الخميس، 13 مارس 2014

للرجال فقط: فن دفع عربة التسوق!

منوعات مختلفة ولا فائدة منها لذلك وجب التنبيه، كنت سأنشر بعض صور الحلويات اليابانية لكن رأيت أن الوقت غير مناسب، لكن إن كنت سأنتظر وقتاً مناسباً ففي الغالب لن يأتي هذا الوقت، منذ عرفت الدنيا والعرب في مصيبة هنا أو هناك.

(1)
عندما تقول شركة توصيل لن أسميها - إمبوست - أن لديها شيء ما تريد إيصاله لي فهذا يعني أن أتبع فلسفة الوقت الهلامي وهي ببساطة تجاهل الوقت المحدد الذي أعطوني إياه والانتباه لما قبل وبعد هذا الوقت، لأن سائق الدراجة الذي سيصل إلى البيت لا يعترف أو يهتم بالموعد المحدد، الشيء الوحيد الذي يهتم به هو ألا يأتي في الوقت المحدد لأنها ستكون فضيحة "بجلاجل" كما يقول إخواننا المصريون.

وشركة التوصيل العزيزة لديها سياسية "نتصل بك اليوم لتصل بضاعتك غداً ... هذا إن استطعت أن ترد على مكالمتنا الوحيدة والتي إن فاتتك فلن نتصل بك مرة أخرى خلال اليوم ولا تحاول الاتصال بنا لأن الحاسوب سيرد عليك ويخبرك أن تنتظر مكالمة أخرى، وسنكرر نفس العملية في الغد، لذلك عليك أن تراقب هاتفك طوال الوقت واحذر أن تذهب للحمام دون هاتفك!"

هذه السياسة التعيسة دفعتني مرات عديدة إلى أن أذهب إلى مقر الشركة لكي أستلم ما يجب عليهم توصيله وبذلك اخترعوا مفهوم التوصيل بعدم التوصيل، ندفع لهم لتوصيل وثائق رسمية كجوازات السفر ثم نذهب لهم لكي نستلمها، يفترض بهم إن فعلنا ذلك أن يعيدوا لنا ما دفعناه لهم مقابل عدم توصيلهم.

ورسمياً ... عدت لمواضيع الشكوى وليس لدي شيء يثير أعصابي مثل انتظار الناس والاهتمام بالمواعيد في بيئة لا تهتم بالمواعيد أو تقدرها والاضطرار لمراقبة هاتف يبادلني الكراهية.

(2)
 تكرر الأمر مرات عدة خلال أسبوع واحد، أدفع عربة التسوق وأتوقف في اللحظة المناسبة لأنني أنتبه أن هناك من سيعبر قبلي وسنصطدم إن لم أتوقف، أو ألمح شخصاً يأتي من زاوية مسرعاً، تكون لحظة سريعة لكن يتخللها أن يخفض الرجل الآخر رأسه قليلاً علامة قد تدل على امتنانه أو كما تخيلتها علامة بين الرجال أننا نعرف كيف نقود عربات التسوق ونعرف كيف لا نضايق بعضنا البعض!

في كل مرة أذهب للتسوق أعود وأنا أتمنى محلات للرجال فقط، ولست أمزح، أو على الأقل ساعات قليلة للرجال فقط، هل أطلب المستحيل؟

(3)
قلتها سابقاً في هذه المدونة وأكررها اليوم: الرقابة على الكتب يجب أن تتوقف، هذا الرأي جلب لي من الصداع ما يكفي لكن لن أغير رأيي هنا، إن احتج أحد بفساد بعض الكتب وفساد أفكارها فيمكن أن أذكرهم بأن الأفكار لا تحدها الصفحات وإن لم تصل بالكتب ستصل بوسائل أخرى فما الذي ستمنعه؟ وما الذي ستسمح له بالدخول؟

الوقاية من الأفكار السيئة لا يكون بحجب هذه الأفكار ولا ممارسة الوصاية على الآخرين، بل لتعرض هذه الأفكار ولتناقش وليبين أهل الفكر والعلم مواطن الخطر في هذه الأفكار، التربية كذلك تسير بنفس الأسلوب، المنع ليس حلاً، خصوصاً مع وجود الشبكة، أي أوراق تمنع يمكن أن تصل لها رقمياً والعالم الرقمي يصعب إيقافه وحجبه إلا بإيقاف الشبكة كلياً.

