الأحد، 13 فبراير 2011

كتاب: Geeks Bearing Gifts


خيبة أمل، هذا ملخصي للكتاب، رفعت سقف توقعاتي أكثر من اللازم بخصوص هذا الكتاب وما قد يقدمه وقد كنت أتوقع كتاباً رائعاً يفيدني لأن كاتبه هو تيد نيلسون الذي ابتكر مصطلح Hypertext ومصطلح Hypermedia ويمكن اعتباره مفكراً لعالم التقنيات والحاسوب، تيد لديه أفكار أنا مؤمن بأنها أفكار رائعة ولم تطبق حتى الآن وأوافقه بأن الحواسيب اليوم لا تقدم إلا القليل مما يمكن للحواسيب أن تقدمه.

كتابه هذا يتحدث عن تاريخ الحاسوب وكيف وصلنا لما نحن عليه، تاريخ الحاسوب موثق بشكل جيد في كثير من جوانبه ويمكن معرفة ما حدث من خلال المئات من الكتب والوثائق والصوتيات والمرئيات ولا زال كثير ممن صنعوا تاريخ الحاسوب أحياء يمكن سؤالهم عن ما حدث، الحقائق يمكن أن نتفق عليها فنقول أن هذا حدث وفلان فعل لكن تفسير هذه الحقائق وأسبابها قد نختلف حوله وهذا أمر طبيعي، كتاب تيد نيلسون لديه نظرة مختلفة لتاريخ الحاسوب وإن قرأت كتابه هذا ستجده غير معجب بأي شيء وينتقد معظم ما نستخدمه اليوم في عالم الحاسوب.

ما خيب أملي حقاً هو أن الكتاب ركز على نقد ما هو موجود بدلاً من توضيح ما يمكن أن يكون عليه الحاسوب، أفكار تيد رائعة لو أنه استطاع جمعها وكتابتها بشكل محكم في مكان واحد لكنه فرق هذه الأفكار في فقرات مختلفة على صفحات مختلفة في كتب ومقالات عديدة، كنت أظن أن هذا الكتاب سيجمع شتات هذه الأفكار لأجده يكرر نفس التشتت لكن كان علي أن أتوقع ذلك فهذا التشتت هو أمر طبيعي لدى تيد نيلسون، هذه طريقته في الكتابة وشرح الأفكار.

تيد ينتقد دائماً ما نراه في عالم الحاسوب من تنظيم للملفات بحسب هيكلية محددة، نظام الملفات وترتيب المجلدات فيه وتنظيم الملفات في المجلدات كلها أمور غير ضرورية في الحاسوب لأن الحاسوب قادر على عرض الأشياء بطريقة حرة لا يمكن محاكاتها في الواقع كعرض شيء في مكانين أو دمج أشياء بطرق مختلفة في وقت واحد، ثم لماذا نحتاج للتعامل مع الملفات في حين أن ما نريد التفاعل معه هي المحتويات، هذا ليس سببه عدم إمكانية التخلي عن نظام الملفات وهياكلها بل لأن عالم الحاسوب اليوم مبني على إرث من الماضي لا تريد كثير من الشركات التخلي عنه.

الانتقاد الثاني الذي يكرره تيد هو محاكاة الحاسوب للورق ويلقي باللوم على مركز أبحاث بارك الذي افتتحته زيروكس في أوائل السبعينات وطور واجهة الحواسيب التي نستخدمها حتى اليوم، هذه الواجهة تحاكي سطح المكتب والوثائق وتتعامل مع كل وثيقة بشكل منفصل وكل وثيقة يجب أن تكون في ملف وكل ملف في مجلد ما وهكذا هناك هيكلية لكل الملفات وكل الملفات تحاكي الأوراق، هذا كله قد يجعل استخدام الحاسوب سهلاً لكنه يحد من إمكانيات الحاسوب التي يمكن تقديمها إن تخلينا عن الهيكلية وعن محاكاة الورق.

هذا مثال لم ينتقده تيد في كتابه وهناك المزيد، فهو يتحدث عن لوحات المفاتيح، الصوتيات، المرئيات، البريد، الإنترنت نفسها ولماذا هي غير آمنة ويعرض حلاً لمشكلة الرسائل التافهة أو سبام، ويتحدث عن الحواسيب الشخصية وأنظمة التشغيل وكيف وصلنا لما نحن عليه في هذا الجانب.

إن كنت لا تعرف الكثير عن تاريخ الحاسوب وتريد ملخصاً عنه فهذا الكتاب مفيد لكن كن مستعداً لكثير من الغموض لأن تيد لا يشرح المصطلحات ويوضحها لمن لا يعرفها، إن كنت تعرف تاريخ الحاسوب فهذا كتاب مفيد من ناحية عرض وجهة نظر مختلفة عن ما هو مألوف في الكتب الأخرى.

 الكتاب: Geeks Bearing Gifts
المؤلف: تيد نيلسون
الصفحات: 209
الناشر: Mindfull Press

7 تعليقات:

مريم يقول...

