الجمعة، 12 أغسطس 2011

عندما يكون الفائز خاسراً ... أفكار خضراء سريعة!

أتذكر أنني قرأت معلومة تقول أننا في الإمارات الأكثر استهلاكاً للماء والكهرباء ونحن من بين أكثر من ينتج النفايات كذلك، إن لم نكن الأكثر فنحن لا نبعد كثيراً عن المركز الأول أو الثاني في هذا السباق وهو سباق الأول فيه هو الخاسر، نحن نستهلك أكثر مما نحتاج وهذه مشكلة لأسباب من بينها أننا لا نستطيع أن نستمر في العيش بهذا الأسلوب، لا بد من تخفيض حجم استهلاكنا وهذا قد يعني في بعض الجوانب تغيير طريقة حياتنا وتغيير بعض ما اعتدنا عليه.

جزء من المشكلة هنا أننا نعرف جيداً عن هذا الإسراف يحتاج لحل وقد يتصرف بعضنا ويحاول أن يقلل الاستهلاك بأشكاله لكن هذا لا يكفي لأننا من ناحية لا نعرف من يفعل ماذا وتصبح الجهود فردية بدلاً من أن تكون جماعية وبالتالي يظن كل شخص أنه وحيد في محاولة تقليل الاستهلاك، من ناحية أخرى نحن لا نعرف كم ساهمنا في تقليل الاستهلاك فلا توجد أرقام تخبرنا أننا استهلكنا كذا وكذا بالأمس واليوم استهلكنا كذا وكذا، ما أريد أن أقوله هنا أن جزء من المشكلة يكمن في انعدام المعلومات وانعدام التواصل بين الناس في ما يتعلق بجهود تقليل الاستهلاك.

إن كنت تمارس أي نوع من تقليل الاستهلاك فمن المفيد أن تخبر الناس عن ذلك ... لا، دعني أعيد قول ذلك: من الواجب عليك أن تخبر الناس، بالحديث مباشرة مع الزملاء والأسرة، بالكتابة في توتر وفيسبوك ومدونتك، تسألني لماذا؟ ربما لن تسألني لكن دعني أخبرك قصة صغيرة.

اليابانيون كانوا قبل كارثة 11 مارس يستهلكون أقل بكثير مما نستهلك نحن في الإمارات، لا أذكر الأرقام هنا لكنني أذكر كيف أنها كانت مفاجأة لي لأنني كنت أظن اليابان تستهلك الكثير من الموارد، على أي حال، جاء زلزال مارس وموج تسونامي وتضررت محطة إنتاج الطاقة النووية وهكذا انخفضت مصادر إنتاج الكهرباء والحكومة اليابانية قررت كذلك إغلاق بعض المحطات النووية الأخرى للتأكد من سلامتها والتأكد من عدم تكرار كارثة فوكوشيما وطلبت من السكان تخفيض استهلاكهم للطاقة بنسبة 15%.

بدأت محطة NHK المحلية لديهم بعرض حالة الطاقة، كما لدينا ولديهم نشرة أو حالة الطقس أصبح لديهم نشرة الطاقة، مقطع قصير يعرض كم استهلك الناس من الطاقة خلال يومهم، هذا يشجع الناس على تقليل الاستهلاك وينبههم عندما يرتفع الاستهلاك.

الناس كذلك تحركوا من خلال تويتر خاصة - فايسبوك كما أعرف ليس مشهوراً بعد في اليابان - وبدأوا بتشجيع بعضهم البعض على توفير الطاقة ويتبادلون الأفكار، وطور أحدهم موقعاً للتنافس بين الناس والأسر على توفير الطاقة، أصبح الأمر لعبة تشجع الأسر على التنافس.

من طرق توفير الطاقة التي اتبعت:
  • تخفيض إضاءة الشاشات في المكاتب والشركات.
  • تقليل عدد المصابيح في الأسواق والمحلات، واستخدام السلالم بدلاً من السلالم المتحركة.
  • استخدام المراوح في المنازل ورفع درجة تبريد المكيف إلى 28 درجة، هذا يوفر نصف طاقة المكيف ويبقي البيت بارداً.
  • استخدام الشموع للإضاءة بدلاً من المصابيح، تصور عشاء على ضوء الشموع.
  • استخدام بطاريات قابلة للشحن وشحنها بطاقة الشمس، بعض المحلات مثل إيكيا وغيرها لدينا تبيع مصابيح تشحن بالشمس وكذلك تبيع أجهزة شحن البطارية بالشمس.
بالمناسبة، هذه الأفكار رأيتها في أحد برامج قناة NHK اليوم، ونتيجة لهذه الأفكار وغيرها تجنب الناس في اليابان انقطاع التيار الكهربائي وخفضوا استهلاكهم إلى النسبة المطلوبة وربما أكثر.

