الأحد، 21 نوفمبر 2010

الكح ... وول

أعود لمواقف مرة أخرى، لا لم أنتهي منهم! ما نحتاجه في تعاملاتنا اليومية هو شيء من النظام وشيء من التراحم، لا يمكننا أن نعامل الناس على أنهم آلات ونطبق القوانين بدقة متناهية لأن هذا يلغي الجانب الإنساني فينا وبالتالي تصبح حياتنا بين الواحد والصفر ولا خيار آخر، هذا كابوس نقرأ عنه في الروايات ولا يجب أن ينتقل من الكتب إلى الواقع.

ماذا عن مواقف؟ تصور معي أن رجلاً يريد إنجاز معاملة، ذهب إلى آلة الدفع ووضع ما يكفي من المال لحجز موقف لساعتين، أخذ الورقة ووضعها في سيارته وانطلق نحو المؤسسة، بعد ساعتين و15 دقيقة خرج الرجل وقد أنجز معاملته ودفع من أجلها "الشيء الفلاني" وعندما وصل إلى سيارته وجد مخالفة لأن حضرته لم يلتزم بالقانون ويدفع لثلاث ساعات، حضرته المهمل تأخر 15 دقيقة وبهذا يستحق المخالفة ... كيف يجرأ على التأخر؟!

هذا ما يقوله البعض، شخصياً أرى أن تأخر 15 دقيقة إضافية يجب أن يتجاوز عنه رجال مواقف ولا يسجلون مخالفة، الرحمة مطلوبة في هذه الحالة، الرجل لم يقصد المخالفة، كل ما حدث أنه قدر أن ساعتين ستكون كفاية وتبين أنه بحاجة لأكثر من ساعتين، لماذا يصر رجل مواقف على تسجيل المخالفة؟ لأنه في رأيي يعمل كالحاسوب، إما واحد أو صفر، الرجل تأخر إذاً المخالفة يجب أن تسجل.

مرة أخرى، قليل من الإنسانية والرحمة يا عالم



في موضوع آخر قرأت خبراً في صحيفة الإمارات اليوم يقول القيادة تحت الكحول تتزايد تأثيراً ونتائجاً، ومن البداية أجد مشكلة مع العنوان، لاحظ أنهم قالوا "الكحول" وليس الخمر أو المسكرات مثلاً، بل الكحول، كلمة تبدو أخف على السمع من كلمة "خمر" وهذا ما ابتلينا به، أن تسمى الخمر بغير أسمائها.

ثم الخبر يتحدث عن إحصائيات وأرقام وتصريح من أحد المسؤولين، خبر محايد بارد لا روح فيه، ما رأي كاتب الخبر؟ ليكتب رأيه في موضوع منفصل، ما رأي الصحيفة في الموضوع؟ بالطبع صحيفتنا ليس لديها قضية أو رأي هنا وهذا أمر لا يقتصر على جريدة الإمارات اليوم بل كل جريدة أخرى في بلادنا، قلت سابقاً أن إعلامنا ليس له هوية أو قضية ويقع في المتناقضات، مثل هذا الخبر عن الخمر وتأثيرها السلبي لا يجب أن يمر هكذا دون سطر خجول قصير يذكر أن الخمر حرام في ديننا، حرام شربها، حرام بيعها، حرام الترويج لها، حرام المال الذي جاء من بيعها ولا بركة فيه، لا أظن أن صحيفة ستتجرأ لتكتب ذلك.

ماذا عن السياح؟ سيسأل أحدهم وقد سأل أحدهم بالفعل، شخصياً أرى أن السياح يمكنهم شرب حتى ماء النار في بلدانهم ولن يمنعهم أحد، هل لديهم أزمة حادة تجعلهم لا يجدون خمراً لشربها إلا لدينا؟ كثير من السياح يأتون من بلدان أوروبا وآسيا وهؤلاء الخمور لديهم فنون، من ساكي اليابان إلى شامبانيا الفرنسية مروراً بالفودكا الروسية، لديهم مسابقات لأفضل أنواع الخمور، لديهم مخازن تحفظ الخمور لسنوات لكي يتحسن طعمها ويرتفع سعرها، لماذا بعد كل هذا يجب علينا أن نوفر لهم مكاناً لممارسة ما نعرف يقيناً أنه لا يرضي الله؟ ليذهبوا إلى الجحيم هم وأموالهم، لا بارك الله في مال أتى من حرام.



