الكتابة في بعض الأحيان تكون عملية استكشاف، اكتب لكي تتعلم وتحاول ترتيب أفكارك وهذا ما سأفعله هنا، الموضوع سيكون طويلاً وفي الغالب غير مفيد.
(1)
جددت صفحة موقع سردال، إن لم تظهر لك صورة فواكه فاضغط على CTRL+F5 لتظهر لك الصفحة الجديدة، أعلم أن عينيك وقعت أول شيء على صورة الخلفية، صورة غريبة عني فأنا أحب البساطة ومثل هذه الصورة المزدحمة بالألوان والتفاصيل لا تناسبني، مع ذلك وضعتها فقط لأنني لم أفعل ذلك سابقاً ولأنني أريد تجربة شيء مختلف، هل سينتبه الناس إلى أنني أعلن أن الموقع سيعود في يوم محدد؟ ربما انتبهوا، لكن من ردود الفعل في تويتر معظم الناس علقوا على صورة الفواكه.
(2)
منذ أيام وأنا أفكر في موضوع العواطف في التصميم، في السنوات السابقة كنت أركز على فعالية التصميم لكن وصلت لمرحلة أجد فيها أن التركيز على الفعالية أو الإنتاجية فقط قد يصل بنا إلى نتيجة كئيبة، نعم فعالة ومنتجة لكن ليس فيها حياة، ونحن أناس لدينا مشاعر ولسنا آلات وبالتالي نسيان نقطة المشاعر هذه أو تجاهله خطأ يجب ألا يقع فيه أحد.
الحياة في المواقع كما يصفها البعض هي إضافة شيء متحرك، دعوني أذكر بأنني ضد إضافة شيء متحرك في المواقع، القاعدة لدي هي التالي: أي شيء متحرك في الموقع يجب أن يحذف أو يحول لشيء ثابت ما لم يقم دليل على فائدة الحركة والفائدة يجب أن تكون عملية لا جمالية.
أشدد على نقطة أن الحركة يجب أن تكون لفائدة عملية لا جمالية، لكن ماذا عن الأشياء الأخرى؟ الألوان مثلاً، يمكن إضافة كثير من الحياة لأي موقع باختيار ألوان مناسبة للموقع، الأخضر بتدرجاته مثلاً يرمز للبداية، الطبيعة والنمو وهو لون مريح للعين والنفس، الأصفر والأحمر وما بينهما ألوان الشغف، الطاقة والإيجابية، والأحمر أيضاً قد يرمز للعنف والغضب وفي الصين الأحمر لون حسن الحظ، أما الأصفر فهو لون الفرح والبعض يعتبره لون الجبناء!
في سنوات مضت قلت بأن الألوان الأفضل هي الأسود للنص والأبيض لخلفية النص وأن هذا هو أفضل خيار للقراءة، لكن الآن أجد أن اختيار ألوان أخرى ليس فقط أمر جميل بل مطلب مهم، ما المشكلة في موقع باللون الأخضر الفاتح ونص بالأخضر الغامق؟ التباين سيكون كافياً للقراءة بشكل مريح.
(3)
غرفتي مرتبة ونظيفة وعملية لكن أتفق مع أختي، غرفتي كئيبة، مشكلتي مع الزينة أنني أصاب بالملل منها سريعاً لذلك لم أضع شيئاً منها، وهذا يتكرر حتى في سطح المكتب في حاسوبي فأي صورة سطح مكتب لا يمكنها أن تبقى سوى أيام قليلة قبل أن أستبدلها أو أعود إلى اللون الأزرق.
يمكن إضافة شيء من الجمال بوضع الزهور مثلاً، زهور طبيعية ستبقى لأسبوع أو أسبوعين، شكلها جميل ورائحتها زكية ويمكن استبدالها بين حين وآخر، هذا حل سأطبقه قريباً بإذن الله، منذ سنوات وأنا أرى الزهور في عدة محلات ولم أفكر أبداً بكونها وسيلة لإضافة شيء من الحياة للغرفة.
الوسيلة الثانية هي توكونوما، سبق أن تحدث عنها في مدونة الطريق الأبسط.
