الخميس، 29 مارس 2012

أفكار مارس - Ideas of March

الأخ محمد كتب عن التدوين في موضوع بنفس عنوان هذا الموضوع ودلني في تويتر على الموضوع الذي بدأ ما يشبه الحملة للكتابة عن التدوين وهذه مشاركتي.

كنت أتابع مدونات عرب يكتبون بالإنجليزية في فترة نشاطي في المنتديات، كانت فكرة أن يكتب شخص واحد في مكان واحد وبنمط محدد للنشر مثيرة للاهتمام، في صفحة الموقع - الذي لم أعرف أنه يسمى blog بعد - أجد فقط كلام شخص واحد وأجده يتحدث عن أمور شخصية متعلقة به ولن تفيدني بأي شكل لكنه الفضول والمتعة في متابعة الآخرين يجعلاني أقرأ عن ما أكله وشربه فلان وأرى صور الطعام التي يضعها وأقرأ أحداثه اليومية مع كاميرته وأسرته وأنشطته اليومية، وعندما أقرأ التعليقات أجد أناساً يعرفون بعضهم البعض ويشكلون مجتمعاً صغيراً في ما بينهم، بعد سنتين أو أكثر من متابعة هذه المدونات أردت أن أبدأ واحدة خصوصاً أنني سئمت المنتديات.

أحاول بين حين وآخر أن أزور مدونات لم أزرها من قبل وأتعرف على أصحابها وفي بعض الأحيان أجدها مثيرة للاهتمام لكي أتابعها بشكل دائم لأشهر، أجد المدونات الشخصية مثيرة للاهتمام حتى وإن كان أصحابها يكتبون عن أمور حياتهم الشخصية الصغيرة، المدونة مساحة شخصية لصاحبها وهو حر في كتابة ما يشاء وللزائر كامل الحرية في زيارتها أو عدم زيارتها، لا أجد فائدة من انتقاد هذا النوع من المدونات فبدلاً من انتقادها لنشجع على كتابة محتويات مفيدة ولنفعل ذلك بأنفسنا، مع ذلك ستبقى المدونات الشخصية ولا مشكلة في ذلك.

فكرة المساحة الشخصية تختلف كلياً عن المنتديات التي هي ساحات عامة لكل المشاركين وعليهم الالتزام بقواعد يضعها المنتدى، المساحة الشخصية لا توجد فيها أي قيود أو رقابة على ما ينشره المرء لذلك كانت الفكرة ولا زالت مهمة، عندما بدأت مدونة سردال أردتها مساحة شخصية للنشر ولم أحدد التخصص ومدونتي هذه أكملت في نفس الطريق فهي مساحة شخصية وليست مدونة تقنية أو مدونة متخصصة في الهند أو في أي شيء آخر، هي مدونة متخصصة في نشر ما أريد نشره وهذا يعني المواضيع الصغيرة والكبيرة، المفيدة وغير المفيدة.

التدوين كان ولا زال من أفضل الطرق للنشر على الشبكة ولا أرى بديلاً له في المنتديات أو الشبكات الاجتماعية، ما أكتبه في مدونتي أملكه أنا وسيبقى في الأرشيف ويمكن البحث عنه، ما كتبته في تويتر قبل أشهر قليلة يصعب الوصول له وإن تمكنت من الوصول له فهو لم ولن يغني عن كتابة المواضيع في المدونة، 140 حرفاً لا تكفي للتعبير عن الأفكار فالأفكار تستحق أن نشرحها في فقرات كثيرة وبقدر ما تحتاج.

المندونات العربية بدأت منذ عام 2003 وانتشرت وكان لها فضل في كثير من الجوانب، على الأقل الآن هناك محتوى عربي أكثر بكثير من السابق ويزداد كل عام وجزء من هذا النشاط يعود للمدونين، لذلك من المؤسف أن أمر على بعض المدونات العربية المعروفة فأجدها شبه متوقفة وخف النشاط فيها كأن أصحابها لم يعد لديهم ما يكتبونه لكنني أعلم أن كثيراً منهم لديهم المئات من الأفكار والفوائد التي يمكن أن يكتبونها، لعلهم مشغولون لكن هذا ليس بعذر كافي فالمدونين في الغرب والشرق مشغولون أيضاً لكنهم يكتبون.

