قبل أن أكتب عن الكتب أريد أن أتحدث قليلاً عن الوظائف، لأنني أبحث عن وظيفة الآن وأستخدم موقعاً حكومي للتوظيف وتقدمت لثلاث وظائف وكلها لم تأتي بنتيجة ولا حتى كحة اعتذار، الانتظار أسوأ ما في الأمر، لو أنهم صمموا واجهة الموقع لتخبر المتقدم بالوظيفة بأن طلبه رفض لكان ذلك أهون بالنسبة لي من الانتظار، الآن تقدمت لثلاث وظائف أخرى لعل وعسى أن أجد عملاً، أي عمل.
إحدى الوظائف التي وجدتها ويمكنني بالتأكيد تنفيذها اشترطت أن يكون الجنس "أثنى" لأن الوظيفة كما يبدو تتطلب مواصفات خاصة لا توجد في الرجال! وجدت وظائف أخرى كذلك وكلها تتطلب ألا يكون عمر المتقدم للوظيفة أكثر من 27 عاماً، لماذا؟ وما الذي يمكن لشخص مثلي أن يفعله؟ لا توجد آلة زمن تعيدني للماضي لكنني متأكد أنني أستطيع تنفيذ هذه الوظائف حتى إن كان عمري يزيد عن 27 عاماً، هم لا يطلبون رياضيين بل أناس سيجلسون في المكاتب غالباً فلم تحديد العمر هذا؟
ثم تأتي مشكلة الشروط والمواصفات، أفهم أن كثيراً من الوظائف تتطلب خبرات فعلية وشهادات دراسية، وهناك وظائف لا تتطلب ذلك بل يتعلم الموظف وظيفته في العمل ويمارسها وتزداد خبرته مع مرور الأيام لكن هذا المنطق لا أجده في مواقع التوظيف، يريدون موظفاً جاهزاً، يريدون شخصاً يضعونه في مكانه ليبدأ العمل بدون تأخير وهذا لا يمكن أن يحدث، كثير من الناس تعلموا وظائفهم بالتدريج في بيئة العمل وما تعلموه في المدارس والجامعات لم يجدوا فيه فائدة إلا القليل منه، سألت كثيراً من الناس عن علاقة ما تعلموه بأعمالهم وكثير منهم أجابوا: لا شيء.
لم إذاً الإصرار على عدد سنوات خبرة وعلى شهادات محددة إن كان الموظف سيتعلم في وظيفته؟ لا يوجد شيء يسمى موظف جاهز، لا أحد يستطيع أن يعمل مباشرة منذ أول يوم له في الوظيفة، كل بيئة عمل تتطلب أن يعرف الموظف كيف تسير الأمور في المؤسسة وهذا يحتاج لأيام أو أسابيع، ثم الوظيفة نفسها تحتاج لوقت طويل لكي يتقنها الموظف سواء كان بشهادة أم لم يكن.
لا أدري إن كان هناك أي فائدة من تجربة مواقع التوظيف هذه أو حتى البحث عن عمل بوسائل أخرى، لكنني أريد أن أتأكد أنني لم أترك فرصة دون أن أستغلها، أريد فرصة عمل، أي عمل، ليس وظيفة، لا بأس بالتطوع وقد بحثت عن فرص ولم أجد أي اهتمام، ما الذي يمكن للمرء فعله أكثر من ذلك؟ لست من النوع المزعج الذي يلح ويتصل كل يوم، وجملة "بنتصل بك" أصبحت تعني لي "لا تنتظر شيئاً" أو لعلها لم تعد تعني أي شيء، مجرد رد آلي جاهز.
شخص ما أخبرني عن فرصة تطوع وزرت موقع المؤسسة التي تقدم هذه الفرصة فتبين أنها مؤسسة تقدم فرص تطوع حول العالم، رحلات لدول مختلفة ولمدة تتراوح ما بين أسابيع أو أشهر أو حتى أكثر من ذلك إن أردت، كم أسعدني ذلك، إلى أن اكتشفت أن علي دفع مبلغ يزيد عن 11 ألف درهم لشهر واحد ومبلغ أكثر بقليل لثلاث أشهر ... أسمعه يغني الآن: طريقك مسدود مسدود يا ولدي!
يفترض أن أكون ساخطاً غاضباً لكنني الآن أبعد ما يكون عن هذه المشاعر، وصلت لمرحلة "لا يهمني" وحتى الانتظار لم يعد مشكلة كما كان في الماضي، كل ما في الأمر أنني تذكرت بأنني مهما فعلت فلن أجد إلا ما كتب لي، مع ذلك لا يمكن تجاهل مشكلة العمل وأساليب التوظيف، مجتمع لا يوفر فرص عمل لكل من يستطيع العمل سيواجه مشاكل عدة، ومجتمع يوفر آلاف الفرص الوظيفية ومع ذلك يعاني من بطالة بعض أفراده ... فهذه نكتة، وشر البلية ما يضحك.