(4)
البريد نعمة ونقمة، باب الفرص والجحيم، البريد مثل لعبة تيترس، ستخسر في النهاية ... دائماً، لذلك هناك نقاش كثير حول البريد الإلكتروني، هناك من أعلن إفلاسه وتخلى عن البريد كلياً أو عين موظفاً لمتابعة البريد، هناك آلاف المقالات وعشرات الكتب حول كيفية إدارة البريد الإلكتروني بفعالية لكن كلها بلا استثناء لن تفيدك عندما يصبح عدد الرسائل أكبر مما يتسع له وقتك.
برامج البريد تضع الخصائص التي تساعدك على تقليص الوقت الذي تقضيه في التعامل مع البريد، فتتخلص من البريد التافه أو السخام كما يسميه البعض، وتعطيك مرشحات لكي تتخلص من الرسائل المتكررة بتمريرها مباشرة إلى سلة المهملات أو ترد على بعضها بقوالب جاهزة، هناك البحث السريع، هناك اختصارات لوحة المفاتيح لكي تدير بريدك كالنينجا ... أو الساموراي!
جيميل يتميز بخاصية لم أجدها في أي خدمة أو برنامج بريد آخر، لا أتحدث عن الخصائص العملية فكلها لا تهمني في هذا الموضوع بل الخاصية التي أتحدث عنها غير مفيدة بأي شكل ولا تساعدك على التعامل مع البريد.
في جيميل يمكنك اختيار تصميم واجهة البريد، إذهب إلى قسم الإعدادات (Settings) ثم إلى قسم المظاهر (Themes) وستجد عدداً من التصاميم لجيميل، بعضها يغير الألوان وبعضها يضيف صوراً أو رسومات، ما يهمني منها هو تصميم سمي بالعربية المقهى وبالإنجليزية Tea House، هذا التصميم يتغير بمرور اليوم، كل ساعتين هناك شيء جديد، الثعلب صاحب بيت الشاي يؤدي أنشطة مختلفة بحسب الوقت، في الصباح الباكر يمارس الرياضة، بعد ذلك ينسق الزهور، في منتصف اليوم يتناول الغداء في بيته وهكذا تتغير الصورة كل ساعتين، عندما أزور جيميل فأول شيء أفعله هو رؤية ما يفعله الثعلب، لا الرسائل الجديدة ولا الرسائل التي تحتاج رداً، بل الثعلب!
هذه لمسة جمالية، هذه عاطفة في التصميم، هذا شيء يضيف حياة لشيء بارد بلا روح، أتمنى من مصممي المواقع أن يتعلموا من هذا الثعلب، كما أتمنى لو أن هناك شيء مماثل للحاسوب بدلاً من صور سطح المكتب الثابتة، تصور مثلاً شخصية ظريفة تفعل أشياء مختلفة بحسب الوقت وحسب الشهر، فمثلاً الشخصية تصوم في رمضان! فتراه يتسحر وقت السحور ويفطر في وقت الفطور ويذهب للمسجد في وقت الصلاة ... هل ذهبت بعيداً في أفكاري؟ كلا، تصور تأثير هذه الشخصية الإيجابي على الناس وخصوصاً الأطفال.
وبالمناسبة صفحة غوغل الرئيسية يمكنها أن تستخدم قوالب عدة، المفضلة لدي:
تغير الألوان والأشكال بحسب الوقت أو المناسبة يضيف بعض الروح للأشياء الثابتة الباردة، انظر مثلاً إلى شعارات غوغل المختلفة، تجد بعض المواقع والمدونات تكتب عنها وهناك نقاشات تدور حولها مع أنها مجرد رسومات عادية لكن من الواضح أن لها تأثيراً، فمثلاً إن احتفلت غوغل باليوم الوطني لبلد ما ستجد بعض مواطني هذا البلد يفخرون بذلك: غوغل تحتفل باليوم الوطني لبلادنا.
(5)
التصميم مر بتغيرات كثيرة وله مدارس مختلفة وفلسفات مختلفة، أعجب حقاً من التفاصيل التي يستطيع التحدث عنها المصممون وكيف يربطون بين السياسة والاقتصاد والتقنية وتطوير المجتمعات، كل هذا قد يتحدث عنه المصمم وهو يمسك في يده بإبريق شاي!
