مشاركة من الأخ د. محسن النادي
يبدو ان الاخ عبد الله المهيري سوف يعشق الهند ويذوب في غرام طبيعتها ,فقد يفكر يوما ان يستقر بها او ان يجعلها مقصده كلما ضاقت به الدنيا من حوله, بناء على دعوة كريمة منه اتابع سرد بعضا من ذكرياتي في الهند حيث تعلمت وعملت فيها ما بين العام 1989-1997.
لكي نفهم الهند يجب علينا فهم طبيعة الديانه التي تحكم الناس فالهندوكيه تتفرع منها واليها ملايين المعتقدات ما بين المعقول واللامعقول, الا انها في اساسها تنبع تقريبا من اصل واحد فيقال ان اصلها التوحيد وتمت اضافه الكم الهائل لها من التفسير المنحرفه وبذلك وجدت الالهة والاصنام وتقديس الحيوانات وغيرها .... وقد جمعني موقف مع استاذ علوم السنسكريت وهي لغة الهند القديمه حيث اخبرني ان ذكر النبي محمد عليه السلام قد ورد في احد كتبهم المقدسه بالنص الصريح والتلميح وقال لولا خوفة على راسه لقام بنشر ابحاثه الى العالم اجمع.
ما يهمنا هو الديانة -ان صح تسميتها كذلك- الان تقوم على التفرقة الطبقيه حيث ينقسم المجتمع الى اربع طبقات كل منها يحوي الكثير من الفروع ايضا وهي باختصار:
فقط للعلم هنالك تمايز شديد بين هذه الطبقات فلا يحدث بينها مصاهره ولا علاقات اجتماعيه بالمعنى الذي نفهمه، وهي في الارياف اشد وضوحا منها في المدن ومن خلال خبرتي في الهند اقول ان الوضع يحتاج الى قرون لكي يصلح او ان يدخل عموم اهل البلاد في معتقد جديد.
اضافه للهندوكيه هنالك الجينيه ,البوذيه ,السيخ, وعبدة الاوثان، الهند بطبيعتها شبه قاره فهي تحوي الجبال ,السهول الخضراء,الصحراء القاحله والشواطيء الرائعه حيث تطل على بحر العرب ,خليج البنغال والمحيط الهندي لذلك تتنوع الاعراق فيها ولا يكاد يجمعها غير حبهم للفلفل وعملة الهند الروبيه فلا تاريخ ولا لغة مشتركة او عادات وتقاليد تحكمهم والمفارقات فيها لا تنتهي فتجد ان اول حزب شيوعي حكم ولايه كان في الهند في انتخابات حرة ونزيه وبدون انقلاب دموي .
للعرب والمسلمين دور بارز في نهضة الهند ويمكن ان نجمل التاثير بامرين الفتوحات من الشمال واغلبها قام بها المغول واشهر قوادهم الغزنوي ومن ثم اورانكزيب الذي يعتبر الخليفه السادس من ورعه وزهدة وتقواه ....ولعل السلطان تيبو اول من تنبة الى خطر الانجليز فحاربهم بلا هواده والثاني عن طريق التجار خاصه في الجنوب حيث تجد اصول لقرى تعود للعرب وتستدل عليهم من مظهرهم...وهنالك ايضا العلماء الاجلاء في داخل الهند حفظو لنا الكثير من العلوم في الدين والدنيا طوال فترة الخمول التي اصابت المسلمين في عصورهم المتوسطه.
عدد سكان الهند يفوق المليار ولا يوجد عندهم اي قوانين لتحديد النسل كما في الصين لكن مما لاحظت ان المتعلمين منهم يميلون الى انجاب فرد او اثنين كحد اقصى بينما في الارياف قد يصل عدد افراد الاسره الى عشرة او يزيد، العبوديه ما زالت موجوده لكنها تاخذ طابعا مقنعا من حيث الخدمة في البيوت باجر اقل من 100 دولار سنويا حيث يتكفل المالك بالطعام والشراب واشياء اخرى!