نقطة ثانية: الحرية مسؤولية، أعلم جيداً خطورة أن نفتح الباب لكل الأفكار لأن هناك من سيتأثر سلبياً وليس هناك وسيلة لإيقاف التأثير السلبي 100%، من ناحية أخرى يجب أن نعامل الكبار على أنهم كبار ويتحملون المسؤولية، قد يقرأ أحدهم كتاباً خبيث الأفكار لكنه لا يفعل ذلك إلا ليعرف الرأي والرأي الآخر ويفهم الأفكار، لا يمكن أن نضع هذا مع شخص آخر يبحث عن خبيث الأفكار ليجعلها واقعاً، هذا الشخص الثاني إن فعل ما يستحق عقوبة القانون فليعاقبه القانون لكن لا تلقوا باللوم على الكتب أو ألعاب الفيديو أو أي منتج فكري.

وحدها كوريا الشمالية استطاعت أن تفرض الرقابة التامة، لكن نموذج كوريا الشمالية هو نوع من الجحيم وصورة واقعية لرواية 1984، وهذه رواية تحذيرية لا دليل استخدام.

(4)
كنت أراقب حركة السيارات حولنا ونحن في طريقنا إلى مدينة العين، معظم السيارات فيها راكب واحد وكثير منها بأحجام كبيرة، سيارات دفع رباعي غالية السعر، كبيرة وثقيلة وفخمة وليس فيها غير شخص واحد يقودها، باقي المساحة لا فائدة منها، هناك سيارات صغيرة كذلك لكن أكثرها أيضاً تسير براكب واحد كذلك، نادراً ما كانت هناك سيارة براكبين وأندر من ذلك ثلاث ركاب أو أكثر.

لذلك السؤال المنطقي هنا: أين سيارة الراكب الواحد؟

فكرة غير معقولة للبعض لأنهم سيفكرون بالمخاطر والسلبيات قبل الفرص والإيجابيات، ودعني أذكر هذه المخاطر والسلبيات مقدماً حتى أوفر عليهم الحديث عنها، السيارة الصغيرة تعني لهم:
  • خطر أكبر، لحجمها الصغير ولأن هناك سيارات كبيرة في الطريق.
  • غير مألوفة لأن الجميع من حولهم يشترون سيارات كبيرة.
  • غير مقبولة اجتماعياً لأن صورة السيارة الصغيرة - أو البرستيج بعبارة أخرى - سلبية وترتبط بضيق ذات اليد وانخفاض المستوى الاجتماعي.
  • مصدر للنقد والسخرية من الآخرين لأن البعض يهتم بأفكار الآخرين أكثر من مما ينبغي.
سيارة الراكب الواحد تعني سيارات أصغر وأكثر على الطريق وزحام أقل ومواقف أكثر واستهلاك وقود أقل، المشكلة ليست في إدراك هذه الفوائد لكن في النظرة الاجتماعية لهذا النوع من السيارات، كذلك القوانين في بعض البلدان تمنع السيارات الصغيرة من استخدام الطريق العام.

(5)
جاهلية القرن الواحد والعشرين لا تختلف عن جاهلية القرن السابع، الأصل واحد والأشكال مختلفة وإن أدعوا التطور والتحضر وإن استخدموا أحدث التقنيات، أن يدعوا أحدهم الله لأعدائه وأعداء أمته بأكملها فهذا لا يختلف كثيراً عن متعصبي قريش، أحدهم امتنع عن الإيمان عصبية لقبيلته ضد قبيلة أخرى، لكن أبو جهل القرن الواحد والعشرين لديه آيفون وحساب في تويتر ويعتبر نفسه مؤمناً مسلماً لكنه ينسى كل ذلك ليضع العصبية والجاهلية قبل كل شيء.

