عندما يزعجني شيء ما، عندما أجد شخصاً ما مزعجاً، أرى أنه من الأسهل الابتعاد عن هذا الإزعاج وعدم الاهتمام به، كثير من الأمور يمكن التعامل معها بهذا الشكل، يمكنك تجاهل أشياء كثيرة لأن الحياة أقصر من أن تقضيها في إبداء رأيك في كل شيء، لكن في هذا الموضوع أنا أفعل عكس ذلك تماماً ... الصورة التي تسمى "سيلفي" بدأت تضايقني أكثر مما ينبغي!
فكرت بالأمر، لم أنزعج، ما المشكلة في هذه الصور؟ وما وجدته أن القليل من هذه الصور لا بأس به، هناك أناس لا يجدون من يصورهم ويريدون توثيق ذاكرة ما، مثلاً التقوا بشخص ما أو يزورون مكاناً يعجبهم ويريدون توثيق هذه الذاكرة، كذلك البعض يوثقون يومياتهم ولا بد من صورة لأنفسهم كل يوم، هذا كله لا أجد فيه مشكلة، لأن الصورة تحكي قصة ما حتى لو كانت القصة قصيرة جداً مثل: كنت هنا في صباح هذا اليوم، المكان أجمل مما أتصور.
المشكلة تبدأ عندما يصبح هذا الأسلوب من التصوير هو الأسلوب الوحيد المستخدم من قبل البعض، يجعلون أنفسهم الموضوع بدلاً من أن تكون موضوعات صورهم هي حياتهم وما يحيط بهم وتجاربهم، أرى أن الكاميرات صنعت لكي يوجه المرء عدساتها لمحيطه لا مركزه، إن كنت في بلد ما للسياحة فيفترض أن تكون الصور لهذا البلد، لمبانيه وطبيعته والناس وللأماكن وللحياة من حولك، الصور الشخصية "سيلفي" تجعلك الموضوع، أنا هنا ... أنا هنا ... أنا أيضاً هنا ... وأنا كذلك هنا ... وكنت هنا ... وأكلت هذا ... إلخ.
هذه الصور لا تختلف عن المرء الذي يتحدث عن نفسه دائماً ويقول "أنا أنا أنا"، عندما تتحدث مع شخص يجعل كل حديثه يدور عن نفسه فلا بد أنك ستنزعج من كلامه أو ربما ستشفق عليه إن كان لديك قلب كبير يتسع للجميع، "سيلفي" ما هي إلا وسيلة لتحويل "أنا" من كلمة إلى صورة، وعندما تتكرر هذه الصور يوماً بعد يوم وتعرض نفس الشخص بنفس الوجه والحركات فهذه نرجسية ونحن كما يبدو في عصر نرجسية الجماهير، كل من لديه اتصال بالشبكة وكاميرا يمكنه أن يجعل نفسه الموضوع.
والآن يمكنني أن أعود لتجاهل الموضوع كلياً، لأنني لا أتابع أي شخص يستخدم هذه الصور فقط.
فكرت بالأمر، لم أنزعج، ما المشكلة في هذه الصور؟ وما وجدته أن القليل من هذه الصور لا بأس به، هناك أناس لا يجدون من يصورهم ويريدون توثيق ذاكرة ما، مثلاً التقوا بشخص ما أو يزورون مكاناً يعجبهم ويريدون توثيق هذه الذاكرة، كذلك البعض يوثقون يومياتهم ولا بد من صورة لأنفسهم كل يوم، هذا كله لا أجد فيه مشكلة، لأن الصورة تحكي قصة ما حتى لو كانت القصة قصيرة جداً مثل: كنت هنا في صباح هذا اليوم، المكان أجمل مما أتصور.
المشكلة تبدأ عندما يصبح هذا الأسلوب من التصوير هو الأسلوب الوحيد المستخدم من قبل البعض، يجعلون أنفسهم الموضوع بدلاً من أن تكون موضوعات صورهم هي حياتهم وما يحيط بهم وتجاربهم، أرى أن الكاميرات صنعت لكي يوجه المرء عدساتها لمحيطه لا مركزه، إن كنت في بلد ما للسياحة فيفترض أن تكون الصور لهذا البلد، لمبانيه وطبيعته والناس وللأماكن وللحياة من حولك، الصور الشخصية "سيلفي" تجعلك الموضوع، أنا هنا ... أنا هنا ... أنا أيضاً هنا ... وأنا كذلك هنا ... وكنت هنا ... وأكلت هذا ... إلخ.
هذه الصور لا تختلف عن المرء الذي يتحدث عن نفسه دائماً ويقول "أنا أنا أنا"، عندما تتحدث مع شخص يجعل كل حديثه يدور عن نفسه فلا بد أنك ستنزعج من كلامه أو ربما ستشفق عليه إن كان لديك قلب كبير يتسع للجميع، "سيلفي" ما هي إلا وسيلة لتحويل "أنا" من كلمة إلى صورة، وعندما تتكرر هذه الصور يوماً بعد يوم وتعرض نفس الشخص بنفس الوجه والحركات فهذه نرجسية ونحن كما يبدو في عصر نرجسية الجماهير، كل من لديه اتصال بالشبكة وكاميرا يمكنه أن يجعل نفسه الموضوع.
والآن يمكنني أن أعود لتجاهل الموضوع كلياً، لأنني لا أتابع أي شخص يستخدم هذه الصور فقط.
3 تعليقات:
ما المشكلة في النرجسية ؟ الشخص الوحيد المهم في هذا العالم و الشخص نفسه، يولد و ثم يعيش ثم يموت ...
كما انه لا يوجد مشكلة بالسيلفي لأنها النوع من الانانية الذي لا يؤذي احد
( مع انني لا التقطها كثيرا، بل انا كمصور اضهر بالصورة اقل ما يمكن لذا انا اعوض بها بالسيلفي )
@Mustafa Al-Tai: أتفق معك أنها لا تؤذي أحداً، مع ذلك لا يمكن إنكار أنها تزعج الكثيرين، وكما قلت في آخر الموضوع لا أتابع أي شخص يصور بهذا الشكل فقط، وكما قلت في الموضوع أيضاً لا مشكلة عندما تستخدم بشكل صحيح، المشكلة عندما تستخدم كأسلوب وحيد للتصوير، والنرجسية مهما كانت غير مؤذية للآخرين فهي بلا شك مزعجة لهم، والحمدلله أن لدينا في الإنترنت خيار تجاهل ما لا يعجبنا، ولدينا أيضاً حق نقد ما لا يعجبنا من ظواهر.
>والحمدلله أن لدينا في الإنترنت خيار تجاهل ما لا يعجبنا، ولدينا أيضاً حق نقد ما لا يعجبنا من ظواهر.
أصبت في هذا
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.