شخصياً بدأت منذ أربع أو خمس سنوات في وضع درجة تبريد المكيف إلى 27 درجة في الصيف وفي الليل أرفعها إلى 29، وعندما يعتدل الجو أتوقف عن استخدامه في الليل وأبقيه على 27 في النهار، وما بين منتصف شهر نوفمبر وربما إلى أبريل أتوقف عن استخدامه كلياً، نقطة ثانية هي أنني أغلق مصابيح الغرفة إلا عندما أحتاجها عند الكتابة مثلاً، سأستغني عنها قريباً بشراء مصباح يشحن بطاقة الشمس أو ربما أستخدم الشموع، أما الماء فأنا أحاول بقدر الإمكان أن أقلل من استهلاكه عند الوضوء والاستحمام وفي كل يوم أجد أنني أستهلك أكثر مما أحتاج فأحاول التقليل بأي طريقة، وفي المنزل أحاول دائماً إغلاق الإضاءة والمكيفات عندما لا يحتاجها أحد وهي الآن أصبحت هواية، كذلك بدأت أعود نفسي على تقليل استهلاكي للمنتجات، أصبحت أفكر أكثر وأكثر قبل شراء أي شيء وأحياناً أبحث عن بديل قبل الشراء فإن أفادني البديل لم أشتري شيئاً ووفرت على نفسي بعض المال.

ماذا عنك؟ أخبرني بما تفعله ... لو سمحت :-)

9 تعليقات:

آلاء يقول...

- إذا استخدمت الحاسوب للتحميل أخفض إضاءة الشاشة للسواد التام، إذا احتجته مفتوحاً أضعه على وضع الإسبات.
- أخفض إضاءة شاشة الهاتف أو أغلق شاشة الهاتف فور الانتهاء من استخدامه (للآيفون).
- أترك الماء يسخن في الشتاء قبل الاستحمام بربع ساعة ثم أغلقه، ولا أفتحه في الصيف.
- كمعلمة هناك في كل فصل إرشادات جميلة للطلبة على المقابس المتعددة للحفاظ على الطاقة من أجل الكون، وفي درس الحفاظ على البيئة (هدي الإسلام) يمكنك عرضت لهم هذا الفيديو http://youtu.be/oROsbaxWH0M وبدؤوا يغيرون العالم في خمس دقائق.

نحن شركاء في الكوكب، وفكرة الإسراف (بمجملها) فيما لا يستحق خيفة في ذهني جداً تأكلني بالذنب تتجسد فيه كشكل شخص يأكل العنب وهو مستلقي، وأتمنى أن أجدها في الآخرين.

شكراً لتدوينك.

مصر دلوقتي يقول...

مممممم.... في الحقيقة حتي الان لم افعل اي شيئ, بل لم اعرف شيئ من قبل عن تقليل الاستهلاك, في الحقيقة, سعيد اني قرأت هذا الموضوع المليئ بهذة الافكار الطيبة القابلة للتنفيذ, سأحاول تنفيذ بعض منها من الان فصاعدا.

غير معرف يقول...

ما افعله عكس ما تفعله أنت الآن مع الأسف ..أعلى درجات الأستهلاك لا أعلم لماذا لا استطيع تقليل الاستهلاك!!؟

جسري يقول...

الحمدلله، هذه المشكلة غير موجودة عندي، فأنا أقل فرد يستخدم ويستهلك في عائلتي (وربما في بلدي كلها!).
لتوضيح كلامي أكثر، هذه بعض النقاط:
ـــ أنا لا أقوم بشراء الملابس كثيراً، لدي بنطالان، وكنزتان، وحذاء وحيد، هكذا أقضي الصيف، وبالنسبة للشتاء نفس الأمر، ومع ذلك أرى أنني أستهلك الكثير من الملابس!
ـــ أنا لا أستخدم سوى حاسوب محمول واحد صغير، على الرغم من أنني أمتلك حاسوبان، ودائماً أبقي الإضاءة فيه على الثلث.
ـــ أحاول تخفيض أعداد الكتب في مكتبتي، وأستبدلها بالكتب الإلكترونية، وأنا غالباً لا أقرأ الكتب الورقية.
___ في الصيف، أستحم لمدة خمس دقائق على ماء فاترة، فنحن نضع خزان المياه على سطح المنزل، والشمس دائماً عليه، فهو ساخن دائماً.
ـــ أطفئ المصابيح أين ما ذهبت (الغير ضرورية).
ـــ أحاول استخدام الأبيال والشموع كلما أمكنني ذلك، ولو كان هناك لدينا مصابيح تعمل على طاقة الشمس، لما استخدمت الكهرباء من الأصل.
ـــ لا أستخدم سوى الباصات كوسائل نقل، فهي رخيصة، وتقلل من الازدحام، لأنها تنقل عشرات الأشخاص سوياً، وبهذا نساهم في التقليل من سيارات الأجرة ومصروفها من البنزين، والازدحام.
ـــ في منزلنا نضبط جهاز المكيف على الدرجة 25، ولا نشعله سوى أثناء النوم (صيفاً فقط).