بيع النساء للخدمات الجنسيه ما زال يمارس وهنالك القليل من القضايا التي تطفو على السطح لكن ما خفي كان اعظم بكثير ....اذكر انني في فتره التدريب كنت في مستشفى الليدي هادنج في دلهي وهو قريب من المنطقه الحمراء حيث المتعه الرخيصه فكانت بعض الحالات تاتي للعلاج بحراسة مشدده من قبل الديوث وعلمت من بعضهن انه تم بيعهن بمبالغ وصلت الى 10 الاف روبيه وهن لا يستطعن الفرار بسبب الحراسه وبسبب عدم وجود مكان يهربن اليه.
كل طوائف الهندوكيه تقدس البقره التي تعتبر الام بالنسبه لهم وهي اهم من الام الحقيقية فتجدها تسرح وتمرح في الشوارع وتقدس وتطعم ممن الجميع ولا يذبح او يؤكل لحمها نهائيا وجميع الهنادكه نباتيون علما ان في تعاليم الكتب القديمه هنالك ذكر لذبح واكل الحيوانات من قبل الهة الهندوس.
ليس عندهم فكرة عن البعث والعقاب بل يعتقدون بتناسخ الارواح وهي بجملة بسيطه تقول ان الروح الجيده تنتقل الى انسان اخر بعد الموت ولكن الروح الخبيثه قد تتنقل بين الكائنات الاخرى الاحط من الانسان كعقاب لها حتى تعود الى جسم انسان مرة اخرى لذلك تجدهم حريصين على التطهر في مياه نهر الجانج في اخر حياتهم لكي يغسلو ذنوبهم كما يعتقدون.
لم يجدد ابليس الرجيم حججه مجددا طوال 14 قرنا فكما سئل اهل مكة عن سبب عبادتهم لاصنام لا تضر ولا تنفع كانت اجابة الهنادكة نفسها لتقربنا الى الله زلفا فهم بجوابهم لا يعتقدون في الصورة او الحجر لذلك الصنم بل بالروح التي تحوم حوله وبذلك التماثيل يتقربون الى الخالق ولعلي اذكر قصة تفاهتهم في تحدي قام بيني وبين صديق حيث قلت له ان الهنود سوف يقدسون شجرة كانت بطرف البناء الذي نقيم فيه ....ولمده اسبوع قمت بتعليق الورد واشعال البخور حولها بعدها اخذ كل سكان البنايه يفعلون نفس الشيء وخلال شهر كانت مقدسه لديهم، قمت شخصيا بخلعها وكادت ان تحدث مظاهرة في الحي اسفا على الشجرة المقدسه.
وضع المسلمين في الهند يختلف باختلاف الولايات كما يختلف باختلاف الفرق فمن كان من اهل السنة والجماعه كانت اوضاعهم صعبه من حيث التوظيف والعمل ومن كان ابعد كان حظهم اوفر الا ان التمييز يصيب الجميع في حال حدوث اضطرابات عرقيه وطائفيه ولعل احداث مسجد بابري وما حدث فيها من مجازر على الهوية خير مثال على ما اقول ولقصة هذا المسجد اقول باختصار ان باحثة انجليزيه اخبرت الهنود ان مكان ولادة الالهة رام حدثت في مكان بناء المسجد وهم اخذوا الامر على علاته بدون تمحص او تثبيت وقامت الغوغاء من حزب متطرف بهدم المسجد لتعقد محاكمات لاثبات احقية المسلمين بالارض والمسجد لتنتهي الان بتقسيم الارض 2-1 لصالح الهنادكه، لكن على الارض بقي المسجد مهدما والحراسة عليه من كل جانب، وانا شخصيا كدت اموت في هذه الاحداث حيث كنت عائدا الى منزلي مساء لأقع في يد الغوغاء وبعد امساكي وتقييدي تعرف علىّ احدهم فقال اجنبي فتركوني.
للحديث بقية فاصل ونعود
يبدو ان الاخ عبد الله المهيري سوف يعشق الهند ويذوب في غرام طبيعتها ,فقد يفكر يوما ان يستقر بها او ان يجعلها مقصده كلما ضاقت به الدنيا من حوله, بناء على دعوة كريمة منه اتابع سرد بعضا من ذكرياتي في الهند حيث تعلمت وعملت فيها ما بين العام 1989-1997.