ملخص سريع وجميل .
خط مشترك في الكتابين اللي تكلمت عنهم ؛ كسر الصورة النمطية للأشياء.
فكرة مثيرة بصراحة . نتبع قواعد ، أو خلني أقول نُلزَم بأن نطبقها وهي في الواقع بمثابة القيد!!

وقفت عند فكرة تنظيم الملفات وهيكلتها ، وقعدت أفكر كثير كيف ممكن نهتم بالمحتوى ، وماأخفيك اني طلعت بفكرة :)
صحيح ، نفتقر لخصائص تتعامل مع "المحتوى" بذكاء ، لكن مالنا غنى عن تنظيم الملفات .

شغلة أخيرة ، صورة الغلاف مالها علاقة بالمحتوى ;)

عبدالله المهيري يقول...

@مريم: ما هي فكرتك؟ أنا مهتم بمعرفتها، بإمكاننا الاستغناء عن عناء تنظيم الملفات، شبكة الويب مثال جيد، موقع يوتيوب يعرض مقاطع فيديو وليس ملفات فيديو، موقع فليكر يعرض صوراً وليس ملفات صور، وهكذا كثير من المواقع تعرض محتويات مباشرة ولا يحتاج أي مستخدم للتفكير في الملفات، نفس الشيء يمكن تكراره في الحاسوب.

صورة الغلاف شرح قصتها المؤلف، فقد طلب صورة رسمية محترمة لبيل غيتس من شركة مايكروسوفت ولم يردوا عليه فوضع هذه الصورة! :-)

غير معرف يقول...

أخي عبدالله
من أين اشتريت الكتاب?

عبدالله المهيري يقول...

@غير معرف: من موقع لولو، إضغط على عنوان الكتاب في آخر المقال لتصل للموقع.

هيثم يقول...

أخي عبد الله ..

مقال رائع منذ فترة طويلة لم أقرأ مواضيع بعبق ماضي - سردال - :)..

بخصوص فكرة الكاتب حول تنظيم المفات .. أجد آنه محق فعلاً فيما ذهب إليه ..

غالباً يضيع الوقت أثناء بحثي عن ملفات قمت بتصميمها أو كتابتها في مشروع ما .. ولا أجد سبيل للوصول لها إلا بالتخمين ..

مع أن قدرات الحاسب قادرة على جعل بحثي عنها لا يستغرق ثواني معدودة بمعطيات معينة .. مثلاً : هو ملف صورة .. أنشأته قبل أسبوع ربما .. صممته ببرنامج فوتوشوب .. جد لي الملف :)

وندوز .. لا يوفر لي هذا أبدا .. ولا قريب من ذلك ..

ماك .. بعد قرائتي لمقالك بدأت في استخدام ميزة -Smart Folder- .. مبدأياً توفر لي الخصائص المقبولة .. فمثلاً يعرض لي الملفات التي قمت بفتحها/عدلتها/أنشأتها .. هذا اليوم/الأسبوع/الشهر .... نوعية الملف: صورة/مستندت/فيديو ...

مريم يقول...

الويب مثل ماذكرت "شبكة"، والشبكة مرادف لكمية هائلة من المحتويات. ومن غير العملي إذا احتجت شيء معين اني أتصفح الموقع عشوائيًا إلا إذا "بحثت".
لاحظ بعض المواقع تعتمد التصنيف، يمكن لأن محتواها محدود لكن أشوفها مريحة.
بعدين التنظيم مو عناء ;)

نرجع لفكرتي ، لكن لا تتحمس :)
يمكن أقصى شي نفكر فيه هو "البحث"، لكن ناتج العرض هو المتغير.
مثلًا، تكتب بالبحث الكلمة أو الموضوع اللي تبيه ويعرض لك الناتج بطريقة الـ
cover flow ؛ الموجودة بنظام الماك، وبمجرد الضغط على أي صفحة تُعرض بكامل الشاشة سواء الناتج نصي أو فيديو أو صورة، وتكون كلمات البحث highlighted.
أو ببساطة تعرض بأسلوب شجري جذاب .
أو حتى على شكل وردات ؛ البتلات هي المحتويات النصية والأوراق مقاطع الفيديو
>> كأني شطحت شوي :)
فقط تمرر الماوس وتعرض على كامل الشاشة.
وفي كل الأحوال يُعرض المحتوى بصرف النظر عن صيغته وهل تُدعم أم لا .
مجرد فكرة مطورة من الـ cover flow و الـ quick look .

وأخيرًا مالنا غنى عن التنظيم << مهووسة /:

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله مجهود ممتاز
لي اقتراح، ما رأيكم لو أضفتم إعلانات جوجل أدسنس إلى مدونتكم، فإن رغبتم في ذلك، يمكنني أن أقوم بذلك لكم، حيث لي حساب جوجل أدسنس مفعل، ويتم الحصول على العائد شهريا
يمكنكم مراسلتي إن شئتم
niletrader@gmail.com