فعندما أقرأ أو أشاهد أي شيء أكتب بعض الملاحظات وأضع كل ملاحظة في بطاقة، مع جمع الملاحظات تتشكل لدي أفكار أو خواطر مختلفة أكتبها في بطاقات أخرى، وهكذا جمعت عشرات البطاقات حول مواضيع شتى وبإمكاني الاستفادة منها عندما أكتب مقالة أو أريد البحث عن موضوع ما.
هذا أسلوب لجمع المعرفة في مكان واحد، قد لا تعرف ما الذي ستستفيده من كتابة معلومة أو ملاحظة في بطاقة وترميها في صندوق، ربما بعد أشهر تصبح هذه البطاقة مفيدة عندما تتذكر أنك كتبت شيئاً حول موضوع له علاقة بالبطاقة.
بالطبع ليس من الضروري أن تستخدم هذا الأسلوب لجمع المعرفة إن لم يكن مناسباً لك، هناك أساليب مختلفة ورقية ورقمية وكل أسلوب له مميزات وسلبيات، شخصياً أريد جمع المعرفة بأسلوب رقمي لكن للأسف كل البرامج التي جربتها لا تناسبني وهناك برنامج أظن أنه سيكون مناسباً لكنه يعمل على نظام ماك فقط وهو Tinderbox، لذلك أعتمد على الورق أو البطاقات حالياً إلى أن أجد أو أصنع البرنامج المناسب لي.
لنبدأ مع أول البطاقات.
هذه البطاقة كتبتها في يوم الجمعة في التاسعة والنصف صباحاً قبل أربعة أشهر، عنوانها "لون نظام ماك 9" أما المحتوى فهو ملاحظة صغيرة تقول:
لسبب ما أجد أن اللون الرمادي لنظام ماك 9 أكثر أناقة من الألوان الزاهية لنظام ماك 10.ما الذي أعني بهذه الملاحظة؟ في البداية أنوه إلى أنني كتبتها لنفسي وليس للآخرين وأنا أعرف معناها ولست بحاجة لشرح التفاصيل لكنني الآن سأشرح بما أنني أعرضها على الناس.
إذا نظرت لواجهات أنظمة التشغيل اليوم ستجدها متشابهة بشكل عام وإن اختلفت التفاصيل، هناك أزرار ونوافذ وبرامج وعليك أن تتعامل مع ملفات ومجلدات، إذا أردت تصفح شبكة الويب فلن يختلف الأمر كثيراً بين نظام وآخر، عليك أن تشغل المتصفح وتبدأ التصفح، طريقة تشغيل المتصفح ستختلف قليلاً بين نظام وآخر لكن النتيجة واحدة، نافذة تحوي برنامج المتصفح.
شخصياً أجد أن هذا الأسلوب بأكمله ليس صحيحاً ومؤمن بأن هناك أسلوب أفضل في التعامل مع الحاسوب يقوم على إلغاء طبقات من التعقيد واستبدالها بأدوات بسيطة يمكن استخدامها بأي شكل يحتاجه المستخدم، لكن هذه قضية أخرى تماماً وليس هناك مساحة كافية لنقاشها هنا.
أعود للواقع، أنظمة التشغيل اليوم تتنافس في ما بينها على الخصائص وهذا التنافس يصب في مصلحة المستخدم - كما يقول البعض - وكل ما طرحت نسخة جديدة من نظام ما تجد أن ألوان الواجهة وزخارفها قد "تطورت وتحسنت" وأصبحت الواجهة أكثر جمالاً.
الجماليات هذه تساعد على تسويق المنتج في زمن يحكم فيه الناس على الأشياء من خلال الصور، لكنني وغيري نجد أن هذه "التحسينات الجمالية" ليست في صالح المستخدم فمع زيادة الألوان والتفاصيل تصبح الواجهة عرض بهلوانياً مع عروض ألعاب نارية ويتشتت انتباه المستخدم أكثر وأكثر مع كل حركة وكل شيء صغير يضاف إلى قائمة التفاصيل.
