الفقر هو أسوأ أنواع العنف - مهاتما غاندي
طرحت في موقع Arabia I/O سؤالاً حول مشاريع للأميين والفقراء، وأعني مشاريع تساعدهم على اكتساب العلم والخروج من الفقر، لا شك لدي أن هناك جهود شعبية في كل بلد عربي لكن هذه الجهود لا تكفي لأسباب كثيرة أجهلها، ربما حجم الجهود أصغر بكثير من المشكلة في الواقع، ربما هناك عوائق تقنية ومالية أو عوائق بيروقراطية - مرحباً بك في العالم العربي - تقف أمام هذه الجهود.
أشعر بأن الفجوة بين الأغنياء والفقراء في بلداننا العربية تزداد وهذا مجرد شعور لا دليل له في الواقع لكن ربما إيجاد دليل لن يكون أمراً صعباً في هذه الحالة فالواقع يثبت ذلك، في بعض البلدان هناك مناطق سكنية عشوائية يعيش فيها الآلاف من الناس في بيوت ضيقة مظلمة وغير صحية، كثير من الفقراء لا يملكون ثمن التعليم ولا حتى الكتب والدفاتر ويضطرون للعمل ويدفعون بصغارهم للعمل كذلك فلا يذهب الطفل إلى المدرسة ولا يجد فرصة ليتعلم لأنه مطالب منذ طفولته أن يوفر لنفسه وأسرته لقمة العيش.
طرحت السؤال في موقع Arabia I/O لأنه موقع عربي يجمع المبرمجين والمدونين وغيرهم من المهتمين بالتقنية، ما يفعله كل هؤلاء يصل إلى من يملك التقنية، حاسوب أو هاتف واتصال بالشبكة، لكن ماذا عن الفئة الغائبة؟ ماذا عن الناس الذين لا يملكون حاسوباً من أي نوع؟ ماذا نستطيع أن نفعل لهم لنكسر دائرة الفقر التي ستبقى ما لم نكسر النمط الذي ساروا عليه لأجيال.
أنا مؤمن بأن الأفراد يمكنهم إنجاز الكثير، لا أنتظر شيئاً من الحكومات أو المؤسسات الأهلية وإن كان هذه المؤسسات تفعل ما بوسعها على قلة إمكانياتها في بلدان مختلفة فلهم كل التقدير. تحرك الأفراد وشعورهم قد يقود بعضاً منهم إلى مشاريع جماعية، لكن قد يواجه بعض الأفراد مشكلة عدم وجود آخرين يرغبون في العمل الجماعي معهم وفي هذه الحالة المبادرة الفردية ضرورة لأن الانتظار لن يغير شيئاً.
ماذا يستطيع الفرد أن يفعل؟ هنا بعض الأمثلة وهي مجرد أمثلة، أقول ذلك لأن الواقع لديك يختلف عن واقع هذه الأمثلة ولذلك قد يكون مناسباً أكثر أن تفعل شيئاً مختلفاً، ما يمكن أن تأخذه هنا أن هؤلاء أفراد يبادرون وبإمكانك أن تبادر مثلهم.
أنطونيو معلم إيطالي متقاعد، اشترى سيارة ثلاثية العجلات مستعملة وغير فيها لتصبح مكتبة متنقلة بين قرى جنوب إيطالي، أنطونيو يقطع 500 كليومتر بين القرى ويفعل ذلك مجاناً ورغبة في نشر حب القراءة والكتب.
لويس سوريانو معلم كولومبي لديه مكتبة متنقلة على ظهر حمارين! ويذهب بالكتب إلى الأطفال في ريف كولومبيا حيث فرصتهم للحصول على الكتب ضعيفة والنظام التعليمي ضعيف جداً هناك بسبب نقص المعلمين.
روبسون يقود دراجة هوائية في ساو باولو البرازيل لينشر الكتب بين المشردين والفقراء.
سعيد مالك خلف مكتبته المتنقلة في باكستان، لأنه لاحظ ضعف النظام التعليمي فقرر إنشاء المكتبة ليساعد الأطفال على التعلم وهو يخدم ما يقرب من 2500 طفل.
مكتبة متنقلة على ظهر الجمال في كينيا، لتصل إلى مناطق لا يمكن الوصول لها بالسيارات.
