هذه هي المعضلة التي ناقشها أناس كثر قبلنا، ما هو الأهم: الكم أم الكيف؟ بمعنى آخر، الأعداد أم الجودة؟ مثلاً مصنع سيارات مثل رولز رويس يهتم بالجودة أكثر من عدد السيارات المنتجة، المصنع يتعمد تحديد عدد السيارات التي تخرج من أبوابه لكي يحافظ على أسعارها العالية ولأن طريقة تصنيع هذه السيارات تعتمد على مهارات حرفيين يعملون بأيديهم، من ناحية أخرى شركة مثل تويوتا تهتم كثيراً بالكم لأن أرباحها تعتمد كثيراً على إنتاج سيارات كثيرة، وبسبب التنافس على كم السيارات المنتجة بينها وبين شركات أخرى تعلن كل هذه الشركات عن استدعاء سياراتها لتصحيح عيب فيها وبعض هذه العيوب خطير حقاً، لم يعد مستغرباً أن تستدعي شركة ما ٣٠٠ ألف سيارة لتصحح عيب صغير قد يتسبب في موت ركاب السيارة.
ماذا عن الأفراد؟ هل الكم أهم أم الكيف؟ أنا مثلاً أدون وأكتب المقالات، فهل عدد المقالات أهم من جودتها؟ مارست سابقاً كتابة الكثير من المواضيع، في بدايات هذه المدونة كنت أكتب بمعدل موضوعين كل يوم ولمدة شهرين، ومارست عدم كتابة شيء إلا إن كان مفيداً ويدخل في التفاصيل وأحاول كتابته بإتقان، ووجدت أنني بحاجة إلى الأسلوبين في كل حين، أحياناً ليس لدي شيء أقوله إلا فقرة أو فقرتان عن أمر بسيط، وأحياناً أرى أن بإمكاني الكتابة بالتفصيل عن أمر ما وفي مقالات طويلة، لكن .. وجدت أن عدم كتابة شيء لفترة يجعلني لا أكتب شيئاً لمدة أطول وقد تمتد فترة جفاف الكتابة لأكثر من شهر أو شهرين والعلاج يكون بالكتابة، لذلك قلت سابقاً: أكتب لكي تكتب.
قرأت مقالاً حول الموضوع يثبت أن الاهتمام بالكم يرفع مستوى الكيف وهذا أمر منطقي، المقال يذكر قصة مدرس يعلم الطلاب صنع الخزفيات أو السيراميك، قسم المعلم الفصل لمجموعتين، الأولى سيحكم عليهم بعدد الأشياء التي يصنعونها وحدد لهم أرقاماً للعدد الذي يجب أن يصلوا له، والمجموعة الثانية سيحكم عليهم بجودة ما يصنعونه.
في آخر يوم من الفصل سيحضر معه ميزاناً ويقيس إنتاج المجموعة الأولى، ٥٠ باونداً من الخزفيات سيحصل على علامة كاملة ومن ينتج أقل من ذلك سيحصل على علامة أقل، هذا أسلوب الحكم على المجموعة الأولى، أم الثانية فالمطلوب منها صنع شيء واحد فقط لكن يجب أن يكون كاملاً ومصنوعاً بإتقان والحكم سيكون على هذا الأساس.
العجيب أن المجموعة الأولى هي من صنعت أفضل الخزفيات لأنها قضت وقتها في صنع الكثير والتعلم من الأخطاء، بينما المجموعة الثانية استهلكت وقتها في التنظير والتخطيط ولم تصنع شيئاً عملياً وفي النهاية اضطرت لصنع شيء دون المستوى المطلوب.
بمعنى آخر: التكرار يعلم الشطار!
هو درس يتكرر علينا مرة بعد مرة ومع ذلك أجد حاجة لتذكير نفسي بأن الكم مهم للوصول إلى المستوى المطلوب من الجودة، دون التجربة والمحاولة والوقوع في الأخطاء لن تصل إلى الجودة، كما قلت سابقاً، لا يمكنك أن تبدأ أول خطوة وأنت ترغب في صنع ناطحة سحاب في أول محاولة.
