المدينة القابلة للمشي هي باختصار مدينة تسمح للناس أن يعيشوا حياتهم دون الاعتماد على السيارات، يمكن لأي شخص في هذه المدينة أن يعيش حياته بدون سيارة ولن يؤثر ذلك سلبياً عليه، لأنه يخرج من منزله إلى عمله ماشياً ويعتمد على وسائل النقل العامة المتوفرة، أو يركب دراجة هوائية أو حتى يمشي إلى عمله دون الاعتماد على أي وسيلة نقل، ولأن المدينة مصممة للناس فهي تسمح لهذا الشخص أن يشتري ما يريده، يذهب لحديقة أو للشاطئ، يتجول في المدينة دون هدف، ينجز معاملات وأوراق رسمية، يخالط الناس ويجتمع معهم في أماكن متفرقة كالمقاهي، ويفعل كل هذا وغيره دون سيارة.
كلما فكرت بهذا الموضوع وقرأت عنه أجد زاوية جديدة لم أنظر لها من قبل، هذه المرة أنظر للموضوع من زاوية صحة الفرد، لأنني بدأت أشتري الطعام لنفسي وبدأت أعد بعض الوجبات بدأت ألاحظ كيف يمكن للسيارة أن تؤثر سلبياً علي، لأنني لا أستطيع أن أخرج من المنزل وأسير لخمس أو عشر دقائق لأجد ما أريده، علي أن أستخدم السيارة لكي أذهب لمحل بعيد وأشتري منه، ولأنني أتكاسل بين حين وآخر أتوقف عن فعل ذلك لأنني أجده السير في الطرق مضيعة للوقت وكذلك البحث عن موقف، وبالتالي قد لا أجد ما أعده لنفسي فأضطر للاعتماد على الآخرين وهذا يعني أن أتناول ما قد يكون طعاماً غير صحي.
قارن هذا بمدينة مصممة للمشي، أو حتى مدينة توفر وسائل مواصلات عامة ممتازة مثل طوكيو، الفرد الياباني في هذه المدينة سيمر على العديد من محلات كونبيني ويمكنه أن يشتري طعام يومه من هناك، كذلك كثير من المدن الأخرى حول العالم توفر خاصية تنوع مساحات المدينة، فيخرج الفرد من منزله ليجد معظم إن لم يكن كل ما يريده على مسافة يمكن قطعها مشياً، يعود أحد سكان هذه المدن من العمل ليمر على محل للخضروات والفواكه ويشتري ليومه أو ليومين فقط وبالتالي لا حاجة لثلاجة أو ستكون صغيرة بقدر الحاجة، وسيعد طعامه بنفسه كل يوم فلا حاجة لطلب الطعام من مطاعم الوجبات السريعة وهي وجبات غير صحية ولا تعرف مدى نظافتها، بل في بعض المدن مفهوم الوجبات السريعة يعتبر غريباً فالناس إما أن يأكلوا في بيوتهم أو يأكلوا في المطاعم والمقاهي في الساحات العامة.
الجانب النفسي مهم كذلك، فرق كبير بين مدن الناس ومدن السيارات، زحام السيارات والوقت الذي يقضيه الناس في هذه الآلات يؤثر سلبياً على الناس، لا غرابة أن يكون المرء متضايقاً في سيارته أو حتى غاضباً سريع الانفعال من أي مشكلة صغيرة في الطريق، ولا عجب أن ترى الناس يصرخون على بعضهم البعض من سياراتهم وبعضهم يفعل ذلك دون أن يفتحوا نافذة فترى منظراً غريباً لشخصين يحركان أيديهما ويتكلمان بصوت عال لا يسمعه أحد لكن يكفي أن ترى تعابير الوجوه لتعرف كم الغضب الذي يحمله كل شخص.
في مدن الناس الوضع مختلف، هناك فرصة أكبر لكي يسير المرء دون خوف من أي سيارات، يمشي دون أي قلق، يتواصل مع الآخرين كل يوم، يجتمع معهم في ساحات عامة وفي المقاهي والمطاعم والحدائق، ولأنه يمارس رياضة مفيدة كل يوم فهو في صحة بدنية أفضل ممن يجلسون طوال اليوم في السيارة وفي المكاتب، ولأنه يتواصل مع الناس كل يوم فهو كذلك في صحة نفسية أفضل لأن التواصل الإنساني ضروري لأي شخص.
هناك كتب ودراسات عن موضوع تأثير المدن على صحة الناس، أنا بحاجة لقراءة بعضها، لا شك لدي أن الوعي بموضوع تصميم المدن لتناسب الناس سيغير شيئاً في واقع مدننا، لا يعقل أن تزداد أعداد الناس وتزداد السيارات إلى ما لا نهاية، بعض المدن وصلت لحد خانق منذ عقود لكن لم يتغير شيء فيها، علينا أن ندرك أن مدن السيارات لا يمكنها أن تتسع دون توقف، وتأثيرها سلبي على الناس والاقتصاد والبيئة، لذلك لا بد من العودة إلى تصميم المدن لتناسب الناس.
كلما فكرت بهذا الموضوع وقرأت عنه أجد زاوية جديدة لم أنظر لها من قبل، هذه المرة أنظر للموضوع من زاوية صحة الفرد، لأنني بدأت أشتري الطعام لنفسي وبدأت أعد بعض الوجبات بدأت ألاحظ كيف يمكن للسيارة أن تؤثر سلبياً علي، لأنني لا أستطيع أن أخرج من المنزل وأسير لخمس أو عشر دقائق لأجد ما أريده، علي أن أستخدم السيارة لكي أذهب لمحل بعيد وأشتري منه، ولأنني أتكاسل بين حين وآخر أتوقف عن فعل ذلك لأنني أجده السير في الطرق مضيعة للوقت وكذلك البحث عن موقف، وبالتالي قد لا أجد ما أعده لنفسي فأضطر للاعتماد على الآخرين وهذا يعني أن أتناول ما قد يكون طعاماً غير صحي.
