السبت، 23 أغسطس 2014

كتب الصفحة الواحدة ومواضيع أخرى

لأنني حقيقة لا أعرف ما الذي أكتب عنه جمعت هذه المنوعات في مكان واحد، على أمل أن أجد شيئاً أكتب عنه لاحقاً.

(١)
هناك كتب من النوع الذي يمكن أن تقرأه بأي ترتيب، عشوائياً، من الصفحة الأخيرة إلى الأولى، أبجدياً، الصفحات الثنائية أولاً ثم الفردية! حسناً هذه مقترحات قد لا تكون عملية، على أي حال، المعنى هنا أنها كتب مرنة فمحتوياتها لا تعتمد على ترتيب منطقي، وكثير منها كتب خفيفة المحتوى، قد تحوي رسومات وقليل من الكلمات، أو مصورة مع فقرات قليلة تتحدث عن الصور.

لدي العديد من هذه الكتب ولم أعرف كيف أتصرف معها، لأن الجلوس لقرائتها أو تصفحها أجده مضيعة للوقت ولم أرغب في رميها دون قرائتها، ففعلت التالي: جمعت مجموعة منها وبدأت قرائتها كلها، لكن كل كتاب صفحة واحدة يومياً، بعد مدة سأنجز قراءة بعضها وسأضيف غيرها، هكذا وببطء أنجز قراءة كتب بقيت طويلاً في مكتبتي تعاني من الإهمال.

(٢)
كتبت في دروس التدوين أن المدون قد يمر بحالة فتور بين حين وآخر وأن هذا أمر طبيعي، ما لم أتحدث عنه هو ما أشعر به الآن، وهو رغبتي في أن أكتب لكن لا أدري عن ماذا، وفوق ذلك لدي ما يشبه الواجب أو لنقل لدي مسؤولية الكتابة لمدونة أخرى وهي مدونة زاش والتي نشرت موضوعي الأول هناك عن جهاز باندورا.

لكنني لسبب ما لا أستطيع أن أكتب شيئاً، أعرف هذا الشعور جيداً فقد جربته مرات كثيرة وفي كل مرة أعود للكتابة لكن ليس بعد حصة من المشاعر السلبية التي تستمر لأيام وأحياناً أسابيع، فقدت الدافع حتى لتحديث مدونة المنوعات وهذه أمرها أبسط ومع ذلك لا أرغب في أن أنشر فيها كما كنت أفعل.

لذلك، توقفت عن المحاولة، عندما تأتي الأفكار ويأتي الاستعداد للكتابة سأعود للكتابة، لست آلة تكتب بل مجرد إنسان.

(٣)
أعترف أن جزء من مشكلة عدم وجود شيء أكتب عنه سببه تقلص وقت قراءة الكتب، لأن الكتب يمكن تشبيهها بالمفاتيح التي تقودك في متاهة المعرفة وتفتح لك الأبواب وترى أموراً لم تعرفها من قبل لكن تصطدم في النهاية بأبواب أخرى ليس لها مفاتيح، فتبحث عنها في كتب أخرى، وأنت في هذه الرحلة تسير من باب إلى آخر وفي عقلك آلاف الأسئلة وبعض الأجوبة فيكون لديك ما تكتب عنه، لكن ما إن تتوقف حتى يصبح المكان مألوفاً وقديماً، ليس هناك شيء جديد هنا، لقد كتبت عن هذا وذاك وكتبت عن أدق التفاصيل ولم يعد هناك مكان للمزيد من الكتابة، إما أن تتحرك أو تنتظر ليغطيك الصدأ.

(٤)
أحياناً، يكون رابط واحد مفتاح لأبواب كثيرة من المعرفة التي كنت تجهلها، مؤخراً وجدت واحداً من هذه الروابط في حوار حول المنطق الثلاثي للحاسوب في موقع آريبيا، أقرأ عن الحاسوب وكيف يعمل بأدق تفاصيله منذ عقد وأكثر ولأول مرة أعرف أن هناك شيء يسمى المنطق الثلاثي، ما أعرفه أن كل الحواسيب تستخدم المنطق الثنائي لتصدمني هذه المعلومة بوجود شيء مختلف، المنطق الثنائي يعتمد على ثنائية الواحد والصفر وعلى أساس أنهما يعنيان الصح والخطأ، فما فائدة إضافة شيء ثالث لهما؟ عقلي لم يستوعب هذه النقطة إلى أن وضع أحد الأخوة رابطاً لموقع ويكيبيديا يشير إلى الحاسوب ذو المنطق الثلاثي.

ما فعله الأخ الفاضل هو تقديم مفتاح لباب وما إن فتحته حتى رأيت معرفة كالبحر لا يمكنني تخيل حدودها.

الباحث عن المعرفة يحتاج لأن يسأل لأن السؤال مفتاح العلم، وبحاجة لمعرفة أسماء الأشياء والأفكار ومعاني هذه الأسماء لأن الباحث لا يستطيع أن يبحث عن شيء لا يعرف اسمه، ويحتاج الباحث كذلك إلى المعلم، ولا أعني معلم المدرسة أو شخص يقضي معه وقتاً طويلاً يعلمه ويرشده، بل أي شخص يمكن أن يعلمه ولو بشيء بسيط، بكلمة أو إجابة أو حتى برابط أو مقترح لكتاب، هذه مفاتيح العلم.

(٥)
حسناً .. ربما بدأت أجد الدافع للكتابة بعد أن كتبت الفقرة الأخيرة، على أي حال، إن تأخرت في الكتابة فليعذرني من ينتظر شيئاً مني، سأعود في وقت ما بإذن الله.

1 تعليقات:

AliMorning يقول...

بخصوص الكتب, لماذا لا تنتقي الفصول التي تعجبك فقط بدل من تضييع الوقت بقرائتها كلها؟ هكذا ستحصل على فائدة أكبر من إلزام نفسك بقراءة محتوى لا يهمك فقط للإنتهاء منه.

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.