هذا بعض ما أفعله، وأنا أرى أن هذا ممتاز بالنسبة لمحافظتي المشهورة بالاستهلاك الغير معقول.

Unknown يقول...

سبق أن شكلت فاتورة الكهرباء مشكلة كبيرة!
الحلول المتبعة:
- الاعتماد على الغاز بشكل كلي لتسخين الماء، عوض الكهرباء. هذه لوحدها خفضت نسبة لا يستهان بها من الكهرباء. الحل الأفضل والذي يتبعه أزيد من نصف سكان الحي هو استخدام ألواح الطاقة الشمسية لتدفئة الماء، بالنسبة لبيتنا هو حل غير عملي في الفترة الحالية لأن شبكة أنابيب المياه لم تبن لهذا الغرض من البداية (حل يستلزم بعض أشغال البناء).

- تغيير جميع المصابيح العادية بمصابيح اقتصادية Fluorescent lamp، وهي متوفرة باللون الأصفر والأبيض (الأبيض يصلح للمطبخ مثلا، والأصفر للمجالس).

- استعمال مؤقت للتحكم في الإضاءة، على سبيل المثال الدرج لا يستخدم إلا لدقائق معدودة، وبالتالي تضبط جميع مصابحه على مدة معينة (في بيتنا، 3 دقائق أظن)، بعدها ينقطع التيار لوحده (وبالتالي تجنب احتمال أن ينسى أحدهم المصباح مضاء).

- بالنسبة للحدائق والأماكن الخارجية (مدخل البيت مثلا)، تركيب مصابيح بمستشعر للحركة مع مؤقت، وبالتالي لحظة مرور أحدهم يضاء المصباح تلقائيا وبمجرّد توقف الحركة ينطفئ المصباح (نفس المستشعر الموجود في الأبواب الآلية للمراكز التجارية، في حال عدم توفر مستشعر مدمج بمصباح اصنعه بنفسك :)).

- هناك مصابيح تشحن نهارا بأشعة الشمس لتضاء تلقائيا ليلا، لحد الآن لم أجد مصابيح بجودة مناسبة في السوق المحلية.

وهذه تفاصيل صغيرة تساهم في خفض استهلاك الكهرباء:
- استخدام أجهزة كهربائية موفرة للطاقة، غالبا يتم الإشارة لها بحرف A (الحروف الموالية أكثر استهلاكا بشكل تزايدي).
- الشاشات المسطحة LCD (شاشة الحاسب، التلفاز..) تستهلك كهرباء أقل بكثير من الشاشات العادية (شاشة حاسبي 19" تستهلك 37 وات، 2 وات في وضع الاستعداد، 1 وات في وضع الوقوف. هناك شاشات تستهلك 10 وات في وضع الوقوف! طبعا قد تبدو 10 وات عددا صغيرا لكنها تساوي 87600 وات في السنة والشاشة لم تستخدم ولا مرة، أي ما يساوي تقريبا مصباح اقتصادي (أي 20 وات) مضاء 4 ساعات في اليوم لمدة 1000 يوم! احسبها لتتأكد.)
- استخدام درجة حرارة عادية لآلة تصبين الملابس (يجب مراجعة المسحوق المستخدم وكذلك خصائص الآلة).
- بالنسبة للشاحن (شاحن هاتف، كاميرا أو أي جهاز آخر) فهو يستهلك الكهرباء بدون توقف ما دام موصولا، لذا هناك شاحن ينفصل تلقائيا عن مصدر الكهرباء بعد مدة محددة (ثلاث ساعات مثلا)، وهي مدة كافية لشحن أي جهاز غالبا.
- بالنسبة للتكييف، لا تجربة لدي لأنني لا أستخدمه، ولا أحتاجه :) غطاء نباتي محيط بالبيت فعال في تعديل الجو، قرأت في مكان ما أن ظلال الأشجار لوحدها تساهم في خفض 40% من استهلاك المكيف للكهرباء! الوصفة الكاملة هي أن يكون البناء معزولا حراريا وبالتالي ينخفض استهلاك المكيف لدرجة كبيرة.
- بالنسبة للشموع فلا أنصح باستخدامها، قد تكون مصدر حريق في حال إهمالها (سقوطها سهوا على غطاء مثلا)، البديل هو مصابيح تعمل بالطاقة اليدوية (فعالة جدا في حال انقطاع التيار الكهربائي، لأنها لا تتوقف عن الإنارة ما دمت تحركها).
- بمناسبة الحديث عن انقطاع التيار الكهربائي، أنصح بتركيب مصابيح بها بطارية داخلية آلية الشحن، تضاء تلقائيا لحظة انقطاع التيار الكهربائي، وتدوم لساعات، لن تحس بفائدتها إلا يوم انقطاع التيار لأن البيت سيكون مضاء بالكامل، بعض الأنواع قابلة للنقل.