لا أناقش الجماليات هنا فأنا متأكد بأن كثيراً من الناس يرون أن واجهة ماك 10 أجمل بكثير من واجهة ماك 9، بالنسبة لي أفضل واجهة نظام ماك 9 لأنها أبسط وتحوي تفاصيل أقل، اللون الرمادي لون محايد لا يشتت ذهني، للأسف هذا ما لا يوافق عليه كثير من الناس وكذلك أقسام التسويق في الشركات، لذلك تجد تنافساً على الجماليات بدون التركيز كثيراً على الفعالية والإنتاجية وعدم استهلاك وقت وطاقة المستخدم في أشياء لن تفيده على المدى البعيد.
مع كل ما قلته هنا أعلم جيداً أن السير في هذا الاتجاه لن يتوقف، سنرى المزيد من المؤثرات والمزيد من الألوان والتفاصيل سواء في ويندوز أو ماك وحتى لينكس، من المؤسف فعلاً أن يكون هناك تنافس حول المؤثرات البصرية بدلاً من التنافس حول كيفية تحويل الحركة والألوان والأشكال إلى أشياء تساعد المستخدم على التركيز والعمل أو حتى الاستمتاع باستخدام الحاسوب.
9 تعليقات:
طرحك سليم أخي عبد الله لأن الاهتمام بالشكل سيقلل الاهتمام بتسهيل العمل على نظام التشغيل على حساب الشكل الجميل
القضية كما قلت هي قضية إبهار لا أكثر والنتيجة العملية هي زيادة استهلاك في الذاكرة دفع المستخدم لتغيير الهاردوير المتعلق بتشغيل هذا الابهار على أكمل وجه
سلامي لك
النوافذ واللوائح الخاصة بأنظمة التشغيل هي لا تعدو عن كونها محاولات لمحاكاة الأوامر الرقمية وتحويلها إلى صور/قوالب/أيقونات بصرية أقرب للإدراك والتفاعل البشري.
لكن جزءً من عملية المحاكاة هذه ليس علمياً ولا يشرف عليه مهندسوا الحاسب بل هو جزء متأثر بالذوق أو كما أسميتَه "الجماليات". والذوق لم يكن يوماً محل اتفاق بين البشر. ولهذا أجده من المستحيل أن نصل إلى نظام ما أو برنامج ما يرضي الكل من الناحية الشكلية.
هنالك حلول بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة وهي صنع عدة قوالب أو واجهات غير القالب الافتراضي يمكن للمستخدم الاختيار فيما بينها مما يلائم ذوقه، سواء للبرامج أو أنظمة التشغيل أو حتى مواقع الإنترنت.
وأحياناً نجد بعض البرامج أو المواقع تعطي المستخدم خاصية التعديل والتغيير في القوالب واختيار الألوان التي يفضلها بما يناسب مزاجه "Customizable".
وفي ظني أن هذا الحل يسير في الاتجاه الصحيح، وهو الذي سينتشر في المستقبل، لأنه يعطي المستخدم الحرية -وإن كانت جزئية- في تشكيل بيئته الخاصة به التي ترضي ذوقه ومزاجه دون أن يُجبر عليها.
شكراً عبدالله
نعم عن تجربه بسيط من Windows القديم (لا أذكره) اظنه أربعه سيمونه المهم إلى Windows7 BETA تلاحظ أنه معظم التطورات في الخلفيات و الشكليات و خاصتا Windows Vista .
و استغربت كثيرا من Ubuntu لما نزلت الاصدارها الذي أهتم بشكليات أكثر .
تحياتي للجميع
أحببت فكرة الأفكار في بطاقات جداً .
أحببت فقط إضافة أن الـ notes في الجوالات تكون عملية جداً لكتابة أفكارك التي تأتيك وأنت تسوق أو تعمل بعيداً عن دفترك الخاص .
في انتظار المزيد من هذه الأفكار ، هذه الأفكار السريعة لو اهتممنا بها أكثر لكتبنا كتباً .