أراهم يشاركون بأفكارهم في مجالات مختلفة، إدارة الأعمال، التطوير الذاتي، البرمجة والتقنيات، الصناعات اليدوية، أفكار في الاقتصاد والشؤون الاجتماعية وغير ذلك، يشاركون بهذا وغيره لأن في المشاركة فائدة لهم قبل أن تكون فائدة للآخرين، تجد مجتمعاً من الناس يتبادلون الأفكار وفي نفس الوقت يتنافسون في نفس المجال، تجد مثلاً مطوري المواقع يكتبون عن أفكار حول مجال عملهم وهم يعلمون جيداً أن المنافسين سيقرأون هذا الكلام لكن السوق يستوعب الجميع والتنافس لن يكون بحفظ الأسرار لأن في المشاركة فائدة أكبر.

أتذكر بداياتي في التدوين وأسأل: لو لم أبدأ في ذلك الوقت وبخبرتي المحدودة فهل سأصل لما وصلت له اليوم؟ بمعنى لو انتظرت حتى أكتسب الخبرة قبل أن أكتب فهل سأكتسبها وأتعلم؟ لا أظن ذلك، المدونة كانت مفيدة لي بأن جعلتني أتعلم وأقرأ الكتب وألخصها وأتناقش مع الآخرين وأنمي معرفتي وأطور مهارتي في الكتابة والأهم من كل ذلك أنها جعلتني أتعرف على أناس من مختلف البلدان العربية وقربت المسافة بيني وبينهم، هذه البيئة النشطة لا أجدها خارج الإنترنت وعندما أجد من أتبادل الأفكار والنقاش معه فهو في الغالب شخص تعرفت عليه في الشبكة.

هذه دعوة للمدونين العرب أن يعودوا لمدوناتهم ولا يعني هذا التخلي عن تويتر أو فايسبوك، لديكم فائدة تقدمونها للآخرين ولديكم أفكار تستحق أن يكون لها مكانها الخاص فشاركونا بها، قدم معرفتك للآخرين وستستفيد أنت قبلهم، قدم ما لديك ولو كان قليلاً، استمر بالكتابة ولو بمواضيع قليلة صغيرة، الاستمرار مهم والصبر على النتائج أكثر أهمية فلا تستعجلها.

أحب المدونات لأنها قدمت مساحة لي لممارسة ما أحب، الحياة في عالم الأفكار والتواصل مع آخرين للنقاش وتبادل الآراء وربما العمل معهم من أجل هدف ما، أشارك الآخرين بما لدي لأن ذلك يفيدني ويسعدني وكم يفرحني أن أجد من تعلم شيئاً مني ثم صرت أتعلم منه.

8 تعليقات:

الصادق يقول...

الانقطاع عن التدوين مشكلة كبيرةأُعاني منها بشكل شخصي منذ مدة. لدي الكثير من الأفكار كما تفضلت لكن أعجز عن تنزيلها في المدونة بسبب حجج واهية: مشغول، مافائدة ما أكتب، ....الخ.

إسمحلي عن أقتبس هذه الفقرة من مدونة أحدى الأخوات تعبر فيها الكاتبة عن ماهية التدوين بالنسبة لها :
عندما أكون في المكتب أكون مجرد موظفة مثل الملايين عبر العالم، وعندما أكون مع أطفالي أكون أما ككل الأمهات، وعندما أقف في المطبخ أكون ربة بيت ككل النساء...لكن عندما أكتب أكون أنا، وإن كان عجين الخبز الذي أعجنه يمكن لأية امرأة أخرى أن تعجن مثله، فإن ما أخطه لا يمكن أن يتكرر أبدا ..أبدا لهذا فقط أستمر في الكتابة، وعندما أتوقف مكرهة عن الكتابة، يتوقف مجرى حياتي عن التدفق../

أسامة يونس يقول...

