الاثنين، 2 أبريل 2012

من معرض الكتاب

كنت أفكر في معرض الكتاب صباح اليوم وكيف أنه في يومه الأخير وليس لدي اهتمام للذهاب هناك، والآن أشعر بالألم في قدمي وجيبي يشتكي من الإنفاق على الكتب، بدأ الأمر باتصال هاتفي من الأخ أسامة يسألني إن كنت أرغب في الذهاب إلى المعرض فوافقت، لم أحمل معي مالاً لأنني لا أرغب أو أنوي شراء شيء، وصلنا المعرض في الساعة الحادية عشر والنصف تقريباً ولم يكن مزدحماً، كررت هذه الملاحظة مرات عدة لأنني أستغرب حقاً كيف يكون المعرض غير مزدحم في الصباح كما كان في الماضي عندما كانت المدارس تأتي بالطلاب إلى المعرض، على إزعاجهم والفوضى التي يحدثونها إلا أن وجودهم أراه جزء مهماً من أهداف معرض الكتاب.

تجولنا بين الناشرين وبين حين وآخر أجد ما يلفت انتباهي ويثير الرعب في جيبي الفارغ، رأيت مجموعة من الكتب العلمية المفيدة للصغار والكبار من إصدار مؤسسة الكويت للتقدم العلمي - الموقع لا يعمل حالياً - وأخبرتني الأخت التي تعمل في قسم المؤسسة أنهم باعوا مجموعة كبيرة منها وأنا لا أرى إلا المتبقي فقط، لذلك إن كنت في معرض آخر أو حصلت على كتب المؤسسة فاحرص على شرائها للصغار أو الكبار.

مررت بدار نشر باكستانية ورأيت الكتب وعناوينها ولم أرغب بشراء شيء لكنني أردت التحدث مع الناشر وكان يجلس مع زميل له، سألتهم "باكستان؟" قالوا نعم، يتحدثون الإنجليزية فسألتهم عن كم مرة شاركوا في المعرض فكانت هذه مشاركتهم الرابعة لكنه اشتكى من أنهم لا يحصلون على عائد يبرر مشاركتهم، ذكرت له المعرض السابق في المجمع الثقافي وكيف أنني أذكر بأن كل شيء تقريباً كان مجانياً للعارضين، هذه النقطة أعدت ذكرها لناشر آخر الذي رأى أن ميزة هذا المعرض قلة الناشرين وبالتالي زيادة المبيعات بينما المعرض السابق عدد الناشرين أكبر ولكن المعرض شبه مجاني لهم.

تعجب الناشر الباكستاني من مجانية المعرض السابق فذكرت له أنه إن لم تخني الذاكرة فتذاكر السفر والمواصلات وتخزين الكتب وساحة المعرض كلها كانت مجانية وكذلك المعرض يمتد لأسبوعين وسمعت كثيراً الشكوى من قصر المعرض الحالي، جرنا الحديث في الماضي إلى ذكر الشيخ زايد رحمه الله فذكر الأخ الباكستاني وزميله أنهم في باكستان يقدرون زايد ويحترمونه وهناك مستشفيات باسمه وساهم في مشاريع خيرية، زميل الناشر أخبرني أنه ذهب إلى مسجد الشيخ زايد ليدعوا له، أسعدني ذلك وشكرتهم وأعطاني الناشر بطاقته لأتواصل معه بالبريد وسأفعل إن شاء الله.

في تجوالنا وصلنا إلى ساحة المنظمة العربية للتنمية الإدارية وهي تتبع الجامعة العربية وهناك رأيت مجموعة من الكتب أتمنى شراؤها منذ وقت طويل، منذ أن كنت أقرأ عن الإدارة قبل سنوات، الكتاب هو موسوعة الإدارة العربية والإسلامية وفيه تاريخ الإدارة والحكم عند العرب قبل الإسلام وبعد الإسلام وفي مراحل مختلفة من التاريخ الإسلامي، هذا الكتاب كنت أحلم بكتابته قبل أن أكتشف وجوده، كنت أرى ضرورة وجود كتاب عن تاريخ الإدارة بتفاصيلها في الإسلام وهذا الكتاب يحقق حلمي.

كتاب آخر أردت شرائه منذ سنوات ورأيته هناك هو موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية للدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله، النسخة التي اشتريتها هي الموسوعة الموجزة وتأتي في جزئين بينما الكاملة تأتي في ثمانية أجزاء، والموسوعة في نسختها الموجزة موجهة لعامة الناس ممن قد يمنعهم حجم الكاملة من قرائتها.

في تجوالنا مررنا على دار نشر لديها كتاب عن تاريخ زنجبار وبالتحديد حكم أهل عُمان في زنجبار وهذا تاريخ منسي غير معروف لدى كثير من الناس وأنا منهم والكتاب يسد هذه الفجوة، رأيت كذلك كتاباً عن تاريخ الكتاب فسجلت اسمه واسم دار النشر في دفتري الصغير لكي أعود له لاحقاً.

