الخميس، 18 أغسطس 2011

ربما هذا يفسر التعصب للشركات

هل مررت يوماً بحرب بين متعصبي شركتين؟ لا شك أن كثير منا مر بمثل هذه النقاشات التي يحاول فيها فريقان من الناس الدفاع عن شركتهم المفضلة الهجوم على الشركات الأخرى، كنت ولا أزال غير قادر على فهم الأمر، لم يدافع شخص ما عن شركته المفضلة عندما يجد أحدهم ينتقدها؟ أرى أنه يمكنه تجاهل الأمر ببساطة ثم هي مجرد شركة لا أكثر، نقدها لن يضره في شيء، أليس كذلك؟

يبدو أن هذا غير صحيح، إن أحب شخص ما شركة أصبحت الشركة تعبر عن شخصيته، أو قل هي جزء من شخصيته وبالتالي نقدها يعتبره الشخص نقداً له بل يحاول الشخص أن يدافع عن الشركة إلى حد أنه سيغير تاريخها ليجعله تاريخاً أكثر إشراقاً، هذا ما توصلت له دراسة في جامعة إلينوي.

ما تقوله الدراسة أن الناس يتعاملون مع العلامات التجارية كما يتعاملون مع أنفسهم، بمعنى لو أن شخصاً لديه ولاء لعلامة تجارية فهو يعتبر نقدها نقداً لنفسه وبالتالي سيدافع عنها، وإن حدث أن فشلت العلامة التجارية لسبب ما فهو سيعتبر هذا فشلاً شخصياً وقد يدافع عن هذا الفشل ويبرره لكي يحتفظ بصورة إيجابية لعلامته التجارية المفضلة.

هذا ملخص عام للدراسة، وهذه فكرة أتمنى أن تجربها: إن جلست مع مجموعة من الناس انتقد منتجات شركة ما وانتظر ردة الفعل، ستجد من يهب للدفاع عنها بدون تفكير مسبق، واتمنى أن تجد من لا يكترث لكلامك لأنه يراه رأيك وأنت حر فيه.

أتضايق عندما أرى تعليقات من نوع "إلى الأمام يا ... " وضع اسم أي شركة، لم أكن أفهم مثل هذه التعليقات، يبدو أن المعلق يقول لنفسه هذا الكلام فهو وشركته المفضلة روحان في جسد واحد، لذلك تجده يردد "أحسن شركة في العالم هي ..." أو يقول "من بين كل المنافسين الشركة الفلانية هي الأفضل" أو سيهاجم الشركات المنافسة دون حاجة لفعل ذلك لكنه يتبرع لأن نقد المنافسين لشركته سيرفع من معنوياته.

سلوك لا عقلاني، لكنه قد يفسر مقولة: نحن ما نشتريه.

6 تعليقات:

جسري يقول...

بالنسبة لي، أنا متعصب لشركة مايكروسوفت، ليس تعصباً، لكنها شركة اعتدت على منتجاتها، 7 سنوات وأنا أتعامل مع منتجاتها، وبالتالي تشرَّب جسدي بهذه الشركة، ومن الطبيعي أن أدافع عنها إذا ذكرها أحد بسوء (أقصد الافتراء على الشركة وتشويه صورتها، وليس النقد المحق والبناء).
----
أتمنى أن يهاجمني أحدهم بسبب عشقي لمايكروسوفت :-)

Mohamed يقول...

نعم هداصحيح وادعو الشباب لاستعمال هده العادة بشكل افضل ودلك بشرح اي تقنية تعجبه في شركه ما بشكل مفصل وتقني هكدا سيضرب عصفورين...

بندر يقول...

بإمكاننا الكلام عن حب و بإمكاننا عوضاً الكلام كأرقام و معادلات .. و كل جهة لها أسباب تجعلك تحبها و أسباب أخرى تجعلك تكرهها ..

بإعتباري من مستخدمي آبل منذ ١١ سنة .. كل الذين دخلت معهم في حوارات عقيمة من نوع (ماك X وندوز) أو (آيفون X غيره) طوال العقد الماضي تحولو الآن و أصبحو من مستخدمي آبل .. ليس بسبب الحوارات العقيمة و ليس بسبب إقناعي .. بل بعد ذلك بسنين طويلة .. عندما اقتنعو بأنفسهم بأن منتجات آبل هي الإستثمار الأفضل لنقودهم و لهم .. و لم يكن لي و للجدال الحماسي أي دور في تحويلهم .. بل الحقيقة كان لي دور سيء في صنع حاجز نفسي بينهم و بين العلامة عبر الجدال العقيم في الفترة الأولى ..

بمعنى : الجدال لا يفيد .. إترك الناس كما يحبون و سيفرض المنتج الجيد نفسه يوماً ما .. ليس بالحملات الدعائية و لكن عندما يلامس قلوب الناس بنعومة ..

غير معرف يقول...

عجبني الموضوع , فسر هالغموض , كنت افكر في هالشغله مؤخرا خاصة مع المتحمسين لشركات التقنية, الله يعطيك العافيه ,,

حبيت اشارك الاخرين هالتدوينة بس للاسف مو متوفره في المدونة :(

عبدالله المهيري يقول...

@جسري: أنا مؤمن بأن الناس أكبر من أن يتعصبوا لشركات.

@محمد: في الحقيقة أفضل عدم الجدال من البداية، حتى الشرح التقني المفصل لن يعالج أي مشكلة، التعصب ليس عقلانياً.

@بندر: أوافقك، الجدال فعلاً لن يفيد، جربت أن أشرح فوائد المعايير القياسية في أحد المنتديات ولم يوافقني إلا قلة كانوا موافقين من البداية، لكن مع الزمن تغير الناس بأنفسهم.

@غير معرف: حياك الله، بخصوص المشاركة يمكن فعل ذلك يدوياً، في تويتر مثلاً يمكنك نسخ الرابط ووضعه هناك وتويتر سيختصر الرابط.

مبارك يقول...

الحقيقة اخوي عبدالله في فترة مضت كنا نعاني من هذا التعصب الأعمى في منتدى عرب هاردوير، تعصب يصل إلى حد لي الحقائق واستخدام عبارات رنانة لميدح منتد وازدراء منتج آخر، يعني مثلا يقولون (شركة نفيديا تنزل وحشها الكاسر) وتظن أنك في أدغال أفريقيا، فتفاجئة ببطاقة شاشة، وكان عندنا فريقان يتعاركان، الآن الوضع تحسن، والحقيقة أن التعصب قد يبدأ بشخص غير منصف أو اثنين ما يلبث ان ينتشر.