اليوم هو أحد تلك الأيام التي أستطيع أن أكون سعيداً في نهايتها، يمكنني أن أحدث نفسي لأقول "نعم، أنجزت شيئاً" فقد عاد الأخ المناضل مكيف الغرفة للعمل بعد توقف دام لبضعة أيام تمنيت لو أنها امتدت قليلاً، أنجزت قراءة نصف الكتاب ذو الصفحات الألف والثلاثمئة وأجده كتاباً مثيراً ويزيد من رغبتي في الجلوس للقراءة مع ما يحتويه من فضائع تجعلني أقف على حافة البكاء أو الرغبة في الانتقام من عدو لا أستطيع الوصول له، لكن موضوعي اليوم لن يكون حول هذه الفضائع بل سيكون شيئاً خفيفاً وشخصياً ... جداً، يمكنك أن تهرب الآن أو تسترخي!
بدأت ملامح الشتاء بالظهور ببطء، الفجر أصبح أكثر برودة والجو جميل في الصباح، هذا ما جعلني أعود لرياضتي المفضلة وهي المشي بعد صلاة الفجر ومحاولة استعادة بعض اللياقة التي فقدتها لكسلي في الأشهر الماضية، في رمضان فقدت من وزني خمسة كيلوجرامات جعلتني أتشجع أكثر على ممارسة الرياضة، ولم تكن البداية قبل أيام سهلة، نفسي ينقطع بسهولة ورجلاي تشتكيان مع ذلك أصررت على المشي مسافة أطول بكثير مما كنت أخطط له والنتيجة ألم في القدمين لم يذهب إلا بعد يومين ولكنني سعيد وأجدني أكثر نشاطاً وأكثر رغبة في ممارسة مزيد من الرياضة ومزيد من القراءة ومزيد من الحديث مع الآخرين، ببساطة ... مزيد من الحياة.
في المسجد وجدت ضيوفاً جدداً في ساحته بالأمس، قطة كبيرة مع أربعة من أبنائها يعيثون فساداً في أحذية المصلين، كان منظرهم رائعاً ومضحكاً خصوصاً أحد الصغار كان يخوض معركة ضد فردة حذاء يدفعها قليلاً للأمام ثم يقفز فوقها بشراسة ويمد يديه ورجليه في الهواء، أتخيله يصرخ صرخة كاراتيه وينوي تقطيع الحذاء لكنه في الحقيقة يفعل كل شيء إلا لمس الحذاء، هذا يذكرني بشيء ما ... هل يمكنك تخمين ما هو هذا الشيء؟
في منزلنا لا يختلف الوضع كثيراً، لدينا قطة معطاءة ومنتجة، في كل عام تنتج - أو قل تصنع - عشرة قطط أو أكثر والآن لديها خمسة في غاية الشقاوة، هي قطة رزينة لكنها تصبح شقية مثلهم عندما يلعبون حولها في الصباح، تجدها تقفز وتركض كالمجنونة، منظر مضحك ومسلي وبالتأكيد أفضل بكثير من أي شيء ستشاهده في التلفاز أو في يوتيوب، من الذي يحتاج هذه الأشياء ولديه في المنزل ما يكفي من الترفيه تقدمه فرقة من القطط؟ أخي يلعب مع القطط كل يوم، لديه خيط ربط في آخره قطعة دائرية من الحديد وعلقها على شجرة، يمكنك أن تتخيل ما يحدث حول هذا الخيط، تنافس بين خمسة على فعل كل شيء ولا شيء في نفس الوقت، تجد أحدهم يقفز ويركض وتظن أنه سيقطع الخيط بمخالبه لكنه يلف ويدور حول الشجرة بلا أي هدف.
بعد مشاهدة لقطات مضحكة للقطط وتناول الإفطار ذهبت لإنجز بعض المعاملات وبالتأكيد المحكمة هي المكان الذي يتوجب علي زيارته كل يوم تقريباً، لكن اليوم هناك أمر مختلف، فقد أعددت العدة في أيام العيد وجهزت ملفاً لأوراق المحكمة ثم وضعت أوراقاً احتياطية في شنطة أوراق وأعددت ملفات أخرى لمؤسسات أخرى، لم يعد هناك مجال لتضييع أي وقت بعدم إحضار ورقة أو وثيقة ما، لدي كل شيء ... أو أتمنى ذلك.
