الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

كفقاعات الهواء

منذ أن بدأت في قراءة مجلات الحاسوب وأنا أقرأ كلمات مثل مدمر، قاتل، حرب، عاصفة، زلزال، قنبلة وغيرها من كلمات الخراب والإرهاب، وهي كلمات تستخدم في وصف أشياء مثل أنظمة التشغيل، المتصفحات، مشغلات الوسائط المتعددة وغير ذلك، فتقرأ مثلاً عن قاتل آيبود وقاتل آيفون وقاتل أبل ومدمر مايكروسوفت ومزلزل غوغل والعاصفة التي ستقتلع فايسبوك والقنبلة التي ستفجر تويتر - مسكين أنت أيها الطائر الأزرق - والحرب بين فايرفوكس وكروم وهكذا تخرج من المجلة أو الموقع أو المدونة وكأنك خرجت من حرب داحس والغبراء، ويزيد هذه الصورة تشويقاً أو قل حرباً ما يحدث في التعليقات من تشجيع وهجوم ودفاع، إلى الأمام يا غوغل، فايسبوك سيهزمهم جميعاً، تويتر وبس والباقي خس!

تصور فقط أن ما يحدث في هذه الصفحات ينتقل للواقع، تصور فقط أنك تناقش موضوعاً مع أحدههم ليقف فوق طاولة ويرفع قبضته عالياً ويصرخ: إلى الأماااااام يا غوووغل! ... لو فعلها أحدهم لظننا أنه مجنون أو لعلنا نعذره ونقول أن جنياً تلبسه ويا له من جني! هو جني حديث أو  "مودرن"، في كل الأحوال هو فعل غريب سواء كان سببه جني أو جنون، مع ذلك هو شيء عادي في تعليقات المدونات وفايسبوك، لماذا؟

المواقع والمجلات تستغل هذا التنافس على تشجيع الشركات لتحصل على زيارات أكثر، يكتب أحدهم موضوعاً ينتقد فيه شركة ما بسبب نظام تشغيل أو هاتف ويصب عليها من النقد المنطقي وغير المنطقي ما يكفي لجذب الزوار بالمئات والآلاف، وقد سبق أن قرأت اعترافاً لأحدهم يقول أنه يتعمد فعل ذلك لكي يزيد عدد زوار موقعه، أصبح التنافس بين المواقع والمجلات على من يكتب أكثر وأسرع ونتيجة لذلك تصبح المحتويات سطحية، يمكن تشبيه هذه المواقع بقوارب سباقات السرعة، يمكنها أن تسير على سطح الماء بسرعات جنونية لكنها لا تغوص لتخرج لنا المفيد من قاع البحر.

لا أظن أن هناك فائدة من تكرار الحديث عن هذا الموضوع، أصبح الأمر كالوباء يصعب تجنبه، أن يكون لديك موقع أو مدونة وتقرر ألا تدخل في سباق منافسة على الأكثر والأسرع هو قرار يحتاج لكثير من الحكمة والصبر وبعد النظر، المحتويات الجيدة ستثبت نفسها ولو بعد حين وهذا يحتاج منك إيماناً بأن الناس يهتمون بالمحتويات الجيدة أو على الأقل بعضهم يهتم، وعليك ألا تكترث للمواقع الأخرى ولا تحاول الدخول معها في أي تنافس.

6 تعليقات:

العاب ماريو يقول...

موضوع رائع كالعادة!
اعذرني لم افهم العلاقة بين الموضوع وعنوانه :)

بسام حكار يقول...

تماما مثل ما يحدث في برنامج السيارات البريطاني top gear ينتقدون عمل شركة ما نقدا لاذعا وهم بهذا يقدمون لها الدعاية المطلوبة.
على الاقل ربما هذا ما فهمته انا من الموضوع

عبدالله المهيري يقول...

@ألعاب ماريو: أقصد بالعنوان أن هذه النقاشات مهما طالت وانتشرت فهي في أهميتها كفقاعات الهواء، عمرها قصير.

@بسام حكار: لعل توب جير مختلف، شخصياً أظن أن مقدمي البرنامج الثلاثة يستمتعون بالسيارات ولديهم شغف حقيقي وفي نفس الوقت يريدون تقديم نوع من الترفيه، البرنامج لم يتغير كثيراً منذ بداياته حتى مع تلقيه انتقادات شديدة، لذلك أرى أن توب جير سيبقى كما هو سواء جذب الناس أم لم يجذبهم، لأن مقدمي البرنامج يريدون ذلك.

غير معرف يقول...

هذا طبع مصاحب لمشجعي كرة القدم، لا نتحدث عن تقنية، بل مجرد قطعة من الجلد المنفوخة يتم ضربها بالأحذية لتدخل شبكة بين أعمدة و نرى كل هذا الصخب و الجدل و الذي ذكرته من التعصب.
فما بالك بالتقنية التي تحوي الكثير من المفارقات و الكثير من المشجعين الذين لايفهمونها حتى.

بالمناسبة لينوكس هو من احد هذه التقنيات في العالم العربي تم نشرها باستخدام هذا الاسلوب، و حملات الترويج له كانت مليئة بالأكاذيب و الأساطير للأسف.

إبراهيم الهويمل يقول...

الشي الذي تستغربه ان هذا التعصب موجود فقط بين بعض المستخدمين وليس موجود بين موظفين الشركات

فأنك تجد موظف في Google يحمل جهاز أي فون ويعتبره افضل جوال ذكي " مع وجود نظام خاص بـ Google للهواتف المحموله "

وكذلك سوف تجد الكثير من الموظفين يستخدمون خدمات الشركات الاخرى دون اي تعصب أو تحسس

أنا ارى ان المشكلة تكمل في المستخدمين نفسهم وانهم يحاول تعزيز شي في شخصيته لا اقصد انه يعاني من نقص في الشخصية لا
اقصد انه يحاول ان يعبر عن نفسه من خلال هذه المناقشات والتعصبات الغير منطقية

عبدالله المهيري يقول...

@zaherdirkey: التعصب أصله واحد وأشكاله مختلفة، أما لينكس فأنت تعمم هنا، رأيت كتابات متوازنة حول البرامج الحرة ولينكس ولن أنكر أن هناك من يبالغ.

@إبراهيم الهويمل: صدقت، المشكلة أن البعض يجعل شركته المفضلة جزء من هويته وبالتالي نقدها يعتبره كنقد شخصيته.