وهذا موضوع مناسب لأننا في هذا الوقت الذي يبدأ الناس فيه التخطيط لعام جديد وقد قلتها سابقاً ولا زلت: لا تخطط للعام الجديد، خطط للعادات التي يجب أن تمارسها كل يوم لكي تحقق نتيجة، الأهداف البعيدة قد تثبطك لأنك لم تصل لها بسرعة، لأنها بعيدة وبالتالي ليس لديك ما تتطلع له وتسعى له، هناك فرق ملموس بين أن تقول بأنك ستحقق هذا الهدف الكبير في نهاية العام وأن تضع هدفاً صغيراً ليومك، الهدف الصغير ممكن وبسيط، الهدف البعيد يحتاج لوقت طويل.
إن كنت تريد مثلاً صحة أفضل من خلال الرياضة فمن الأفضل أن تضع يومياً شيئاً تفعله لتصل إلى هذا الهدف، أن تشارك في ماراثون مثلاً هو هدف بعيد المدى وقد لا تصل له، لكن أن تضع هدفك بأن تمشي وقتاً محدداً كل يوم سيساعدك على الوصول إلى هدفك البعيد حتى لو لم تحاول، قد تنتقل من المشي إلى الجري، ومن المسافات القصيرة إلى الطويلة ثم تصل ليوم تدرك فيه أنك قادر على ركض نصف ماراثون فتشارك في واحد وتكمله، فيكون لديك الدافع والقدرة على المشاركة في ماراثون كامل.
وكذلك الحال مع كل شيء آخر، الكتابة، الفن، الرياضة، الأعمال التجارية، العلاقات وغيرها.
باختصار: كرر كثيراً، جرب كثيراً، ومارس الوقوع في الأخطاء كثيراً، ستتعلم ويتحسن مستواك.
ماذا عن الأفراد؟ هل الكم أهم أم الكيف؟ أنا مثلاً أدون وأكتب المقالات، فهل عدد المقالات أهم من جودتها؟ مارست سابقاً كتابة الكثير من المواضيع، في بدايات هذه المدونة كنت أكتب بمعدل موضوعين كل يوم ولمدة شهرين، ومارست عدم كتابة شيء إلا إن كان مفيداً ويدخل في التفاصيل وأحاول كتابته بإتقان، ووجدت أنني بحاجة إلى الأسلوبين في كل حين، أحياناً ليس لدي شيء أقوله إلا فقرة أو فقرتان عن أمر بسيط، وأحياناً أرى أن بإمكاني الكتابة بالتفصيل عن أمر ما وفي مقالات طويلة، لكن .. وجدت أن عدم كتابة شيء لفترة يجعلني لا أكتب شيئاً لمدة أطول وقد تمتد فترة جفاف الكتابة لأكثر من شهر أو شهرين والعلاج يكون بالكتابة، لذلك قلت سابقاً: أكتب لكي تكتب.
قرأت مقالاً حول الموضوع يثبت أن الاهتمام بالكم يرفع مستوى الكيف وهذا أمر منطقي، المقال يذكر قصة مدرس يعلم الطلاب صنع الخزفيات أو السيراميك، قسم المعلم الفصل لمجموعتين، الأولى سيحكم عليهم بعدد الأشياء التي يصنعونها وحدد لهم أرقاماً للعدد الذي يجب أن يصلوا له، والمجموعة الثانية سيحكم عليهم بجودة ما يصنعونه.
في آخر يوم من الفصل سيحضر معه ميزاناً ويقيس إنتاج المجموعة الأولى، ٥٠ باونداً من الخزفيات سيحصل على علامة كاملة ومن ينتج أقل من ذلك سيحصل على علامة أقل، هذا أسلوب الحكم على المجموعة الأولى، أم الثانية فالمطلوب منها صنع شيء واحد فقط لكن يجب أن يكون كاملاً ومصنوعاً بإتقان والحكم سيكون على هذا الأساس.
