الأحد، 4 يناير 2009

لا يمكنك الفرار منه

وسائل الاتصال الحديث نعمة ونقمة على الناس، قارن بين ما يحدث اليوم وما كان الناس يفعلونه قبل 100 عام فقط، اليوم يمكن نقل صور حية ومباشرة لعمليات القصف والتدمير وتعرض عليك ساعة الغداء، في الماضي كان الخبر بحاجة لبعض الوقت لكي يصل من مكان إلى آخر والأمر يعتمد كثيراً على التقنيات المتوفرة، إن لم يستخدم الناس أي وسيلة اتصال حديثة فقد تصلهم الأخبار متأخرة أياماً أو أسابيع، وفي الماضي كان الخبر يقطع شهراً أو شهرين لكي يصل من مكان إلى آخر.

هذا أمر بديهي نعرفه كلنا، لكنني لم أفكر في الأمر إلا اليوم، المرء منا لا يمكنه أن يعيش بدون تناقض أو لنقل بدون تضارب بين أشياء كثيرة، فلو كنت على مائدة الغداء وعرضت عليك أخبار القصف والتدمير فهل ستتناول الطعام أم ستتركه؟ هل ستفعل ذلك لو أن القصف كان في بلاد بعيدة؟ ماذا عن أخبار أخرى، توفي فلان، مات كذا وكذا من الناس في حادث غرق سفينة أو في انهيار طيني، هل ستعلن الحداد وتمنع كل مظاهر الفرح؟ لو فعلت فلا أظن أنك ستخرج من حالة الحداد أبداً لأن نشرات الأخبار على اختلافها لا تأتي إلا بأخبار كئيبة عن العالم.

في الماضي لم يكن الناس يواجهون مثل هذه المشكلة، فالرجل مع قبيلته إن كانت في حداد، وهو جندي في الغزو وواحد من القبيلة في الأيام الأخرى، العالم يدور حول القبيلة فالرجل لا يعرف أخبار البلاد الأخرى وإن جائته الأخبار فمتأخرة جداً، الحياة أبسط بكثير في ذلك الوقت، وهذا ينطبق على كل الناس حول العالم قبل 200 عام وأكثر.

لا يمكن الفرار من تضارب الأفكار والتناقضات في هذه الأيام، وحول هذا التناقض يدور الخلاف، وغالباً ما يكون الخلاف حول نقطة واحدة: نفعل الآن شيئاً أم نفعل أشياء قد لا نرى ثمارها إلا على المدى البعيد؟

أنا من الفريق الثاني.

7 تعليقات:

غير معرف يقول...

وأنا أيضًا مع الفريق الثاني..
في الجزائر لدينا لا مظاهرات في مديتني أو المحافظة التي أنا فيها لأنني أرى المظاهرات نوع من المواساة لأهلنا في غزة ولفت انتباه الراى العام العالمي.. في الجامعة منعوهم مع أنني أعلم بان هذه المظاهرات من تنظيم اتحادات الطلب العديمة الجدوى.
ثانيًا الفرق الآن مع هذه السرعة هو جعلك تؤكد على ضرورة عملك بأقصى طاقتك لتجني الثمار في أقرب الأوقات .. ظروف مثل هذه تساعدنا على اتخاذ القرارات في ظرف قصير والبدء في العمل..
وثالثًا مازلت أرى بأنني لن أكون سوى زوبعة في فنجان غن بقيت أردد كل عبارات التنديد والشجب.. أفضل التركيز على أعمالي وعلى أهدافي التي تخدمني وتخدم غيري الآن وفي المستقبل.

yoyo يقول...

صحيح أخي الكريم ومثالي هو لو فرضنا أننا الآن استطعنا أن نجذب انتباه العالم ويقف معنا وينصفنا ويرد لنا فلسطين فماذا سنفعل بعدها ؟!

لدينا دول اسلاميه ولكن ما الفائده لا يوجد لدينا تطور كافي وحتى في ديننا الاسلامي مقصرون أتساءل عن العالم الغربي الذي لا يعرف عن الاسلام سوى صورته المشوهه الاارهاب أسنا نحن المسؤولين عن ذلك نحن الذين ندعي أننا مسلمون !


فالذي يرد فلسطين وجميع دولنا الاسلاميه لحاله هو نحن بتخطيطنا الجاد واعتقد باقي الكلام سمعته كثيرا


وشكرا لك

غير معرف يقول...

