بين حين وآخر أنقطع تماماً عن الشبكة وفي فترة الانقطاع ألتهم الكتب وأمارس ما يجعلني الحاسوب أنساه، المشي والحديث مع الناس، هذه المرة انقطعت عن الشبكة في أسوأ توقيت ممكن ففي اليوم التالي بدأت أحداث مصر وبدأت أتابع الجزيرة كل ليلة وشعرت بأنني عدت إلى الماضي فمتابعة الأخبار المهمة عبر الشبكة أصبحت أكثر فعالية وشمولية من متابعة فضائية واحدة حتى لو كانت الجزيرة.
أهم ما حدث في تونس ومن بعدها مصر هو كسر حاجز الخوف الذي كان يحكم الناس ويجعلهم يحجمون عن المطالبة بما هو حق لهم، المسئلة هنا ليست تبديل وجوه بوجوه ولا نظام بنظام بل تغيير واقع بآخر، الناس لن يطالبوا برحيل الرئيس إن حقق لهم الرئيس ما يريدونه، الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية وتوفر فرص عمل وتكافوء الفرص بين الناس، مضت 30 سنة والناس يجدون أنواعاً من الظلم وكل بقدر مكانته في المجتمع، هذا التفاوت والظلم كان ناراً تغلي والتظاهر كان الانفجار الذي سيأتي حتماً في يوم ما وقد جاء والنتيجة أمور تفرحنا وتحزننا.
ما أود الحديث عنه هو الغرب وبالتحديد وسائل الإعلام وحكومات الغرب، يبدو أن أمريكا لا تزال تشعر بالألم من ثورة إيران قبل 30 عاماً عندما سقط شاههم وجاء الخميني ولذلك تجد المعلقين يحذرون من وصول حكومة "إسلامية" على غرار ما حدث في إيران، وتجد المذيعين والمعلقين يحذرون من تكرار الأمر في مصر إما تلميحاً أو تصريحاً، الحكومة الأمريكية تشدد على انتقال سلمي متدرج للسلطة لكن لو فكرت بما يقولون ستجدهم يريدون إبقاء الأشياء كما هي وتغيير الوجوه فقط، لا يريدون وصول ما يسمونهم بالإسلاميين إلى السلطة، لا يريدون لعزيزتهم إسرائيل أن تتأثر سلباً بتغير الحكومة، لا يريدون لمصالحهم أن تتضرر بتغير الحكومة، هم يقولون: نريد الحرية والديموقراطية لمصر ما دام أنها تناسب مقياسنا.
نفس الأمر يتكرر في وسائل الإعلام الأمريكي، لا يسألون عن الضحايا في الميدان وعن ما فعله رجال الشرطة والبلطجية بل يسألون "ماذا سيحدث لإسرائيل؟" ويدورون حول نقطة واحدة وهي "خطر" وصول الإسلاميين إلى السلطة وكيف أن مصر ستعود للعصر الحجري إن حدث هذا وكيف أن مصلحة مصر - لاحظ مصلحة مصر - هي في انتقال سلمي متدرج للسلطة يضمن استبعاد العناصر غير المرغوب فيها.
الحياد الإعلامي الذي تدعيه بعض وسائل الإعلام ممارسته ما هو إلا أسطورة، الحياد أفهمه بأن تعطي نفس المساحة لكل رأي حتى تلك الآراء الغريبة أو الشاذة أو حتى المتطرفة الإرهابية، لكن ما يحدث وما رأيت أن قناة تدعي الاحتراف والحيادية لم تكن تعطي نفس المساحة لكل الآراء بل تستبعد بعضها وتهاجم بعضها وتعطي مساحة أكبر لبعضها وهكذا يتبين أنها لا تريد الحياد لأنها تتبنى وجهة نظر وتغطيتها متأثرة بهذه النظرة.
ثم ما قصة الإسلاميين هذه؟ أندونيسيا وماليزيا وتركيا كلها أمثلة على دول ينشط فيها الإسلاميون فلماذا يركز البعض على أمثلة سلبية؟ ثم أليس هؤلاء جزء من المجتمع؟ إن حاولت فئة استبعاد فئة أخرى فنحن لم نتعلم شيئاً، الإقصاء ومحاولة احتكار الحق مارسناه في مجتمعاتنا لعقود طويلة وقد جاء الوقت لنقول كفاية وإن لم نفعل سنبقى ندور في دائرة تعيسة خربة.
