المنظر يبدو مألوفاً لمن يذهب في الصباح الباكر إلى عمله، حافلة مدرسية وفيها مجموعة من الطلاب بداخلها نائمون وبعضهم شبه نائم وآخرون لا يتحركون ويحدقون في الفراغ، الشمس لتوها أشرقت ولا زال بينها وبين ظهورها من خلف البنايات العالية بضع دقائق والجو بارد رطب. اليوم فقط وبينما كنت أشاهد بعض الطلاب النائمين خطر هذا السؤال في ذهني: متى ينامون؟ وهل تناولوا الإفطار؟
إجابة السؤال الأول في الغالب ستكون: متأخراً، وإجابة الثاني ستكون: لا!
أذكر ما حدث في المدرسة وبالتحديد في الطابور الصباحي في أحد الأيام، الطلاب في قسم من الطابور يتحركون ويعلوا صوتهم على غير العادة، مدرس يخرج من بينهم وهو يحمل طالباً على يديه فقد وعيه وهو واقف وسقط على الأرض الصلبة التي كان يقف عليها، بعض الطلاب يتبعون المدرس وهو ذاهب نحو العيادة، في نفس اليوم وفي حصة هذا المدرس نبهنا إلى اهمية تناول الإفطار لأننا قد نفقد الوعي كما حدث لذلك الطالب وبعضنا قد يصاب بقرحة في المعدة لأنها خالية منذ الصباح.
أما النشاط والنوم فحدث ولا حرج، ليس غريباً أن ترى من ينام في الفصل أو يبدو كسولاً متثائباً طوال الوقت، شخصياً طلبت في بضع مرات أن أعود للمنزل لأنني ببساطة متعب ولا أستطيع البقاء مستيقظاً، في إحدى المرات ذهبت لوكيل المدرسة الذي رفض أن يعطيني إجازة فأخبرته أنني ذاهب لأحمل كتبي وأخرج وبالفعل فعلت ذلك، عدت إلى الفصل واستئذنت من المدرس أن أحمل كتبي وخرجت وعند بوابة المدرسة ألقيت بالتحية على البواب الذي رد بمثلها ولم يوقفني!
إليكم المشكلة: الطلاب يخرجون من المنزل مبكراً أكثر من اللازم، ليس هناك وقت للنوم أو الإفطار وهذا ليس صحياً ولا في مصلحتهم، نفس المشكلة تتكرر مع الموظفين مع أنني أعلم يقيناً أن هناك من يفضل النظام الحالي لكي يعود إلى المنزل في الظهيرة بدلاً من العصر ومن ناحية أخرى أعلم أن هناك من يفضل الذهاب إلى العمل متأخراً لكي يجد وقتاً للنوم أو للإفطار.
هل علي الحديث عن الفوائد الصحية لتناول إفطار جيد كل يوم؟ أكثرنا يعرف ذلك دون إشارة إلى الأبحاث والدراسات، شخصياً أصاب بالصداع إن لم أتناول الإفطار وخرجت من المنزل لإنجز عملاً وسيبقى الصداع طوال اليوم، هناك من يشعر بالتعب طوال الوقت ما لم يتناول شيئاً في الصباح والطالب الذي فقد وعيه في الطابور الصباحي ليس حالة استثنائية فقد تكرر الأمر مرات عديدة كما رأيت بنفسي.
المشكلة في الدوام المبكر أنه لا يعطي فرصة للمرء بأن يأخذ وقته في إعداد وتناول الإفطار، نتيجة لذلك هناك كثير من الناس اعتادوا على عدم تناول الإفطار أو بعضهم اتجه إلى البدائل السريعة الجاهزة التي توفرها محلات البقالة أو المطاعم الهندية وهي بدائل غير صحية، ولعل البعض يكون أكثر حكمة بإعداد شيء قبل النوم لتناوله قبل الخروج من المنزل في صباح اليوم التالي.
يفترض بالمدراء أن يفكروا بالأمر جدياً لأن هذا يؤثر على عدد كبير من الناس، لم يفرض على الجميع أن يأتوا إلى العمل في وقت واحد؟ يفترض بجهات العمل أن توفر نظاماً مرناً يسمح للناس بالحضور والخروج في الوقت المناسب لهم، بعض الوظائف يجب أن تربط بالإنجاز لا بالوقت الذي يقضيه الموظف خلف مكتبه، بعض الوظائف تحتاج من الموظف أن يقضي فترة محددة وهو يعمل من الساعة كذا إلى الساعة كذا، بعض الوظائف يمكن إنجازها في أي وقت ولا تتطلب حضور الموظف في ساعة محددة وبالتالي يمكنه أن يبدأ عمله في العاشرة صباحاً لو أراد ويعود بعد أن يكمل عدداً محدداً من الساعات.
