شاهدت هذا المقطع بالأمس ولم أتمالك نفسي من الضحك، حوار مسلي بين روبوتين - هل من ترجمة لكلمة روبوت؟ - ويبدو أن كل روبوت يستطيع أن يفهم الآخر لكن ليس فهماً جيداً لذلك الحوار يبدو مضحكاً ومسلياً، من ناحية أخرى هناك من يراه مخيفاً لأن الروبوت قد يصل إلى مستوى من الذكاء يهدد البشرية.
واتسون حاسوب آي بي أم شارك في منافسة جيوباردي (Jeopardy) الشهيرة وفاز على أفضل منافسين في هذه المسابقة، لمن لا يعرف المسابقة: هي عبارة عن تنافس بين ثلاثة، المذيع يطرح الجواب وعلى أحد الثلاثة أن يضغط زر المشاركة قبل الآخرين ثم يطرح السؤال الصحيح، المهم هنا أن واتسون استطاع التغلب على منافسيه وكتب البعض مازحاً وجاداً أن عصر الروبوت قد وصل وتفوق الروبوت على البشر هو مجرد مسئلة وقت لا أكثر، واتسون له وظيفة أخرى الآن بأن يصبح موسوعة جاهزة تقدم الإجابات بسرعة في أي مجال.
واتسون يقدم وظيفة مفيدة ولا يشكل أي خطر على الناس، من يرى في واستون وما ماثله خطراً على البشر عليه أن يعيد التفكير في تصوره هذا لأن واتسون لا يفكر، كذلك ديب بلو الحاسوب الذي انتصر في منافسة الشطرنج ضد غاري كاسبروف أحد أفضل لاعبي الشطرنج في العالم إن لم يكن الأفضل على الإطلاق، ديب بلو لم يكن يفكر بل لديه قدرة عالية على وضع عدد كبير من الاحتمالات ويختار الأفضل من بينها، ديب بلو برمج ليجري عمليات حسابية وهذا لا يعتبر تفكيراً، في الماضي وأثناء الحرب العالمية الثانية كانت الحواسيب في ذلك الوقت تعمل لإجراء عمليات حسابية متعلقة برمي القنابل وهذا لا يجعلها بأي شكل آلات تفكر، على الأقل لا يمكنها التفكير ما لم يبرمجها شخص ما وهذا يختلف كلياً عن طريقة تفكير الناس وحتى الحيوانات.
أبحاث الذكاء الاصطناعي بدأت منذ خمسينيات القرن الماضي ولا زالت مستمرة حتى اليوم، وفي أيامنا هذه هناك مئات من السوبر كمبيوتر والتي تعمل بملايين المعالجات مع ذلك الذكاء الاصطناعي لم يصل إلى أي مرحلة يمكن أن نقول فيها أنه يفكر كالبشر، الحاسوب يفكر من خلال البرمجة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتطور بنفسه إن برمج على هذا الأساس، يمكنه أن ينتج حلولاً مختلفة ويجعلها تتنافس ويختار من بينها الحل الأفضل ثم يطوره ويستخرج منه حلولاً أخرى وهكذا يستمر في التطور، هذا بالمناسبة أسلوب رائع للاستفادة من الذكاء الاصطناعي لابتكار حلول لمشاكل كثيرة، لكنه في النهاية لن ينتج حاسوباً مدركاً واعياً لديه مشاعر حقيقية.
نقطة أخرى مهمة هنا هي الإدراك، البشر لديهم إدراك، كذلك كثير من الحيوانات والطيور، الذكاء الاصطناعي مهما تطور ليس لديه إدراك، والمشكلة هنا أننا لا نعرف حقاً ما الذي يعنيه أن يكون الشخص مدركاً، ما هو الإدراك؟ حتى لو عرفنا الإدراك جيداً ستبقى عقبة أن نجعل الحواسيب مدركة، كيف تجعل قطعاً من البلاستيك والسيليكون والنحاس تدرك؟ من الصعب فعل ذلك ونحن لا نعرف حقاً ما هو الإدراك، ثم العقل نفسه لا زال لغزاً كبيراً مع أن العلماء تعلموا الكثير من أبحاثهم حول الدماغ، لا زال هناك الكثير لتعلمه حول العقل وحتى نفهم العقل جيداً ونفهم كيف يمكن لهذه الكتلة من الأعصاب أن تفكر وتدرك وحتى نفهم كيف الإدراك ونعرف طريقة تجعل الحواسيب تدرك، حتى كل هذا وغيرها من الأشياء التي نجهلها ... لن يشكل الحاسوب أو الروبوت أي خطر على الناس.
أرجو أن تشاهد هذا المقطع الذي يستحق أن يترجم، هل من متبرع؟
أنا بحاجة للقراءة أكثر حول الموضوع.
3 تعليقات:
هذا الموضوع هو قيد النقاش عند علماء الروبوت، وهو العقبة أمام تطوير روبوتات تتمتع بالذكاء.
خطر الروبوتات لا يكمن في أن يصبحوا أكثر ذكاء من البشر، خطرهم يكمن في أن يخرجوا عن طوعنا، ويصبحوا ضدنا، وتنشئ حرب بين البشر والروبوتات، وهذا ما تحدثنا عنه أفلام الخيال العلمي.
__ بالنسبة لروبوت واتسون، أحب أن أضيف هذه المعلومات: هو جهاز متخصص بعمليات السؤال والجواب، قادر على معالجة 500 غيغابايت في الثانية (أي ما يعادل مليون كتاب)... الجهاز يعمل بالاعتماد على برمجيات تم إنشاؤها بواسطة لغة ++C، وبرنامج DeepQA، ونظام تشغيل SUSE Linux Enterprise Server 11.
ــ بالنسبة للإدراك: بإمكاني وصف الإدراك من خلال المثال التالي: تصور أن يقدم لك روبوت كوباً من الماء، هل ستشكره؟ لست مضطراً لأنه بلا إدراك، ولو أنك شكرته، هل سيحس بشيء ما في داخله؟ هذا هو الإدراك، أو يمكننا تسميته: المشاعر.
عليك سيد عبدالله بأفلام الخيال العلمي، والمجلات العلمية، لن تجد ما يروي ظمأك سوى في هذه الأماكن.
لدي سؤال: ما الذي يحويه آخر فيديو؟ اتصال الإنترنت لدي بطيء، ولا يمكنني مشاهدته.
ابحث عن ما يسمى بالتفرد التكنولوجي
Technological Singularity
وايضا عن كلام
Ray Kurzweil & Michio Kaku
في الذكاء الاصطناعي والتفرد التكنولوجي
قد يكون الربوت - الالي - متفوقا على بعض البشر لكنه لن يتفوق يوما على جنس البشر وكيف ذلك والبشر من صنعه
؟!!!
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.