قبل أن أعرف الإنترنت عرفت شيئاً يسمى BBS وهذه الحروف اختصار لكلمات (Bulletin Board System)، وهي حاسوب متصل بخط هاتفي واحد أو أكثر ويمكن لأي شخص يملك حاسوباً وجهاز مودم أن يتصل به، عندما تتصل بحاسوب BBS فأنت تتصل غالباً بحاسوب واحد وترى ما فيه من محتويات وخدمات، غالباً هناك قسم ملفات يمكنك أن تنزل منه ملفات وترفع له ملفات، هناك قسم دردشة عام للجميع، هناك منتدى للنقاش وهناك ألعاب نصية وغير ذلك من الأقسام، لكي تتصل بحاسوب BBS آخر عليك أولاً قطع الاتصال بالحاسوب الحالي ثم الاتصال بالحاسوب الآخر.
حواسيب أو خدمات BBS كانت صغيرة الحجم وكثير منها يدار من قبل شخص واحد وأكثرها كان يحوي خط هاتف واحد أو اثنين وبعضها أكثر من ذلك لكن لم أجرب خدمة تحوي المئات من الخطوط، لذلك تجربة الاستخدام كانت دائماً محدودة بعدد خطوط الهاتف المتوفرة في خدمة BBS، ولم يكن غريباً أن تتصل وتجد الخطوط مشغولة، ولأن BBS تعتمد على خطوط الهاتف فهي في الغالب مكان لالتقاء أناس من نفس المدينة أو الدولة ومن النادر جداً أن يتصل أحدهم من دولة أخرى.
صغر حجم خدمات BBS واقتصارها على أعضاء من نطاق جغرافي ضيق كان سبباً في تحويلها إلى أماكن لها روح مختلفة، لا أدري كيف أصف الأمر، لا شيء في الإنترنت يشبه خدمات BBS من ناحية هذا الشعور، كان أعضاء الخدمة يعرفون بعضهم البعض وتربط بينهم علاقات تصل إلى اللقاء على أرض الواقع، الإنترنت مكان للملايين حول العالم ولهذا إيجابيات كثيرة لكن لا يمكن إنكار أن هناك دائماً حاجة لمجتمعات إلكترونية محلية ولذلك هناك منتديات ومواقع موجهة فقط لدول محددة بل ولمناطق معينة في هذه الدول.
الشبكات الاجتماعية اليوم كتويتر وفايسبوك هي شبكات مفتوحة للجميع وليس هناك حدود لما يمكنك فعله فيها من ناحية متابعة الآلاف من الناس وأن يتابعك الآلاف من الناس وتصبح صديقاً لعشرات الآلاف من الغرباء الذين لم تلتقي بهم من قبل، ثم هناك المحتويات التي يرسلها كل هؤلاء لبعضهم البعض وما يستقبله هؤلاء منك ومن آخرين، بساطة BBS وصغر حجمها تجعلها قطرة في بحر الشبكات الاجتماعية اليوم.
هناك شبكات اجتماعية صغيرة موجهة لمن يريد تواصلاً أكثر خصوصية مع الآخرين وخصوصاً العائلة والأصدقاء، Path أبرز هذه الشبكات ومن مميزاتها مثلاً أنك لا تستطيع متابعة سوى 150 شخصاً، قارن هذا بتويتر حيث تجد من يتابع الآلاف ولا شك لدي أن هؤلاء لا يتابعون الآلاف أو يهتمون بهم، كيف يمكن أن تتابع سيلاً من الرسائل لا يتوقف؟ باث من ناحية أخرى يتيح للمستخدم أن يشارك بالمحتويات لمن يريد، لشخص واحد، لأفراد العائلة فقط، لمجموعة من الزملاء أو للجميع، ليس كل شيء يستحق أن تشارك به كل شخص يتابعك.