مكتبة يجرها حمار في أثيوبيا.
لا أقول هنا أن مجرد وجود مثل هذه المشاريع سيحقق معجزة وسيغير العالم، ولا أقول لك أن تذهب الآن لتبدأ مكتبة متنقلة، ما أود فقط الإشارة له أن دور الأفراد ومبادراتهم أهم بكثير مما يتصوره البعض ويخالف آراء الذين يقللون من شأن المبادرات الفردية.
النقطة الثانية هي أن هناك مشاكل أساسية مشتركة بين شعوب العالم، الفقر إحدى هذه المشاكل، ضعف أو انعدام التعليم مشكلة أخرى، المساكن العشوائية مشكلة ثالثة، يمكنك أن تضع قائمة بهذه المشاكل الأساسية ثم تختار واحدة لتساهم في علاجها ولو بشكل بسيط.
هذه المكتبات توفر فرصة كبيرة للأطفال والكبار غير القادرين على الوصول إلى كتب مختلفة، وتعالج جزء من مشكلة الجهل ونقص التعليم، هذه المكتبات قد لا تحدث أثراً على المدى القصير لكنها على المدى البعيد قد تغير حياة بعض الأطفال إلى الأفضل بطريقة لا يمكن التكهن بها.
أعود إلى الفقراء والأميين، كثير منهم سيبقون في نفس الوضع ما لم يبادر أحد ويكسر دائرة الفقر والجهل، بعضهم لا يحتاج إلا لقليل من المساعدة، بعضهم يعرف ما الذي يحتاجه لكن لا يستطيع الوصول له، الاستماع لهم ومعرفة احتيجاتهم أمر ضروري قبل المبادرة بمساعدتهم.
في بلداننا العربية الفقر والجهل هما أساس المشاكل، لنعالج الأساس.
ملاحظة: بدء من الغد سأنقطع عن الشبكة لأيام قليلة.
طرحت في موقع Arabia I/O سؤالاً حول مشاريع للأميين والفقراء، وأعني مشاريع تساعدهم على اكتساب العلم والخروج من الفقر، لا شك لدي أن هناك جهود شعبية في كل بلد عربي لكن هذه الجهود لا تكفي لأسباب كثيرة أجهلها، ربما حجم الجهود أصغر بكثير من المشكلة في الواقع، ربما هناك عوائق تقنية ومالية أو عوائق بيروقراطية - مرحباً بك في العالم العربي - تقف أمام هذه الجهود.
أشعر بأن الفجوة بين الأغنياء والفقراء في بلداننا العربية تزداد وهذا مجرد شعور لا دليل له في الواقع لكن ربما إيجاد دليل لن يكون أمراً صعباً في هذه الحالة فالواقع يثبت ذلك، في بعض البلدان هناك مناطق سكنية عشوائية يعيش فيها الآلاف من الناس في بيوت ضيقة مظلمة وغير صحية، كثير من الفقراء لا يملكون ثمن التعليم ولا حتى الكتب والدفاتر ويضطرون للعمل ويدفعون بصغارهم للعمل كذلك فلا يذهب الطفل إلى المدرسة ولا يجد فرصة ليتعلم لأنه مطالب منذ طفولته أن يوفر لنفسه وأسرته لقمة العيش.
طرحت السؤال في موقع Arabia I/O لأنه موقع عربي يجمع المبرمجين والمدونين وغيرهم من المهتمين بالتقنية، ما يفعله كل هؤلاء يصل إلى من يملك التقنية، حاسوب أو هاتف واتصال بالشبكة، لكن ماذا عن الفئة الغائبة؟ ماذا عن الناس الذين لا يملكون حاسوباً من أي نوع؟ ماذا نستطيع أن نفعل لهم لنكسر دائرة الفقر التي ستبقى ما لم نكسر النمط الذي ساروا عليه لأجيال.
أنا مؤمن بأن الأفراد يمكنهم إنجاز الكثير، لا أنتظر شيئاً من الحكومات أو المؤسسات الأهلية وإن كان هذه المؤسسات تفعل ما بوسعها على قلة إمكانياتها في بلدان مختلفة فلهم كل التقدير. تحرك الأفراد وشعورهم قد يقود بعضاً منهم إلى مشاريع جماعية، لكن قد يواجه بعض الأفراد مشكلة عدم وجود آخرين يرغبون في العمل الجماعي معهم وفي هذه الحالة المبادرة الفردية ضرورة لأن الانتظار لن يغير شيئاً.
