قالوا سيرسلون جوازي خلال 3 أيام، قبل يوم التسليم اتصل أحدهم من أمبوست - شركة توصيل تتعامل مع الحكومة - ولم أكن بجانب الهاتف في ذلك الوقت لذلك لم أرد عليه، وأعلم من خبرة سابقة أن الاتصال بإمبوست يعني أنهم سيرسلون جوازي في اليوم التالي، لا فائدة من الاتصال بهم وطلب أن يعطوك ما تريده اليوم، دائماً غداً، وإن لم ترد على الهاتف في الغد لأي سبب ستعاد الدائرة مرة أخرى، لذلك عليك أن تحذر وتحمل هاتفك معك في كل مكان حتى - أعزكم الله - بيت الخلاء لكي لا تفوتك مكالمة القرن.
لم أهتم كثيراً بالأمر فانتظرت مكالمة في اليوم التالي ولم تأتي، وبعدها جاء يوم الجمعة وأعلم يقيناً أنه لن يتصل أحد في هذا اليوم، لذلك قررت أن أذهب اليوم لكي أحصل على جواز سفري، ما فائدة أنني دفعت أكثر من 100 درهم لكي يصلني الجواز إلى باب البيت؟ لا أدري، كل ما أعرفه أنه مبلغ آخر يذهب لإمبوست لكي لا يوصلوا لي أو لغيري الوثائق الرسمية التي نحتاجها.
في العاشرة صباحاً خرجت من المنزل، الجو بدأ يتحسن قليلاً لكنه لم يعد كما كان في الماضي، أتذكر أن هذا الوقت كان أبرد قليلاً مع شيء من الرطوبة ثم يأتي أكتوبر ليصبح أكثر برودة لكن هذه المرحلة تتأخر منذ أعوام لتصل إلى نوفمبر، أي أن الخريف أصبح كالصيف تقريباً، هل تغير المناخ سببه التلوث هنا أم أنها دائرة تدور كل بضعة عقود؟ لا أدري.
في مكتب أمبوست أخذت رقماً وكان 80 والأرقام على المكاتب وصلت إلى 60، أمامي 20 شخص وهذا ليس بالعدد الكبير، في مكتبهم الصغير هناك قسم صغير مخصص لجلوس النساء وقسم آخر للرجال، القسمين كانا مزدحمان بالرجال فجلست في قسم النساء مع الآخرين ولم يكن هناك أي امرأة وكان بعض الرجال يقفون في الزوايا وينتظرون دورهم، جائت امرأة أجنبية من بلاد الإنجليز وأخذت رقماً مخصصاً للنساء وبحثت عن كرسي فوقف رجل يبدو أنه فلبيني وقدم لها الكرسي، لم تجلس طويلاً فقد جاء دورها سريعاً وذهبت، الكل ينتظر والكل ينظر في كل شيء لدفع الملل، هندي أمامي غلبه النوم ورأسه يسقط على صدره فيرفعه ويعيد الكرة مرة أخرى بسرعة، دخلت امرأة أخرى وهذه المرة عربية كبيرة في السن فقمت من مكاني وطلبت من الجالسين حولي أن نقوم ونترك المكان لها، هناك بضعة كراسي خالية والمكان مزدحم وعدد الواقفين يزداد.
جلست بجانب رجل إيراني وكعادتي بدأت الحديث معه بأن أسأله منذ متى ينتظر، 10 دقائق وتبين أن الرقم الذي يحمله هو 81! الرجل يعمل في تجارة المجوهرات، أخبره أنني لا أعرف شيئاً عن الأمر ولا أزور هذه المحلات ولله الحمد لست متزوجاً فيضحك، الرجل بحكم عمله عليه أن ينجز معاملات كثيرة كل عام، تحدثنا عن المحكمة وكيف أنها تنجز الأعمال بسرعة وغالباً في نفس اليوم ومجاناً فلم لا يمكن فعل ذلك في باقي المؤسسات؟ يحدثني عن التجارة وكيف أنها عمل شاق وتعب فأحدثه كيف أن كثير من موظفي الحكومة يتمنون مكانه فالتجارة على تعبها في بركة وخير ومتعة بينما العمل المكتبي الذي يبقيك في مكان واحد لساعات طويلة يصبح متعباً ومملاً.