الجو أصبح رطباً وحاراً، كلما خرجت من السيارة اضطررت لخلع نظاراتي لأن الرطوبة تحجب الرؤية، على شخص ما أن يخترع نظارة بمساحات لإزالة الرطوبة، في الداخل سألت عن مكتب ما وفي ذلك المكتب لم يكن النظام الأرقام قد بدأ، لذلك استغللتت الفرصة للحديث مع موظفة حول المعاملة وهنا بدأت مسرحية "روح هناك وتعال هنا" أو مسرحية "ألطم يا عالم؟!" أو لعلك تستطيع أن تختار الاسم المناسب لك، كل شخص يقول لي كلاماً مختلفاً وكل شخص يقول لي إذهب إلى هناك أو هناك، تحدثت مع شخص يعرف تماماً ما الذي يجب أن أفعله لكنه ليس متعاوناً بالقدر الكافي ولا ألومه، مسؤوليته تفرض عليه أن يجلس خلف مكتبه لإنهاء أعمال أخرى لا أن يصبح ساعي بريد لشخص مثلي لا يعرف كوعه من بوعه، في الحقيقة أعرف الكوع والبوع لكن مشكلتي أنني وقعت في دوامة سوء تفاهم بين أربعة موظفين من نفس المؤسسة لا يفصل بين هؤلاء وهؤلاء إلا أمتار قليلة وجدار.
أعطوني أوراقاً وطلبوا مني الذهاب إلى مكتب بعيد، ذهبت وهناك أخبرني صاحب المكتب أن ما أريده لا يمكن فعله ما لم أنجز كذا وكذا، فعدت لأخبرهم عن كذا وكذا هذه وعادت الدوامة لكن وصلت للنهاية هنا أو قل لبداية النهاية، أعني نهاية معاملتي في هذا اليوم فقط لأنني سأعود لإنهاء معاملات أخرى لاحقاً.
المعاملة تحتاج لأوراق كثيرة، الأخت الفاضلة التي تولت جمع كل ما تحتاجه المعاملة لم تقصر وأنجزت العمل بأسرع ما يمكن، بعد ذلك علي الذهاب للقاضي ثم لقسم آخر خارج المحكمة ثم عدت للمحكمة للحديث مع مؤسسة حكومية أخرى لديها مكتب هناك، باختصار كانت معاملة ورياضة أيضاً، الغريب أنني لم أكن في مزاج متشائم كعادتي في الماضي، مع كل ما حدث اليوم لم أشعر بالتضايق أو الغضب، بل كنت أكثر قول "خير، نعم، إن شاء الله، شكراً، جزاك الله خيراً" والأمور تسير كما أحب، السائق يقول لي "هذا بركة مال لحية" قلت له "هذا بركة مال فجر،" اللحية لا علاقة لها بأي شيء، أرجو عدم إقحام لحيتي في السياسة أو أي شيء آخر.
في المحكمة هناك دائماً فرصة لسماع قضايا الآخرين، رجل جاء بعدي يريد أن يرفع شكوى ضد ابنه، الابن عاق ويضرب والديه ويسبهما والأب لا يريده أن يبقى معهم في المنزل، كنت أسمع الموظفات يتحدثن عن عقوق الوالدين وكان عقلي يحدثني عن عقوق الآباء، مهما قال الأب فهو طرف واحد في هذه القضية، ما الذي جعل الابن يصل إلى درجة ضرب والديه وسبهما؟ ربما رفقاء السوء، ربما شيء آخر لم يخطر ببالي، وربما لم يتلقى الابن تربية في الصغر تعينه على بر والديه في الكبر، لا يمكنني أن أحكم وفي نفس الوقت لا يمكنني قبول تفسير بسيط كالذي تتحدث عنه الموظفات.
على أي حال، دخلت هناك في الساعة الثامنة والنصف وخرجت في الحادية عشر والنصف تقريباً، وقفت تحت الشمس أنتظر السائق لربع ساعة لأنه ذهب لتناول إفطار ولم يجد إلا أحد تلك المقاهي الراقية التي أعلم يقيناً أنه لا يحبها ويفضل عليها مطعماً هندياً يقدم شاي "الكرك" مع شيء من خبز البراتا، الوقوف في الحر والرطوبة أمر لا أحبه ويمكنني تحمله، كنت أنوي العودة للمنزل إلا أن علي إنهاء عملي في مؤسستين، الأولى في وسط أبوظبي ومطلة على شارع السلام المغلق، المواقف خلف البناية مزدحمة كالعادة، لم أتأخر كثيراً في إنهاء عملي فقد أحضرت كل شيء مطلوب، لا أدري لماذا أشعر برغبة في أن يشعر الموظف بخيبة أمل لأنني أحضرت كل الأوراق، للأسف لم يحدث هذا من قبل وإلا لكتبت عن الموظف قصة قصيرة.
