السبت، 24 يوليو 2010

الحل واضح ويحتاج لتطبيق

ما سأقوله في هذا الموضوع ليس جديداً بل هو تذكير فقط ببعض الأساسيات التي لا أشك أننا نتفق عليها، كيف يمكن أن تعطي طفلك أفضل ما يمكن أن تعطيه عندما يذهب إلى المدرسة؟ الإجابة ستجدها في كتب ومقالات تربوية موزعة على الشبكة وفي المجلات والكتب، لذلك ابحث عنها ولا تكتفي بهذا الموضوع.

كما قلت في موضوع سابق، الأسرة هي أساس المجتمع ولا يمكن لأي مؤسسة أخرى أن تحل محل الأسرة، مهما حاولت المدارس أن تفعله فلن تكون بديلاً للأسرة، يمكن للمدرسة أن تساعد الأسرة لكن بدون تربية وتعليم من الأسرة لا يمكن للمدرسة أن تفعل الكثير.

جزء من مشاكل أنظمة تعليمنا تكمن في الأسرة، عندما لا تتابع الأسر أبنائها ولا تهتم كثيراً بما يحدث لهم في المدارس ولا تمارس دورها في التربية والتعليم فلن يحقق أي نظام تعليمي أهدافه بالكامل ولن يكون فعالاً، لذلك إن أردت أن تقدم الأفضل لأبنائك فعليك أن تتابعه في المدرسة.

قبل ذلك لا بد لعلاقتك بأبنائك أن تكون علاقة ثقة، من المفترض أن يكون الأب والأم هما الملجأ الأول لأبنائهما عندما تحدث مشكلة أو يواجه أحد الأبناء صعوبة، لا بد أن يفتح الأب المجال لأبنائه ويعلمهم أنه مهما حدث من مشاكل أو ارتكب أحد الأبناء أخطاء - أياً كانت - فهو موجود دائماً وسيسمعهم وسيساعدهم على تجاوز الأخطاء والتعلم منها، هذا ليس سهلاً، هذا يحتاج من الأبوين لصبر وحكمة في التعامل مع مشاكل الأبناء، بحاجة لأن يقاوم الأب مشاعره فلا يعاقب بأي شكل مهين بل يحاول أن يكون تربوياً فيخرج بنتيجة أفضل ويرفع مستوى علاقته بأبنائه، كيف يفعل ذلك؟ لا أدري، هناك كتب ألفها تربويون مثل الدكتور محمد فهد الثويني وجاسم المطوع وغيرهم، يمكنك شراءها والتعلم منها.

عندما يدخل ابنك للمدرسة عليك أن تجهزه لما قد يلاقيه في المدرسة، عليك أن تخبره كيف يتعامل مع المشاكل ومع مضايقات الآخرين، عليك أن تعلمه أن يكون خلوقاً فلا يعتدي بالضرب أو السب على أي طالب آخر، عليك أن تعلمه كيف يتعامل مع المدرسين وكيف يتصرف إن كان هناك مدرس يخطأ في حقه.

لا بد من حوار يومي مع طفلك عن المدرسة، ماذا فعل؟ ماذا حدث؟ هل هناك واجبات؟ ما الذي تعلمه؟ عليك أن تستمع جيداً لما يقوله فربما هناك إشارات تدل على مشكلة قد لا يريد الابن مصارحتك بها مباشرة، فمثلاً إذا قال لك ابنك "لا أحب الرياضيات" فلا يكن ردك على ذلك بأن تذكره بأن هذا سخيف وأن الرياضيات مهمة، هذا ليس مفيداً لابنك، لماذا لا يحب الرياضيات؟ ربما المدرس قاس عليه، ربما المادة صعبة والمدرس يسير بسرعة أكبر من قدرة ابنك، ربما ابنك لا يعاني من شيء بل فقط يريد من يتعاطف معه وإن لم يجد هذا التعاطف منك سيبحث عنه عند غيرك وسيغلق باب التواصل معك.

بعد ذلك لا بد من تواصل مستمر مع المدرسة، على مر السنين لم أجد من يتابع أبنائه بحرص إلا مرة أو مرتين، كثير من الآباء لا يعرفون عن ما يحدث لأبنائهم ولا يهمهم شيء سوى التوقيع على أوراق الامتحانات والشهادات وتقريع أبنائهم عندما لا يحصل على درجة كاملة، أتذكر بكاء أحد الزملاء في الفصل عندما حصل على علامة كاملة إلا نقطة واحدة، أي 59 من 60، كان يبكي بحرقة لأن أباه سيعاقبه بشدة على هذه العلامة، استأذن الاستاذ منا أن يعطيه علامة كاملة فوافق الفصل وغير الأستاذ العلامة.