هناك تيار في عالم التصميم يفضل البساطة في كل شيء، في التفاصيل، الألوان، الزخارف وبسبب هذا التيار نرى منتجات بسيطة وخالية من التعقيد بقدر الإمكان وتقدم من الخصائص ما يكفي، من ناحية أخرى البعض يرى أن التبسيط يجعل الأشياء بلا روح ويعقد الأمور بدلاً من تبسيطها لذلك هناك تيار يرى أن التعقيد ليس بالضرورة تعقيد بل قوة تحتاج أن يتعلمها المرء لكي يتحكم بالأشياء ويخرج بنتيجة مفيدة.
نحن بحاجة للموازنة بين التيارين، المسئلة هنا ليست اختيار هذا التيار أو ذاك بل اختيار ما يناسبنا، ونحن بشكل ما كلنا مصممون من ناحية أن لدينا أفكار لتحسين الأشياء بتفاصيلها الدقيقة وهذا ما يفعله المصممون لكن الفرق أن هذا عملهم وشغفهم، الاهتمام بالتفاصيل.
(6)
مفهوم الجمال في اليابان يختلف عن مفهومه في الدول الأخرى، الياباني لا يرى الجمال في اللوحات والزينة بل في وظائف الأدوات والأشياء التي يستخدمها كل يوم، الياباني لا يريد الأدوات التي تتميز عن بيئتها وتبدو واضحة بل يريد كل أداة أن تندمج في محيطها وتكون قطعة في بيئة متجانسة، وبالطبع لا يعني هذا أن الياباني لا يحب اللوحات والزينة بل هم يضعونها في منازلهم ومؤسساتهم وهي بدورها تخضع لقاعدة التجانس، قد تكون متميزة لكن يجب ألا تكون صارخة.
هذه الفلسفة تجد أثرها في أدوات كثيرة مثل السكاكين مثلاً، السكين اليابانية تحوي مقبضاً مستقيماً لأن مستخدم السكين مثل معد السوشي يفخر بأنه يستطيع استخدام هذه الأداة بفعالية، بينما في الغرب السكين تصمم لكي تتوافق مع قبضة اليد ويكون تصميمها انسيابياً مريحاً وقد يكون شكلها مميزاً وواضحاً في بيئة المطبخ وهذا ما لا يريده الفرد الياباني.
(7)
ما هي فائدة كل هذا الكلام؟ لا أدري حقيقة، لا زلت أحاول تجميع الأفكار وفهمها للخروج بنتيجة، لذلك حذرت في أول الموضوع بأنه لن يكون مفيداً.
(1)
جددت صفحة موقع سردال، إن لم تظهر لك صورة فواكه فاضغط على CTRL+F5 لتظهر لك الصفحة الجديدة، أعلم أن عينيك وقعت أول شيء على صورة الخلفية، صورة غريبة عني فأنا أحب البساطة ومثل هذه الصورة المزدحمة بالألوان والتفاصيل لا تناسبني، مع ذلك وضعتها فقط لأنني لم أفعل ذلك سابقاً ولأنني أريد تجربة شيء مختلف، هل سينتبه الناس إلى أنني أعلن أن الموقع سيعود في يوم محدد؟ ربما انتبهوا، لكن من ردود الفعل في تويتر معظم الناس علقوا على صورة الفواكه.
(2)
منذ أيام وأنا أفكر في موضوع العواطف في التصميم، في السنوات السابقة كنت أركز على فعالية التصميم لكن وصلت لمرحلة أجد فيها أن التركيز على الفعالية أو الإنتاجية فقط قد يصل بنا إلى نتيجة كئيبة، نعم فعالة ومنتجة لكن ليس فيها حياة، ونحن أناس لدينا مشاعر ولسنا آلات وبالتالي نسيان نقطة المشاعر هذه أو تجاهله خطأ يجب ألا يقع فيه أحد.
الحياة في المواقع كما يصفها البعض هي إضافة شيء متحرك، دعوني أذكر بأنني ضد إضافة شيء متحرك في المواقع، القاعدة لدي هي التالي: أي شيء متحرك في الموقع يجب أن يحذف أو يحول لشيء ثابت ما لم يقم دليل على فائدة الحركة والفائدة يجب أن تكون عملية لا جمالية.