في المساء عدت وضعت هناك! لم أجد مكان المنظمة العربية للتنمية الإدارية وحتى عند البحث عنها بالحاسوب لم أجد نتيجة لأنني كنت أظن أنهم يعملون باسم الجامعة العربية، كنت أسأل عنها الناشرين الآخرين "لو سمحت، تعرف وين مكان الجامعة العربية؟" وأجد البعض يجيبني بابتسامة صغيرة على استحياء وهو يكتم نكتة أو تعليقاً فكاهياً سياسياً، أحدهم ضحك وقال لا أعرف، قلت له "ضاعت الجامعة العربية" فضحك أيضاً، بعد قطع مساحة المعرض مرتين أو ثلاث دلني احدهم عليها ولم أجد البائع هناك، انتظرته ساعتين تقريباً وفي هذا الوقت تجولت واشتريت مزيداً من الكتب دون تخطيط.

عدت لجناح المنظمة العربية للتنمية الإدارية ولا زال البائع غائباً عنها، سألت الناشر الذي يعرض في الجهة المقابلة عن ما يمكن فعله فأخبرني بأنني أستطيع وضع مبلغ من المال مقابل الكتاب الذي أريده وأضع ملاحظة، بدأت بكتابة ملاحظة ستحوي رقم هاتفي وتنبيهاً أنني أخذت موسوعة الإدارة ووضعت المبلغ الفلاني في المكان الفلاني وإن كان هناك أي مشكلة فليتصل بي، لم أكمل كتابة الملاحظة حتى عاد البائع وعرفني لأنني زرته في الصباح وأخبرني أنه كان يريد أن يعطيني هاتفه، أخبرته بالملاحظة فقال أنني لو فعلت ذلك فلن تكون هناك أي مشكلة، هناك آخرون يفعلون ذلك ... الأخوة المصريين، هذا كلام أوجهه لكم ولبلادكم، اليوم تحدثت مع المصريين أكثر من غيرهم في المعرض ويعلم الله أني أحب بلدكم وأتمنى زيارتكم، أسعدني كثيراً تعامل البائع في الجناح وثقته ولطفه في التعامل، لو كنا في بلاد أخرى أجنبية فربما لن يرضا أحد أن أحمل الكتب وأضع تكلفتها في جناح الناشر دون أن يراني الناشر، هذه نعمة أن يكون هناك مستوى من الثقة يبسط الأمور.

بائع في أحد الأجنحة اشتريت منه مجموعة من الكتب الصغيرة وألقيت تعليقاً "كثير من الكتب، قليل من الوقت" فرأيت الحسرة في وجهه، يخبرني أن البركة عدمت في الوقت، بل المطر لم يعد ينزل، ليستغفر الناس فقط والمطر سينزل والبركة ستعود ثم نصحني أنني إن أردت القراءة فعلي بالوضوء والصلاة ركعتين وسأرى البركة في الوقت، وعدته أن أنفذ ذلك.

هذا كل ما أذكره من يومي هناك وهو آخر يوم للمعرض، كنت أود الحديث مع الناشرين الأجانب وهناك عدد منهم والمعرض مخصص لبريطانيا، وهناك أجنحة لألمانيا وفرنسا وكوريا واليابان، للأسف لم أتوقف عند الجناح الياباني وإلا كان لدي الكثير لأتحدث عنه معهم، هذه المرة لم أنتبه لسلوك الناس وما يفعلونه هناك لأنني كنت منهمكاً حقاً في البحث عن الناشر وشراء ما أريده، في العادة تكون مراقبة الناس عادة أمارسها لكي أجد شيئاً يستحق أن أكتب عنه.

في المعرض القادم إن شاء الله ستكون مكتبتي أصغر بشكل ملحوظ لكي أجد مساحة للكتب التي أرغب بشرائها، حالياً هذه حصيلتي من معرض الكتاب وليس لها مكان:

حصيلة معرض الكتاب

حصيلة معرض الكتاب

6 تعليقات:

A.K. AlSuwaidi يقول...

معرض الكتاب من أروع الفعاليات الثقافية التي لو كنت أستطيع لنظمت رحلات ليحرضه كل شعب الإمارات!!

لم أنتبه لإجازة الأطفال -راحت عليه!!!- هذا يعني أن كل صباح كان المكان أكثر من هادئ للتأمل بهدوء..... لحظة!!! كل عام يخصص مبلغ مليوني درهم (كوبونات) للطلبة.. كيف تصرفوا بها؟؟؟

أستاذ عبدالله.. من النقاط التي نسيت أن أذكرها في كيفية استثمار المعرض.. نقطة تحديد (كل) الناشرين الأجانب المشاركين في المعرض..ومن ثم التجول على هذا الأساس.. لأنني أعتبر أن المعرض هو الفرصة الوحيدة لمقابلتهم.. هناك دار نشر سويدية تبيع كتب تصوير ممتازة -لا أذكر اسمها الآن- ولكنني آخذ من كتبهم على الرغم من كونها باللغة السويدية التي لا أفهمها ولا أنوي تعلمها!!