دخل شاب وذهب إلى أحد المكاتب دون انتظار الأرقام، كان غاضباً وصوته واضح مسموع للجميع، اتصل به أحدهم من أمبوست ليسلم له وثيقة ما لكنه تأخر في إيصالها وجاء بنفسه ليستلمها الآن، الرجل خلف المكتب يطلب منه أن ينتظر دوره فيصر الرجل على استلام وثيقته ثم بدأ يردد بأنه يمكن أن يستأذن من كل الحضور لكي ينجز عمله قبلهم، هذا جرني للحديث مع جاري عن الغضب في المؤسسات الحكومية وكيف أن المتعاملين عليهم ألا يغضبوا فمهما فعلوا لن ينفعهم غضبهم، إن تضايق أحدهم من شيء يمكنه أن ينجز ما يريد بكلام هادئ صارم، لا داعي لرفع الصوت، لكن جاري لم يوافقني بالكامل بسبب مواقف مر بها واضطر وقتها للشدة والحدة في الكلام لكي ينجز عمله، هناك موظفون يتكاسلون ويهملون عملهم أو لا ينظمونه بشكل عادل.
جاء دوري استلمت جوازي وانتهى الأمر، لكن هناك أكثر من 40 شخصاً يجلسون ويقفون في المكتب الصغير ينتظرون دورهم لاستلام معاملاتهم ووثائقهم، ما فائد شركة أمبوست إن كان الزبون يضطر للذهاب إليهم ليحصل على ما يريد؟ ما فائدة العشر دراهم التي يدفعها الشخص في بعض المؤسسات الحكومية لكي لا توصل له إمبوست جواز سفره أو بطاقة الهوية أو غير ذلك، ثم ما قصة اتصال القرن هذا؟ هل علي أن أراقب الهاتف وأربطه بجانب رأسي لكي أرد على مكالمتهم الهاتفية التي قد تصل في أي وقت.
ألم يحن الوقت لإنجاز المعاملات بالبريد؟ هناك دول تطبق ذلك فلم لا نستطيع نحن تطبيق هذا الأسلوب؟
كانت هذه مجرد فضفضة سريعة.
لم أهتم كثيراً بالأمر فانتظرت مكالمة في اليوم التالي ولم تأتي، وبعدها جاء يوم الجمعة وأعلم يقيناً أنه لن يتصل أحد في هذا اليوم، لذلك قررت أن أذهب اليوم لكي أحصل على جواز سفري، ما فائدة أنني دفعت أكثر من 100 درهم لكي يصلني الجواز إلى باب البيت؟ لا أدري، كل ما أعرفه أنه مبلغ آخر يذهب لإمبوست لكي لا يوصلوا لي أو لغيري الوثائق الرسمية التي نحتاجها.
في العاشرة صباحاً خرجت من المنزل، الجو بدأ يتحسن قليلاً لكنه لم يعد كما كان في الماضي، أتذكر أن هذا الوقت كان أبرد قليلاً مع شيء من الرطوبة ثم يأتي أكتوبر ليصبح أكثر برودة لكن هذه المرحلة تتأخر منذ أعوام لتصل إلى نوفمبر، أي أن الخريف أصبح كالصيف تقريباً، هل تغير المناخ سببه التلوث هنا أم أنها دائرة تدور كل بضعة عقود؟ لا أدري.
في مكتب أمبوست أخذت رقماً وكان 80 والأرقام على المكاتب وصلت إلى 60، أمامي 20 شخص وهذا ليس بالعدد الكبير، في مكتبهم الصغير هناك قسم صغير مخصص لجلوس النساء وقسم آخر للرجال، القسمين كانا مزدحمان بالرجال فجلست في قسم النساء مع الآخرين ولم يكن هناك أي امرأة وكان بعض الرجال يقفون في الزوايا وينتظرون دورهم، جائت امرأة أجنبية من بلاد الإنجليز وأخذت رقماً مخصصاً للنساء وبحثت عن كرسي فوقف رجل يبدو أنه فلبيني وقدم لها الكرسي، لم تجلس طويلاً فقد جاء دورها سريعاً وذهبت، الكل ينتظر والكل ينظر في كل شيء لدفع الملل، هندي أمامي غلبه النوم ورأسه يسقط على صدره فيرفعه ويعيد الكرة مرة أخرى بسرعة، دخلت امرأة أخرى وهذه المرة عربية كبيرة في السن فقمت من مكاني وطلبت من الجالسين حولي أن نقوم ونترك المكان لها، هناك بضعة كراسي خالية والمكان مزدحم وعدد الواقفين يزداد.