أشدد على نقطة أن الحركة يجب أن تكون لفائدة عملية لا جمالية، لكن ماذا عن الأشياء الأخرى؟ الألوان مثلاً، يمكن إضافة كثير من الحياة لأي موقع باختيار ألوان مناسبة للموقع، الأخضر بتدرجاته مثلاً يرمز للبداية، الطبيعة والنمو وهو لون مريح للعين والنفس، الأصفر والأحمر وما بينهما ألوان الشغف، الطاقة والإيجابية، والأحمر أيضاً قد يرمز للعنف والغضب وفي الصين الأحمر لون حسن الحظ، أما الأصفر فهو لون الفرح والبعض يعتبره لون الجبناء!
في سنوات مضت قلت بأن الألوان الأفضل هي الأسود للنص والأبيض لخلفية النص وأن هذا هو أفضل خيار للقراءة، لكن الآن أجد أن اختيار ألوان أخرى ليس فقط أمر جميل بل مطلب مهم، ما المشكلة في موقع باللون الأخضر الفاتح ونص بالأخضر الغامق؟ التباين سيكون كافياً للقراءة بشكل مريح.
(3)
غرفتي مرتبة ونظيفة وعملية لكن أتفق مع أختي، غرفتي كئيبة، مشكلتي مع الزينة أنني أصاب بالملل منها سريعاً لذلك لم أضع شيئاً منها، وهذا يتكرر حتى في سطح المكتب في حاسوبي فأي صورة سطح مكتب لا يمكنها أن تبقى سوى أيام قليلة قبل أن أستبدلها أو أعود إلى اللون الأزرق.
يمكن إضافة شيء من الجمال بوضع الزهور مثلاً، زهور طبيعية ستبقى لأسبوع أو أسبوعين، شكلها جميل ورائحتها زكية ويمكن استبدالها بين حين وآخر، هذا حل سأطبقه قريباً بإذن الله، منذ سنوات وأنا أرى الزهور في عدة محلات ولم أفكر أبداً بكونها وسيلة لإضافة شيء من الحياة للغرفة.
الوسيلة الثانية هي توكونوما، سبق أن تحدث عنها في مدونة الطريق الأبسط.
(4)
البريد نعمة ونقمة، باب الفرص والجحيم، البريد مثل لعبة تيترس، ستخسر في النهاية ... دائماً، لذلك هناك نقاش كثير حول البريد الإلكتروني، هناك من أعلن إفلاسه وتخلى عن البريد كلياً أو عين موظفاً لمتابعة البريد، هناك آلاف المقالات وعشرات الكتب حول كيفية إدارة البريد الإلكتروني بفعالية لكن كلها بلا استثناء لن تفيدك عندما يصبح عدد الرسائل أكبر مما يتسع له وقتك.
برامج البريد تضع الخصائص التي تساعدك على تقليص الوقت الذي تقضيه في التعامل مع البريد، فتتخلص من البريد التافه أو السخام كما يسميه البعض، وتعطيك مرشحات لكي تتخلص من الرسائل المتكررة بتمريرها مباشرة إلى سلة المهملات أو ترد على بعضها بقوالب جاهزة، هناك البحث السريع، هناك اختصارات لوحة المفاتيح لكي تدير بريدك كالنينجا ... أو الساموراي!
جيميل يتميز بخاصية لم أجدها في أي خدمة أو برنامج بريد آخر، لا أتحدث عن الخصائص العملية فكلها لا تهمني في هذا الموضوع بل الخاصية التي أتحدث عنها غير مفيدة بأي شكل ولا تساعدك على التعامل مع البريد.
في جيميل يمكنك اختيار تصميم واجهة البريد، إذهب إلى قسم الإعدادات (Settings) ثم إلى قسم المظاهر (Themes) وستجد عدداً من التصاميم لجيميل، بعضها يغير الألوان وبعضها يضيف صوراً أو رسومات، ما يهمني منها هو تصميم سمي بالعربية المقهى وبالإنجليزية Tea House، هذا التصميم يتغير بمرور اليوم، كل ساعتين هناك شيء جديد، الثعلب صاحب بيت الشاي يؤدي أنشطة مختلفة بحسب الوقت، في الصباح الباكر يمارس الرياضة، بعد ذلك ينسق الزهور، في منتصف اليوم يتناول الغداء في بيته وهكذا تتغير الصورة كل ساعتين، عندما أزور جيميل فأول شيء أفعله هو رؤية ما يفعله الثعلب، لا الرسائل الجديدة ولا الرسائل التي تحتاج رداً، بل الثعلب!
