الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

أنا لست سوبر مان!

لا أدري كم مرة كرر علينا أحد الأساتذة أن علينا التضحية ببعض الأشياء لكي ننجز ما هو مهم وغير مسلي لكنه ضروري لنا على المدى البعيد، أن نضحي بوقت التلفاز لكي ننجز الواجب المدرسي، أن نضحي بالحلويات لكي نحتفظ بأسنانا نظيفة، أن نضحي بالكلام مع الزملاء لكي ننتبه للمعلم في الفصل، أنواع من التضحيات الصغيرة من أجل أشياء أكثر أهمية، المشكلة في ذلك الوقت أن عقولنا - أو على الأقل عقلي أنا - لم تكن تستوعب الفكرة، الوقت مفهومه في تلك الفترة كان محدوداً باليوم وغداً، متعة اليوم أهم من هدف ينجز بعد أربعة أشهر، ثم تأتي كراهيتي للمدرسة لتزيد من تفاقم الأمر لأنني ببساطة لم أرى فائدة المدرسة أو على الأقل لم أرى فائدة الشهادة المدرسية ولم أفهم تأثيرها على المدى البعيد.

أذكر أنني شاهدت برنامجاً عن دراسة تتحدث عن الأطفال وكيف أن الطفل الذي يضحي بالمتعة الآن ليتمتع بعد فترة من الوقت سيحصل على فرصة للنجاح أكبر من الطفل الذي لا يستطيع المقاومة والصبر ويريد المتعة الآن وفوراً، كاتبوا الدراسة أجروا تجربة للأطفال بأن أخبروا كل طفل بأنه سيحصل على قطعة حلوى الآن لكنه إن صبر ولم يأكلها سيحصل على واحدة أخرى، بعض الأطفال لم يستطيعوا الصبر وبعضهم الآخر كان منظرهم مسلياً لأنهم يستعملون كل الحيل الممكنة لعدم التفكير في الحلوى حتى يأتي الوقت الذي يحصلون فيه على القطعة الثانية.

لكي تنجز عليك أن تضحي، هذا درس نعرفه جيداً وإن لم يكن بعضنا يمارسه عملياً في حياتنا، التضحية هنا تكون بأشياء صغيرة ... أرنب مثلاً أو دجاجة! ... حسناً أنا أمزح، أعني التضحية بأشياء مثل ساعات النوم الطويلة، التلفاز، قضاء وقت مع الأصدقاء، فايسبوك وتويتر، نعم الشبكات الاجتماعية أصبحت مؤثرة في حياة كثير من الناس لدرجة عجيبة.

كل شخص يعرف ما الذي يجب عليه أن يضحي به، الأمر يختلف من شخص لآخر، لا يمكنك أن تنجز شيئاً وهذه الأشياء الصغيرة تأكل يومك، واقرأ قصص من أنجزوا ونجحوا، كثير منهم لم ينجح إلا بعد بذل جهد كبير وتقديم تضحيات مختلفة، فما الذي يمكنك أن تضحي به؟

من جانب آخر، علي أن أذكرك بأنك لا تستطيع مشاهدة كل شيء، أو قراءة كل كتاب أو متابعة كل موقع، يجب أن تضحي بكثير من هذه المحتويات لتركز على ما هو مهم ومفيد، يجب أن تتعايش مع فكرة أن ملايين الأشياء ستفوتك ولا يمكنك أن تتابع كل شيء فلا تقلق أو تتضايق، ركز فقط على ما يهمك واترك كل شيء آخر للآخرين، ردد معي: أنا لست سوبر مان!

شخصياً سأبقى مبتعداً عن تويتر حتى أنجز عملاً بدأته في رمضان، أترجم درساً طويلاً حقاً والترجمة تحتاج لوقت وجهد، من ناحية أخرى سأبدأ في طرح مواضيع لمدونة عالم التصوير بعد أن توقفت خلال رمضان.

4 تعليقات:

إبراهيم الهويمل يقول...

اشكرك أخي عبدالله

اتذكر اني شاهدت البرنامج الذي يتحدث عن الاطفال كان على ما أذكر في الجزيرة الوثائقية كان برنامج ممتع فعلا

اتفق معك كثير في الموضوع يجب على الشخص ان ينظر إلي الشي الذي يفيده ويبحث فيه

أستغرب كثير من بعض الاشخصاص عندما يراني شخص جيد في استخدام بعض البرامج ويقول اريد انصبح مثل انا راحب بذلك واعطيه المبداء وانصحك بمواقع ليطلع عليه وما هي الا لحظات حتى تجده يقول لشخص اخر انت تعرف في السيارة كثير اريد ان اكون مثلك " شريطي سيارات "
وهو على هذا الحل يحاول ان يجيد كل شي وهو للأسف لا يعرف الا اضاعت وقته

أشكرك على المقال

إبراهيم الهويمل

جسري يقول...

ما دخل سوبر مان في الموضوع؟ :-)
لكنك في نظري يا سيد عبدالله سوبرمان حقيقي، أتمنى أن ألاقيك يوماً وجهاً لوجه.
(آسف على خروجي عن صلب الموضوع، وذلك لأنه لا تعليق لدي.).

عبدالله المهيري يقول...

@إبراهيم الهويمل: هناك للأسف عدم جدية من البعض وقد رأيت ما تتحدث عنه، اهتمام البعض بالشيء لا يزيد عن دقائق معدودة يبدي فيها اهتمامه بهذا الشيء أو ذاك ثم ينسى الأمر.

@جسري: منذ وقت طويل وأنا أتمنى لقاء كثير من الناس عرفتهم في الشبكة فقط، بإذن الله ستكون هناك فرصة لمثل هذا اللقاء.

سكندري يقول...

من أراد كل شئ ، خسر كل شئ

قال الأمام علي رضى الله عنه : قيمة كل امرئ ما يحسن