الاثنين، 7 مايو 2012

فكرة: خدمة معلومات مملة!

بحثت عن القوانين المتعلقة بالدراجات الهوائية فلم أجد، سألت بعض الأشخاص فلم أجد جواباً شافياً، الاتصال الهاتفي لم يأتي بنتيجة، تكرر الأمر عندما حاولت معرفة بعض القوانين المتعلقة ببناء المنازل، في بعض الأحيان لا أعرف أين أجد معلومات متعلقة بإنهاء معاملة حكومية وبعض المواقع الحكومية لا توفر معلومات كافية ولا بد من الاتصال الهاتفي بالمؤسسة وهذا يأخذ وقتاً وفي بعض الأحيان لا أجد إجابة كافية فأضطر للذهاب إلى المؤسسة لكي أسأل وأبحث هناك.

هناك مشكلة يمكن تلخيصها كالتالي: الوصول للمعلومات صعب ويحتاج لوقت.

ما أعنيه بالمعلومات هنا أشياء مثل القوانين، ما تحتاجه المعاملات الحكومية لإنجازها، الفعاليات والأنشطة المحلية، فرص التطوع في المؤسسات الحكومية ومؤسسات النفع العام، فرص العمل وغير ذلك من المعلومات.

كل هذه المعلومات يمكن أن تجدها بطريقة أو بأخرى لكن مصادر المعلومات الحالية تعاني من سلبيات:
  • صعوبة الوصول للمعلومات، قد تكون متوفرة في موقع ما لكن بسبب تصميم الموقع وتنظيم معلوماته قد لا تجدها، قد تحتاج للاتصال بمؤسسة لكي تجد هذه المعلومات وهنا ستنفق بعض الوقت أو كثيراً منه بحسب اهتمام المؤسسة وقد تضطر للذهاب إلى المؤسسة نفسها لكي تحصل على ما تريد.
  • صعوبة الحصول على معلومات كافية في مكان واحد، قد تجد ما تريد لكن في مصادر مختلفة.
  • عدم وجود معلومات محلية كافية، الصحف ونشرات الأخبار في التلفاز وفي الإذاعات تنشر أخباراً محلية لكنها في رأيي غير كافية وسأشرح ذلك لاحقاً.
  • عدم عرض المعلومات بأسلوب سهل بسيط، خذ على سبيل المثال القوانين، يمكن عرضها كما هي ويمكن تلخيصها إلى نقاط مختصرة وواضحة.
هذه السلبيات تجعلني أرى أننا بحاجة لخدمة معلومات جديدة، خدمة تبسطة عملية الوصول للمعلومات فلا يحتاج المرء إلى وقت طويل للبحث عنها، خدمة تبسط عملية الوصول للمعلومات وتضع واجهة واحدة لكل أنواع المعلومات، هذه الخدمة مهمة لأن الوصول للكثير من المعلومات هو حق لأي شخص خصوصاً في ما يتعلق بالقوانين، كيف يمكن للمرء أن يمارس حياته وهو لا يعرف قوانين البلد الذي يعيش فيه؟ الأهم من ذلك أن المجتمع الواعي يحتاج للمعلومات وكلما كانت المعلومات في متناول اليد كان ذلك في صالح المجتمع وأفراده.

أقول خدمة معلومات لأنها يجب ألا تكون موقعاً فقط بل مصدر معلومات يمكن مشاهدتها بطرق مختلفة، من خلال تطبيقات الهواتف مثلاً، التلفاز، أي جهاز إلكتروني لعرض المعلومات، ويمكن أن تصدر كدليل ورقي أو تكون صحيفة أسبوعية، ويمكن لها أن تكون مصدر معلومات لوسائل الإعلام المختلفة.

من الضروري أن تكون الخدمة بسيطة بقدر الإمكان وسريعة بقدر الإمكان، هذه خدمة يجب أن تستخدم بسرعة بحيث لا يحتاج المرء لقضاء وقت طويل في استخدامها بل يزور الموقع أو يستخدم تطبيق الهاتف ويأخذ ما يريده بسرعة ثم يغلق الموقع أو التطبيق، ليس الهدف من الخدمة أن تكون جذابة أو تحاول أن تبقي المستخدم في الموقع لأطول مدة ممكنة بل على العكس، يجب أن يكون الهدف أن يقضي المستخدم أقل وقت ممكن للحصول على ما يريد، هذا ضروري مثلاً إن كان المستخدم يبحث عن رقم الإسعاف أو الصيدليات المناوبة أو يجهز أوراقه لإنجاز معاملة، لا يمكنني أن أشدد كفاية على أهمية الكفاءة والسرعة هنا.

المعلومات يجب أن تكون قصيرة بقدر الإمكان فلا مكان لأي كلمة زائدة عن الحاجة، لا داعي للمقدمات الطويلة والترحيب الممل ومحاولة التعريف بالخدمة في فقرات طويلة، قد يكون من الضروري شرح كيفية استخدام الخدمة من خلال صفحة خاصة بسيطة ومختصرة، ربما مقطع فيديو من دقيقة واحدة يمكنه أن يشرح كيفية الاستفادة من الموقع، المهم عدم الإطالة.

نقطة أخرى مهمة، من الضروري أن تحوي الخدمة الحقائق فقط، إن كان هناك خبر فلا بد من عرض الخبر كما هو دون إبداء أي رأي ولا بد من عرض الخبر باختصار فالخدمة ليست صحيفة أو نشرة إخبارية، لذلك من الضروري أيضاً عدم نشر أي خبر ما لم يكن له علاقة مباشرة بالناس، الأخبار العالمية مثلاً ليست ضرورية، أخبار الجرائم والحوادث ليست مهمة، خبر حول قانون جديد للسير والمرور سيكون مهماً لأنه سيؤثر على الناس، افتتاح حديقة جديدة أو تنظيم نشاط ما كمحاضرة أو معرض سيكون خبراً مهماً لأن بعض الناس سيهتمون به.