في المؤسسة الثانية دخلت من البوابة الرئيسية لأسمع منادي خلفي، رجل أمن يطلب مني الدخول من البوابة الأمنية، لماذا إذاً هناك بوابات أخرى؟ أعطيتهم جواز سفري وأعطوني بطاقة زائر، دخلت المؤسسة ولم أجد أحداً هناك! لا مكتب استقبال ولا موظف يتنفس بصوت عالي، الرخام يغطي الأرض والجدران بألوان أرضية جميلة، الأحمر والأصفر وما بينهما، هناك سلالم عن اليمين وعن الشمال وأمامي مصاعد، لا لافتات ولا أي شيء يدل على أنني دخلت مؤسسة حكومية، جاء المنقذ رجل الأمن ليقول لي اذهب إلى الدور الأول إلى قسم كذا وكذا، فتح المصعد الباب لأرى الدور الأول ولم أجد إلا الفراغ.
اخترت أن أذهب إلى اليمين، هناك مساحة مغطاة بسجاد أزرق، مساحة كافية لوضع منزل صغير فيها مع ذلك لا يوجد فيها أحد، ما هذه المؤسسة؟ كنت أبحث عن أي شيء يتنفس لكي أطرح سؤالاً، كدت أن أخرج من الساحة الفارغة لكنني أخيراً رأيت رجلاً سألته عن القسم فدلني، على يسار المصعد هناك مساحة أخرى مماثلة لكنها تحوي بشراً يتحركون ويتكلمون، سلمت الأوراق اللازمة وانتهى عملي، كان الأمر بسيطاً لكن الفراغ وعدم وجود أشخاص كثر في مبنى كبير يترك انطباعاً يصعب نسيانه، انطباعاً ليس سلبياً ولا إيجابياً، مجرد استغراب من وجود مساحات كبيرة غير مستغلة يمكن لأي شخص أن يتوه فيها لأسابيع.
في الغد مزيد من المعاملات ومزيد من المؤسسات، أظن أن علي التوقف عن الكتابة عن المعاملات والمؤسسات فلم يعد لدي شيء أضيفه إلى ما يتكرر كل يوم، أنا بحاجة الآن لكوب شاي.
بدأت ملامح الشتاء بالظهور ببطء، الفجر أصبح أكثر برودة والجو جميل في الصباح، هذا ما جعلني أعود لرياضتي المفضلة وهي المشي بعد صلاة الفجر ومحاولة استعادة بعض اللياقة التي فقدتها لكسلي في الأشهر الماضية، في رمضان فقدت من وزني خمسة كيلوجرامات جعلتني أتشجع أكثر على ممارسة الرياضة، ولم تكن البداية قبل أيام سهلة، نفسي ينقطع بسهولة ورجلاي تشتكيان مع ذلك أصررت على المشي مسافة أطول بكثير مما كنت أخطط له والنتيجة ألم في القدمين لم يذهب إلا بعد يومين ولكنني سعيد وأجدني أكثر نشاطاً وأكثر رغبة في ممارسة مزيد من الرياضة ومزيد من القراءة ومزيد من الحديث مع الآخرين، ببساطة ... مزيد من الحياة.
في المسجد وجدت ضيوفاً جدداً في ساحته بالأمس، قطة كبيرة مع أربعة من أبنائها يعيثون فساداً في أحذية المصلين، كان منظرهم رائعاً ومضحكاً خصوصاً أحد الصغار كان يخوض معركة ضد فردة حذاء يدفعها قليلاً للأمام ثم يقفز فوقها بشراسة ويمد يديه ورجليه في الهواء، أتخيله يصرخ صرخة كاراتيه وينوي تقطيع الحذاء لكنه في الحقيقة يفعل كل شيء إلا لمس الحذاء، هذا يذكرني بشيء ما ... هل يمكنك تخمين ما هو هذا الشيء؟
في منزلنا لا يختلف الوضع كثيراً، لدينا قطة معطاءة ومنتجة، في كل عام تنتج - أو قل تصنع - عشرة قطط أو أكثر والآن لديها خمسة في غاية الشقاوة، هي قطة رزينة لكنها تصبح شقية مثلهم عندما يلعبون حولها في الصباح، تجدها تقفز وتركض كالمجنونة، منظر مضحك ومسلي وبالتأكيد أفضل بكثير من أي شيء ستشاهده في التلفاز أو في يوتيوب، من الذي يحتاج هذه الأشياء ولديه في المنزل ما يكفي من الترفيه تقدمه فرقة من القطط؟ أخي يلعب مع القطط كل يوم، لديه خيط ربط في آخره قطعة دائرية من الحديد وعلقها على شجرة، يمكنك أن تتخيل ما يحدث حول هذا الخيط، تنافس بين خمسة على فعل كل شيء ولا شيء في نفس الوقت، تجد أحدهم يقفز ويركض وتظن أنه سيقطع الخيط بمخالبه لكنه يلف ويدور حول الشجرة بلا أي هدف.
