنتاجية" و "أسرع في التنفيذ"...
شكرا جزيلا لمقالك...
كلامك صحيح , ولكن الشخص الذي لا يهتم بالهواتف الذكية غالبا لن تجده متابعا للمدونات والمواقع التقنية التي تتحدث عن الهواتف .
وفي الغالب المهووسون بالهواتف الذكية والتقنيات الحديثة هم من يكتب في المواقع التقنية وهم من يتابعها .
بالنسبة لهاتف يحوي شريحتين إحداهما سريعة التغيير , أعتقد انه مهم جدا لفئة كبيرة من العرب فعندما تبحث عن هكذا ميزة ستجد أن الجهاز باهظ الثمن أو رخيص وسيء قدم من الصين .
ولكني معك يجب الحديث عن المنتجات العادية والرخيصة من الهواتف وأجهزة الحاسب وغيرها , ربما سأكتب عن بعضها قريبا بإذن الله .
هاتف بكاميرا جيدة، بطرية تدوم طويلا، دعم لشبكة الواي فاي، ولوحة مفاتيح كاملة، هذا يكفي بالنسبة لي ، التطبيقات الاخرى المتوفرة على الهواتف الذكية لا احتاجها.
انا هنا لا اعمم، ربما يكون البعض بحاجة فعلية لهاتف ذكي يتماشى مع اسلوب حياته او مجال دراسته كالطب مثلا.
@عمر خرسه: من يدري أخي الكريم؟ كل موقع يزوره جمهور صامت ومن يدري من هم هؤلاء؟ في الغالب فيهم أناس لا يهتمون بالهواتف الذكية ولديهم اهتمام بالتقنيات المختلفة، أما بخصوص الهاتف بشريحتين فقد تأخرت نوكيا في إنتاج مثل هذا الهاتف لكنها مؤخراً أنتجت العديد منها وآشا 200 آخرها وأفضلها.
@بسام حكار: وهذا يكفيني أيضاً، هي مسئلة اختيار وذوق لكل شخص.
@Eye Code: عذراً على التأخير في نشر تعليقك، للأسف بلوغر وضعه على أنه تعليق غير مرغوب فيه (Spam) ولم أنتبه له إلا الآن.
أخي الكريم، ما أطالب به هو شيء من التوازن والواقعية في تغطية الأخبار واختبار المنتجات، التوازن من أجل تلبية احتياجات شريحة واسعة من الناس بدلاً من التركيز على شريحة محددة، ليس كل الناس بحاجة لهواتف ذكية والهواتف غير الذكية ليست كما ينظر لها هواتف بسيطة لا تقدم إلا الاتصال والرسائل ولا شيء بعد ذلك، هناك من يريد هذه الهواتف وهناك من لا يملك ما يكفي من المال لشراء هواتف ذكية وبالتالي يشترون هذه الهواتف غير الذكية، هؤلاء من مصلحتهم أن تصبح الهواتف غير الذكية أكثر ذكاء ومن مصلحتهم أن تغطي المواقع أخبار هذه الهواتف وتختبرها.
بخصوص ما شاهدت في مدينتي ان الاشخاص مولعون بالهواتف الذكية حتى وان لم يعرفوا كيفية استخذاخها
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.