العجيب أن المجموعة الأولى هي من صنعت أفضل الخزفيات لأنها قضت وقتها في صنع الكثير والتعلم من الأخطاء، بينما المجموعة الثانية استهلكت وقتها في التنظير والتخطيط ولم تصنع شيئاً عملياً وفي النهاية اضطرت لصنع شيء دون المستوى المطلوب.
بمعنى آخر: التكرار يعلم الشطار!
هو درس يتكرر علينا مرة بعد مرة ومع ذلك أجد حاجة لتذكير نفسي بأن الكم مهم للوصول إلى المستوى المطلوب من الجودة، دون التجربة والمحاولة والوقوع في الأخطاء لن تصل إلى الجودة، كما قلت سابقاً، لا يمكنك أن تبدأ أول خطوة وأنت ترغب في صنع ناطحة سحاب في أول محاولة.
وهذا موضوع مناسب لأننا في هذا الوقت الذي يبدأ الناس فيه التخطيط لعام جديد وقد قلتها سابقاً ولا زلت: لا تخطط للعام الجديد، خطط للعادات التي يجب أن تمارسها كل يوم لكي تحقق نتيجة، الأهداف البعيدة قد تثبطك لأنك لم تصل لها بسرعة، لأنها بعيدة وبالتالي ليس لديك ما تتطلع له وتسعى له، هناك فرق ملموس بين أن تقول بأنك ستحقق هذا الهدف الكبير في نهاية العام وأن تضع هدفاً صغيراً ليومك، الهدف الصغير ممكن وبسيط، الهدف البعيد يحتاج لوقت طويل.
إن كنت تريد مثلاً صحة أفضل من خلال الرياضة فمن الأفضل أن تضع يومياً شيئاً تفعله لتصل إلى هذا الهدف، أن تشارك في ماراثون مثلاً هو هدف بعيد المدى وقد لا تصل له، لكن أن تضع هدفك بأن تمشي وقتاً محدداً كل يوم سيساعدك على الوصول إلى هدفك البعيد حتى لو لم تحاول، قد تنتقل من المشي إلى الجري، ومن المسافات القصيرة إلى الطويلة ثم تصل ليوم تدرك فيه أنك قادر على ركض نصف ماراثون فتشارك في واحد وتكمله، فيكون لديك الدافع والقدرة على المشاركة في ماراثون كامل.
وكذلك الحال مع كل شيء آخر، الكتابة، الفن، الرياضة، الأعمال التجارية، العلاقات وغيرها.
باختصار: كرر كثيراً، جرب كثيراً، ومارس الوقوع في الأخطاء كثيراً، ستتعلم ويتحسن مستواك.
3 تعليقات:
السلام عليكم
الحقيقة هذه نصيحة جيدة جداً، وكدت أن أقع في خطأ بتقليل الكم لأجل الجودة بالنسبة لعملي كمبرمج، حيث أصبحت مؤخراً اعتذر عن عدد من المشروعات. لكن سأُفكر بعد ما قرأته عن تجربة صناعة الخزف أن الكم هو سبيل للوصول إلى النوعية.
@أبو إياس: بحسب الوقت المتوفر لك، ربما يمكنك أن تقلل عدد المشاريع التي تقبلها وترفع جودة ما لديك وفي نفس الوقت تبدأ مشاريع شخصية كثيرة، العمل يتطلب الجودة لكن المشاريع الشخصية قد لا تحتاج لذلك.
أنا لا أقصد العمل الخاص بي فقط، لكن بكل فريق العمل الذي يعمل معي، معظمهم خريجون جدد، لدي مشكلة معهم في نوعية البرامج، تحتاج لتدقيق ومراجعة ومجهود كبير جداً حتى يتم تلافي كل العيوب.
لذلك وجدت أن الفرصة للترقية بالنوعية هي إعطائهم الفرصة للعمل في عدد من المشاريع
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.