في صحيفة الإمارات اليوم قرأت خبراً عن تساهل الآباء وكيف يزيد الوفيات بين الشباب وعند التعليقات بحثت عن أول تعليق يطالب برفع سن الحصول على رخصة القيادة ووجدته بسرعة، في أي خبر عن الحوادث وخطر التهور عند قيادة السيارة لا بد أن يظهر على الأقل تعليق واحد يطالب برفع سن الحصول على رخصة قيادة، كأن التهور مرتبط بالسن فمن هو فوق العشرين أكثر حكمة ممن هو دون العشرين، أليس كذلك؟
بالطبع لا، هناك أطفال حكماء وكبار بعقول أطفال والحلول السهلة يمكن للجميع تقديمها في تعليقات الإنترنت.
ليكن سن الحصول على رخصة القيادة 16 عاماً بدلاً من 18، بل وليبدأ تدرب الطفل أو المراهق على قيادة السيارة وهو في سن 14 عاماً، دعونا لا نلم السيارات والتزويد* لأن السائق هو المسؤول الأول والأخير عن الحفاظ على سلامته وسلامة الآخرين ممن يركبون السيارة معه أو من راكبي السيارات الأخرى ومستخدمي الطريق، دعونا كذلك لا نتوهم أن رفع سن الحصول على رخصة قيادة سيكون حلاً أو حتى حل جزئي لأنه ليس بحل وهو سيزيد تعقيد الحياة على كثير من الناس لأن بلادنا مصممة للسيارات فكيف سيذهب للعمل أو الجامعة من ليس لديه سيارة؟ النقل العام ليس جاهزاً بعد ليكون بديلاً لامتلاك السيارة.
* بمعنى إضافة قطع لمحرك السيارة لرفع قوته وسرعة السيارة، يمكن لمحرك عادي من أربع أسطوانات أن يصبح وحشاً بقوة 400 حصان بإضافة وتغيير بعض القطع.
بعض الدول الأوروبية توفر تدريباً مبكراً لقيادة السيارة وتعطي رخصة قيادة لمن هم في السادسة عشر من العمر بشرط قيادة سيارات صغيرة مخصصة للمدن، وبعضهم يرفع السن إلى 17 كما في حالة بريطانيا، والسيارات الصغيرة هي بالفعل صغيرة ولا يمكنها أن تسير بسرعة أكبر من 40 أو 50 كيلومتراً وبعضها يصل إلى 60 كيلومتراً، سيارات مثل Aixam وLigier تعتبر دراجات نارية بسبب وزنها الصغير ومحركاتها التي قد تأتي بحجم نصف لتر وقوة 20 حصاناً.
الوعي لا يكون بمنع الناس عن القيادة لمدة أطول بل بتعليمهم القيادة الصحيحة مبكراً، وهذا ما يحدث في دول عديدة، ثم اختبار قيادة السيارة يجب أن يكون متشدداً كما كان في الماضي، أتذكر كيف يتحدث البعض عن العديد من محاولات الحصول على رخصة دون فائدة وكان الناس يشتكون أن الاختبار متشدد أكثر من اللازم والآن أجد الشكوى تذهب في الاتجاه المعاكس: الاختبار أسهل من اللازم.
ثقافة قيادة السيارات لدينا تحتاج إعادة نظر والأمر لا يتعلق بالشباب والمراهقين وحدهم بل بكل الناس، بلادنا تستضيف أناساً من كل الجنسيات وما يحدث في الطريق من طيش وتهور وأخطاء يمارسها الجميع كباراً وصغاراً مواطنين ومقيمين فدعونا لا نلقي اللوم على فئة واحدة أو شيء واحد.
خذ على سبيل المثال تحديد السرعة على الطرق، 60 في المدينة وبعض الطرق 80، و120 خارج المدينة، إن كنت تقود سيارة فجرب أن تلتزم بهذه السرعات وانظر كيف سيتجاوزك الجميع حتى تلك الشاحنة التي يفترض بها أن تسير ببطء وتلك الحافلة التي يظن سائقها أنه في لعبة فيديو وعليه توصيل بضاعته - الركاب - في أسرع وقت وكل السيارات الأخرى التي يظن أصحابها أن تجاوز السرعة المحددة بإضافة 20 كيلومتراً أخرى لا مشكلة فيه لأن الرادار يسمح بذلك.