إحدى الوظائف التي وجدتها ويمكنني بالتأكيد تنفيذها اشترطت أن يكون الجنس "أثنى" لأن الوظيفة كما يبدو تتطلب مواصفات خاصة لا توجد في الرجال! وجدت وظائف أخرى كذلك وكلها تتطلب ألا يكون عمر المتقدم للوظيفة أكثر من 27 عاماً، لماذا؟ وما الذي يمكن لشخص مثلي أن يفعله؟ لا توجد آلة زمن تعيدني للماضي لكنني متأكد أنني أستطيع تنفيذ هذه الوظائف حتى إن كان عمري يزيد عن 27 عاماً، هم لا يطلبون رياضيين بل أناس سيجلسون في المكاتب غالباً فلم تحديد العمر هذا؟
ثم تأتي مشكلة الشروط والمواصفات، أفهم أن كثيراً من الوظائف تتطلب خبرات فعلية وشهادات دراسية، وهناك وظائف لا تتطلب ذلك بل يتعلم الموظف وظيفته في العمل ويمارسها وتزداد خبرته مع مرور الأيام لكن هذا المنطق لا أجده في مواقع التوظيف، يريدون موظفاً جاهزاً، يريدون شخصاً يضعونه في مكانه ليبدأ العمل بدون تأخير وهذا لا يمكن أن يحدث، كثير من الناس تعلموا وظائفهم بالتدريج في بيئة العمل وما تعلموه في المدارس والجامعات لم يجدوا فيه فائدة إلا القليل منه، سألت كثيراً من الناس عن علاقة ما تعلموه بأعمالهم وكثير منهم أجابوا: لا شيء.
لم إذاً الإصرار على عدد سنوات خبرة وعلى شهادات محددة إن كان الموظف سيتعلم في وظيفته؟ لا يوجد شيء يسمى موظف جاهز، لا أحد يستطيع أن يعمل مباشرة منذ أول يوم له في الوظيفة، كل بيئة عمل تتطلب أن يعرف الموظف كيف تسير الأمور في المؤسسة وهذا يحتاج لأيام أو أسابيع، ثم الوظيفة نفسها تحتاج لوقت طويل لكي يتقنها الموظف سواء كان بشهادة أم لم يكن.
لا أدري إن كان هناك أي فائدة من تجربة مواقع التوظيف هذه أو حتى البحث عن عمل بوسائل أخرى، لكنني أريد أن أتأكد أنني لم أترك فرصة دون أن أستغلها، أريد فرصة عمل، أي عمل، ليس وظيفة، لا بأس بالتطوع وقد بحثت عن فرص ولم أجد أي اهتمام، ما الذي يمكن للمرء فعله أكثر من ذلك؟ لست من النوع المزعج الذي يلح ويتصل كل يوم، وجملة "بنتصل بك" أصبحت تعني لي "لا تنتظر شيئاً" أو لعلها لم تعد تعني أي شيء، مجرد رد آلي جاهز.
شخص ما أخبرني عن فرصة تطوع وزرت موقع المؤسسة التي تقدم هذه الفرصة فتبين أنها مؤسسة تقدم فرص تطوع حول العالم، رحلات لدول مختلفة ولمدة تتراوح ما بين أسابيع أو أشهر أو حتى أكثر من ذلك إن أردت، كم أسعدني ذلك، إلى أن اكتشفت أن علي دفع مبلغ يزيد عن 11 ألف درهم لشهر واحد ومبلغ أكثر بقليل لثلاث أشهر ... أسمعه يغني الآن: طريقك مسدود مسدود يا ولدي!
يفترض أن أكون ساخطاً غاضباً لكنني الآن أبعد ما يكون عن هذه المشاعر، وصلت لمرحلة "لا يهمني" وحتى الانتظار لم يعد مشكلة كما كان في الماضي، كل ما في الأمر أنني تذكرت بأنني مهما فعلت فلن أجد إلا ما كتب لي، مع ذلك لا يمكن تجاهل مشكلة العمل وأساليب التوظيف، مجتمع لا يوفر فرص عمل لكل من يستطيع العمل سيواجه مشاكل عدة، ومجتمع يوفر آلاف الفرص الوظيفية ومع ذلك يعاني من بطالة بعض أفراده ... فهذه نكتة، وشر البلية ما يضحك.
12 تعليقات:
لمذا لم تُفكر في العمل الخاص، لا أعتقد أنك من النوع المحب لتقييد الوظيفة. ابحث عن ممول لتبدأ عملك الخاص، فهو درب مختلف تماماً عن درب الوظيفة.
السلام عليكم
ما هي الوظيفة التي تبحث عنها ؟
هناك بعض الوظائف التي تتفوق الموظفة فيها على الموظف كالسكرتارية او المساعدة الشخصية.
اذا اردت ان توظف مدير لقسم ما فستطلب وجود خبرة بالطبع،ربما يكون شخص ما مدير جيد و بدون خبرة وهذه فرص ضعيفة لذا تكون الخبرة مطلوبة لتقليل من احتمالية فشل المدير الجديد.