الأخبار ليست كئيبة
الأخبار تأتي بكل شيء
كل شيء = الفرح والكئيب
تركيز بعض الناس يكون على الكئيب
لأن الناس تلاحظ الكئيب أكثر من المفرح
الناس بطبعها تحب الإثارة الحزنية :)
دعك من التشاؤم ياعبدالله
الدنيا جميلة :) والشدة والمحن هي علامة الفرج

بخصوص الماضي فلو عدنا اليه نصف الموجودين لن يستطيعوا التحمل لأن الحاضر أجمل بكل تفاصيله
في الماضي المحن أكثر والبلاء أعظم والحروب بكثرة الاحداث الرياضية حاليا

في الماضي عند ذهاب الابن للحرب فهو ميت حتى عودته حيا او حتى ورود خبر بأنه حي

كل ماأريد أن اقوله ماأجمل الحاضر وماأجمل وسائل الاتصال والتي لولاها لما سمعنا بـ عبدالله الاماراتي :)

غير معرف يقول...

من الأفضل
أن نفعل الآن شيئاً و أشياء قد لا نرى ثمارها إلا على المدى البعيد

عبدالله المهيري يقول...

عصام حمود: لم أفكر بنقطة السرعة، بالفعل على المرء أن يعمل بكامل طاقته، تضييع الوقت الذي أمارسه يومياً أخر علي الكثير من الثمار.

yoyo: صدقت أخي الكريم، نحن من يشوه صورتنا بعدم التزامنا، جزء كبير من الحل مصيره في يدنا إن أردنا معالجة مشاكلنا.

مدون: أنظر إلى القنوات الأخبارية المعروفة، البي بي سي، الجزيرة، سي أن أن، دع عنك قنواتنا المحلية فهذه تبث أخباراً رسمية ومحلية، سترى أن معظم الأخبار هي عن مشاكل ومصائب، ولست المتشائم بل على العكس تماماً، أما الدينا فهي مجرد دار عبور للآخرة، من الطبيعي ان يكون فيها الحزن والمصائب، أقبل بهذا الجانب من الحياة كما أقبل بالجانب المتفائل ويغلب علي التفاؤل ... مع ذلك، الأخبار معظمها كئيب وقد توقفت منذ وقت طويل عن متابعتها.

أما الماضي والحاضر، فهذا الموضوع لم أقل بأي شكل أن الماضي أجمل من الحاضر، ببساطة أنا أشرح فكرة أن الإنسان في الماضي لم يكن عليه التعامل مع كم الأخبار والمعلومات التي نتعامل معها اليوم، هذا يشكل فرقاً كبيراً بين حياتنا وحياتهم، نحن علينا التعامل مع الأخبار السيئة التي قد تجبرنا على فعل أشياء لا تتوافق مع ردة الفعل المطلوبة لهذه الأخبار، هذا ما أريد أن أقوله في موضوعي.

غير معرف: صدقت، الجمع بين الأمرين هو الصحيح، المسئلة ليست الاختيار بين هذا أو هذا، لذلك يجب أن يركز البعض على الحاضر ويركز فريق آخر على المستقبل ولا يختلف الناس على ما هو مهم وما هو أهم، لا نستطيع أن نذهب كلنا في اتجاه واحد.

غير معرف يقول...

أشعر أن الزمن قد توقف بنا الآن ونحن نشاهد الأخبار وهي تحدثنا بكل ما هو جديد وكئيب، تجعلني أحيانا آحسد الجيل القديم على راحة باله وجهله بأحداث العالم المختلفة، وتستفز عروبتي وإسلامي أحيانا أكثر فأقرر المساهمة في التغيير بأي شكل من الأشكال..

نحن في مرحلة انتقالية الآن... فلنبدأ بأنفسنا ولنعمل على تطويرها إسلاميا وإنسانيا وعلميا وتكنولوجيا ولننبذ خلافاتنا وكبرنا حتى نرى التغيير الذي ننشده ونحلم به.. ليعرف العالم أجمع أننا خير أمة أخرجت للناس.

تذكرت مقولة شهيرة لغاندي تقول: be the change you want to see in the world

دمت بود

غير معرف يقول...

اخي عبد الله قدر خالقنا ان نعيش في عصر لا تكاد تسمع الكلمة الاولى من الخبر حتى يأتيك اخر
لو كنا نعيش في ازمنة الغابرة لكنا مرتاحي البال شخصيا بعض المرات تنتابني نوبة هجرة للقنوات و حتى الانترنت
لكن للاسف لا تطول المقاطعة
اتعلم مشكلتنا نحن اننا في ثورتنا كحساء ساخن جدا ما يفتئ الا ان يبرد
العدو الغالب لنا دوما هنا ليس الخصم بل الوقت
شكرا لك