قارن هذا بمدينة مصممة للمشي، أو حتى مدينة توفر وسائل مواصلات عامة ممتازة مثل طوكيو، الفرد الياباني في هذه المدينة سيمر على العديد من محلات كونبيني ويمكنه أن يشتري طعام يومه من هناك، كذلك كثير من المدن الأخرى حول العالم توفر خاصية تنوع مساحات المدينة، فيخرج الفرد من منزله ليجد معظم إن لم يكن كل ما يريده على مسافة يمكن قطعها مشياً، يعود أحد سكان هذه المدن من العمل ليمر على محل للخضروات والفواكه ويشتري ليومه أو ليومين فقط وبالتالي لا حاجة لثلاجة أو ستكون صغيرة بقدر الحاجة، وسيعد طعامه بنفسه كل يوم فلا حاجة لطلب الطعام من مطاعم الوجبات السريعة وهي وجبات غير صحية ولا تعرف مدى نظافتها، بل في بعض المدن مفهوم الوجبات السريعة يعتبر غريباً فالناس إما أن يأكلوا في بيوتهم أو يأكلوا في المطاعم والمقاهي في الساحات العامة.
الجانب النفسي مهم كذلك، فرق كبير بين مدن الناس ومدن السيارات، زحام السيارات والوقت الذي يقضيه الناس في هذه الآلات يؤثر سلبياً على الناس، لا غرابة أن يكون المرء متضايقاً في سيارته أو حتى غاضباً سريع الانفعال من أي مشكلة صغيرة في الطريق، ولا عجب أن ترى الناس يصرخون على بعضهم البعض من سياراتهم وبعضهم يفعل ذلك دون أن يفتحوا نافذة فترى منظراً غريباً لشخصين يحركان أيديهما ويتكلمان بصوت عال لا يسمعه أحد لكن يكفي أن ترى تعابير الوجوه لتعرف كم الغضب الذي يحمله كل شخص.
في مدن الناس الوضع مختلف، هناك فرصة أكبر لكي يسير المرء دون خوف من أي سيارات، يمشي دون أي قلق، يتواصل مع الآخرين كل يوم، يجتمع معهم في ساحات عامة وفي المقاهي والمطاعم والحدائق، ولأنه يمارس رياضة مفيدة كل يوم فهو في صحة بدنية أفضل ممن يجلسون طوال اليوم في السيارة وفي المكاتب، ولأنه يتواصل مع الناس كل يوم فهو كذلك في صحة نفسية أفضل لأن التواصل الإنساني ضروري لأي شخص.
هناك كتب ودراسات عن موضوع تأثير المدن على صحة الناس، أنا بحاجة لقراءة بعضها، لا شك لدي أن الوعي بموضوع تصميم المدن لتناسب الناس سيغير شيئاً في واقع مدننا، لا يعقل أن تزداد أعداد الناس وتزداد السيارات إلى ما لا نهاية، بعض المدن وصلت لحد خانق منذ عقود لكن لم يتغير شيء فيها، علينا أن ندرك أن مدن السيارات لا يمكنها أن تتسع دون توقف، وتأثيرها سلبي على الناس والاقتصاد والبيئة، لذلك لا بد من العودة إلى تصميم المدن لتناسب الناس.
4 تعليقات:
مازال حلمى منذ صغرى ان أعيشفى مدينة كهذه، ولكن الفكر الانسانى المرتكز على المنفعه المادية -حاليا- لا يقبل فكرة هذه المدن لأسباب عديدة ليس هنا موضعها. فيجب على من يريد هذا النوع من الحياة والمدن، ان يبنيها من الصفر.. وأرجو ان أفعلها مستقبلا
@حازم سويلم: المدن الأوروبية مصممة للناس ومستمرة في استخدام هذه الفكرة، خصوصاً المدن القديمة، وهناك مدينة ألمانية - لا أذكرها الآن - قررت أن تمنع السيارات بشكل نهائي في عام 2020 وهذا ليس بوقت بعيد، أما في وطننا العربي فهناك مدن قديمة في المغرب العربي وسوريا مصممة في الماضي وبالتالي مناطق كثيرة فيها لا تصلها السيارات، الأمر بحاجة لوعي لكي يقتنع الناس أن تصميم المدن ليكون مناسباً لهم لا للسيارات هو في الحقيقة أمر إيجابي، الناس قبل الحكومات بحاجة لوعي لأن كثيراً منهم يرون في السيارة الأسلوب الوحيد للعيش.
انا امتلك دراجة اقوم بذهاب الى المتجر او الى الشاطي لكن المشكلة لان ان البلدية قامت بازالة عدد من التقاطعات و الاشارة الضوئية بحجة الازدحام و وضع عدد من الجسور في التقاطعات فاصبحت الشوارع طرق سريعة لا يمكنك عبورها بسبب السرعة العالية للسيارات و بذلك الآن لا اخرج بالدراجة الا قليلا
نعم ،فكرتك رائعة وتفكيرك ناضج وإنساني لأبعد الحدود ..شكرا لمدونتك الرائعة هذه
أنا احلم بمدينة كهذه منذ زمان ..
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.