الإيمان: ما وقر في القلب وصدقه العمل.
المسلم: من سلم المسلمون من لسانه ويده.

مجرد تذكير.

6 تعليقات:

حازم سويلم يقول...

الأفكار لا تحارب أو تواجه الا بالأفكار، المنع والتقييد لم يفد يوما الا فى ازدهار الكتب الممنوعة.

Ahmed يقول...

تجد المنع فى السينما كذلك. بمصر، الأزهر يريد منع بعض الأفلام التى تتحدث عن الأنبياء أو تعرض صورهم كما فى Noah القادم، والغريب أنه من البديهى والمعروف أن المنع لا يؤتي أكله غالباً في ظل وجود الشبكة وبرامج التورنت، ومع ذلك يصرون على أن يتعبوا أنفسهم بمحاولات لا جدوي لها، والأغرب من ذلك أن هناك أعمالاً كاملة كمسلسل "يوسف الصديق" لم يتم منعه! و بالسعودية، تجد أن دور عرض السينما مغلقة لأسباب تافهة، أستعجب من أمر هؤلاء القوم. حقاً، التكنولوجيا تتقدم والإنسان "العربي" يتأخر.
أضحكني حديثك عن السيارات كثيراً، فشر البلية ما يضحك ^.^

عبدالله المهيري يقول...

@حازم سويلم: صدقت.

@Ahmed Mofeed: الإنسان العربي يتقدم ويتأخر، لا يصح التعميم هنا، وما المضحك في حديثي عن السيارات؟ :-)

mehdi يقول...

مراقبة الكتب مسؤولية قبل أن تكون اختيارا عشوائيا، أنا أؤمن بالحرية وديمقراطية الاختيار ولكن هنالك من سوف يستغل هذا الأمر بشكل فضيع، لنفرض أنني مسؤول ثقافي في بلدي، في رقبة من سماحي لكتاب عن المثلية الجنسية مثلا ينشر بشكل علني؟؟؟ قد يكون الامر نظريا مرفوضا ولكن الواقع علمنا أن هنالك ضوابطا يجب أن يقف عندها الجميع، أين تجد حالة واضحة لمثل كلامي هذا؟؟؟ تجده في البلدان التي شهدت اختلالا أمنيا أو تذبذبا مجتمعيا، أنا من تونس وسآخذ تونس كمثال، الثورة أعقبتها حالة حرية رهيبة جدا، والحرية المطلقة هذه لها تأثيرات سلبية أكثر من الديكتاتورية ذاتها إذا لم تجد من يحمي هذه الحرية، وجد لدينا عضوات محترمات في منظمة عاريات الصدور فيمن وينشطن ضمن حرية الممارسة المحمية قانونا، وجد لدينا من يطالب بالسماح باستهلاك وترويج المخدرات علنا وبالقانون، وجد لدينا من يدعو صراحة للمثلية الجنسية، وجد لدينا من يقول بعدم حرمة الزنا والدعارة مادامت بالاختيار وليست بالاجبار، هذه البلاوي الرهيبة ستجد افرازاتها في افلام وبرامج وكتب تطبع، هنا كيف يمكن اخلاقيا وعرفا وبأي منهج كان السماح لهذه الكتب بحرية التداول والنشر، كونك تقف في بيئة ليست هنالك شجاعة لتطرح هذه البلاوي أصلا وبشكل علني فيمكن تجد كلامك ذلك منطقيا وعاديا، أما أن تعيش في قلب الفكرة الخبيثة فصدقني تصبح حماية البشر أولوية كبرى أمام حرية النشر والتعبير، أنا معك أن الفكرة لن تهزمها الا فكرة مضادة وليس بالمنع، ولكن مسؤولية منع المنع لها سلبيات أكبر بكثير من المنع ذاته، الحل الأمثل الذي توصلنا اليه في البلد هو المحافظة على حرية النشر مع احترام المقدسات وذلك بدسترة حرية الضمير وتجريم التكفير وتجريم الاعتداء على المقدسات، وخارج هذه الخطوط الكبرى انشر كما تشاء،
أنا معك أن هنالك منع غبي، أذكر مرة أني نشرت موقعا علميا للأطفال وفي مساحة مجانية فرنسية، ولأن .fr هي خاتمة عنوان موقعي حجب الموقع في أكبر دولة خليجية لأن فرنسا معها مشاكل معها وقتها،
الموضوع أكبر من أن يعالج بجرة قلم وللحقيقة الكثير من الجوانب ... تحياتي

Ahmed يقول...