المرونة ضرورية في شؤون الإدارة وأسلوب تفكير "حل واحد لكل الموظفين" هو أسلوب كسول لا يريد أن يفكر وللأسف يجد البعض مبررات له، كأن يقول أحدهم "ظلم الجميع عدل" أو يأتي بحجة العدل والمساواة بين الجميع في حين أن مكان العمل يجب أن يفكر بطريقة أخرى، ما هي مصلحة الموظف؟ كيف نوفر أفضل بيئة للموظف ليعطي أفضل ما عنده؟ ما هي ظروف الموظف والتي تتعارض مع إجراءات العمل وكيف نوافق بينها؟
أما المدارس فلا بد من أن نراجع وقت الدوام المدرسي وربما نؤخره إلى الساعة التاسعة كما يحدث في العديد من بلدان العالم، هذا نقطة أما الأخرى فالمدارس لها دور توعوي كبير ويفترض بها أن تخبر الطلاب مراراً وتكراراً بأهمية تناول الإفطار وفوائده ومضار عدم تناوله وكذلك تخبرهم عن نوعية الإفطار الجيد لبناء أجسادهم.
أما النوم فهو مشكلة ثقافية قبل أن يكون مشكلة إدارية، مؤسف حقاً أن نتخلى عن حكمة الماضي في هذا الجانب، الناس في الماضي كانوا ينامون بعد صلاة العشاء وهذا ما يفترض أن يحدث في بلداننا، اليوم لدينا ملهيات كثيرة تجعلنا نسهر أو نجعلها سبباً لسهرنا ثم يخرج كثير مناً باكراً إلى عمله دون نوم كافي، لا داعي للحديث عن النشاط والإنتاجية هنا.
أرى أن كل أسرة في يدها الحل فهذا أمر يجب أن يتفق عليه أفراد الأسرة، لا فائدة من أن يحاول فرد تغيير عادات النوم في حين أن محيطه لا يساعده على ذلك ولدي خبرة كافية لإثبات هذه النقطة! لا أعني بذلك أن على الجميع النوم في نفس الوقت وإن كانت هذه فكرة رائعة لكن على الأقل على الجميع أن يتفقوا أنه بعد الساعة كذا يفترض أن يكون وقت الهدوء والراحة وبالتالي لا للإزعاج ولا للإضاءة الزائدة عن الحاجة، هذا توقيت يعني أن مرحلة النوم والراحة بدأت ويفترض ألا يزعج أحد الآخرين.
نحن كمجتمع بحاجة لإعادة التفكير في أفكار كثيرة متعلقة بالعمل والنوم والطعام، حكمة الماضي يجب أن نستفيد منها ولسنا بحاجة للعلم لكي يثبت لنا أن النوم المبكر أو تناول الإفطار مفيد وضروري.
إجابة السؤال الأول في الغالب ستكون: متأخراً، وإجابة الثاني ستكون: لا!
أذكر ما حدث في المدرسة وبالتحديد في الطابور الصباحي في أحد الأيام، الطلاب في قسم من الطابور يتحركون ويعلوا صوتهم على غير العادة، مدرس يخرج من بينهم وهو يحمل طالباً على يديه فقد وعيه وهو واقف وسقط على الأرض الصلبة التي كان يقف عليها، بعض الطلاب يتبعون المدرس وهو ذاهب نحو العيادة، في نفس اليوم وفي حصة هذا المدرس نبهنا إلى اهمية تناول الإفطار لأننا قد نفقد الوعي كما حدث لذلك الطالب وبعضنا قد يصاب بقرحة في المعدة لأنها خالية منذ الصباح.
أما النشاط والنوم فحدث ولا حرج، ليس غريباً أن ترى من ينام في الفصل أو يبدو كسولاً متثائباً طوال الوقت، شخصياً طلبت في بضع مرات أن أعود للمنزل لأنني ببساطة متعب ولا أستطيع البقاء مستيقظاً، في إحدى المرات ذهبت لوكيل المدرسة الذي رفض أن يعطيني إجازة فأخبرته أنني ذاهب لأحمل كتبي وأخرج وبالفعل فعلت ذلك، عدت إلى الفصل واستئذنت من المدرس أن أحمل كتبي وخرجت وعند بوابة المدرسة ألقيت بالتحية على البواب الذي رد بمثلها ولم يوقفني!