نعم لا يوجد عذر :) أقولها لنفسي

كما ذكرت التدوين يجعلك تتعلم وتطور مهاراتك
شعرت أيضا بالمسؤولية الإجتماعية والإلتزام بكتابة موضوع على الأقل كل شهر في مدونة عالم التصوير
يمكن هذه احدى مميزات المدونات الجماعية

وجود المنافسين شيء ايجابي فهو يشعل الحماس والإبداع للتميز وكما ذكرت فالسوق يستوعب الجميع

نصيحتي لأي مدون لا تفكر في عدد الزوار والردود فقط أكتب ما تعتقد أنه مفيد وشارك المعلومات

Unknown يقول...

و كتطبيق عملي استاذ عبدالله، قمت بأفتتاح المدونة منذ لحضات!
شكراً على التشجيع.. خالص مودتي
http://ghatis.blogspot.de/

وسام السراج يقول...

عشقت المدونات ايضا لكن لم تكن تجربتي بقدم تجربتك معهم ، بداية عشقي لها كانت على ما اتذكر مع مدونة رشيد.
تم تشعبت و تنوعت و وصلت مع منذ عام مضى تقريبا الى مرحلة التبلور وادين في غالبية تبلور افكاري حولها الى كتاباتك .
عشقت فن التبسيط ، عشقت فكرة كيف تبني دولتك ، و اعشق اسلوب كتابتك في مدونتك هذه تلخيصك للدروس و الكتب و مقاطع الفيديو ، اتيانك بافكار و معلومات لم اسمع عنها من قبل سواء التقنية او الفلسفية و حتى اكون صادق بدات احاول ان اقلد اسلوبك :)

تحياتي

basem311 يقول...

كلام جميل

عبدالله المهيري يقول...

@الصادق: لدي موضوع بعنوان "أعذار" لعل علي تجديده :-)

@أسامة يونس: أوافقك في نقطة عدم الاهتمام بالزوار والردود، الشخص الذي يقدم المفيد سيأتيه الناس ولو بعد حين.

@Ghatis Bamussalam: ما شاء الله، بالبركة.

@من أنا: شكراً أخي على الكلمات الطيبة، جميعنا يؤثر ويتأثر ويحاكي، نتعلم من بعضنا البعض، هذه طبيعة الناس.

@بسام: شكراً.

ahmadmarafa يقول...

أول مدونة لي كانت للربح :) ولم اربح منها شيئاً :)), أظن إني سافتح مدونة لي أنا وليس للربح او لغيرة فقط لتكون للتواصل إن شاء الله

خالص ودي

أسامة الزبيدي يقول...

أوافقك في كل كلامك يا عبدالله لكن الإشكالية تتمثل في المنافسة الشرسة التي يواجهها التدوين مع شبكات التواصل الاجتماعي على رأسها تويتر خصوصا في سرعة نشر الأخبار والتفاعل..

كمدون مهما تظاهرت بعدم اهتمامك بالردود وعدد الزوار الا انه يبقى حافزا كبيرا للاستمرار.. شخصيا عندما تنتابني حالة خمول أو اكتئاب ورغبة في هجر التدوين أعود إلى أرشيفي واتصفح التدوينات التي لاقت رواجا وردودا كثيرة..أشعر عندها بارتياح وأتشجع لكتابة مقال جديد
في تويتر هناك من يقوم بنفس الدور بشكل مشابه نوعا ما... تقوم بالتغريد معلنا عن نضج تدوينة أمضيت ساعات في كتابتها وإخراجها.. الرد يأتيك سريعا هناك وقد يبقى مربع التعليقات خاليا لعدة أيام..آليس هذا بمحبط؟

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.