موضوع ثالث وقصير: لماذا لم نسمع تكبير صلاة العيد يرتفع صوتها من مساجدنا؟ نحن في بلد مسلم وعلينا أن نفخر بديننا على الأقل في يومي العيد، بإمكاني الحديث مطولاً عن الأمر، لكن ما الفائدة إن كانت أذن من عجين وأذن من طين وقلب من حجر؟

12 تعليقات:

Islam A. Mezied يقول...

تسال الله السلامه وان يصلح حال ولاة الامر ويرحمنا برحمته
وبارك الله فيك على كلمة الحق

غير معرف يقول...

فيما يخص مواقف، تخيل أخي عبدالله أن لديك مراجعة في شركة أو مؤسسة، أوقفت سيارتك، ودفعت 3 دراهم قيمة المكوث ساعة، ثم وصلت إلى باب المؤسسة لتكتشف أن المؤسسة مغلقة أو الموظف المسؤول غائب، أو أن معاملتك لم تنجز، ثم ترجع وكل هذا لم يأخذ منك 10 دقائق، من سيدفع لك قيمة الخمسين دقيقة التي لم تستفد منها؟
هذا يسمونه (غرر)...
أقولها لك بصراحة، إذا وجدت فعلا أن بطاقتي لا يزال فيها عشرون دقيقة أو أكثر آخذها معي واعطيها لأي شخص يريد التوقف.
أما قصة الكحول ففريدة، يقول النبي صلى الله عليم وسلم (ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها و يضرب على رءوسهم بالمعازف و القينات يخسف الله بهم الأرض و يجعل منهم قردة و خنازير)...
وهذا من تسمية الأشياء بغير اسمها.
ولو أننا احترمنا أنفسنا لاستخدمنا لهذه القضايا الحساسة أسماءها الحقيقية.

غير معرف يقول...

مشكلتنا يا عبدالله أننا ننكر عبر الانترنت.
انا سمعت تكبيرات العيد ولكن من المسجد الذي بجوارنا يعني كانت على استحياء.
قم بالاتصال بهيئة الشؤون الاسلامية واثبت وجهة نظرك لهم.

بدون تعليق يقول...

هذا انت قلت اذن من طين واذن من عجين

من متى في فايدة بكلامنا .. عشان جذيه الواحد منا فقد الامل وصار يشوف ويبلع ويسكت .. لين متى ؟ ما ادري :(

جزاك الله خير ..

غير معرف يقول...

انا اشوف انه لازم يكون لارحمه في تطبيق القانون....هذا حال الدول المتطوره و ودي اشوف دوله مثل الامارات تلتزم في مثل هذا الالتزام اللي يخلي الواحد يهاب القانون

انا معاك في الراي الثالث ١٠٠٪

اما في الثاني فافي حلول وسط: مثل ان يتم بيع وشراء الخمر من قبل غير المسلمين فقط

وهذول مجرد اراء شخصيه و الله يوفقك

عبدالعزيز الزرعوني يقول...

بخصوص المواقف فصديقي يعمل فيها
يخبرني أن عددا من إمارات الدولة تمنح بلدياتها موظفي المواقف مكافآت على عدد المخالفات
فإن كان الأمر كذلك فقد وجدت الجواب

بدر العتيبي يقول...

ينقصنا الكثير من الوقت للتقدم http://www.w-tb.com

X يقول...

صدقت في كل ما قلت ،
إلا مسألة التأخر 15 دقيقة ، فهناك حلول أفضل من " الرحمة " ، كأن تكون التسعيرة بالدقيقة ، أو أن تكون المواقف مجانية :-) .

غير معرف يقول...

بالنسبة لمواقف، لأن الموضوع في بدايته فاعتقد ان هذه المشاكل عادية... في دبي كانت عندنا نفس المشكلة و مع الوقت يصبح التغيير، يعني الحين تقدر توقف ١٠ دقائق (حسب علمي) بدون ما تاخذ بطاقة اصلاً و كل الي يسويه المراقب انه يسجل عنده رقم السيارة و الوقت و يرجع بعد اكثر من ١٠ دقايق و اذا شاف ان السيارة مافيها التذكرة يخالفها .. نفس الشي بالنسبة للتذكرة المنتهية يعطي صاحبها ١٠ دقايق زيادة.

