الأحد، 16 مارس 2014

التعليم الجامعي ومواضيع أخرى

موضوع آخر منوع، لأنني مشغول بعض الشيء وفي مرحلة انتقالية من حاسوب لآخر، أخيراً لدي حاسوب مكتبي لكنه جلس شهراً في صندوقه دون أن أفعل شيئاً، أخرجته من الصندوق ووضعته على الطاولة ولم أشغله بعد! علي وضع شعار أسفل اسمي يقول: متأخر دائماً! ... ولن يبتعد هذا الشعار عن الحقيقة.

(1)
في الموضوع السابق تحدثت عن الرقابة لأنني كنت أنتظر مجموعة كتب ووصلت قبل أيام، لكن عندما أردت استلامها قررت موظفة أن تفتح الصندوق ورأت الكتب فأخبرتني أن أعود بعد يومين لأن الكتب بحاجة إلى رقابة، عدت بعد يومين وذهبت لمكتب الرقابة الإعلامية وأخذت الصندوق دون كلمة غير التحية والسلام ومع ملاحظة مكتوبة بأن الكتب "عادية ولا تحتاج رقابة مسبقة" ولم يكن هناك داع لتأخير استلامي للكتب، فشكراً للرقيب.

(2)
ما حدث للكتب هو اجتهاد موظفة رأت أن من مسؤوليتها أن ترسل الكتب لمكتب الرقابة، أو ربما لأنها لا تريد تحمل أي تبعات أو مسؤوليات فقررت أن ترسل الكتب ليكون المسؤول عنها شخص آخر، أياً كان فهو اجتهاد من الموظفة والاجتهاد من الموظفين يكون في بعض الأحيان مشكلة .. بل في كثير من الأحيان.

يحدث كثيراً أن أذهب أنا وغيري إلى مؤسسة ما لإنجاز معاملات مختلفة، فتخبرنا موظفة أن هذا الأمر أو ذاك مطلوب، ورقة مطلوبة أو موافقة وتوقيع من جهة ما أو مسؤول ما، نذهب ونعود في يوم تالي لنرى موظفة أخرى تنجز المعاملة دون أن تطلب ما طلبته الموظفة السابقة، لأن الموظفة السابقة تجتهد وتأتي بشيء من عندها ظناً منها أنها تؤدي مسؤوليتها أو ربما محاولة منها لتفادي تحمل أي مسؤولية، والنتيجة أن يضيع وقت الناس في محاولة تلبية طلبات غير ثابتة تتغير بتغير الموظفات.

بمعنى آخر، في بعض المؤسسات، الموظفون أنفسهم لا يعرفون ما هي متطلبات إنجاز المعاملات أو يخترعون أشياء من عندهم لا تحتاجها المعاملة، وقد حدث معي ذلك مرات عدة وفي مرة اضطر مسؤول أن يخرج من مكتبه ليقول للموظفة أنها تعقد الأمور بدون فائدة ولا يجب أن تطلب من الناس ما لم تقرره المؤسسة.

ملاحظة: لاحظ أنني أكثر من قول "موظفة وموظفات" لأنني ومنذ فترة ألاحظ أن أكثر من يعملون في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية هن من النساء ووجود رجال أصبح استثناء من القاعدة، مجرد ملاحظة.

(3)
ما اشتريته من كتب كان مصدره دار نشر ومكتبة صغيرة أمريكية اسمها Microcosom Publishing، موقعهم يحوي عروضاً أعجبتني فكرتها؛ وهي أن تدفع مبلغاً ما لشراء كتب وهم يختارون الكتب عشوائياً، وهناك عروض مختلفة بهذا الشكل وبأسعار مختلفة وهناك عروض لشراء مجلات أو بالأحرى ما يسمى Zine.

أخترت واحداً للكتب وواحداً للمجلات وتركت الاختيار لهم، لكن بعد الشراء تصفحت موقعهم أكثر لأجد كتباً ومجلات لا تعجبني وخشيت أنهم سيضعونها ضمن الاختيار العشوائي، لكن ما وصلني من الكتب والمجلات كان أكثرها عادي جداً، قد أكتب عن بعضها لاحقاً.