هذه لمسة جمالية، هذه عاطفة في التصميم، هذا شيء يضيف حياة لشيء بارد بلا روح، أتمنى من مصممي المواقع أن يتعلموا من هذا الثعلب، كما أتمنى لو أن هناك شيء مماثل للحاسوب بدلاً من صور سطح المكتب الثابتة، تصور مثلاً شخصية ظريفة تفعل أشياء مختلفة بحسب الوقت وحسب الشهر، فمثلاً الشخصية تصوم في رمضان! فتراه يتسحر وقت السحور ويفطر في وقت الفطور ويذهب للمسجد في وقت الصلاة ... هل ذهبت بعيداً في أفكاري؟ كلا، تصور تأثير هذه الشخصية الإيجابي على الناس وخصوصاً الأطفال.
وبالمناسبة صفحة غوغل الرئيسية يمكنها أن تستخدم قوالب عدة، المفضلة لدي:
تغير الألوان والأشكال بحسب الوقت أو المناسبة يضيف بعض الروح للأشياء الثابتة الباردة، انظر مثلاً إلى شعارات غوغل المختلفة، تجد بعض المواقع والمدونات تكتب عنها وهناك نقاشات تدور حولها مع أنها مجرد رسومات عادية لكن من الواضح أن لها تأثيراً، فمثلاً إن احتفلت غوغل باليوم الوطني لبلد ما ستجد بعض مواطني هذا البلد يفخرون بذلك: غوغل تحتفل باليوم الوطني لبلادنا.
(5)
التصميم مر بتغيرات كثيرة وله مدارس مختلفة وفلسفات مختلفة، أعجب حقاً من التفاصيل التي يستطيع التحدث عنها المصممون وكيف يربطون بين السياسة والاقتصاد والتقنية وتطوير المجتمعات، كل هذا قد يتحدث عنه المصمم وهو يمسك في يده بإبريق شاي!
هناك تيار في عالم التصميم يفضل البساطة في كل شيء، في التفاصيل، الألوان، الزخارف وبسبب هذا التيار نرى منتجات بسيطة وخالية من التعقيد بقدر الإمكان وتقدم من الخصائص ما يكفي، من ناحية أخرى البعض يرى أن التبسيط يجعل الأشياء بلا روح ويعقد الأمور بدلاً من تبسيطها لذلك هناك تيار يرى أن التعقيد ليس بالضرورة تعقيد بل قوة تحتاج أن يتعلمها المرء لكي يتحكم بالأشياء ويخرج بنتيجة مفيدة.
نحن بحاجة للموازنة بين التيارين، المسئلة هنا ليست اختيار هذا التيار أو ذاك بل اختيار ما يناسبنا، ونحن بشكل ما كلنا مصممون من ناحية أن لدينا أفكار لتحسين الأشياء بتفاصيلها الدقيقة وهذا ما يفعله المصممون لكن الفرق أن هذا عملهم وشغفهم، الاهتمام بالتفاصيل.
(6)
مفهوم الجمال في اليابان يختلف عن مفهومه في الدول الأخرى، الياباني لا يرى الجمال في اللوحات والزينة بل في وظائف الأدوات والأشياء التي يستخدمها كل يوم، الياباني لا يريد الأدوات التي تتميز عن بيئتها وتبدو واضحة بل يريد كل أداة أن تندمج في محيطها وتكون قطعة في بيئة متجانسة، وبالطبع لا يعني هذا أن الياباني لا يحب اللوحات والزينة بل هم يضعونها في منازلهم ومؤسساتهم وهي بدورها تخضع لقاعدة التجانس، قد تكون متميزة لكن يجب ألا تكون صارخة.
هذه الفلسفة تجد أثرها في أدوات كثيرة مثل السكاكين مثلاً، السكين اليابانية تحوي مقبضاً مستقيماً لأن مستخدم السكين مثل معد السوشي يفخر بأنه يستطيع استخدام هذه الأداة بفعالية، بينما في الغرب السكين تصمم لكي تتوافق مع قبضة اليد ويكون تصميمها انسيابياً مريحاً وقد يكون شكلها مميزاً وواضحاً في بيئة المطبخ وهذا ما لا يريده الفرد الياباني.
(7)
ما هي فائدة كل هذا الكلام؟ لا أدري حقيقة، لا زلت أحاول تجميع الأفكار وفهمها للخروج بنتيجة، لذلك حذرت في أول الموضوع بأنه لن يكون مفيداً.