في حال وجود أقسام للرأي والتسلية يجب فصلها كلياً عن قسم الأخبار والمعلومات، قسم الآراء قد يكون ضرورياً لتقديم محتويات مفيدة أكثر مثل تغطية فعاليات محلية، تقييم مطعم أو خدمة متجر ما، الحديث عن وجود مشكلة في قسم ما من المدينة متعلق بالطرق أو المواقف أو غير ذلك، هذا النوع من المحتويات سيضيف قيمة للخدمة لكن من الضروري فصله بشكل واضح ليعرف المستخدم أن هذه المحتويات هي آراء خاصة بمقدمي الخدمة.

ما هي المعلومات التي يمكن للخدمة تقديمها؟

  • حالة الطقس مع التشديد على عرض التحذيرات في حال وجودها كالتحذير من القيادة في الطرق الخارجية لانعدام الرؤيا بسبب الضباب مثلاً، أو التحذير من الخروج للبحر لارتفاع الموج وغير ذلك.
  • معلومات التوعية وسبق أن تحدثت عن ذلك.
  • فرص العمل.
  • فرص التطوع في المؤسسات الحكومية والمؤسسات التطوعية.
  • معلومات المعاملات الحكومية.
  • القوانين لكن يجب أن تشرح بشكل مبسط بدلاً من عرضها كما هي.
  •  أخبار محلية، أنشطة وفعاليات، مناسبات اجتماعية كالزفاف والعزاء.
  • نتائج الرياضة.
  • جدول برامج التلفاز والإذاعة.
  • هواتف الشرطة، الطوارئ، الإسعاف.
  • الصيدليات المناوبة.
  • خرائط محلية.

كيف يمكن أن تجني الخدمة الأرباح؟

يمكن للخدمة أن تكون مثل ويكيبيديا فتقدم المعلومات مجاناً وتحافظ على استقلاليتها بالاعتماد على التبرعات،  ويمكنها أن تكون تجارية فتحاول كسب المال لتغطية نفقات تشغيلها من خلال الوسائل المتاحة، شخصياً أجد أن الإعلانات لن تكون وسيلة مناسبة لجني الأرباح، يمكن للخدمة أن تتفق مع الشركات المحلية فتقدم عروضاً خاصة وحصرية فعلاً من خلال الخدمة، تصور مثلاً شركة طيران تقدم عرض تذاكر سفر بسعر رخيص من خلال الخدمة وبعدد محدود ويمكن للمستخدم حجز التذكرة من خلال الخدمة ويحصل على قسيمة رقمية خاصة به يعرضها لشركة الطيران عند شراء التذكرة فيحصل على الخصم وتحصل الخدمة على نسبة من الربح، يمكن تكرار الأمر مع شركات أخرى وخصوصاً المطاعم ومحلات الزينة والعطور والملابس والهواتف.

قبل أن أختم

فكرة الخدمة تبدو مملة وغير مثيرة للحماس لكنها في رأيي ضرورية ومفيدة، أعرضها هنا بدلاً من إبقائها في دفاتري على أمل أن يطبقها أي شخص في أي بلد، أن تكون المعلومات المهمة متوفرة بشكل مبسط وسريع يعني أن توفر كثيراً من الوقت والجهد على الناس وهذا سيكون في صالح أي مجتمع.

4 تعليقات:

عزوز الحسني يقول...

السلام عليكم، فعلاً المعلومات مهمة والوصول إليها صعب رغم من ضخامة المعلومات على الويب، من العجيب أني عملت في جهة حكومية عملت برنامج سمي "دليل الإجراءات" على موقها، احتوت على الكثير من القوانين والأنظمة في بلادنا، بعد فترة وجهت شكوى انتهاك حقوق فكرية للجهة مما جعلها تختصر الدليل إلى إجراءات الجهة فقط.

A.K. AlSuwaidi يقول...

مصابة بالصداع ولا قدرة لي على التركيز.. الفكرة مهمة.. و لا أعرف إذا كان العنوان جعلني أتململ أم أن التدوينة طويلة..

كنت أحاول أن أقرأها بأسرع من السرعة.. "خرائط محلية" أعادت إلي وعيي.. نحتاج إلى شيء من هذا.. أتعلم أن جميع مدرسات اللغة الألمانية يتحدثن معي عن مسميات وأرقام لشوارع لا أعرف من أين أتو بها.. ولا أدرك عن ماذا يتحدث كأنني أنا الغريبة..

ربما أضيف صفحة لخريطة محلية في جريدتي المستقبلية.. أركز فيها على مسميات الشوارع وأهم المعالم فيها.. أوه والطرق -المغلقة للتعديل- والطرق المزدحمة وكيفية إيجاد مخارج جانبية ^.^

اليازية خليفة

Bassem يقول...

لقد عانيت من نفس الموضوع مع الهيئة المواصلات والبنوك، لا يوجد إرشادات كاملة تسهل معاملاتك، وحتى الموظفين أنفسهم لا يعطونك كل المعلومات. وحتى مواقع الطقس والتحذيرات والمعلومات العامة متفرقة، ومنها لا يوجد بالعربية حتى.

أرى أن موقعا تشاركيا، مبني على جهود المجتمع هو ما نحتاجه، كل شخص يكتب تجربته وما هي الخطوات التي قام بها.

يوسف محمود يقول...

معك كل الحق، قبل أيام جربت أن أبحث عن معلومات لأحد الجهات.. وحتى الآن لم أجدها :(

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.