إليكم المشكلة: الطلاب يخرجون من المنزل مبكراً أكثر من اللازم، ليس هناك وقت للنوم أو الإفطار وهذا ليس صحياً ولا في مصلحتهم، نفس المشكلة تتكرر مع الموظفين مع أنني أعلم يقيناً أن هناك من يفضل النظام الحالي لكي يعود إلى المنزل في الظهيرة بدلاً من العصر ومن ناحية أخرى أعلم أن هناك من يفضل الذهاب إلى العمل متأخراً لكي يجد وقتاً للنوم أو للإفطار.
هل علي الحديث عن الفوائد الصحية لتناول إفطار جيد كل يوم؟ أكثرنا يعرف ذلك دون إشارة إلى الأبحاث والدراسات، شخصياً أصاب بالصداع إن لم أتناول الإفطار وخرجت من المنزل لإنجز عملاً وسيبقى الصداع طوال اليوم، هناك من يشعر بالتعب طوال الوقت ما لم يتناول شيئاً في الصباح والطالب الذي فقد وعيه في الطابور الصباحي ليس حالة استثنائية فقد تكرر الأمر مرات عديدة كما رأيت بنفسي.
المشكلة في الدوام المبكر أنه لا يعطي فرصة للمرء بأن يأخذ وقته في إعداد وتناول الإفطار، نتيجة لذلك هناك كثير من الناس اعتادوا على عدم تناول الإفطار أو بعضهم اتجه إلى البدائل السريعة الجاهزة التي توفرها محلات البقالة أو المطاعم الهندية وهي بدائل غير صحية، ولعل البعض يكون أكثر حكمة بإعداد شيء قبل النوم لتناوله قبل الخروج من المنزل في صباح اليوم التالي.
يفترض بالمدراء أن يفكروا بالأمر جدياً لأن هذا يؤثر على عدد كبير من الناس، لم يفرض على الجميع أن يأتوا إلى العمل في وقت واحد؟ يفترض بجهات العمل أن توفر نظاماً مرناً يسمح للناس بالحضور والخروج في الوقت المناسب لهم، بعض الوظائف يجب أن تربط بالإنجاز لا بالوقت الذي يقضيه الموظف خلف مكتبه، بعض الوظائف تحتاج من الموظف أن يقضي فترة محددة وهو يعمل من الساعة كذا إلى الساعة كذا، بعض الوظائف يمكن إنجازها في أي وقت ولا تتطلب حضور الموظف في ساعة محددة وبالتالي يمكنه أن يبدأ عمله في العاشرة صباحاً لو أراد ويعود بعد أن يكمل عدداً محدداً من الساعات.
المرونة ضرورية في شؤون الإدارة وأسلوب تفكير "حل واحد لكل الموظفين" هو أسلوب كسول لا يريد أن يفكر وللأسف يجد البعض مبررات له، كأن يقول أحدهم "ظلم الجميع عدل" أو يأتي بحجة العدل والمساواة بين الجميع في حين أن مكان العمل يجب أن يفكر بطريقة أخرى، ما هي مصلحة الموظف؟ كيف نوفر أفضل بيئة للموظف ليعطي أفضل ما عنده؟ ما هي ظروف الموظف والتي تتعارض مع إجراءات العمل وكيف نوافق بينها؟
أما المدارس فلا بد من أن نراجع وقت الدوام المدرسي وربما نؤخره إلى الساعة التاسعة كما يحدث في العديد من بلدان العالم، هذا نقطة أما الأخرى فالمدارس لها دور توعوي كبير ويفترض بها أن تخبر الطلاب مراراً وتكراراً بأهمية تناول الإفطار وفوائده ومضار عدم تناوله وكذلك تخبرهم عن نوعية الإفطار الجيد لبناء أجسادهم.
أما النوم فهو مشكلة ثقافية قبل أن يكون مشكلة إدارية، مؤسف حقاً أن نتخلى عن حكمة الماضي في هذا الجانب، الناس في الماضي كانوا ينامون بعد صلاة العشاء وهذا ما يفترض أن يحدث في بلداننا، اليوم لدينا ملهيات كثيرة تجعلنا نسهر أو نجعلها سبباً لسهرنا ثم يخرج كثير مناً باكراً إلى عمله دون نوم كافي، لا داعي للحديث عن النشاط والإنتاجية هنا.