بالنسبة لي استخدم نظام رقمي مشابه للبطاقات وهو موقع جميل وجديد اسسه مدون سعودي وهو قيد التطوير (كناشة) http://kn.tc/
جربه ممكن ترمي بطاقاتك :)
عطا الله: تغيير الجهاز ليس ضرورياً، يمكن للمستخدم أن يبقي جهازه القديم ونظامه القديم ما دام أنه يعمل ويقدم له ما يريد، المستخدم لديه مساحة لاتخاذ مثل هذا القرار، وإن كان سيستخدم نظام لينكس فيمكنه استخدام حواسيب قديمة - 10 سنوات - لإنجاز ما يريد.
مكتوم: كما أتذكر، مايكروسوفت وأبل أجرت دراسات في الماضي على الألوان والجماليات لكي يعرفوا أي الألوان مناسب أكثر لإنتاجية الناس، لا أدري إن كانوا يدرسون هذا الأمر الآن، نتائج هذه الدراسات ظهرت في أنظمة الماضي، لكن الآن لم أعد أقرأ شيئاً عن دراسات مماثلة.
كما قلت في موضوعي لا أناقش الجماليات، أتحدث عن الفعالية والإنتاجية وكيف يمكن لهذه التفاصيل الصغيرة أن تؤثر عليها، وجود خيار لتغيير هذه التفاصيل أمر مطلوب، لكن قبل إضافة مثل هذه التفاصيل من المفترض أن تدرس كما كان هذا يحدث في الماضي.
صفر واحد: هناك مشكلة عندما تتنافس مع الآخرين، عندما يحاول المنافس إبهار الناس بالشكليات فمن الصعب أن تقنع الناس أن "الشكليات غير مهمة."
نوران: لوحة مفاتيح الهاتف لا تساعد على الكتابة، كتابة الرسائل القصيرة عذاب فكيف بالملاحظات، أفضل الورق والقلم، وبالفعل تسجيل مثل هذه الأفكار مهم ومفيد على المدى البعيد.
تميم: سأجربه في وقت لاحق، أشكرك.
شخصياً لا أفضل أن يكون شكل نظام التشغيل أو حتى تطبيق ويب أو تطبيق سطح المكتب أن يكون التركيز فيه على جمال الشكل حتى ولو كان النظام يؤدي المهمات التي أريدها ، والسبب هو تشتيت الإنتباه بكثرة الألوان والأشكال الرائعة التي سأفكر بها بدلاً من التركيز على عملي! بعض الأحيان تحصل مواقف مثل هذه ولكن تكون في البداية تعرّفك على شكل نظام التشغيل أو تطبيق سطح المكتب.
أعتقد يجب أن يكون التركيز في واجهة المستخدم الخاصة لنظام تشغيل أو تطبيقات سطح المكتب على المهام أكثر من الشكل لأن الشكل أو التصميم هنا يخدم المهام التي أعمل بها (Tasks) ، وكذلك مثلاً الأمر في صفحات الويب التركيز على المحتويات ..
أمس حضرت ورشة عمل عن الـ User Experience والتي محورها يتعلق بما تطرقت له ..
صحيح أن هنالك أشكال قد لاتكون عملية إذا أصحبحت جميلة، لكن هنالك العديد من الأشياء إذا تم عملها بدراسة ستصبح أكثر جمالاً وأكثر عملية ...
انظر الإعلان :)
http://eqalam.com/technical_city/ux/
أحمد الكثيري: من المفترض أن نفكر بالأهم ثم نسأل: ما الذي يمكن إضافته ويخدم هذا المحتوى أو هذه الخدمة؟ من المؤسف أن هذا لا يحدث كما يجب لأن هناك عامل تسويقي يفرض على الشركات إضافة "البهارات" لكي يصبح المنتج قابلاً للتسويق.
غير معرف: المشكلة ليست في الجماليات، هذه لا أرفضها، المشكلة عندما تصبح الجماليات عائقاً أو عامل تشويش وإضاعة للوقت، كما قلت إذا درست يمكنها أن تكون مفيدة وجميلة.
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.