الأهم من ذلك أن يكون القرار في يد شعوبنا وألا يتدخل الأجنبي ليقرر ما يحقق مصلحته ولو كان على حساب الشعوب، مضى ما يزيد عن قرن ونصف وتدخل الأجنبي يزيدنا ضرراً على ضرر والأشد من ذلك وقوف بعض أناسنا مع هذا الأجنبي ضد شعوبهم، لا بد أن نكسر هذه الدائرة ونملك حق تقرير المصير بأيدينا، لا بد أن ندرك أن حكومة أمريكا وإعلامها لا يهتمان بالناس ولا بالديموقراطية ولا حقوق الإنسان ولا غير ذلك من الكلام الفارغ فكل ما يريدونه هو السيطرة والهيمنة وسيدوسون كل مبدأ وفضيلة لتحقيق ذلك والشواهد في التاريخ كثيرة.
أهم ما حدث في تونس ومن بعدها مصر هو كسر حاجز الخوف الذي كان يحكم الناس ويجعلهم يحجمون عن المطالبة بما هو حق لهم، المسئلة هنا ليست تبديل وجوه بوجوه ولا نظام بنظام بل تغيير واقع بآخر، الناس لن يطالبوا برحيل الرئيس إن حقق لهم الرئيس ما يريدونه، الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية وتوفر فرص عمل وتكافوء الفرص بين الناس، مضت 30 سنة والناس يجدون أنواعاً من الظلم وكل بقدر مكانته في المجتمع، هذا التفاوت والظلم كان ناراً تغلي والتظاهر كان الانفجار الذي سيأتي حتماً في يوم ما وقد جاء والنتيجة أمور تفرحنا وتحزننا.
ما أود الحديث عنه هو الغرب وبالتحديد وسائل الإعلام وحكومات الغرب، يبدو أن أمريكا لا تزال تشعر بالألم من ثورة إيران قبل 30 عاماً عندما سقط شاههم وجاء الخميني ولذلك تجد المعلقين يحذرون من وصول حكومة "إسلامية" على غرار ما حدث في إيران، وتجد المذيعين والمعلقين يحذرون من تكرار الأمر في مصر إما تلميحاً أو تصريحاً، الحكومة الأمريكية تشدد على انتقال سلمي متدرج للسلطة لكن لو فكرت بما يقولون ستجدهم يريدون إبقاء الأشياء كما هي وتغيير الوجوه فقط، لا يريدون وصول ما يسمونهم بالإسلاميين إلى السلطة، لا يريدون لعزيزتهم إسرائيل أن تتأثر سلباً بتغير الحكومة، لا يريدون لمصالحهم أن تتضرر بتغير الحكومة، هم يقولون: نريد الحرية والديموقراطية لمصر ما دام أنها تناسب مقياسنا.
نفس الأمر يتكرر في وسائل الإعلام الأمريكي، لا يسألون عن الضحايا في الميدان وعن ما فعله رجال الشرطة والبلطجية بل يسألون "ماذا سيحدث لإسرائيل؟" ويدورون حول نقطة واحدة وهي "خطر" وصول الإسلاميين إلى السلطة وكيف أن مصر ستعود للعصر الحجري إن حدث هذا وكيف أن مصلحة مصر - لاحظ مصلحة مصر - هي في انتقال سلمي متدرج للسلطة يضمن استبعاد العناصر غير المرغوب فيها.
الحياد الإعلامي الذي تدعيه بعض وسائل الإعلام ممارسته ما هو إلا أسطورة، الحياد أفهمه بأن تعطي نفس المساحة لكل رأي حتى تلك الآراء الغريبة أو الشاذة أو حتى المتطرفة الإرهابية، لكن ما يحدث وما رأيت أن قناة تدعي الاحتراف والحيادية لم تكن تعطي نفس المساحة لكل الآراء بل تستبعد بعضها وتهاجم بعضها وتعطي مساحة أكبر لبعضها وهكذا يتبين أنها لا تريد الحياد لأنها تتبنى وجهة نظر وتغطيتها متأثرة بهذه النظرة.