ممم، هذا ما لدي حاليا.
وكل عام وأنتم محافظون على موارد كوكبنا :)

غير معرف يقول...

مممم البلوق موضوعه جدا رائع لم استطع القراءة بدون ترك تعليق
يجب عليناجميعا التوفير في الاستهلاك (ماندري بكرا ايش يسير) !! على الاقل لو عودنا انفسنا اذا لاقدر الله حصل شي نمشي امورنا
المهم انا عن نفسي دائما اغلق المكيفات في الغرف الخالية
اغلق الابواب للغرف والصوالين عندما اجدها مفتوحة لتقليل الحرارة والحفاظ على هواء المكيفات
عندما استخدم اللاب توب او الايباد اغلق الاضاءة في الغرفة واضعف اضاءتهم لااضعف شي
فقط تقريبا!!
 سلمت يداك اخي

جسري يقول...

يبدو أن السيد محمد (من المغرب) لم يترك شيء.
سيد محمد نصائحك هذه تحتاج إلى سردها في موضوع منفصل، إنها جيدة جداً، وسأحاول تطبيق ما أستطيع عليه مم ذكرته، شكراً لك (عوضاً عن كاتب الموضوع :-)

عبدالله المهيري يقول...

@آلاء: بارك الله فيك، أفكار طيبة وشكراً على مقطع الفيديو، يستحق أن أشاهده مرة أخرى.

@مصر دلوقتي: حياك الله، لا تنسى أن تخبر الآخرين عندما تبدأ في تطبيقها.

@غير معرف: بل تستطيع، السؤال: هل تريد؟

@جسري: بعض سكان الوطن العربي محظوطون بوجودهم في مناخ معتدل أو بارد نسبياً، على أي حال، أفكار مفيدة، أتمنى أن تنقلها لغيرك.

@محمد من المغرب: ما شاء الله، لم تترك شيئاً لغيرك :-)

بالفعل عليك أن تضع كلامك في موضوع منفصل في مدونتك، فكرة استخدام مؤقت للتحكم باللإضاءة رأيتها مرة في التلفاز وأعجبتني حقاً، لا أدري أين يمكن أن اجدها هنا لكن سأبحث، أما الأشجار لتغطية المنازل فقد ذكرتني بأستاذ الاجتماعيات في المرحلة الابتدائية، سامحه الله، سخر مني عندما اقترحت الأشجار للتبريد، للأسف منزلنا محاط بالشوارع وممر صخري من جهة، لا يمكننا زرع أشجار حوله، أما داخل المنزل فقد زرعنا النخيل ووصل ارتفاعه للطابق الثاني الآن، وكذلك لدينا شجرة ليمون عالية وشجرة لوز ترتفع بسرعة.

أما الشموع فحقيقة أجدها مفيدة، المسئلة أن تضعها في مكان لا تتعرض فيه لأي حركة مفاجأة فلا توضع بجانب السرير مثلاً أو على الأرض بل في مكان بعيد عن ما يمكن أن يحترق، قليل من الحذر وستتجنب مشكلة الحرائق.

مصابيح الطوارئ مفيدة فعلاً، لدينا بعض منها قابل للنقل.

@غير معرف: بارك الله فيك، كما ترى التعليقات فيها الكثير من الأفكار المفيدة، أتمنى أن تستفيد منها وتنقلها للآخرين، ما تفعله يجب أن يفعله الآخرون كذلك، إغلاق المكيف وإغلاق الباب، هذا يوفر على المكيف عناء التبريد المستمر.

Unknown يقول...

قرأت هذا المقال لدى الأخ محمد غيبة مما حدى بي لكتابة مقال آخر منذ مدة... http://www.mhdzaherghaibeh.name/posts/if-the-money-is-yours-the-resources-is-not/

http://www.khawatery.co.cc/?p=351