وعلى ذكر العارض الباكستاني.. كانت هناك دار نشر باكستانية متخصص في كل ما يتعلق بالشاعر محمد إقبال.. خرجت من معرض الكتاب العام بكومة من كتبهم!! وتعجب من أنني الإماراتية الوحيدة التي تفاعلت معهم واشتريت كتبهم.. أخبرته إنني أبحث عن كل ماكتب عنه منذ ١٩٩٨!! المهم من هذا الكلام أن أي فكرة مهما كانت صغيرة في ذهنك.. قد تنمو مع مرور الوقت والسبب في شرائي لكتبه هي أنني أنوي تقديم شهادة دكتورة أخرى في الأدب أقارن فيها بين شعر إقبال وشهير جوته

(هذه الفائدة الحقيقية للمعرض: المعرفة التراكمية الناتجة ولو بعد حين!)

Salama يقول...

أما وقد أضفت موسوعة الدكتور المسيري لمكتبتك فأنصح بكتاب "الوحي ونقيضه" للدكتور بهاء الأمير.. ففي الموسوعة أدواء باطنة، وترياقها في صفحات كتاب د\ بهاء!
فغزارة معلومات المسيري رحمه الله قد لا تؤدي دائما لصواب ما يستنتجه من هذه المعلومات . وقد لمست الأمر بنفسي قديما من خلال كتابه "اليد الخفية.. دراسة في الحركات اليهودية الهدامة والسرية"

---
أسعدتني أخي عبد الله بملاحظتك عن الطبيعة المصرية، وأرجو فعلا ألا يتسرب الفكر الروتيني الحكومي العقيم إلى التعاملات الفردية بين الناس في مصر، وأن تظل قاعدة التعامل هي (سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى)

غير معرف يقول...

أمس كنت هناك في نفس الوقت.
العديد من المكتبات كانت تجهز الكتب للشحن. كان في مجال ينتظرون قليلا خاصة ان المعرض مجرد ٦ ايام فقط.
رسائل ابن حزم الاندلسي (مجلدين) هي الحصيلة بالاضافة لبعض الروايات وكتب الاطفال.

عبدالله المهيري يقول...

@A.K. AlSuwaidi: الكوبونات وزعوها قبل المعرض وحدثت مشكلة ما بخصوصها لم أفهمها، وأتفقك معك بخصوص الناشرين الأجانب، في المرة القادمة بإذن الله أبدأ بهم وسأحضر منذ أول يوم وبدون نقود لكي أتجول وأتحدث مع الناشرين.

@ibn Salama: شكراً لتنبيهي لكتاب الدكتور بهاء، سأبحث عنه، وبإذن الله لن يتسرب الفكر الروتيني بين الناس، لا أظن أن أحداً يحب التعقيد وتصعيب الأمور على نفسه وغيره.

@غير معرف: الوقت المتبقي لهم في اليوم التالي لا يكفي فلديهم فقط إلى الساعة 11 صباحاً لكي يخرجوا من المعرض بشكل كامل كما أخبرني أحد العارضين، بعض دور النشر لم تجد إقبالاً وهذه بالذات رأيتهم يجهزون أنفسهم للخروج قبل نهاية اليوم الأخير.

غير معرف يقول...

موسوعة اليهود واليهودية والصهيونيةلدي النسخة الالكترونية منها وقد اطلعت عليها تقريبا كلها أتذكر انني نزلتها من وقت طويل كنت صغيرا قليلا واستكثرت حجمها لكن اليوم العكس حقا لقد فهمت منها الكثير عن عالمنا آخر ماقرأته منها هو الفصل الأخير من المجلد الأخير يتحدث فيه الكاتب رحمه الله عن الحل المثالي للصراع العربي الإسرائيلي لكنه كما يقول مثالي وليس واقعي الأمر الذي جعلني "أستغرب" هل ممكن حدوث ماذهب اليه ؟؟؟

Ahmed Altattan يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
تشرفت بلقاء الأحبة الاستاذ عبدالله والاستاذ المبدع أسامة الزبيدي في نفس هذا اليوم في المعرض.
تشرفت كثيرا بهذا الشباب الراقي والمثقف، واتفق مع كل من يتحدث عن كون المعرض فقط صخب الطلاب لعدم حضورهم برحلات من المدارس، كذلك ازعجني كثيرا موضوع «تشطيب» الأمتعه والزوايا قبل انتهاء المعرض، ولا ادري لماذا كان هذا الاستعجال !

وددت المشاركة لألقاء التحية والسلام استاذ عبدالله

أحمد التتان

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.