هناك استثناءات أكيد .. لكن حالياً الواقع يقول أن العرب يتأخرون لا يتقدمون أو قل أنهم ثابتون والثبات فى حد ذاته هذه الأيام يعتبر تأخر، يمكن أن اخصص كلامى بالمصريين بما أننى مصري. :-)
َما أضحكني أن السيارة الصغيرة أصبحت مصدر للسخرية ودليل على "الكحرتة" (كما نقول بمصر:D) وضيق الحال، كأن الكبيرة مقياس للتقدم ومواكبة التطور، أما الصغيرة فهي تعتبر "بنت البطة السودة" (كما نقول بمصر:D) ..

عبدالله المهيري يقول...

@Mehdi: أفهمك وأوافقك جزئياً، ما أراه هو أن لدينا مشكلة أخلاقية ومشكلة مسؤولية لأن الكثير يفهم الحرية على أنها انفلات بدلاً من أن تكون مسؤولية، ولاحظ أنني أخصص الكتب بحديثي لأنني مثلاً لا أرى مشكلة في حجب بعض الأفلام وقصها أو في حجب المواقع الإباحية مثلاً، الكتب بالنسبة لي حالة خاصة لأن الرقابة عليها - هنا في الإمارات على الأقل - تحتاج لإعادة تفكير أو لإلغاء تام، يمكنني أن أذهب الآن إلى أي مكتبة وآتيك بكتب تعتبر من الأدب والروايات وفيها من الكلام الساقط ما يجعلني أستحي من قرائتها، وصف تفصيلي لأقذر الأشياء ومع ذلك يسمح لها بالدخول، ثم يقال أن الرقابة هي لحماية الناس من مثل هذه الأفكار، أجد تناقضاً هنا يجب معالجته، ربما وضع نظام للأعمار التي يسمح لها أن تشتري هذه الكتب كما تفعل بعض البلدان بخصوص التدخين.

لا أدعوا إلى الحرية المطلقة، حديثي منصب فقط على الكتب، ومن الواضح أن بين مجتمع الإمارات ومجتمع تونس اختلاف يجعل كلامي غير مناسب لمجتمعكم ما ترى، في الإمارات الدعوة للمثلية الجنسية سيقابلها هجوم عنيف من كل جانب فلا الحكومة ولا الشعب ولا وسائل الإعلام لديها استعداد لتقبل مثل هذه الفكرة، نحن مجتمع محافظ والدعوة للانفلات التام أمر مرفوض لدينا، من ناحية أخرى، الوعي الكبير لدى فئة كبيرة من الناس لدينا تجعل الرقابة نوع من الوصاية عليهم وهو أمر يرفضه الشخص الواعي الذي يمارس المسؤولية.

@Ahmed Mofeed: أنا بطبعي متفائل أن الأمور تتحسن ولو ببطء وحتى لو كان هناك تراجع كما يراه البعض، الوعي يزداد نحو الاتجاه الإيجابي، أما السيارة الصغيرة فقد أصبحت شيئاً يفرضه الواقع على البعض، لأن الطرق مزدحمة والمواقف كذلك وأصبحت السيارات الكبيرة عبئاً عليهم لذلك يتجه البعض لشراء سيارة صغيرة من النوع الفخم - هنا في الإمارات - لأنها عملية أكثر، عموماً ستتغير النظرة لهذه السيارات بازدياد الازدحام وازدياد تكاليف السيارات الكبيرة.

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.