جلست بجانب رجل إيراني وكعادتي بدأت الحديث معه بأن أسأله منذ متى ينتظر، 10 دقائق وتبين أن الرقم الذي يحمله هو 81! الرجل يعمل في تجارة المجوهرات، أخبره أنني لا أعرف شيئاً عن الأمر ولا أزور هذه المحلات ولله الحمد لست متزوجاً فيضحك، الرجل بحكم عمله عليه أن ينجز معاملات كثيرة كل عام، تحدثنا عن المحكمة وكيف أنها تنجز الأعمال بسرعة وغالباً في نفس اليوم ومجاناً فلم لا يمكن فعل ذلك في باقي المؤسسات؟ يحدثني عن التجارة وكيف أنها عمل شاق وتعب فأحدثه كيف أن كثير من موظفي الحكومة يتمنون مكانه فالتجارة على تعبها في بركة وخير ومتعة بينما العمل المكتبي الذي يبقيك في مكان واحد لساعات طويلة يصبح متعباً ومملاً.
دخل شاب وذهب إلى أحد المكاتب دون انتظار الأرقام، كان غاضباً وصوته واضح مسموع للجميع، اتصل به أحدهم من أمبوست ليسلم له وثيقة ما لكنه تأخر في إيصالها وجاء بنفسه ليستلمها الآن، الرجل خلف المكتب يطلب منه أن ينتظر دوره فيصر الرجل على استلام وثيقته ثم بدأ يردد بأنه يمكن أن يستأذن من كل الحضور لكي ينجز عمله قبلهم، هذا جرني للحديث مع جاري عن الغضب في المؤسسات الحكومية وكيف أن المتعاملين عليهم ألا يغضبوا فمهما فعلوا لن ينفعهم غضبهم، إن تضايق أحدهم من شيء يمكنه أن ينجز ما يريد بكلام هادئ صارم، لا داعي لرفع الصوت، لكن جاري لم يوافقني بالكامل بسبب مواقف مر بها واضطر وقتها للشدة والحدة في الكلام لكي ينجز عمله، هناك موظفون يتكاسلون ويهملون عملهم أو لا ينظمونه بشكل عادل.
جاء دوري استلمت جوازي وانتهى الأمر، لكن هناك أكثر من 40 شخصاً يجلسون ويقفون في المكتب الصغير ينتظرون دورهم لاستلام معاملاتهم ووثائقهم، ما فائد شركة أمبوست إن كان الزبون يضطر للذهاب إليهم ليحصل على ما يريد؟ ما فائدة العشر دراهم التي يدفعها الشخص في بعض المؤسسات الحكومية لكي لا توصل له إمبوست جواز سفره أو بطاقة الهوية أو غير ذلك، ثم ما قصة اتصال القرن هذا؟ هل علي أن أراقب الهاتف وأربطه بجانب رأسي لكي أرد على مكالمتهم الهاتفية التي قد تصل في أي وقت.
ألم يحن الوقت لإنجاز المعاملات بالبريد؟ هناك دول تطبق ذلك فلم لا نستطيع نحن تطبيق هذا الأسلوب؟
كانت هذه مجرد فضفضة سريعة.
3 تعليقات:
بارك الله فيك على هذه المعلومات
ان اكثر الاماكن التي قد تسبب لي ضيق تنفس هي الاماكن الحكوميه حيث تمارس البيروقراطيه حتي اخر رمق . وتجربتك ذكرتني بالاوراق الرسميه الي تحتاج الي اختام حكوميه:(
لما لا تشتكوا لله أولا ثم للمسؤولين عبر الوسائل المتاحة
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.