هناك حاجة دائمة لشبكات أصغر وأكثر تخصصاً، لا يجب أن يستخدم شبكة ما الملايين لكي تكون ناحجة، موقع صغير لبلدة صغيرة يشارك فيه 100 شخص سيكون ناجحاً ما دام أنه يوفر مساحة للتواصل بين هؤلاء، لذلك أرى أن نفكر في ما بعد تويتر وفايسبوك، هذان موقعان للتواصل مع الجماهير لكن للتواصل مع مجتمع صغير مترابط لا بد من مواقع خاصة ولن يكون تويتر أو فايسبوك بديلاً لكل شيء.
حواسيب أو خدمات BBS كانت صغيرة الحجم وكثير منها يدار من قبل شخص واحد وأكثرها كان يحوي خط هاتف واحد أو اثنين وبعضها أكثر من ذلك لكن لم أجرب خدمة تحوي المئات من الخطوط، لذلك تجربة الاستخدام كانت دائماً محدودة بعدد خطوط الهاتف المتوفرة في خدمة BBS، ولم يكن غريباً أن تتصل وتجد الخطوط مشغولة، ولأن BBS تعتمد على خطوط الهاتف فهي في الغالب مكان لالتقاء أناس من نفس المدينة أو الدولة ومن النادر جداً أن يتصل أحدهم من دولة أخرى.
صغر حجم خدمات BBS واقتصارها على أعضاء من نطاق جغرافي ضيق كان سبباً في تحويلها إلى أماكن لها روح مختلفة، لا أدري كيف أصف الأمر، لا شيء في الإنترنت يشبه خدمات BBS من ناحية هذا الشعور، كان أعضاء الخدمة يعرفون بعضهم البعض وتربط بينهم علاقات تصل إلى اللقاء على أرض الواقع، الإنترنت مكان للملايين حول العالم ولهذا إيجابيات كثيرة لكن لا يمكن إنكار أن هناك دائماً حاجة لمجتمعات إلكترونية محلية ولذلك هناك منتديات ومواقع موجهة فقط لدول محددة بل ولمناطق معينة في هذه الدول.
الشبكات الاجتماعية اليوم كتويتر وفايسبوك هي شبكات مفتوحة للجميع وليس هناك حدود لما يمكنك فعله فيها من ناحية متابعة الآلاف من الناس وأن يتابعك الآلاف من الناس وتصبح صديقاً لعشرات الآلاف من الغرباء الذين لم تلتقي بهم من قبل، ثم هناك المحتويات التي يرسلها كل هؤلاء لبعضهم البعض وما يستقبله هؤلاء منك ومن آخرين، بساطة BBS وصغر حجمها تجعلها قطرة في بحر الشبكات الاجتماعية اليوم.
هناك شبكات اجتماعية صغيرة موجهة لمن يريد تواصلاً أكثر خصوصية مع الآخرين وخصوصاً العائلة والأصدقاء، Path أبرز هذه الشبكات ومن مميزاتها مثلاً أنك لا تستطيع متابعة سوى 150 شخصاً، قارن هذا بتويتر حيث تجد من يتابع الآلاف ولا شك لدي أن هؤلاء لا يتابعون الآلاف أو يهتمون بهم، كيف يمكن أن تتابع سيلاً من الرسائل لا يتوقف؟ باث من ناحية أخرى يتيح للمستخدم أن يشارك بالمحتويات لمن يريد، لشخص واحد، لأفراد العائلة فقط، لمجموعة من الزملاء أو للجميع، ليس كل شيء يستحق أن تشارك به كل شخص يتابعك.
هناك حاجة دائمة لشبكات أصغر وأكثر تخصصاً، لا يجب أن يستخدم شبكة ما الملايين لكي تكون ناحجة، موقع صغير لبلدة صغيرة يشارك فيه 100 شخص سيكون ناجحاً ما دام أنه يوفر مساحة للتواصل بين هؤلاء، لذلك أرى أن نفكر في ما بعد تويتر وفايسبوك، هذان موقعان للتواصل مع الجماهير لكن للتواصل مع مجتمع صغير مترابط لا بد من مواقع خاصة ولن يكون تويتر أو فايسبوك بديلاً لكل شيء.