لكي نفهم الهند يجب علينا فهم طبيعة الديانه التي تحكم الناس فالهندوكيه تتفرع منها واليها ملايين المعتقدات ما بين المعقول واللامعقول, الا انها في اساسها تنبع تقريبا من اصل واحد فيقال ان اصلها التوحيد وتمت اضافه الكم الهائل لها من التفسير المنحرفه وبذلك وجدت الالهة والاصنام وتقديس الحيوانات وغيرها .... وقد جمعني موقف مع استاذ علوم السنسكريت وهي لغة الهند القديمه حيث اخبرني ان ذكر النبي محمد عليه السلام قد ورد في احد كتبهم المقدسه بالنص الصريح والتلميح وقال لولا خوفة على راسه لقام بنشر ابحاثه الى العالم اجمع.
ما يهمنا هو الديانة -ان صح تسميتها كذلك- الان تقوم على التفرقة الطبقيه حيث ينقسم المجتمع الى اربع طبقات كل منها يحوي الكثير من الفروع ايضا وهي باختصار:
- طبقة الكهنة وهي الاعلى وتكون عادة في سدة الحكم وهم من يتحكم في اغلب الاقطاعات ورؤوس الاموال اليوم مهمتم قديما كانت تنحصر في المعابد وتفسير الكتب المقدسه لديهم اضافه الى اتعباد باقي الطبقات بطريقه او اخرى فهي مسخرة لخدمتهم
- طبقة المحاربين ومهمتم حماية المعابد والدوله وهم في اغلبهم قواد الجيش الحالي
- طبقة التجار ومهمتهم البيع والشراء يمتازون بحب وكنز المال واكثرهم الان تجار تجزئه او مقاولون.
- اخيرا الطبقة المنبوذه وهي تعتبر من اخس الطبقات لديهم فلا يحق لهم ملامسه باقي الطبقات حتى ظلهم لا يجوز ان ياتي فوق من هم اعلى منهم مرتبه.
فقط للعلم هنالك تمايز شديد بين هذه الطبقات فلا يحدث بينها مصاهره ولا علاقات اجتماعيه بالمعنى الذي نفهمه، وهي في الارياف اشد وضوحا منها في المدن ومن خلال خبرتي في الهند اقول ان الوضع يحتاج الى قرون لكي يصلح او ان يدخل عموم اهل البلاد في معتقد جديد.
اضافه للهندوكيه هنالك الجينيه ,البوذيه ,السيخ, وعبدة الاوثان، الهند بطبيعتها شبه قاره فهي تحوي الجبال ,السهول الخضراء,الصحراء القاحله والشواطيء الرائعه حيث تطل على بحر العرب ,خليج البنغال والمحيط الهندي لذلك تتنوع الاعراق فيها ولا يكاد يجمعها غير حبهم للفلفل وعملة الهند الروبيه فلا تاريخ ولا لغة مشتركة او عادات وتقاليد تحكمهم والمفارقات فيها لا تنتهي فتجد ان اول حزب شيوعي حكم ولايه كان في الهند في انتخابات حرة ونزيه وبدون انقلاب دموي .
للعرب والمسلمين دور بارز في نهضة الهند ويمكن ان نجمل التاثير بامرين الفتوحات من الشمال واغلبها قام بها المغول واشهر قوادهم الغزنوي ومن ثم اورانكزيب الذي يعتبر الخليفه السادس من ورعه وزهدة وتقواه ....ولعل السلطان تيبو اول من تنبة الى خطر الانجليز فحاربهم بلا هواده والثاني عن طريق التجار خاصه في الجنوب حيث تجد اصول لقرى تعود للعرب وتستدل عليهم من مظهرهم...وهنالك ايضا العلماء الاجلاء في داخل الهند حفظو لنا الكثير من العلوم في الدين والدنيا طوال فترة الخمول التي اصابت المسلمين في عصورهم المتوسطه.
عدد سكان الهند يفوق المليار ولا يوجد عندهم اي قوانين لتحديد النسل كما في الصين لكن مما لاحظت ان المتعلمين منهم يميلون الى انجاب فرد او اثنين كحد اقصى بينما في الارياف قد يصل عدد افراد الاسره الى عشرة او يزيد، العبوديه ما زالت موجوده لكنها تاخذ طابعا مقنعا من حيث الخدمة في البيوت باجر اقل من 100 دولار سنويا حيث يتكفل المالك بالطعام والشراب واشياء اخرى!