12 تعليقات:
موضوع جميل ورائع
وأراه مفيد جداً ( ربما لأني عاطفية ) شكراً لك
إضافة عنصر العاطفه مع البساطة شي مهم جداً أن نتذكره
بوركت أخي
بالحديث عن التصميم :
بسيط لا يساوي قبيح ، مدونتك بسيطة ولكن قبيحة D-:
لكن ماذا نفعل إذا كانت تعجبك هكذا /:
المهم حركات بسيطة يمكن أن تنعش اي تصميم و تدخل "العاطفة" عليه:
http://twitpic.com/330qdd/full
موضوع يخلي اللي ما عمره حس يحس
ما شاء الله عليك والله يزيدك رهافة في الإحساس
كن سخياً مع نفسك بتجربة كلما تريده حتى لو لفترة بسيطة
وفي النهاية اعمل ما ترتاح له نفسك
الله يوفقك وين ما كنت
نعم ياصديقي نحن بشر ولسنا آلات
كان المسيري يردد دائماً في نقده للمادية بأن الإنسان كائن مركب
تذكر دائماً : الإنسان كائن مركب
الإنسان كتلة من العواطف صديقي :)
أحببت العشوائية في هذه التدوينة :)
العاطفة شعور جميل ،
بالمناسبة ، عندما دخلت موقع سردال خُيل لي أنه ليس لأستاذنا المهيري P:
دمتَ كما تحب :)
أحب صراحتك في طرح التدوينات، أشعر أنها من القلب، التدوينة مميزة جداً و جميلة، بغض النظر عن أن صورة الفواكه لم تعجبني :P كان بالإمكان إستعمال صورة مشابهة و لكن أمتع للعين قليلاً ...
مودتي و إحترامي.
اخذت دورة في التصميم قبل بضعة أشهر لذلك انصحك بقراءة تاريخ الفن ومعاني الألوان
سوف تكتشف أن التصميم والألوان موجودة في الطبيعة
وهناك تصاميم وفنون ظهرت في دول وازمنة خاصة بها، وهناك الكثير من المعاني الجميلة والتأثيرات التي تنعكس على الإنسان وتؤثر فيه من خلال الألوان والتصميم.
أيضا هناك قواعد واساسيات في التصميم ساعدتني كثيرا في فهم اعمق لقابلية الإستخدام.
بالنسبة لتصميم المواقع حسب علمي بقابلية الإستخدام المواقع التي يقضي الزائر فيها وقت طويل يجب أن تزيد من تفاعلها مع المستخدم مثل البريد ومواقع الخدمات الإجتماعية.
تصاميم الغرف والمكاتب يعجبني تصاميم والوان ايكيا
بس المشكلة لما يكون غرفة النوم نفسها مكتب
كيف توازن بين هدوء غرفة النوم ونشاط غرفة المكتب اعاني من نفس المشكلة.
جميلة هذه العشوائية
استفدت مما تكتب يبدو أني سأخصص تدوينة
لمثل هذه الأفكار العشوائية المفيدة
شكرًا لك
قد يكون تعليقي خارج عن الموضوع ولكن كنت اتابع مدونتك هنا وهناك وبعد ذلك لم اجدها موجودة علي الصفحة الرئيسية في موقع سردال فكيف استطيع الوصول لها?
@blue apple: شكراً جزيلاً.
@عبدو: أراها أصبحت أكثر بشاعة :-)
@غير معرف: صدقت، التجربة لن تكلف شيئاً.
@غير معرف: رحمة الله على المسيري.
@Thabet: صحيح.
@تونا جاوية: هذا ما أردته، أن أجرب شيئاً لم أجربه من قبل.
@حسن يحيى: بارك الله فيك.
@أسامة يونس: هل من تفاصيل حول الدورة؟ أقرأ بالتدريج عن التصميم والألوان وغير ذلك مما يتعلق بالتصميم، أما سؤالك حول التوازن بين الغرفة والمكتب فهذا ما أبحث عن حل له أيضاً.
@نوفه: حياك الله.
@karim: تجدها هنا: http://abdulla79.tumblr.com/
عجبني موضوع اليابان ، البلد هذه أصبحت تثير اعجابي بعاداتها و تقاليدها
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.