أرى أن كل أسرة في يدها الحل فهذا أمر يجب أن يتفق عليه أفراد الأسرة، لا فائدة من أن يحاول فرد تغيير عادات النوم في حين أن محيطه لا يساعده على ذلك ولدي خبرة كافية لإثبات هذه النقطة! لا أعني بذلك أن على الجميع النوم في نفس الوقت وإن كانت هذه فكرة رائعة لكن على الأقل على الجميع أن يتفقوا أنه بعد الساعة كذا يفترض أن يكون وقت الهدوء والراحة وبالتالي لا للإزعاج ولا للإضاءة الزائدة عن الحاجة، هذا توقيت يعني أن مرحلة النوم والراحة بدأت ويفترض ألا يزعج أحد الآخرين.
نحن كمجتمع بحاجة لإعادة التفكير في أفكار كثيرة متعلقة بالعمل والنوم والطعام، حكمة الماضي يجب أن نستفيد منها ولسنا بحاجة للعلم لكي يثبت لنا أن النوم المبكر أو تناول الإفطار مفيد وضروري.
7 تعليقات:
اعتقد يا عزيزي عبدالله ان رأيك سيفرح الكثير من طلاب المدارس , حيث سيشعرون بأن هناك من يشعر بمعاناتهم!
لكن سأتكلم عن نفسي شخصياً فيما يتعلق بالدوام المدرسي , كنت انام في الساعة 10 او 11 مساء على ابعد تقدير , و استيقظ في الساعة 5:45 صباحاً
و اجد الوقت الكافي للأستحمام و تناول الافطار بدون استعجال , و الجلوس في حديقة المنزل في لحظات اكون فيها في افضل حالات الصفاء الذهني !
و اكمل يومي الدراسي بدون اي شعور بالارهاق او التعب ,.... و للعلم فأنا لا انام بعد رجوعي من المدرسة !
اما طلاب هذه الأيام , فيفضلون مشاهدة فيلم على الذهاب الى المدرسة بكامل نشاطهم ووعيهم !
العيب ليس في النظام , و انما في طريقة تأقلمنا معه , كيف نريد من طلابنا ان يكونوا منتجين اذا كانوا سيقظون الليل في السهر و متابعة الأفلام ؟
دوام المدارس يجب ان يكون على العاشرة ، و ليس اكثر من 5 حصص يوميا، أما الموظفين فمشكلتهم غاية في التعقيد لارتباطها بأكثر من جزء من المجتمع
ذكرتني لما كنت في الثانوية واحد من الطلاب أغمى عليه في طابور الصباح المشكلة هذا الطالب لاعب كرة قدم في أحد الأندية، فمشكلته كانت في الغذاء الصحي
بيئة العمل تعكس ثقافة المسؤول عن الشركة:
في أحدى الشركات في ألمانيا الموظفين أغلبهم يفطر في الشركة والشركة كل اسبوع تضع سلة فواكه في المكاتب :)
امر دوام المدرسة مزعج مزعج و للأسف و لا شخص ناوي يتحرك لحل موضوع تبكيره الزائد عن الحاجة !!
تمنيت ( مثل ما ذكرت اخي عبدالله ) اني يبدأ الدوام متاخر ، لو على الاقل 8 . في سنواتي الثانوي لا اكاد اذكر مرة قضيت صباحي بشكل طبيعي، الى ان جائت ايام الجامعه الجميلة، محاضرات الصباح القليلة تجعلني ارتاح جدا جدا في ذهابي الى الجامعه اللي يكون غالبا 9.30 فما فوق .
الان انا مقبل على اكمال دراستي الجامعيه للحصول على شهادة اعلى في الولايات المتحدة ... متوقع ان يكون الوضوع مرن جدا ان شاء الله .
أتمنى حقًا تقليص عدد الحصص في اليوم، لا يمكنني استيعاب 9 حصص يوميًا، قبل سنتين جعلوا الدوام المدرسي أيام الإمتحانات من الساعة الثامنة والنصف - اظن ذلك - بسبب الضباب، نريد التكرار ..
ايه المدونه اللذيذه دي
لكم منى اجمل تحيه
يا اخي في الدول المتقدمة علينا في مجال الصحة
يحق لتلاميد اختيار المواد التي سوف تدرس اما نحن فيحب ان ندرس حميع المواد اصلا هناك مواد يجب ان تنقص حصصها
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.