في الحقيقة هناك شروط لا فائدة منها مثل ان تكون موظفة الاستقبال ذات خبرة او يكون الكاتب بمظهر حسن و يحلق لحيته كل يوم.
اقترح عليك التقدم الى وظيفة كاتب في صحيفة محلية حيث انها احدى نقاط قوتك و لن تذهب للدوام بشكل يومي بل يكفي ان ترسل لهم المقال من خلال البريد الالكتروني. اضف انك صاحب مدونة سردال حيث ان المدونة تعتبر مجال خبرة في الكتابة و كتابة عمود يومي مفيدة لك.
@أبو إياس: مثلي لا يمكنه أن يشترط، كنت في الماضي أبتعد عن الوظائف لأنني أعلم أنها قيد، لم يعد هذا خياراً مناسباً الآن، العمل الخاص حاولت ممارسته مرات ولم أنجح، سأحاول مرة أخرى.
@amor enew: أي عمل.
@Toxic: لأسباب مختلفة لن أتمكن من الحصول على وظيفة في الصحف، منها أن الصحف نفسها لا توظف خريجي الإعلام وإعلامنا يغلب عليه المقيمين والأجانب والمواطنون أحتاجوا لوقت طويل لكي يجدوا مكاناً لهم.
نعم أخي عبد الله و لكن ما هي الوظائف السابقة لك أي ما هي مؤهلات الوظيفية
أنا نفسي حاولت مرة في العمل الخاص وفشلت، ثم توظفت لمدة 5 أو 6 سنين، اﻵن منذ حوالي 10 أشهر أعمل عمل خاص في المنزل، والحمد لله بوادر النجاح بدأت تظهر بعد أن كادت تدب ملامح الفشل مرة أخرى.
نسيت ان أذكر أن هذه الخمس أو الست سنوات غيرت فيّ كثيراً، ورأيت تجارب كثيرة من اﻵخرين، واكتسبت قدرات ومهارات ومعرفة أكثر، فأصبح لدي هدف خططت له لفترة طويلة بطريقة مختلفة عن المحاولة اﻷولى والتي لم أخطط لها أصلاً.
@amor enew: رسمياً أنا لم أعمل في أي وظيفة طول حياتي، اشتغلت في التطوع لتنظيم أنشطة نادي يقدم أنشطة طلابية مختلفة، دورات حاسوب ودورات صناعات مختلفة، أنشطة ثقافية مختلفة ورحلات داخل وخارج الدولة، هذا العمل الوحيد في الماضي وقد كان تطوعاً بشكل غير رسمي، غير هذا لا أملك شهادات من أي نوع.
@أبو إياس: حاولت أن أبدأ عملاً تجارياً رسمياً بنفسي لكن التكلفة كبيرة وأكبر مما يمكنني تحمله ولا أستطيع تمويل المشروع بأي طريقة لأنه عمل شخصي لا مشروع تجاري كبير، أي Freelancer وليس شركة، رسمياً لكي أبدأ عملاً تجارياً علي إما دفع الكثير لإيجار مكتب أو مخالفة القانون والتلاعب عليه وتقديم عقد إيجار وهمي.
اذا أنت تستطيع الأتي :
1-أن تعمل مندوب مبيعات للكورسات
2-أن تعمل بجانبها كمندوب مبيعات للرحلات الدينية كالحج و الرحلات الترفيهية
3-أن تكون مندوب مبيعات للأماكن الرياضية كالنوادي و ملاهي الألعاب للأطفال
4-أن تعرض خدمات الرحلات لدور الحضانات و المدارس و الإشراف و التنسيق لها
يا ليتني لدي هذا الكم من المهارات المختلفة من التسويق و التنظيم و الاشراف علي الدورات التعليميةو الرحلات
لا تيأس و ادع الله فقد قال الله عز و جل :
( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاءوالله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم ( 268 ) يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب ( 269 ) )
هل توافق على العمل مع شركة و يدفع لك مقابل كل عمل بدلا من الراتب الشهري؟
@amor enew: لا مكان لليأس لدي، سأكتب مشتكياً من حين لآخر لكن لا يعني هذا يأسي، كثير مما أفعله في أمور حياتي لا أكتب عنه أو أتحدث عنه، أنا أبحث منذ وقت طويل ولم أتوقف ولا أنوي التوقف الآن، شكراً أخي :-)
@Toxic: إن كان بإمكاني إنجاز العمل فنعم، ليس لدي مشكلة في العمل بهذه الطريقة.
اخى سردال انت مبدع وذو خبرة فى مجالات كثيرة وانت ايضا من المحببين اليا منذ عام 2005 والى الابد ساقرا مدونة سردال بأذن الله ... اما بالنسبة للوظائف اصبحت تحتاج الى مواصفات وتعقيدات وشهادات مملة والهدف من ذلك هو فرض رأى صاحب العمل على افراد العمل واصبحت البطالة تنتشر بمعدلات عالية جدا ومرتفعة .. والله المستعان
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.