في موضوع قبل جمعة الانقطاع طرح أحد المعلقين سؤالين حول ما أتابع من المواقع وعن كيف أجمع المعرفة وأكتب عنها، وهذه محاولة للإجابة.
الاستمرارية والمثابرة والمحاولة الدائمة، هذه الأشياء أهم من الذكاء والمهارة والحظ، الرياضي الجيد يتمرن كثيراً، صانع الأثاث المحترف لديه خبرة تراكمت في سنين طويلة، المتحدث المتقن تدرب كثيراً وأخطأ كثيراً في الماضي، ليس هناك أسرار، ليس هناك طرق مختصرة، من أراد الإتقان فعليه أن يبدأ الآن في الممارسة، سواء كنت تريد إتقان الكتابة أو إتقان طبخ كعكة فعليك أن تتعلم وتجرب وتخطأ.
شخصياً بدأت الكتابة والقراءة الجادة في نفس الوقت تقريباً وهذا في نهايات التسعينات، تقريباً في عام 1998 أو قبل ذلك - لا أذكر - بدأت بالكتابة في صفحة رأي الناس ثم انضممت لمنتدى سوالف للجميع في 1999 وفي 2003 بدأت مدونة سردال، طوال هذه السنوات كتبت الكثير وكثير مما كتبته لست راضياً عنه، لكن بدون الأخطاء لن أكتسب خبرة.
لذلك إن أردت أن تتقن الكتابة فابدأ الآن واكتب، يجب أن تكتب كل يوم ولو لخمس دقائق فقط، لاحظ أقول تكتب وليس تنشر، ليس كل ما تكتبه يجب أن تنشره، بل عليك أن تكون حازماً وتحذف بعض ما كتبته دون تردد، في الشبكة لديك وقت قبل أن تنشر أي شيء، وقت لكي تفكر في ما كتبت وتصحح الأخطاء وتعيد كتابة بعض أجزاء الموضوع أو تعيد ترتيب فقراته، وفي أحيان قد تجد أن الحذف أفضل حل لأنك بحاجة لإعادة كتابة الموضوع من الصفر.
القراءة والكتابة تأتيان معاً ولا يمكن أن تكتب دون أن تقرأ، وقد كتب عن هذا الموضوع الكثير لذلك لن أتحدث إلا عن نقطة واحدة وهي تنوع القراءة، لدي عادة أن أقرأ عن كل شيء لا أعرفه أو أفهمه وهذا أمر حسن لكن له سلبيات أيضاً، أي كلمة أو مصطلح لا أفهمه أبحث عنه ولأنني لا أعرف ما الذي سأجده لا يمكنني أن أعرف مسبقاً إن كان ما سأتعلمه يستحق أن أتعلمه أو أتجنبه، قرأت وتعلمت أشياء أتمنى أنني لم أتعلمها وهذا قليل من الكثير الذي أجده مفيداً أو مسلياً.
التوسع في معرفة أشياء كثيرة يعطيك صورة وفهماً أكبر للأشياء من حولك، العالم الذي نعيش فيه لا يفصل بين الأشياء بل أشياء كثيرة ترتبط بأشياء كثيرة، أنظر حولك لأي شيء ويمكنك أن تجد من خلاله علاقات لعشرات الأشياء.
فمثلاً أي منتج تشتريه مر بمراحل عديدة قبل أن يصلك، فقد كان مادة استخرجت من الأرض، إن كان مصنوعاً من الخشب فهو مقطوع من غابة ما تبعد عنك آلاف الأميال، إن كان معدناً فهو مستخرج من منجم ما وربما هذا المنجم يلوث البيئة ويدمر جبلاً ولعل حكومة ما طردت مجموعة من سكان قرية لتعطي شركة ما الحق في إدارة هذا المنجم، هذه المواد الخام تذهب إلى مصانع لتشكلها وتصبح مواد تنفع في تصنيع شيء، تجمع هذه المواد في مصنع ما وتصبح منتجاً يشحن بسفن الشحن الكبيرة إلى موانئ كثيرة حول العالم، من الميناء تحمل شاحنة ما حاوية وتذهب بها إلى مستودع لشركة بيع بالجملة والتي بدورها توزع المنتج على شركات بيع بالتجزئة التي تخزن المنتجات في مخازن مختلفة وتشحنها لمحلاتها وهناك يجتهد الموظفون في إخراج المنتجات وصفها على الرفوف فتأتي أنت لتشتري واحداً منها.
