تصور أن لديك خمس حواسيب وتود أن تجعل هذه الحواسيب متصلة ببعضها البعض، لديك أسلوبان لفعل ذلك، شبكة مركزية أو لا مركزية، في الحالتين أنت ستحصل على شبكة لكن طريقة إعداد وعمل هذه الشبكة ستكون مختلفة، الشبكة المركزية تعتمد على أن يكون حاسوب ما هو المزود وكل الحواسيب الأخرى متصلة به ويسمى هذا النموذج بالإنجليزية Client/Server أو بترجمة حرفية المزود/الزبون، وهذا النوع من الشبكات هو الأكثر انتشاراً في الشركات والمؤسسات الحكومية، عندما تذهب إلى مصرف أو مؤسسة ما ويخبرك الموظف بأن "السيستم خربان" فهو في الغالب يقصد شبكة من هذا النوع والمزود في هذه الشبكة تعطل وبالتالي لا يستطيع الموظف إنجاز عمله بأن يرسل أو يستقبل البيانات وبالتالي معاملتك لن تنجز حتى يعود المزود للعمل، وهذا يشمل كل الموظفين الآخرين المتصلين بنفس المزود، أي أن المزود هنا نقطة مركزية إن تعطلت فالشبكة كلها تتعطل لأنه مركز الاتصال بين كل الحواسيب وفي كثير من الأحيان هو أيضاً مصدر البيانات والتطبيقات.
الأسلوب اللامركزي هو أن تجعل كل حاسوب يتصل بكل حاسوب آخر، لا يوجد مزود هنا لأن كل حاسوب يعمل كنقطة اتصال بالآخرين وكل حاسوب له نفس الحقوق، إن تعطل حاسوب ما يمكن للشبكة أن تستمر بالعمل لأن الاتصالات بينها لن تنقطع، هذا النموذج يسمى Peer to peer أو الند للند، هذه الشبكات تعاونية أكثر من شبكات المزود/الزبون، فقد يكون حاسوب ما متصلاً مثلاً بطابعة ملونة ويعطي مالك الحاسوب صلاحية للجميع أو للبعض في الشبكة بأن يستخدموا الطابعة، أي حاسوب آخر متصل بأي جهاز آخر يمكن أن يعطي صلاحيات مماثلة، مثلاً حاسوب متصل بماسح ضوئي، أجهزة تخزين احتياطي، آلة قهوة! وأي شيء آخر.
الإنترنت مركزية كما شرحت في موضوعين سابقين، لكنها تستخدم كذلك كشبكة لا مركزية من خلال برامج عديدة أبرزها في رأيي هو بتورنت (BitTorrent)، هذه التقنية تستخدم كما يعرف الكثيرون للمشاركة بالملفات، فقد يملك شخص واحد أو أكثر ملفاً ما ومن خلال بتورنت يمكنه مشاركة هذا الملف مع الآخرين، إذا اتصل شخص جديد بشبكة تورنت لطلب الملف سيجد أنه يحصل على قطع من الملف من شخص واحد أو أكثر، وكلما ازداد عدد الأشخاص الذين يملكون هذا الملف زادت سرعة تنزيله، ولا يشترط أن يمتلك كل شخص الملف كاملاً فحتى من لم ينجز تنزيل الملف يمكنه إرسال جزء من الملف لآخرين.
هذا الأسلوب التعاوني في تنزيل ورفع الملفات لا يحتاج لمزود مركزي، أعني أنك لا تنزل الملف من مزود (server) بل من أشخاص يملكون هذا الملف وقد يكون هؤلاء في دول مختلفة لكنهم يتعاونون على المشاركة بالمحتويات.
هناك تقنيات أخرى كثيرة لا مركزية وهذه بعضها:
في المقالة القادمة أتحدث عن بعض تجارب شبكات mesh أو الشبكات المتناغمة، هل هذه ترجمة مناسبة؟
مصدر الرسوم التوضيحية: ويكيبيديا
الشبكة المركزية تعتمد على نقطة واحدة في اتصالاتها |
الأسلوب اللامركزي هو أن تجعل كل حاسوب يتصل بكل حاسوب آخر، لا يوجد مزود هنا لأن كل حاسوب يعمل كنقطة اتصال بالآخرين وكل حاسوب له نفس الحقوق، إن تعطل حاسوب ما يمكن للشبكة أن تستمر بالعمل لأن الاتصالات بينها لن تنقطع، هذا النموذج يسمى Peer to peer أو الند للند، هذه الشبكات تعاونية أكثر من شبكات المزود/الزبون، فقد يكون حاسوب ما متصلاً مثلاً بطابعة ملونة ويعطي مالك الحاسوب صلاحية للجميع أو للبعض في الشبكة بأن يستخدموا الطابعة، أي حاسوب آخر متصل بأي جهاز آخر يمكن أن يعطي صلاحيات مماثلة، مثلاً حاسوب متصل بماسح ضوئي، أجهزة تخزين احتياطي، آلة قهوة! وأي شيء آخر.
