فكرة الإنترنت كما بدأت هي ربط كل الحواسيب بكل الحواسيب، لكنها تحولت مع الأيام إلى ربط شبكات حواسيب بشبكات حواسيب، بمعنى آخر الإنترنت هي شبكة الشبكات، دعني أوضح الأمر أكثر، في بلدك هناك مقدم خدمات إنترنت وهو يشكل شبكة من الحواسيب التي تتصل به ويعطيها نافذة للإنترنت، تصور لسبب ما أن مقدم الخدمة هذا توقف عن العمل لسبب ما، ما سيحدث أن كل المستخدمين المعتمدين على خدماته سينقطعون عن الإنترنت.
مقدم خدمة الإنترنت هنا هو باب أساسي واحد وفي بعض البلدان منفذ وحيد للاتصال بالإنترنت، وهذا يعني أن لدى مقدم الخدمة قوة التحكم بكل شيء يعبر من خلاله، مراقبة المستخدمين، رفع تكاليف الاتصال أو تخفيضها بحسب ظروف السوق وتوفر المنافسة، حجب أو عدم حجب المواقع والخدمات، وضع شروط استخدام مختلفة وتغييرها بحسب الحاجة، احتكار السوق ومنع المنافسين من الدخول لهذا السوق.
كما ترى، مقدم الخدمة لديه من القوة وإمكانية السيطرة ما يجعله في موضع متحكم وخطير، لأنه يتحكم بوسيلة اتصال/إعلام أصبحت أساسية لحياة الناس في كثير من الدول، بعض الناس رزقهم يعتمد على الشبكة وبعضهم حياتهم في الشبكة وبدون الإنترنت لن تكون لديهم حياة، الشبكة أعطت فرصاً للناس لا يمكن تصورها، فرص لتشكيل صداقات وعلاقات مع آخرين حول العالم، أمر صعب قبل الشبكة ما لم يكن المرء من هواة المراسلة، فرص لممارسة الأعمال التجارية المختلفة دون كثير من العوائق البيروقراطية، فرصة لتنظيم مشاريع ومؤسسات خيرية وتطوعية، وفرص لأشياء أخرى كثيرة، لكن هذه الإنترنت وهذه الفرص كلها في قبضة نقطة واحدة وهي مقدم خدمة الإنترنت.
ما المشكلة في ذلك؟ قد يسأل أحدهم مستفسراً أو حتى مستنكراً فهم لا يرون مشكلة في أن تكون مؤسسة هي المتحكم في تقديم خدمة الإنترنت، يرون أن هذه المؤسسة لن تستغل قوتها وموقعها لأغراضها الشخصية ولن تضر بالمستخدمين، وهذه ثقة عمياء أكثر من اللازم، المؤسسة يعمل فيها أناس والناس يأتي منهم الخير والشر وبالتالي هناك إمكانية أن يستغل الناس موقعهم وسيطرتهم على وسيلة إتصال/إعلام كالإنترنت لأغراض تجارية أو سياسية.
في الحقيقة السؤال ليس هل أو لماذا ستسغل المؤسسة موقعها وتحكمها بشبكة الإنترنت بل متى وكيف ستفعل ذلك، لا يعقل أن يكون لمؤسسة ما سلطة مطلقة دون أن ترافقها المفسدة المطلقة أو شيء من الفساد، طبيعة الناس تجعلهم يستغلون مواقعهم وسلطاتهم ومسؤولياتهم في الخير والشر والنظرة الطيبة الساذجة التي تثق بالناس ليس لها مكان عندما نتحدث عن مؤسسة لديها قوة وسلطة، أن تثق بالناس كأفراد شيء مختلف تماماً عن الثقة بالمؤسسات، ثقتك بشخص يمكن اعتباره حسن ظن وهذا أمر طيب في رأيي لكن الثقة بالمؤسسات أجده سذاجة وحماقة.
الإنترنت يفترض بها أن تكون لا مركزية بكل معنى الكلمة، يفترض بأي حاسوب أن يتصل بأي حاسوب دون وسيط بينهما، هذا هو أساس شبكة الإنترنت، وهو الاتجاه القادم في تغيير تقنيات الإنترنت وهو كذلك الصراع القادم أو الحالي، صراع بين من يريد أن يبقي مركزية الإنترنت للحفاظ على قوة وإمكانية السيطرة على نقطة واحدة ومن يريد أن يتخلص من هذه السيطرة لتكون الشبكة أكثر حرية وبعيدة عن إمكانية التحكم بها وبمصائر مستخدميها.
في الأيام القادمة بإذن الله لن يكون لي حديث غير هذا الموضوع، تقنيات P2P وتقنيات الشبكة اللا مركزية، الإنترنت أهم من أن نتركها لمقدمي خدمات الإنترنت، أقل ما يمكن أن يفعله أحدنا هنا هو أن يعي هذه المشكلة ويقرأ عن البدائل وإن كان مبرمجاً يمكنه أن يشارك في تطوير حلول لا مركزية للشبكة.