10 تعليقات:
في بداية عام ٢٠٠٠ قُمت بالصدفة بعمل نظام بريد إلكتروني في شكل برنامج ويب، ثم برنامج نقاش، ثم فكرت في أن أدعو أصدقائي لأن يتصلون على بالمودم بواسطة خط الهاتف اﻷرضي ليجدوا صفحة فيها بريد محدود (لا علاقة له باﻹنترنت) وصفحة نقاش، وأعلنت أن الإتصال سوف يكون متوفراً من الساعة الثامنة مساءً حتى العاشرة مساءً. وبعد مدة زاد عدد الناس، وقمت بعمل برنامج لوضع المواضيع واﻷخبار والصور، وآخر لعمل صفحات. وأصبح الجهاز والمودم يعملان طوال الوقت. وهو جهاز بنتيوم ١٠٠ ميغاهيرتز.
وفعلاً كان لها طعم مختلف. فبعد سنة قررنا عمل مسابقة لأفضل موقع والتقينا لأول مرة في حديقة وأعطينا بعض المشاركين شهادات، أفضل موقع، أفضل مشارك، وغيرها.
وكانت تجربة لا تُنسى، للأسف بعد أكثر من سنة لهذه التجربة سافرت وتركت بالخطأ المودم غير موصل لكن الجهاز كان يعمل، فإنقطعت الشبكة فترة من الوقت وكانت بداية نهايتها.
بعد حوالي عشر سنين فكرت بإعادة نفس التجربة بواسطة شبكة WiFi ليقوم الجيران بالدخول على هذا الجهاز، لكن لم استمر في هذه التجربة. بسبب أن عدد الناس الذين كان يمكنهم المساهمة واﻹستفادة من هذه الشبكة كان محدوداً وتغطية الشبكة كان محدوداً أيضاً.
@أبو إياس: رائع، ما فعلته يشبه بي بي أس، لا أدري هل احتفظت بالبرنامج أم لا، هل يمكن أن تكتب عن الشبكة بتفاصيل أكثر؟ أتمنى أن تكتب في مدونتك عن ما فعلته وعن البرنامج وأي تفاصيل تقنية، وإن أمكن هل تستطيع أن تضع البرنامج للتنزيل؟ مصدر البرنامج؟ أعذرني، طلبت الكثير، لكن حقيقة هذه المجتمعات الإلكترونية الصغيرة تعجبني وأراها أكثر أهمية من الشبكات الكبيرة.
في الحقيقة كانت عدد من برامج الويب البسيطة جداً، مثلاً برنامج البريد كتبته في يوم، ثم طورته لاحقاً، وساحة النقاش في يوم كذلك وكانت مكتوبة بتقنيات قديمة، وصفحة للأخبار وكان السيرفر هو جهاز وندوز ٩٨ وقاعدة البيانات بارادوكس، وأذكر أني كُنت أحذف الملحقات التي يقوم المستخدون بإرسالها لبعضهم في المخدم تلقائياً كل فترة لضيق حجم القرص الصلب.
البرامج كانت بسيطة لاتصلح اﻵن ولا تصلح لشكل الويب الحالي. اﻵن يُمكن الحصول على برامج مفتوحة المصدر مجانية أفضل منها، مثلاً ورد بريس أبسط وأفضل، ويصلح لأن يكون نواة لشبكة إجتماعية مصغرة. باقي البرامج يُمكن تطويرها بتقنيات أفضل.
الفكرة الجاذبة هي كانت أن الناس من حيز جغرافي واحد، مثلاً كان كل الذين يدخلون على الموقع من العاصمة وإنتشر اﻷمر بطريقة غريبة، لم يكن هُناك أي إعلان في أي مكان، إنما إنقل بواسطة اﻷصدقاء، وكان السبب اﻵخر هو أن الإنترنت كانت مكلفة، أما هذه الشبكة فاﻹتصال بها يُعادل اﻹتصال المحلي .