ماذا يستطيع الفرد أن يفعل؟ هنا بعض الأمثلة وهي مجرد أمثلة، أقول ذلك لأن الواقع لديك يختلف عن واقع هذه الأمثلة ولذلك قد يكون مناسباً أكثر أن تفعل شيئاً مختلفاً، ما يمكن أن تأخذه هنا أن هؤلاء أفراد يبادرون وبإمكانك أن تبادر مثلهم.
أنطونيو معلم إيطالي متقاعد، اشترى سيارة ثلاثية العجلات مستعملة وغير فيها لتصبح مكتبة متنقلة بين قرى جنوب إيطالي، أنطونيو يقطع 500 كليومتر بين القرى ويفعل ذلك مجاناً ورغبة في نشر حب القراءة والكتب.
لويس سوريانو معلم كولومبي لديه مكتبة متنقلة على ظهر حمارين! ويذهب بالكتب إلى الأطفال في ريف كولومبيا حيث فرصتهم للحصول على الكتب ضعيفة والنظام التعليمي ضعيف جداً هناك بسبب نقص المعلمين.
روبسون يقود دراجة هوائية في ساو باولو البرازيل لينشر الكتب بين المشردين والفقراء.
سعيد مالك خلف مكتبته المتنقلة في باكستان، لأنه لاحظ ضعف النظام التعليمي فقرر إنشاء المكتبة ليساعد الأطفال على التعلم وهو يخدم ما يقرب من 2500 طفل.
مكتبة متنقلة على ظهر الجمال في كينيا، لتصل إلى مناطق لا يمكن الوصول لها بالسيارات.
مكتبة يجرها حمار في أثيوبيا.
لا أقول هنا أن مجرد وجود مثل هذه المشاريع سيحقق معجزة وسيغير العالم، ولا أقول لك أن تذهب الآن لتبدأ مكتبة متنقلة، ما أود فقط الإشارة له أن دور الأفراد ومبادراتهم أهم بكثير مما يتصوره البعض ويخالف آراء الذين يقللون من شأن المبادرات الفردية.
النقطة الثانية هي أن هناك مشاكل أساسية مشتركة بين شعوب العالم، الفقر إحدى هذه المشاكل، ضعف أو انعدام التعليم مشكلة أخرى، المساكن العشوائية مشكلة ثالثة، يمكنك أن تضع قائمة بهذه المشاكل الأساسية ثم تختار واحدة لتساهم في علاجها ولو بشكل بسيط.
هذه المكتبات توفر فرصة كبيرة للأطفال والكبار غير القادرين على الوصول إلى كتب مختلفة، وتعالج جزء من مشكلة الجهل ونقص التعليم، هذه المكتبات قد لا تحدث أثراً على المدى القصير لكنها على المدى البعيد قد تغير حياة بعض الأطفال إلى الأفضل بطريقة لا يمكن التكهن بها.
أعود إلى الفقراء والأميين، كثير منهم سيبقون في نفس الوضع ما لم يبادر أحد ويكسر دائرة الفقر والجهل، بعضهم لا يحتاج إلا لقليل من المساعدة، بعضهم يعرف ما الذي يحتاجه لكن لا يستطيع الوصول له، الاستماع لهم ومعرفة احتيجاتهم أمر ضروري قبل المبادرة بمساعدتهم.
في بلداننا العربية الفقر والجهل هما أساس المشاكل، لنعالج الأساس.
ملاحظة: بدء من الغد سأنقطع عن الشبكة لأيام قليلة.
1 تعليقات:
اقترح انشاء موقع اليكترونى من أجل هذه المبادرات الفردية, فالبعض يمتلك الكتب والبعض لديه فائض مال وآخرون بالمجهود والوقت.. حينها نجد لدينا مبادرات فردية/ جماعية فى آن واحد.. ما رأيكم؟
* ذكرت الكتب على سبيل المثال المستخدم فى الموضوع. يمكن تطبيق نفس المفهوم بأشكال عديدة..
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.