مقدم خدمة الإنترنت هنا هو باب أساسي واحد وفي بعض البلدان منفذ وحيد للاتصال بالإنترنت، وهذا يعني أن لدى مقدم الخدمة قوة التحكم بكل شيء يعبر من خلاله، مراقبة المستخدمين، رفع تكاليف الاتصال أو تخفيضها بحسب ظروف السوق وتوفر المنافسة، حجب أو عدم حجب المواقع والخدمات، وضع شروط استخدام مختلفة وتغييرها بحسب الحاجة، احتكار السوق ومنع المنافسين من الدخول لهذا السوق.
كما ترى، مقدم الخدمة لديه من القوة وإمكانية السيطرة ما يجعله في موضع متحكم وخطير، لأنه يتحكم بوسيلة اتصال/إعلام أصبحت أساسية لحياة الناس في كثير من الدول، بعض الناس رزقهم يعتمد على الشبكة وبعضهم حياتهم في الشبكة وبدون الإنترنت لن تكون لديهم حياة، الشبكة أعطت فرصاً للناس لا يمكن تصورها، فرص لتشكيل صداقات وعلاقات مع آخرين حول العالم، أمر صعب قبل الشبكة ما لم يكن المرء من هواة المراسلة، فرص لممارسة الأعمال التجارية المختلفة دون كثير من العوائق البيروقراطية، فرصة لتنظيم مشاريع ومؤسسات خيرية وتطوعية، وفرص لأشياء أخرى كثيرة، لكن هذه الإنترنت وهذه الفرص كلها في قبضة نقطة واحدة وهي مقدم خدمة الإنترنت.
ما المشكلة في ذلك؟ قد يسأل أحدهم مستفسراً أو حتى مستنكراً فهم لا يرون مشكلة في أن تكون مؤسسة هي المتحكم في تقديم خدمة الإنترنت، يرون أن هذه المؤسسة لن تستغل قوتها وموقعها لأغراضها الشخصية ولن تضر بالمستخدمين، وهذه ثقة عمياء أكثر من اللازم، المؤسسة يعمل فيها أناس والناس يأتي منهم الخير والشر وبالتالي هناك إمكانية أن يستغل الناس موقعهم وسيطرتهم على وسيلة إتصال/إعلام كالإنترنت لأغراض تجارية أو سياسية.
في الحقيقة السؤال ليس هل أو لماذا ستسغل المؤسسة موقعها وتحكمها بشبكة الإنترنت بل متى وكيف ستفعل ذلك، لا يعقل أن يكون لمؤسسة ما سلطة مطلقة دون أن ترافقها المفسدة المطلقة أو شيء من الفساد، طبيعة الناس تجعلهم يستغلون مواقعهم وسلطاتهم ومسؤولياتهم في الخير والشر والنظرة الطيبة الساذجة التي تثق بالناس ليس لها مكان عندما نتحدث عن مؤسسة لديها قوة وسلطة، أن تثق بالناس كأفراد شيء مختلف تماماً عن الثقة بالمؤسسات، ثقتك بشخص يمكن اعتباره حسن ظن وهذا أمر طيب في رأيي لكن الثقة بالمؤسسات أجده سذاجة وحماقة.
الإنترنت يفترض بها أن تكون لا مركزية بكل معنى الكلمة، يفترض بأي حاسوب أن يتصل بأي حاسوب دون وسيط بينهما، هذا هو أساس شبكة الإنترنت، وهو الاتجاه القادم في تغيير تقنيات الإنترنت وهو كذلك الصراع القادم أو الحالي، صراع بين من يريد أن يبقي مركزية الإنترنت للحفاظ على قوة وإمكانية السيطرة على نقطة واحدة ومن يريد أن يتخلص من هذه السيطرة لتكون الشبكة أكثر حرية وبعيدة عن إمكانية التحكم بها وبمصائر مستخدميها.
في الأيام القادمة بإذن الله لن يكون لي حديث غير هذا الموضوع، تقنيات P2P وتقنيات الشبكة اللا مركزية، الإنترنت أهم من أن نتركها لمقدمي خدمات الإنترنت، أقل ما يمكن أن يفعله أحدنا هنا هو أن يعي هذه المشكلة ويقرأ عن البدائل وإن كان مبرمجاً يمكنه أن يشارك في تطوير حلول لا مركزية للشبكة.
3 تعليقات:
مقدم خدمة الإنترنت هو المنفذ الرئيسي للبيانات، مالم يكن لديك طرق إتصال أخرى مثل الأقمار الصناعية فأنت تحت رحمته لو قرر قطع إتصالك بالعالم الخارجي، وهو أمر تستخدمه بعض الحكومات.
من الفقرة الأخيرة أظن أنك تقصد الحفاظ على الخصوصية و تجاوز الحجب أكثر من بناء شبكة فيزيائية.
يا أخ عبد الله هل تقصد أنه توجد طريقة للإتصال بالانترنت بدون مزود خدمة ؟
@ثمود بن محفوظ: حالياً من المستحيل الاتصال بالشبكة من دون مقدم خدمة، لكن الفكرة نفسها يجب أن تنتشر وتعرف بأن الاتصال بدون مقدم خدمة ممكن نظرياً وتقنياً والمانع لهذا الأمر هو في الغالب سياسي واقتصادي لا تقني.
@Tabun Tabun: لا، لكن يمكن استخدام وسائل اتصال لا مركزية وخدمات موزعة لا تعتمد على شركات.
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.