الإنترنت مركزية كما شرحت في موضوعين سابقين، لكنها تستخدم كذلك كشبكة لا مركزية من خلال برامج عديدة أبرزها في رأيي هو بتورنت (BitTorrent)، هذه التقنية تستخدم كما يعرف الكثيرون للمشاركة بالملفات، فقد يملك شخص واحد أو أكثر ملفاً ما ومن خلال بتورنت يمكنه مشاركة هذا الملف مع الآخرين، إذا اتصل شخص جديد بشبكة تورنت لطلب الملف سيجد أنه يحصل على قطع من الملف من شخص واحد أو أكثر، وكلما ازداد عدد الأشخاص الذين يملكون هذا الملف زادت سرعة تنزيله، ولا يشترط أن يمتلك كل شخص الملف كاملاً فحتى من لم ينجز تنزيل الملف يمكنه إرسال جزء من الملف لآخرين.
هذا الأسلوب التعاوني في تنزيل ورفع الملفات لا يحتاج لمزود مركزي، أعني أنك لا تنزل الملف من مزود (server) بل من أشخاص يملكون هذا الملف وقد يكون هؤلاء في دول مختلفة لكنهم يتعاونون على المشاركة بالمحتويات.
شبكة لا مركزية، الكل لديه نفس الحقوق والكل يستطيع الاتصال بالآخرين |
هناك تقنيات أخرى كثيرة لا مركزية وهذه بعضها:
- جنوتيلا - Gnutella، مشروع برنامج حر من مؤسسة البرامج الحرة GNU، شبكة لا مركزية للمشاركة بالملفات وهي كما تقول ويكيبيديا أكبر شبكة من نوعها.
- Freenet، تقنية لتجاوز الرقيب وتقدم خصائص مثل الدردشة والمنتديات والتصفح والنشر.
- YaCy، يعجبني اسم الموقع، وهو تقنية محرك بحث لا مركزية، لأن محركات البحث أهم من أن تترك لغوغل وغيرها.
- Bitcoin، العملة الرقمية التي بدأ الناس في جمعها واستخدامها بشكل فعلي في دول عديدة بل هناك حكومات تفكر في كيفية فرض ضريبة عليها.
- Vole.cc، شبكة اجتماعية مثل تويتر لا مركزية وتعتمد على تقنية بتورنت.
- WMN، اختصار لمصطلح Wireless mesh network أو بترجمة حرفية شبكة لا سلكية متناغمة، وهي ربط عدد كبير من الحواسيب لاسلكياً لتبادل الاتصالات والمحتويات، وهناك مدن حول العالم تملك مثل هذه الشبكات ويستخدمها الناس محلياً لتبادل الأخبار والتعاون على العمل التطوعي وتبادل المحتويات، لي مقالة لاحقة حول بعض هذه التجارب.
- BitTorrent Sync، إن كان لديك حاسوبان أو أكثر يمكنك أن تجعلها تتشارك بالملفات فيحفظ كل جهاز نسخة من ملفات وهكذا تنتفي الحاجة لخدمات مثل Dropbox.
- Hyperboria، شبكة عالمية لا مركزية.
في المقالة القادمة أتحدث عن بعض تجارب شبكات mesh أو الشبكات المتناغمة، هل هذه ترجمة مناسبة؟
مصدر الرسوم التوضيحية: ويكيبيديا
3 تعليقات:
بارك الله فيك على جهودك للتعريف بالامركزية وطرقها فهناك الكثير لا يعلم عنها أي شيئ، وأتمنى أن تتحدث عنن محرك البحث وطريقة إستخدامه بطريقة موسعة حتى نستغني عن قوقل.
@أبو عبدالله: وفيك بارك الله، بإذن الله سأغطي أكبر قدر ممكن من المواضيع، سأحتاج لبعض الوقت لأنني أتعلم وأكتب فهذا أيضاً مجال جديد علي، إن شاء الله سأكتب عن محرك البحث.
أهلا أستاذ عبدالله، أحببت أن أعلق هنا لاعجابى الشديد جدا بتقنية الند للند، أو الأحرى بفكرتها ومبدأها، كان أخى عندما يأتى من القاهرة دوما يأتى ب USB فلاشة موجود بها بعض الملفات ومنها البرامج ومنها برامج التورنت، كنت أعرف من معلومات متفرقة قليلة أن التورنت برنامج للتحميل، ولم أكن أعرف أنه بروتوكول آخر تماما خاص جدا وهو غير البروتوكلات المعروفة كلها بالنسبة لى!
أنصح كل من لم يجرب تقنية التورنت أن يجربها، فهى طريقة رائعة لتحميل الملفات ومشاركتها، وهى عالم شائق بالفعل.
رغم انشغالى ببعض الاشياء المهمة، الا أننى لم أستطع أن أبخل بهذا التعليق فى مدونتك أستاذى العزيز، لأن مدونتك هى ثالث موقع أدخله دوريا وبطريقة كبيرة بعد الفيس بوك والجيميل، لذا أرجو اهتماما أكثر يتمثل فى كثرة المواضيع.
شكرا جزيلا أستاذ عبدالله :)
#ملحوظة: بدأت فى استعمال uTorrent فقط بعد قراءة هذا الموضوع، وهذا ليس ببعيد بل من أقل من أسبوع!
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.