كانت الموارد وقتها بسيطة، مثلاً خط هاتف واحد أي متصل واحد فقط يمكنه أن يتجول في الشبكة ثم يخرج ليدع مستخدم آخر يدخل، وكُنت أفرح عندما أسمع صوت المودم يستقبل إتصال من مستخدم.
اﻵن الموارد أصبحت أكثر إتاحة وأكثر تنوعاً، لكن أين هي اﻷفكار. نحتاج لفكرة جديدة تصلح لهذا العصر حتى تكون فكرة ناجحة.
@أبو إياس: فهمتك، لا زلت أرى أن هذه ذكريات تستحق أن توثق، دعك من البرامج فالبدائل أفضل كما قلت لكن ذكرياتك لا مثيل لها، لذلك أتمنى أن تكتب عنها، شخصياً نادم جداً على عدم تفكيري في التسعينات بأن أوثق خدمات BBS الإماراتية وقد كان هناك الكثير منها وللأسف كلها ذهبت دون أن يسجل أحدهم ذكرياتها.
أنا أيضاً ندمت على أني لم أوثق لهذه الخدمة، حتى أن الجهاز تخلصت منه منذ وقت، ولم احتفظ حتى بالمعالج الذي كان طفرة حينها. ولم أوثق للإجتماع الذي تم بين أفراد الشبكة.
سوف أحاول تشغيل بعض البرامج وبحث البيانات القديمة لعلي استطيع الكتابة عنه
توثيق تاريخنا عادة نادرة للأسف. مع أن القدماء كانوا يهتمون جدا بتوثيق الأحداث. ربما السبب أنه لا يوجد ما نرى أنه يستحق التوثيق!
تعرفت على مجتمع الـ BBS قبل سنوات عن طريق أرشيف الملفات النصية
http://www.textfiles.com/bbs
موقع توثيقي ممتاز لتلك الفترة، مع أن المحتويات وأفكار المشاركين وقتها غريبة جدا!
@أبو إياس: شكراً على تفاعلك وبالتوفيق.
@ibn Salama: ببساطة لم أفكر بالتوثيق، لم يخطر في ذهني أبداً أن ما أفعله اليوم - في التسعينات - سيكون له أهمية في المستقبل، الموقع الذي وضعت رابطه أعرفه وأقرأ لصاحبه بين حين وآخر وهو لديه فيلم وثائقي من عدة أجزاء متوفر في الشبكة عن BBS، لكنه توثيق أمريكي، من النادر أن تجد معلومات عن دول أخرى مع أن BBS كانت ولا زالت في بعض الدول تستخدم بشكل كبير، مثل تايون وروسيا.
قبل مدة خطرت في قوقعة رأسي فكرة مفاذها انشاء موقع بسيط جداا يقوم باستضافة ملفات txt بترميزutf8 و التي تحوي اما مقالات احببتها او مواضيع شدتني فاقوم بنسخ النص الى الملف النصي بدون صور مع مراعاة الاشارة للمصدر و رفع الملف للموقع ,ايضا افهرس الملفات باستعمال مجلدات ,,
لم اكن اعلم ان الامر يشبه لحد كبير bbs الا بعد قراءة الموضوع
بارك الله فيك
@البشير: ما تصفه يشبه موقع textfiles.com أما BBS فشيء مختلف وإن كانت تشبه فكرتك من ناحية الاعتماد على النص وعدم وجود صور، فكرتك بالمناسبة تعجبني، أتمنى أن تكتب عنها المزيد.
رائع جدا ومشوق اكتشاف ما كنتم تفعلونه في الماضي جعلتموني اتمني لو انني عشت في تلك الحقبه.
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.