بعد مشاهدة لقطات مضحكة للقطط وتناول الإفطار ذهبت لإنجز بعض المعاملات وبالتأكيد المحكمة هي المكان الذي يتوجب علي زيارته كل يوم تقريباً، لكن اليوم هناك أمر مختلف، فقد أعددت العدة في أيام العيد وجهزت ملفاً لأوراق المحكمة ثم وضعت أوراقاً احتياطية في شنطة أوراق وأعددت ملفات أخرى لمؤسسات أخرى، لم يعد هناك مجال لتضييع أي وقت بعدم إحضار ورقة أو وثيقة ما، لدي كل شيء ... أو أتمنى ذلك.
الجو أصبح رطباً وحاراً، كلما خرجت من السيارة اضطررت لخلع نظاراتي لأن الرطوبة تحجب الرؤية، على شخص ما أن يخترع نظارة بمساحات لإزالة الرطوبة، في الداخل سألت عن مكتب ما وفي ذلك المكتب لم يكن النظام الأرقام قد بدأ، لذلك استغللتت الفرصة للحديث مع موظفة حول المعاملة وهنا بدأت مسرحية "روح هناك وتعال هنا" أو مسرحية "ألطم يا عالم؟!" أو لعلك تستطيع أن تختار الاسم المناسب لك، كل شخص يقول لي كلاماً مختلفاً وكل شخص يقول لي إذهب إلى هناك أو هناك، تحدثت مع شخص يعرف تماماً ما الذي يجب أن أفعله لكنه ليس متعاوناً بالقدر الكافي ولا ألومه، مسؤوليته تفرض عليه أن يجلس خلف مكتبه لإنهاء أعمال أخرى لا أن يصبح ساعي بريد لشخص مثلي لا يعرف كوعه من بوعه، في الحقيقة أعرف الكوع والبوع لكن مشكلتي أنني وقعت في دوامة سوء تفاهم بين أربعة موظفين من نفس المؤسسة لا يفصل بين هؤلاء وهؤلاء إلا أمتار قليلة وجدار.
أعطوني أوراقاً وطلبوا مني الذهاب إلى مكتب بعيد، ذهبت وهناك أخبرني صاحب المكتب أن ما أريده لا يمكن فعله ما لم أنجز كذا وكذا، فعدت لأخبرهم عن كذا وكذا هذه وعادت الدوامة لكن وصلت للنهاية هنا أو قل لبداية النهاية، أعني نهاية معاملتي في هذا اليوم فقط لأنني سأعود لإنهاء معاملات أخرى لاحقاً.
المعاملة تحتاج لأوراق كثيرة، الأخت الفاضلة التي تولت جمع كل ما تحتاجه المعاملة لم تقصر وأنجزت العمل بأسرع ما يمكن، بعد ذلك علي الذهاب للقاضي ثم لقسم آخر خارج المحكمة ثم عدت للمحكمة للحديث مع مؤسسة حكومية أخرى لديها مكتب هناك، باختصار كانت معاملة ورياضة أيضاً، الغريب أنني لم أكن في مزاج متشائم كعادتي في الماضي، مع كل ما حدث اليوم لم أشعر بالتضايق أو الغضب، بل كنت أكثر قول "خير، نعم، إن شاء الله، شكراً، جزاك الله خيراً" والأمور تسير كما أحب، السائق يقول لي "هذا بركة مال لحية" قلت له "هذا بركة مال فجر،" اللحية لا علاقة لها بأي شيء، أرجو عدم إقحام لحيتي في السياسة أو أي شيء آخر.