ما الذي دفعني للشراء من هذا الموقع؟ منذ فترة وأنا لدي اهتمام بما يسمى النشر الذاتي وبصناعة وتغليف الكتب وبإمكانية صنع الكتب محلياً في المنزل وبأدوات متوفرة في السوق ويمكن شرائها بسهولة، البحث في هذا الموضوع جعلني أتعرف على زيين (Zine)، كتيبات ومجلات صغيرة يصنعها أفراد ولا يريدون ربحاً منها - غالباً - وينشرونها مجاناً أو مقابل مبلغ صغير أو مقابل كتيبات ومجلات مختلفة، هذه المجلات والكتيبات تحوي مواضيع منوعة قد لا تجدها في الكتب وبعضها غريب فعلاً وبعضها قبيح الأفكار، اشتريت بعضها من موقع إتسي قبل سنوات وأعجبني ما اشتريته من هناك.

كل ما في الأمر أنني أردت أن أشتري المزيد منها فكان عرض موقع دار النشر الأمريكية مغرياً فلست بحاجة للتفكير في اختيار المجلات والكتب.

نقطة ثانية هنا، أود صنع مجلة مثل هذه، المواد المطبوعة لا زال لها وزن ومجلات زيين لها وزن مختلف، عندما تحمل واحدة فأنت تعرف أنك تقرأ عمل فرد صمم وكتب كل شيء في هذه المطبوعة الصغيرة، بعضهم يكتب قصصاً شخصية، وبعضهم يكتب دليل صنع منتجات تنظيف طبيعية وخالية من أي مواد كميائية مضرة، بعضهم يكتب عن الزراعة وعن الغذاء العضوي والغذاء النباتي وبعضهم يكتب عن المدن والدراجات الهوائية.

فكرة أن تصنع مجلة أو كتاباً بنفسك وتغلفه بنفسك وتنشره بنفسك ... هذه الفكرة أجدها مذهلة حتى في عصر الشبكة، لأنها تعطي للناس صوتاً ومساحة شخصية أكثر وذات تأثير أكبر، من يشتري مجلة منك فهو يفعل ذلك لأنه يريد أن يقرأها ويهتم بما فيها من أفكار، لذلك قد يكون تأثيرها أكبر من مجرد نشر ملف PDF في موقع ما.

أود أن تنتقل فكرة زيين لنا لكن نغيرها لتتناسب مع ثقافتنا وتقاليدنا، بحثت عن مجلات عربية ووجدت واحدة لكن أصحابها فهموا الحرية على أنها نوع من الانفلات فكانت مجلتهم متخمة بالقذارة من الكلام، رسالتهم رائعة لكن وسيلتهم قذرة ولذلك أمتنع عن وضع رابط لها.

إن كنت تعرف أي مطبوعات عربية من هذا النوع فأخبرني.

(4)
أردت شراء منتج ما فذهبت لمحل الوكيل الذي يملك حق بيع منتجات شركة إلكترونيات يابانية، لم أجد لديه ما أريد، فذهبت لفرع آخر لنفس المحل ولم أجد ما أريد فطلبت منهم أن يتأكدوا أن ما أريده متوفر في أي فرع، والجواب مرة أخرى: ليس لدينا ما تريد، هذا يدفعني للشراء من الشبكة بدلاً من تضييع وقتي بين المحلات.

ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي أريد فيها أن أشتري شيئاً فلا أجده في المحلات، أصبح من الأفضل الشراء من الشبكة لأنني سأجد ما أريده وقد يكون بسعر أغلى لكنني لن أضيع الوقت بحثاً عنه بين المحلات.

(5)
بعد أن عرفت خبر اعتراف وزارة التعليم العالي بالتعليم عن بعد من خلال الشبكة رأيت أن أعيد ترتيب أولوياتي، وهذا قد يعني أن ألغي كل ما خططت له كتعلم البرمجة واليابانية وغير ذلك حتى أتفرغ للدراسة الجامعية، لأنني أشعر ومنذ سنوات أنني في مكاني لا أتقدم خطوة فلا بد من فعل شيء، ربما التعليم الجامعي يعطيني فرصاً لا أجدها اليوم.

سأصل إلى قرار محدد خلال أيام إن شاء الله.

2 تعليقات:

حازم سويلم يقول...

ونحن بالثانوية كنت انا وأصدقائى نقوم بصنع مجلات كهذه، بالطبع كنا نصنعها لأنفسنا. وللأسف لم تبق منها نسخ. كنا نكتب ونرسم كل صفحة فيها. وفى عصر الميديا الرقمية ربما تكون اصدرات مثلها ذات رونق خاص، لكنها بحاجة الى لمسة احترافية بعض الشئ.

عبدالله المهيري يقول...

@حازم سويلم: بعض ما وصلني من هذه المجلات مصنوع يدوياً بالكامل، حتى الرسومات والنصوص، أياً كان، مجرد وجود شيء على الورق ومغلف بإتقان يعطيه كما قلت رونقاً خاصاً.

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.