هذه الرحلة بصورتها المختصرة أعلاه تحوي ما يكفي من القضايا والأفكار والمراحل التي كتب عنها الكثير ولا زال يكتب عنها الكثير، بإمكانك أن تنظر للأشياء ببساطة وتعزلها عن كل شيء، فمثلاً لو كان لديك هاتف فهو ببساطة هاتف، مجرد أداة لا أكثر، يمكنك ألا تفكر بمراحل تصنيعه وعندما تتخلص منه يمكنك ألا تفكر بما سيحدث له أو بأثره على البيئة، لكن إن كنت شخصاً تقرأ وإن كنت تعتبر نفسك كاتباً فلا مجال لعدم التفكير هنا، عليك أن تتحمل المسؤولية وأدناها أن تفكر بالصورة العامة الكبيرة للأشياء وتفهم تفاصيلها وتفهم أن لكل شيء أثر إيجابي وسلبي ووظيفتك أن تفهم الأمور بخيرها وشرها ثم تكتب عن فهمك لها.
هذا ما يمكنك أن تفعله سواء كنت تكتب عن التقنية أو عن الطعام، سواء كنت تكتب عن أشياء صغيرة أو كبيرة.
أما البحث فهو أمر لا زلت أتعلمه ووجدت أن وسائل البحث التي يمارسها الآخرون لا تصلح لي، هناك من يبحث عن موضوع في المواقع والكتب ويأخذ ملخصات ويكتب ملاحظات ويجمع المصادر، بعد هذه المرحلة يبدأ في الكتابة، شخصياً لم أستطع فعل ذلك لأن البحث والكتابة كلاهما بالنسبة لي شيء واحد، أبحث عندما أكتب وأكتب عندما أبحث، عندما أكتب معلومة ولست متأكداً من صحتها أترك الكتابة وأبحث عنها حتى أتأكد وأعود للكتابة، هذا مضيعة للوقت لكنه الأسلوب الذي يناسبني وإن كنت أحاول تعويد نفسي على فصل البحث عن الكتابة بقدر الإمكان.
من ناحية أخرى قد أمارس البحث دون أن أكتب أي شيء، كثيراً ما أجد نفسي مهتماً بموضوع فاقرأ كل ما يمكنني عنه في الشبكة وربما أشتري كتاباً عنه وإن كان الموضوع مهماً قد أشتري مزيداً من الكتب وأشاهد محاضرات حوله، هذا الأمر يتكرر خلال أشهر وسنوات فتتراكم المعلومات وتزداد معرفتي بالموضوع وأعرف مواقع متخصصة في الموضوع أتابعها لفترة ثم أتوقف عندما أجد أن ما فيها يتكرر وأعرفه، أحفظ بعض روابط المواقع في وسائل مختلفة وأعود لها بين حين وآخر، وأحياناً أتذكر بعض المواقع التي لم أزرها منذ وقت طويل فأعود لها لأقرأ جديدها، لم أعد أتابع كثيراً من المواقع وأفضل الآن متابعة أفراد أو مواقع ترشح المحتويات فيعطوني المفيد من بحثهم في الشبكة.
مشكلة متابعة مواقع بعينها أن كثيراً من محتوياتها قد لا يهمك فتجد موضوعاً واحداً يهمك من بين عشرات المواضيع، لذلك ابحث عن مواقع ترشح لك المحتويات، مواقع تمارس البحث ومتابعة مواقع أخرى وتعطيك الخلاصة المفيدة منها، هذا أفضل من متابعة عشرات المواقع.
لعلي لم أجب عن كل شيء طلبه السائل لكن أتمنى أن يكون في ما كتبت فائدة.
الاستمرارية والمثابرة والمحاولة الدائمة، هذه الأشياء أهم من الذكاء والمهارة والحظ، الرياضي الجيد يتمرن كثيراً، صانع الأثاث المحترف لديه خبرة تراكمت في سنين طويلة، المتحدث المتقن تدرب كثيراً وأخطأ كثيراً في الماضي، ليس هناك أسرار، ليس هناك طرق مختصرة، من أراد الإتقان فعليه أن يبدأ الآن في الممارسة، سواء كنت تريد إتقان الكتابة أو إتقان طبخ كعكة فعليك أن تتعلم وتجرب وتخطأ.