عندما يسمح الرادار بتجاوز السرعة المحددة ببضع كيلومترات فهذا ما أجده صحيحاً، إن كانت السرعة 60 فلا داعي لمعاقبة من سار على سرعة 62 أو 63، لأن الناس لا يمكنهم الانتباه دائماً على مقياس السرعة ولأن مقياس السرعة في كثير من السيارات ليس دقيقاً تماماً فقد يعطي سرعة أقل أو أكثر من السرعة الفعلية، أما أن يسمح الرادار لسرعة 80 كيلومتراً في طريق سرعته 60 كيلومتراً فهذا غير منطقي، ما فائدة تحديد السرعة؟
غير ذلك تجاوز السيارات من اليمين، والانعطاف أمام سيارات أخرى في حال أراد السائق أن يلحق بمنعطف لم ينتبه له إلا في آخر لحظة، القيادة خلف سيارة أخرى وعدم ترك مسافة كافية، إزعاج السائقين الآخرين عندما لا يسرعون أكثر ولا يفسحون الطريق لأي سبب، التهور بأشكاله، تغيير المسار دون وضع إشارة، السرعة الجنونية، كل هذا وغيره مظاهر لثقافة قيادة أنانية، كل سائق يهتم بنفسه ولا يهتم بالآخرين، كل سائق يظن أنه وحده الذي يعرف كيف يقود والبقية مجانين على الطريق.
كنت في الماضي أتكاسل عن استخراج رخصة قيادة والآن أجد أنني لا أرغب بها، أذكر كيف وافقني سائق سيارة أجرة، قلت له "الناس متهورون في الطرق" فهز رأسه موافقاً وبدأ سلسلة قصص عن التهور، ما لاحظته أن كثيراً من السائقين يتحدثون عن تهور الآخرين ونادراً ما أسمع أحدهم يقول بأنه يتهور أو يرتكب خطأ.
هناك حلول كثيرة وليس من بينها تأخير سن الحصول على رخصة القيادة:
بالطبع لا، هناك أطفال حكماء وكبار بعقول أطفال والحلول السهلة يمكن للجميع تقديمها في تعليقات الإنترنت.
ليكن سن الحصول على رخصة القيادة 16 عاماً بدلاً من 18، بل وليبدأ تدرب الطفل أو المراهق على قيادة السيارة وهو في سن 14 عاماً، دعونا لا نلم السيارات والتزويد* لأن السائق هو المسؤول الأول والأخير عن الحفاظ على سلامته وسلامة الآخرين ممن يركبون السيارة معه أو من راكبي السيارات الأخرى ومستخدمي الطريق، دعونا كذلك لا نتوهم أن رفع سن الحصول على رخصة قيادة سيكون حلاً أو حتى حل جزئي لأنه ليس بحل وهو سيزيد تعقيد الحياة على كثير من الناس لأن بلادنا مصممة للسيارات فكيف سيذهب للعمل أو الجامعة من ليس لديه سيارة؟ النقل العام ليس جاهزاً بعد ليكون بديلاً لامتلاك السيارة.
* بمعنى إضافة قطع لمحرك السيارة لرفع قوته وسرعة السيارة، يمكن لمحرك عادي من أربع أسطوانات أن يصبح وحشاً بقوة 400 حصان بإضافة وتغيير بعض القطع.
بعض الدول الأوروبية توفر تدريباً مبكراً لقيادة السيارة وتعطي رخصة قيادة لمن هم في السادسة عشر من العمر بشرط قيادة سيارات صغيرة مخصصة للمدن، وبعضهم يرفع السن إلى 17 كما في حالة بريطانيا، والسيارات الصغيرة هي بالفعل صغيرة ولا يمكنها أن تسير بسرعة أكبر من 40 أو 50 كيلومتراً وبعضها يصل إلى 60 كيلومتراً، سيارات مثل Aixam وLigier تعتبر دراجات نارية بسبب وزنها الصغير ومحركاتها التي قد تأتي بحجم نصف لتر وقوة 20 حصاناً.
الوعي لا يكون بمنع الناس عن القيادة لمدة أطول بل بتعليمهم القيادة الصحيحة مبكراً، وهذا ما يحدث في دول عديدة، ثم اختبار قيادة السيارة يجب أن يكون متشدداً كما كان في الماضي، أتذكر كيف يتحدث البعض عن العديد من محاولات الحصول على رخصة دون فائدة وكان الناس يشتكون أن الاختبار متشدد أكثر من اللازم والآن أجد الشكوى تذهب في الاتجاه المعاكس: الاختبار أسهل من اللازم.
ثقافة قيادة السيارات لدينا تحتاج إعادة نظر والأمر لا يتعلق بالشباب والمراهقين وحدهم بل بكل الناس، بلادنا تستضيف أناساً من كل الجنسيات وما يحدث في الطريق من طيش وتهور وأخطاء يمارسها الجميع كباراً وصغاراً مواطنين ومقيمين فدعونا لا نلقي اللوم على فئة واحدة أو شيء واحد.
خذ على سبيل المثال تحديد السرعة على الطرق، 60 في المدينة وبعض الطرق 80، و120 خارج المدينة، إن كنت تقود سيارة فجرب أن تلتزم بهذه السرعات وانظر كيف سيتجاوزك الجميع حتى تلك الشاحنة التي يفترض بها أن تسير ببطء وتلك الحافلة التي يظن سائقها أنه في لعبة فيديو وعليه توصيل بضاعته - الركاب - في أسرع وقت وكل السيارات الأخرى التي يظن أصحابها أن تجاوز السرعة المحددة بإضافة 20 كيلومتراً أخرى لا مشكلة فيه لأن الرادار يسمح بذلك.