الحين تم تطبيق نظام جديد و هو شراء التذكرة بالموبايل ... ترسل رسالة نصية فيها رقم سيارتك و رمز المنطقة و تحصل على التذكرة ... طبعاً ما تكون مطبوعة ... و لكن لما المراقب يبغي يخالف ما بيقدر لان المخالفة مش بالورقة و القلم، تكون بجهاز مربوط بالنظام و لما يحط رقم السيارة للمخالفة تطلعله رسالة تقول ان السيارة اشترت التذكرة بالموبايل ... طبعاّ تقدر تجدد التذكرة بالموبايل ايضاً كل ساعة لمدة ٤ ساعات في اغلب المناطق .... اذا كنت في شارع الشيخ زايد و في الطابق ال٤٠ مثلاً فهذا الحل يعطيك راحة غير طبيعية:) بدل ما تنزل و تطلع ٤٠ طابق كل ساعة:)

مرشد

إحسان يقول...

أخي عبد الله ، إننا في زمان يكذب فيه الصادق ويصدق فيه الكاذب ، إننا في زمان الفتن كقطع الليل المظلم ، إننا في زمان تسمى الخمور على غير اسمها ، إننا في زمان النسء فيها كاسيات عاريات!

فلا حول ولا قوة إلا بالله

إذا كان المسلم لا يؤدي صلاة الفجر في المسجد ، فلا تتوقع منه أن يطيع الله في أمورٍ أهون ، الحياة انقلبت رأساً على عقب ، من يصلي صار مطوع! ، ومن يدرس الدين لأنه فاشل في العلوم ، ومن يطلق اللحية صار أصولي متطرف متشدد منحرف متيبس العقل إرهابي.

فلا حول ولا وة إلا بالله

إننا وصلنا للدرك الأسفل ، من أمة مشرقها الصين ومغربها الأندلس ، وشمالها البلقان ، وجنوبها الصومال إلى 57 دولة اسلامية (بالاسم) متفتتة منحرفة ضعيفة منها 21 دولة عربية (بالاسم).

فلا حول ولا قوة إلا بالله

إننا لا نلوم ولي الأمر ، كيف نلومه وهو واحد من الشعب ، فإذا كان ولي الأمر يتصف بصفة فلأن الشعب كذلك ، صدقوني يا إخواني إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ، فلا بد أن يستجيب ولي الأمر.

والله لو رأى عمر مسلمين اليوم كأبرحهم ضرباً وأنا ممن سيضرب بالتأكيد.

أين نحن من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صرنا نقبل شهادة التوفل على القرآن والعياذ بالله ، صرنا إذا تكلمنا العربية فإننا رجعيين.

المسؤولية مسؤولية لجميع ، أولاً اصلاح النفس ، ثانياً اصلاح الأهل ، ثالثاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر.

أتركوا البقر وأذنابهم ، فالأيام دول ، ثم إن العاقبة لمتقين.

واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله

Siraj Allaf يقول...

أخي عبد الله
بما أنني لست من مواطني الإمارات فليس لي علم كبير بما يحدث في مواقفها وطريقة التعامل مع الأنظمة لكن ما شدني فعلا كلامك عن الخمر
فوالله ثم والله إنه ليحزنني ما أراه في بلدان مسلمة عزيزة على قلوبنا من استسهال في شرع الله وتساهل في تطبيق الحد الأدنى من الإلتزامات الإسلامية كنزع الحجاب وشرب الخمر وتسهيل المنكرات.
لست مع التشدد الديني ولم أكن يوما كذلك لكن من أراد أن يعيش في بلادنا يجب أن يلتزم بقوانيننا وإن شاء أن يتركها فليتركها غير مأسوف عليه فمن ترك شيئا لله أبدله الله خيرا منه.
يعلم الله كم أحب الإمارات وشعبها رغم أنني لم أزرها قط لكنني قابلت أشخاصا من الإمارات وسمعت عن كرم شعبها وطيبته ما يجعلني أتشرف بمعرفة أي إماراتي وأتوق فعلا لزيارة الإمارات.
هذا الكلام لا ينفي وجود مصائب مشابهة عندنا في السعودية وحتى في مكة والمدينة لكن الموقف الرسمي يجب أن يكون على قدر التطلعات
فالدنيا فانية

Unknown يقول...

مواقف في الصميم
أوافق 100%ز على كل ما قلت