شخصياً بدأت الكتابة والقراءة الجادة في نفس الوقت تقريباً وهذا في نهايات التسعينات، تقريباً في عام 1998 أو قبل ذلك - لا أذكر - بدأت بالكتابة في صفحة رأي الناس ثم انضممت لمنتدى سوالف للجميع في 1999 وفي 2003 بدأت مدونة سردال، طوال هذه السنوات كتبت الكثير وكثير مما كتبته لست راضياً عنه، لكن بدون الأخطاء لن أكتسب خبرة.
لذلك إن أردت أن تتقن الكتابة فابدأ الآن واكتب، يجب أن تكتب كل يوم ولو لخمس دقائق فقط، لاحظ أقول تكتب وليس تنشر، ليس كل ما تكتبه يجب أن تنشره، بل عليك أن تكون حازماً وتحذف بعض ما كتبته دون تردد، في الشبكة لديك وقت قبل أن تنشر أي شيء، وقت لكي تفكر في ما كتبت وتصحح الأخطاء وتعيد كتابة بعض أجزاء الموضوع أو تعيد ترتيب فقراته، وفي أحيان قد تجد أن الحذف أفضل حل لأنك بحاجة لإعادة كتابة الموضوع من الصفر.
القراءة والكتابة تأتيان معاً ولا يمكن أن تكتب دون أن تقرأ، وقد كتب عن هذا الموضوع الكثير لذلك لن أتحدث إلا عن نقطة واحدة وهي تنوع القراءة، لدي عادة أن أقرأ عن كل شيء لا أعرفه أو أفهمه وهذا أمر حسن لكن له سلبيات أيضاً، أي كلمة أو مصطلح لا أفهمه أبحث عنه ولأنني لا أعرف ما الذي سأجده لا يمكنني أن أعرف مسبقاً إن كان ما سأتعلمه يستحق أن أتعلمه أو أتجنبه، قرأت وتعلمت أشياء أتمنى أنني لم أتعلمها وهذا قليل من الكثير الذي أجده مفيداً أو مسلياً.
التوسع في معرفة أشياء كثيرة يعطيك صورة وفهماً أكبر للأشياء من حولك، العالم الذي نعيش فيه لا يفصل بين الأشياء بل أشياء كثيرة ترتبط بأشياء كثيرة، أنظر حولك لأي شيء ويمكنك أن تجد من خلاله علاقات لعشرات الأشياء.
فمثلاً أي منتج تشتريه مر بمراحل عديدة قبل أن يصلك، فقد كان مادة استخرجت من الأرض، إن كان مصنوعاً من الخشب فهو مقطوع من غابة ما تبعد عنك آلاف الأميال، إن كان معدناً فهو مستخرج من منجم ما وربما هذا المنجم يلوث البيئة ويدمر جبلاً ولعل حكومة ما طردت مجموعة من سكان قرية لتعطي شركة ما الحق في إدارة هذا المنجم، هذه المواد الخام تذهب إلى مصانع لتشكلها وتصبح مواد تنفع في تصنيع شيء، تجمع هذه المواد في مصنع ما وتصبح منتجاً يشحن بسفن الشحن الكبيرة إلى موانئ كثيرة حول العالم، من الميناء تحمل شاحنة ما حاوية وتذهب بها إلى مستودع لشركة بيع بالجملة والتي بدورها توزع المنتج على شركات بيع بالتجزئة التي تخزن المنتجات في مخازن مختلفة وتشحنها لمحلاتها وهناك يجتهد الموظفون في إخراج المنتجات وصفها على الرفوف فتأتي أنت لتشتري واحداً منها.
هذه الرحلة بصورتها المختصرة أعلاه تحوي ما يكفي من القضايا والأفكار والمراحل التي كتب عنها الكثير ولا زال يكتب عنها الكثير، بإمكانك أن تنظر للأشياء ببساطة وتعزلها عن كل شيء، فمثلاً لو كان لديك هاتف فهو ببساطة هاتف، مجرد أداة لا أكثر، يمكنك ألا تفكر بمراحل تصنيعه وعندما تتخلص منه يمكنك ألا تفكر بما سيحدث له أو بأثره على البيئة، لكن إن كنت شخصاً تقرأ وإن كنت تعتبر نفسك كاتباً فلا مجال لعدم التفكير هنا، عليك أن تتحمل المسؤولية وأدناها أن تفكر بالصورة العامة الكبيرة للأشياء وتفهم تفاصيلها وتفهم أن لكل شيء أثر إيجابي وسلبي ووظيفتك أن تفهم الأمور بخيرها وشرها ثم تكتب عن فهمك لها.