في المحكمة هناك دائماً فرصة لسماع قضايا الآخرين، رجل جاء بعدي يريد أن يرفع شكوى ضد ابنه، الابن عاق ويضرب والديه ويسبهما والأب لا يريده أن يبقى معهم في المنزل، كنت أسمع الموظفات يتحدثن عن عقوق الوالدين وكان عقلي يحدثني عن عقوق الآباء، مهما قال الأب فهو طرف واحد في هذه القضية، ما الذي جعل الابن يصل إلى درجة ضرب والديه وسبهما؟ ربما رفقاء السوء، ربما شيء آخر لم يخطر ببالي، وربما لم يتلقى الابن تربية في الصغر تعينه على بر والديه في الكبر، لا يمكنني أن أحكم وفي نفس الوقت لا يمكنني قبول تفسير بسيط كالذي تتحدث عنه الموظفات.
على أي حال، دخلت هناك في الساعة الثامنة والنصف وخرجت في الحادية عشر والنصف تقريباً، وقفت تحت الشمس أنتظر السائق لربع ساعة لأنه ذهب لتناول إفطار ولم يجد إلا أحد تلك المقاهي الراقية التي أعلم يقيناً أنه لا يحبها ويفضل عليها مطعماً هندياً يقدم شاي "الكرك" مع شيء من خبز البراتا، الوقوف في الحر والرطوبة أمر لا أحبه ويمكنني تحمله، كنت أنوي العودة للمنزل إلا أن علي إنهاء عملي في مؤسستين، الأولى في وسط أبوظبي ومطلة على شارع السلام المغلق، المواقف خلف البناية مزدحمة كالعادة، لم أتأخر كثيراً في إنهاء عملي فقد أحضرت كل شيء مطلوب، لا أدري لماذا أشعر برغبة في أن يشعر الموظف بخيبة أمل لأنني أحضرت كل الأوراق، للأسف لم يحدث هذا من قبل وإلا لكتبت عن الموظف قصة قصيرة.
في المؤسسة الثانية دخلت من البوابة الرئيسية لأسمع منادي خلفي، رجل أمن يطلب مني الدخول من البوابة الأمنية، لماذا إذاً هناك بوابات أخرى؟ أعطيتهم جواز سفري وأعطوني بطاقة زائر، دخلت المؤسسة ولم أجد أحداً هناك! لا مكتب استقبال ولا موظف يتنفس بصوت عالي، الرخام يغطي الأرض والجدران بألوان أرضية جميلة، الأحمر والأصفر وما بينهما، هناك سلالم عن اليمين وعن الشمال وأمامي مصاعد، لا لافتات ولا أي شيء يدل على أنني دخلت مؤسسة حكومية، جاء المنقذ رجل الأمن ليقول لي اذهب إلى الدور الأول إلى قسم كذا وكذا، فتح المصعد الباب لأرى الدور الأول ولم أجد إلا الفراغ.
اخترت أن أذهب إلى اليمين، هناك مساحة مغطاة بسجاد أزرق، مساحة كافية لوضع منزل صغير فيها مع ذلك لا يوجد فيها أحد، ما هذه المؤسسة؟ كنت أبحث عن أي شيء يتنفس لكي أطرح سؤالاً، كدت أن أخرج من الساحة الفارغة لكنني أخيراً رأيت رجلاً سألته عن القسم فدلني، على يسار المصعد هناك مساحة أخرى مماثلة لكنها تحوي بشراً يتحركون ويتكلمون، سلمت الأوراق اللازمة وانتهى عملي، كان الأمر بسيطاً لكن الفراغ وعدم وجود أشخاص كثر في مبنى كبير يترك انطباعاً يصعب نسيانه، انطباعاً ليس سلبياً ولا إيجابياً، مجرد استغراب من وجود مساحات كبيرة غير مستغلة يمكن لأي شخص أن يتوه فيها لأسابيع.
في الغد مزيد من المعاملات ومزيد من المؤسسات، أظن أن علي التوقف عن الكتابة عن المعاملات والمؤسسات فلم يعد لدي شيء أضيفه إلى ما يتكرر كل يوم، أنا بحاجة الآن لكوب شاي.
13 تعليقات:
يا رجل حالكم في الامارات افضل بكثير من حالنا في السعودية
عندما تريد تجديد الهوية فينبغي عليك الحضور قبل الدوام الرسمي بساعة ونصف للحصول على رقم من شدة الزحام ولا تتوقع أن تنجز معاملتك قبل 6 ساعات على الأقل !!!