بيع النساء للخدمات الجنسيه ما زال يمارس وهنالك القليل من القضايا التي تطفو على السطح لكن ما خفي كان اعظم بكثير ....اذكر انني في فتره التدريب كنت في مستشفى الليدي هادنج في دلهي وهو قريب من المنطقه الحمراء حيث المتعه الرخيصه فكانت بعض الحالات تاتي للعلاج بحراسة مشدده من قبل الديوث وعلمت من بعضهن انه تم بيعهن بمبالغ وصلت الى 10 الاف روبيه وهن لا يستطعن الفرار بسبب الحراسه وبسبب عدم وجود مكان يهربن اليه.
كل طوائف الهندوكيه تقدس البقره التي تعتبر الام بالنسبه لهم وهي اهم من الام الحقيقية فتجدها تسرح وتمرح في الشوارع وتقدس وتطعم ممن الجميع ولا يذبح او يؤكل لحمها نهائيا وجميع الهنادكه نباتيون علما ان في تعاليم الكتب القديمه هنالك ذكر لذبح واكل الحيوانات من قبل الهة الهندوس.
ليس عندهم فكرة عن البعث والعقاب بل يعتقدون بتناسخ الارواح وهي بجملة بسيطه تقول ان الروح الجيده تنتقل الى انسان اخر بعد الموت ولكن الروح الخبيثه قد تتنقل بين الكائنات الاخرى الاحط من الانسان كعقاب لها حتى تعود الى جسم انسان مرة اخرى لذلك تجدهم حريصين على التطهر في مياه نهر الجانج في اخر حياتهم لكي يغسلو ذنوبهم كما يعتقدون.
لم يجدد ابليس الرجيم حججه مجددا طوال 14 قرنا فكما سئل اهل مكة عن سبب عبادتهم لاصنام لا تضر ولا تنفع كانت اجابة الهنادكة نفسها لتقربنا الى الله زلفا فهم بجوابهم لا يعتقدون في الصورة او الحجر لذلك الصنم بل بالروح التي تحوم حوله وبذلك التماثيل يتقربون الى الخالق ولعلي اذكر قصة تفاهتهم في تحدي قام بيني وبين صديق حيث قلت له ان الهنود سوف يقدسون شجرة كانت بطرف البناء الذي نقيم فيه ....ولمده اسبوع قمت بتعليق الورد واشعال البخور حولها بعدها اخذ كل سكان البنايه يفعلون نفس الشيء وخلال شهر كانت مقدسه لديهم، قمت شخصيا بخلعها وكادت ان تحدث مظاهرة في الحي اسفا على الشجرة المقدسه.
وضع المسلمين في الهند يختلف باختلاف الولايات كما يختلف باختلاف الفرق فمن كان من اهل السنة والجماعه كانت اوضاعهم صعبه من حيث التوظيف والعمل ومن كان ابعد كان حظهم اوفر الا ان التمييز يصيب الجميع في حال حدوث اضطرابات عرقيه وطائفيه ولعل احداث مسجد بابري وما حدث فيها من مجازر على الهوية خير مثال على ما اقول ولقصة هذا المسجد اقول باختصار ان باحثة انجليزيه اخبرت الهنود ان مكان ولادة الالهة رام حدثت في مكان بناء المسجد وهم اخذوا الامر على علاته بدون تمحص او تثبيت وقامت الغوغاء من حزب متطرف بهدم المسجد لتعقد محاكمات لاثبات احقية المسلمين بالارض والمسجد لتنتهي الان بتقسيم الارض 2-1 لصالح الهنادكه، لكن على الارض بقي المسجد مهدما والحراسة عليه من كل جانب، وانا شخصيا كدت اموت في هذه الاحداث حيث كنت عائدا الى منزلي مساء لأقع في يد الغوغاء وبعد امساكي وتقييدي تعرف علىّ احدهم فقال اجنبي فتركوني.
للحديث بقية فاصل ونعود
4 تعليقات:
تجربة مفيدة من أصدقاء الاستاذ عبدالله المهيري
نتعلم و نستفيد
مع تحياتي
معلومات مفيدة و متابع معاك ان شاء الله يا دكتور
في إنتظار الجزء الأخر بكل شوق.........
بإنتظار المزيد د محسن.
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.