ثم ما قصة الإسلاميين هذه؟ أندونيسيا وماليزيا وتركيا كلها أمثلة على دول ينشط فيها الإسلاميون فلماذا يركز البعض على أمثلة سلبية؟ ثم أليس هؤلاء جزء من المجتمع؟ إن حاولت فئة استبعاد فئة أخرى فنحن لم نتعلم شيئاً، الإقصاء ومحاولة احتكار الحق مارسناه في مجتمعاتنا لعقود طويلة وقد جاء الوقت لنقول كفاية وإن لم نفعل سنبقى ندور في دائرة تعيسة خربة.
الأهم من ذلك أن يكون القرار في يد شعوبنا وألا يتدخل الأجنبي ليقرر ما يحقق مصلحته ولو كان على حساب الشعوب، مضى ما يزيد عن قرن ونصف وتدخل الأجنبي يزيدنا ضرراً على ضرر والأشد من ذلك وقوف بعض أناسنا مع هذا الأجنبي ضد شعوبهم، لا بد أن نكسر هذه الدائرة ونملك حق تقرير المصير بأيدينا، لا بد أن ندرك أن حكومة أمريكا وإعلامها لا يهتمان بالناس ولا بالديموقراطية ولا حقوق الإنسان ولا غير ذلك من الكلام الفارغ فكل ما يريدونه هو السيطرة والهيمنة وسيدوسون كل مبدأ وفضيلة لتحقيق ذلك والشواهد في التاريخ كثيرة.
12 تعليقات:
لم يشدني موضوع التدوينة بقدر ماشدني ابتعادك عن التقنية بشكل دوري ، فضولي يدفعني إلى سؤالك عن سبب ذلك ونتائجه (إن لم يكن ذلك أمراً شخصياً)
جيد جدا
كما ذكرت أستاذ.. المشكلة ليست في الحكومات الإسلامية في حذ ذاتها .. بل في الصورة التي يحاول الغرب نشرها .. بالفعل لا مشكلة حتى الأن مع الحكومات الإسلامية واقعيا .. لكن الغرب تتهمها بالتطرف و تنعتها بالخطيرة . على من ؟ عليها بالطبع ، لأنها لا تخدم مصالحهم .. بل مصالح الشعب.
بوركت على هذا الطرح المميز .. تحياتي
عندما تتكلم في السياسة فأنت تقول كلام جميلاً
أثابك الله على كلمة الحق هذه وشكرا أنك لم تخذل متابعيك
سلامي لك
@محمد الصويغ: سأجيب في موضوع لاحق غداً إن شاء الله.
@Admin: شكراً.
@لطيفة شكري: بعد سقوط الاتحاد السوفيتي بحث مفكرون وكتاب غربيون عن موضوع العدو التالي، ما هو التهديد التالي بعد الشيوعية؟ وجدوا ظالتهم في الإسلام لأنه كما يقول بعضهم عصي على التغيير ولأنه له أسس مختلفة عن الحضارة الغربية ويصعب السيطرة عليه، وقد حدث التغيير فعلاً في سياسات الغرب وفي كلامهم وكتبهم، لذلك ما هو إسلامي هو تهديد لهم، أو هم يرونه كذلك.
@عطا الله: بارك الله فيك، أكره الحديث في السياسة لكن الأحداث تجبرني على الكتابة.
من أصدق ماقرأت
في الأزمة الحالية
بوركت..
نتمنى ان نرى مصر مثل تركيا او اندونسيا لكن امر فيه الجيش المصري و اسرائيل وامريكا والغرب عموما واغلب الانظمة العربية
احسنت..
كأنك تقول ما في خاطري
متابع لك
"ثم ما قصة الإسلاميين هذه؟"
الحكم الإسلامي قد يؤدي إلى انتهاك حقوق غير المسلمين فمثلا حدث العديد من الإعتداء في كنائس الأقباط من قبل بعض المسلمين في مصر ولكن وسائل الإعلام لم تنقل الحدث بشكل وافي..