التواصل يجب أن يكون على كل المستويات، يجب أن تعرف من هم مدرسو ابنك، وتتصل بهم كل أسبوع أو اسبوعين، لا بد أن تعرف الإدارة والمشرفين والأخصائي الاجتماعي وتتصل بهم بين حين وآخر، لا بد أن تعرف زملائه في الفصل وتعرف من يمكن أن يتسبب بمشاكل لابنك ومن يصلح أن يكون صديقاً له، بدون هذه هذا أمر متعب لكنه ضروري إن كان ابنك هو الأولوية الأولى في حياتك، هذه المعرفة ستجنب ابنك كثيراً من المشاكل قبل استفحالها.

من الضروري أن تشارك في أنشطة المدرسة، من تجاربي في الموضوع أجد أن كثيراً من الآباء ليس لديهم اهتمام بأي نشاط مدرسي يتطلب حضورهم، أتذكر اجتماعات الآباء التي يحضرها جزء صغير من آباء الطلبة، من المفترض أن تشجع ابنك على المشاركة في أي نشاط خارج الفصل ومن الأفضل أن تكون موجوداً في بعض هذه الأنشطة، من حق ابنك أن يراك فخوراً به ومشجعاً له، من حقه.

بقي لدي نقطتان لكنهما متعلقتان بالأسرة أكثر من المدرسة، الأولى موضوع الجنس، دعني أختصر الأمر، علم ابنك ما يجب أن يعرفه في العمر المناسب له، لا أدري متى هذا العمر، اقرأ كتب التربويين عن الموضوع فهم أكثر خبرة، المهم هنا أن تكون أنت مصدر المعلومات لا زملائه، وإن لم تعلمه أنت سيعلمه شخص آخر وأبصم لك بكل أصابعي أن الآخرين سيعطونه فكرة مشوهة عن هذا الموضوع والفكرة المشوهة قد تؤثر على حياته كلها.

لا بد من المصارحة، الأطفال لديهم فضول وسيتعلمون ويكتشفون بأنفسهم ما لم تعلمهم، جلسة مصارحة بينك وبين ابنك أو ابنتك توضح فيها ما هو صحيح وما هو خطأ ستكفي لتجنب مشاكل كثيرة، لا بد أن تعلم ابنك ما هو التحرش وكيف يتجنبه وكيف يتعامل معه، لا بد أن تعلمه ما هو حلال وما هو حرام، غير ذلك سيكون أثره وخيماً وصعباً على ابنك.

النقطة الثانية هي أن ابنك كلما كبر احتاج لوقت أكبر لنفسه، وفر لأبنائك فرصة أن يفعلوا ما يرغبون به في وقت مخصص لهم، وقت لا يراقبهم فيه أحد لا مدرس ولا أسرة، أبنائك بحاجة لذلك، ليس بالضرورة أن تختفي في هذا الوقت لكن تحكم بنفسك ولا تحاول التدخل في ما يفعله ابنك بوقته هذا، اذهب معه إلى الشاطئ أو الحديقة أو الكورنيش أو أي مكان مناسب للترفيه، ابقي المدرسة بعيداً في هذا الوقت، استمتع بوقتك مع ابنك وإن أراد ابنك مثلاً أن يمشي بعيداً لوحده فدعه يفعل ذلك.

كل ما قلته هنا بديهيات لا أظن أنها تغيب عن ذهن أحد، المهم أن توضع موضع التنفيذ، هذا كل شيء.

2 تعليقات:

أسامة الغامدي يقول...

-في مدرستنا أقمنا مجلسًا للآباء لم يحضر أكثر من 30 مدرسًا جميع آباء الأجانب أو ثلاثة أرباعهم كانوا حاضرين .

-أعرف الكثير من الآباء الذين يقولون لأولادهم :(( إذا واحد تلفظ عليك يا ولدي اضربه كف وبقس ولا تخليه يتكلم عليك خلّك رجّال إلخ ... ))

-أبي بحكمه كان مدرسا سابق فقد كان يحكيني عن أم أحد الطلبة كانت تتصل بالإدارة وتوبخ المدرسين بشكل دائم : مثلا لماذا ابني جاء زعلان ليش ضربتموه إلخ ..
مثل هذه المتابعة لا نريدها .

-بعض الآباء عندما يذهبون بأبنائهم إلى المدرسة ينسونهم نسيانًا تامًّا حتى أنهم يقولون :(( لكم اللحم ولنا العظم ))يقولنها للمدرسين وللمدير ,أيضا (( اصلخوه لين يصلّ جلده .)) وتجد بعضهم لا يعرف ابنه في أي مرحلة هو !
وإذا جاء أحد ينصحه قال (( يوم كنا صغار ما كان أبونا يتابعنا وطلعنا رجاجيل )) .

المجتمع يحتاج إلى الكثير من العمل والتوعية .

أسامة الغامدي يقول...

تعديل : 30ولي أمر