عندما يسمح الرادار بتجاوز السرعة المحددة ببضع كيلومترات فهذا ما أجده صحيحاً، إن كانت السرعة 60 فلا داعي لمعاقبة من سار على سرعة 62 أو 63، لأن الناس لا يمكنهم الانتباه دائماً على مقياس السرعة ولأن مقياس السرعة في كثير من السيارات ليس دقيقاً تماماً فقد يعطي سرعة أقل أو أكثر من السرعة الفعلية، أما أن يسمح الرادار لسرعة 80 كيلومتراً في طريق سرعته 60 كيلومتراً فهذا غير منطقي، ما فائدة تحديد السرعة؟
غير ذلك تجاوز السيارات من اليمين، والانعطاف أمام سيارات أخرى في حال أراد السائق أن يلحق بمنعطف لم ينتبه له إلا في آخر لحظة، القيادة خلف سيارة أخرى وعدم ترك مسافة كافية، إزعاج السائقين الآخرين عندما لا يسرعون أكثر ولا يفسحون الطريق لأي سبب، التهور بأشكاله، تغيير المسار دون وضع إشارة، السرعة الجنونية، كل هذا وغيره مظاهر لثقافة قيادة أنانية، كل سائق يهتم بنفسه ولا يهتم بالآخرين، كل سائق يظن أنه وحده الذي يعرف كيف يقود والبقية مجانين على الطريق.
كنت في الماضي أتكاسل عن استخراج رخصة قيادة والآن أجد أنني لا أرغب بها، أذكر كيف وافقني سائق سيارة أجرة، قلت له "الناس متهورون في الطرق" فهز رأسه موافقاً وبدأ سلسلة قصص عن التهور، ما لاحظته أن كثيراً من السائقين يتحدثون عن تهور الآخرين ونادراً ما أسمع أحدهم يقول بأنه يتهور أو يرتكب خطأ.
هناك حلول كثيرة وليس من بينها تأخير سن الحصول على رخصة القيادة:
- إعادة تصميم المدن، هذا حل جذري وطويل الأمد، صمموا المدن لكي لا يحتاج الناس لسيارات وستنخفض الحوادث.
- تحسين المواصلات العامة بحيث لا يحتاج كثير من الناس لشراء سيارة.
- تعليم المراهقين وتوعيتهم مبكراً، لنبدأ من سن 14 عاماً.
- الحصول على رخصة قيادة أولية تسمح بسرعة لا تزيد عن 60 في المدن و120 خارجها وتستمر لعامين ولا يسمح له بقيادة سيارات كبيرة أو قوية، إذا خالف القوانين مالك الرخصة تضاف مدة لهذه الرخصة وإذا كانت المخالفة خطيرة تسحب منه.
- امتحانات الحصول على رخصة القيادة يجب أن تكون مشددة وصعبة لكي لا يحصل على الرخصة إلا من يستحقها.
- تشديد العقوبات على المتهورين، وضع مزيد من الرادارات ليس حلاً لأنه عقوبة جماعية حتى على من لم يتهور، عاقبوا المتهورين بمصادرة سياراتهم ومنعهم من القيادة لعام أو عامين أو حتى منعهم كلياً حتى يصدر عفو عنهم.
- ليمارس الإعلام دوره، أظن أن الإعلام كان يمارس التوعية المرورية في الماضي أكثر من اليوم.
4 تعليقات:
السيارات الصغيرة عملية و موفرة للوقود
هل تعرف المزيد عن السيارات التي يمكن استيرادها بهذه المواصفات؟
@Toxic: بحثت قليلاً ووجدت العديد من المواقع الأوروبية، للأسف أكثرها إن لم يكن كلها بلغات غير الإنجليزية وبالتالي لا أستطيع فهم أي شيء من الموقع، أما عن الاستيراد فكما فهمت أسعار هذه السيارات ليست رخيصة كفاية ومع تكلفة الاستيراد تصبح أسعارها قريبة أو مثل أسعار سيارات متوفرة في الأسواق وإن كانت أكبر حجماً.
شخصياً أتمنى رؤية مثل هذه السيارات في أسواقنا، قرأت عن واحدة تستطيع السير 400 ميل بخزان وقود واحد صغير، هذا يعني 643 كيلومتراً بخزان واحد، مسافة كبيرة.
تكلفة الشراء مقاربة لكن الفرق هو استهلاك الوقود مع نقطة سلبية ان هذه السيارات لا تحتوي على مكيف بارد بل مدفاة.
@Toxic: معك حق، المفترض أن نفكر في التكلفة الكلية لامتلاك السيارة وليس فقط سعر شرائها، أما المدفئة فلأنهم يصممون سياراتهم للمناخ لديهم، ربما مع استيرادها يمكنهم وضع مكيف.
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.