فهذا الحدث ماهو إلا إشعار مبكر بماذا سيحدث لو أصبحت مصر دولة إسلامية بالضبط مثل السعودية وبعض دول الخليج فهل سيتم السماح لوجود كنائس الأقباط؟
مصر بالضبط هي كتركيا وماليزيا واندونيسيا فوجود الحكم العلماني هو أمر أساسي والحكم يجب أن يكون تحت ظل الوطن والأخوة العربية وليس تحت أي دين
فلو كانت مصر مسيحية سينتهك حق المسلمين ولو كانت دولة شيعية سينتهك حق السنة ولو كانت دولة سنية سينتهك حق الشيعة الخ...
أخي عبدالله ثق تماما بأن الحكم الحيادي والتعليم الحيادي يضع حدا للتوترات والإختلاف
فلو قام كل إنسان بتعليم أبناءه في المنزل بأن المسيحي هو أخ له وأن عليه احترامه
ولو قام كل إنسان آخر بتعليم أبناءه بأن المسلم هو أخ له وعليه احترامه
قصة الإسلاميون هي نفس قصة المسيحيون والارثودكسيون وغيرهم
أنهم يرودون الأصولية ونبذ غيرهم
رائع
اتمنى من كل قلبي أن يحكم مصر الاسلاميين كما تسميهم الاخت أمريكا وأبنت عمها إسرائيل
هم لايريدون إلى مصلحتهم ...
صدقت جزاك الله خير
@غير معرف: تقول "قد يؤدي إلى انتهاك حقوق غير المسلمين" وأقول لك قد لا يؤدي لذلك، في تاريخ الإسلام أمثلة كثيرة لمراعاة حقوق الأقليات، وفي بلداننا المسلمون السنة هم الأكثرية وحكمهم لبلادهم هو حق لهم ولا يعني ذلك بالضرورة ظلم الأقليات، ثم أنت تعمم في آخر سطر في ردك والتعميم خطأ في التفكير ولست مؤمناً بأن التعليم الحيادي سيضع حداً للتوترات، تعليم احترام الآخرين هو ما سيضع حداً للتوترات.
@حلم: لا يهم من يحكم، المهم العدل للجميع واحترام كرامة الناس على اختلافهم، وإياك جزى الله خيراً.
(( الإسلامي قد يؤدي إلى انتهاك حقوق غير المسلمين فمثلا حدث العديد من الإعتداء في كنائس الأقباط من قبل بعض المسلمين في مصر ولكن وسائل الإعلام لم تنقل الحدث بشكل وافي))
هذه الكنائس كانت موجودة وبقيت خلال الفتح الإسلامي، والإسلام حافظ عليها، أما الاعتداء فمن المعلوم أن اعتدائات الأقباط أشد، أما موضوع الكنيسة القبطية فاعجب بعدك عن الإعلام لدرجة أنك تدعي بأن وسائل الأعلام لم تنقل الحدث بشكل وافي، بل نقلتها وتكلم فيها كثيرون، لا أدري هل لديك أصلا تلفاز؟
ثم إنه تم توجيه اتهاج لوزير الداخلية المصري حبيب العادلي الذي يحارب الإسلاميين بأنه هو من أمر بالتفجير، الحقيقة أنت تعيش في عالم آخر.
اذا حكم الإسلام مصر فلن يتأذى الأقباط.
ثم لماذا تدعي أنه لا توجد كنائس في الخليج، تعالى زور الإمارات وتحديدا خلف الإدارة العامة للهجرة والجنسية شوف كم كنيسة خلفها، كم كنيسة تحيط بمسجد الشيخ محمد بن زايد... اعجب منك ومن جرأتك في الحديث عن موضوع لا تعرف عنه شيئا.
عموما لا ألومك لأنك حتما غير مسلم، ليس هناك "مسلم" يقول "لا نريد الحكم الإسلامي"، الحكم الإسلامي يضمن العدل والمساواة بين أفراد الشعب، بدل من أن يتسلط عليك شخص ظالم.
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.