هذا ما يمكنك أن تفعله سواء كنت تكتب عن التقنية أو عن الطعام، سواء كنت تكتب عن أشياء صغيرة أو كبيرة.
أما البحث فهو أمر لا زلت أتعلمه ووجدت أن وسائل البحث التي يمارسها الآخرون لا تصلح لي، هناك من يبحث عن موضوع في المواقع والكتب ويأخذ ملخصات ويكتب ملاحظات ويجمع المصادر، بعد هذه المرحلة يبدأ في الكتابة، شخصياً لم أستطع فعل ذلك لأن البحث والكتابة كلاهما بالنسبة لي شيء واحد، أبحث عندما أكتب وأكتب عندما أبحث، عندما أكتب معلومة ولست متأكداً من صحتها أترك الكتابة وأبحث عنها حتى أتأكد وأعود للكتابة، هذا مضيعة للوقت لكنه الأسلوب الذي يناسبني وإن كنت أحاول تعويد نفسي على فصل البحث عن الكتابة بقدر الإمكان.
من ناحية أخرى قد أمارس البحث دون أن أكتب أي شيء، كثيراً ما أجد نفسي مهتماً بموضوع فاقرأ كل ما يمكنني عنه في الشبكة وربما أشتري كتاباً عنه وإن كان الموضوع مهماً قد أشتري مزيداً من الكتب وأشاهد محاضرات حوله، هذا الأمر يتكرر خلال أشهر وسنوات فتتراكم المعلومات وتزداد معرفتي بالموضوع وأعرف مواقع متخصصة في الموضوع أتابعها لفترة ثم أتوقف عندما أجد أن ما فيها يتكرر وأعرفه، أحفظ بعض روابط المواقع في وسائل مختلفة وأعود لها بين حين وآخر، وأحياناً أتذكر بعض المواقع التي لم أزرها منذ وقت طويل فأعود لها لأقرأ جديدها، لم أعد أتابع كثيراً من المواقع وأفضل الآن متابعة أفراد أو مواقع ترشح المحتويات فيعطوني المفيد من بحثهم في الشبكة.
مشكلة متابعة مواقع بعينها أن كثيراً من محتوياتها قد لا يهمك فتجد موضوعاً واحداً يهمك من بين عشرات المواضيع، لذلك ابحث عن مواقع ترشح لك المحتويات، مواقع تمارس البحث ومتابعة مواقع أخرى وتعطيك الخلاصة المفيدة منها، هذا أفضل من متابعة عشرات المواقع.
لعلي لم أجب عن كل شيء طلبه السائل لكن أتمنى أن يكون في ما كتبت فائدة.
7 تعليقات:
ساقترح عليك استبدال افكار تويتر بالبرودكاست،اي تنشر فيديو تتحدث فيه عن مجموعة من النقاط،لا ان يكون طويلا و لكن دقائق معدودة تطرح فيها بعض النقاط بشكل مختصر.
مجهود طيب.. آمل أن تسهب في هذا الموضوع أكثر ..سيكون حافز كبير لنا
@Toxic: صوتي وشخصيتي يصلحان فقط لإرعاب الناس :-) أفضل الكتابة على الفيديو، شكراً على اقتراحك.
@بشير: ساعدني، ما الذي يمكن أن أتحدث عنه؟ هل هناك نقاط معينة تريد معرفتها؟
جميل جدا طريقة عرض الموضوع .. فأنا كنت أكتب وأنشر أي شيء ثم أخذت أعمل لنفسي كنترول .. وركزت على كتابة القصة القصيرة جدا (الأقصوصة) .. لووجدت نفسي أكاد أن أبرع فيها مع بعض التحفظ على البعض فهي مجرد محاولات لمبتدأه .. المهم أن كلامك صحيح وواقعي تحياتي
@كريمة سندي: شكراً، مهما كان ما يكتبه الواحد منا، المهم أن يكتب ويستمر، الاستمرارية مهمة هنا، بدونها لا تكتسب الخبرة ولا نقدم فائدة للآخرين.
قد نحتاج إلى بعض القواعد أثناء الكتابة مع الخبرة للحصول على نتيجة أفضل مثلا (الاعتماد على الجمل القصيرة, تقسيم المقالة إلى مقدمة ومتن وخلاصة..الخ)هذا ما قد تساعدنا بمعرفته..شكرا
@بشير: سأرى ماذا يمكن أن أفعل، شكراً.
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.