6 ساعات لتجديد الهوية !!! يا إلهي
وفوق كل هذا عليك أن تحضر بعد اسبوعين لاستلام الهوية الجديدة
أعتقد أن البيروقراطية لدينا لا ينافسها في الوطن العربي إلا البيروقراطية في مصر فهي أم الدنيا و أم البيروقراطية
أيعقل أن مدينة ضخمة كالرياض يسكنها أكثر من 4 مليون لايوجد فيها الا ادارة واحدة للاحوال المدنية وهو مبنى متهالك مبني منذ السبعينات وفي وسط المدينة .
على العموم اليوم 23 سبتمبر هو اليوم الوطني الـ79 للملكة
أرجو أن يتحسن الوضع في السنوات القادمة
فما زال أمامنا الكثير
السلام عليكم
رحلة ممتعه ؛ لكنها غير مفيدة :)
تماما كما هو موضوع ( المكيف من حقوق الإنسان )
بصراحه .. بعد [ شبه الانقطاع ] الذي تكلمت عنه ، أرى أن المواضيع أصبحت شخصية وعبارة عن إبراء ذمة أنك كتبت تدوينة أسبوعيه .
أقول هذا الكلام ليس تحاملاً عليك
لكن لأنني شخص معجب جداً بشخصيتك
استفدت الكثير والكثير مما تكتب
غيرت كثيراً في شخصيتي
أتمنى عودة للمواضيع الجادة والمفيدة أياً كان تخصصها .
شكراً عبدالله
@غير معرف: أقارن الإمارات باليابان أو بريطانيا أو بلدان أخرى، أتمنى أن نصل لوضع أفضل لأن وضعنا الحالي أفضل من غيرنا وفي نفس الوقت علينا ألا نرضى به.
@عبدالله: أخي الكريم، ملخص الفيديو أراه موضوعاً مفيداً، قصة حديقة العم ماساو أيضاً أراه موضوعاً مفيداً، كذلك ملاحظاتي على مسابقة آرابيسك لأفضل المدونات، كوني كتبت موضوعين شخصيين لا يلغي باقي المواضيع، تريد الجاد؟ سيأتي الجاد والمفيد، هذا لا يعني أنني سأتوقف عن كتابة المواضيع الشخصية غير المفيدة وفي الفقرة الأولى وضعت تنبيهاً بأن عليك الهرب لأن الموضوع شخصي، بمعنى آخر لن يكون مفيداً.
أخي الكريم، النفوس يصيبها الملل، ولا مشكلة في مواضيع مختلفة بعض الشيء عن المعتاد، والأمر في نهاية المطاف يعود لك، تجاوز ما لا يعجبك، هناك مدونات كثيرة تعجبني عربية وأجنبية، لكنني لا أقرأ كل شيء يكتب فيها بل في الحقيقة أتجاوز معظمه لأركز على ما أريد فقط.
فقط لكي أطمئنك، لدي 7 مواضيع جادة ولدي كتيب صغير أعده حالياً حول موضوع تقني.
اتعلم أحيانا أفكر بأن أحمل معي ورقة وقلم عند ذهابي لإنجاز معاملة ما
وأقوم بالتسجيل :
10:05:31 وصلت وفتح الباب
10:05:59 أخذت رقما للإنتظار
10:06:25 ابتسمت لرجل لا أعرفه
02:31:00 طلب مني العودة غدا لأن الدوام انتهى !
وهكذا، لا أعرف مالذي قد أستفيده من هذه التسجيلات، لكنني متيقن بانني سأعود إليها يوما ما ربما للمقارنة أو لأخبر غيري بما يجب أن يفعله !
لذلك لا أتمنى منك التوقف عن هذه النوعية من المقالات :)
معاملاتنا !!حديث ذو شجون ..
في بعض الأحيان لا تستطيع التماسك ، ليس لأنك مستاء او (متبطر على النعمة ) فقظ لأنك تود لو يكون الحال أفضل مما يحصل ، وتتضاعف الأمنية اكثر حين تتيقن أن لدولتنا كل الأمكانيات لتكون لتحسن من أمور صغيرة مركزة على الأمور الأهم ..
تقبلوا وافر التحية
أختكم مرفا الأمل
يظهر أن سائقكم صاحب خفة دم و يعلم أماكن المطاعم بشكل جيد .. لماذا لا تده ينهي معاملاتك؟ أعتقد أن هذا سييضيف وقتا إضافيا لك للإنجاز.
أنا أكره أمور عديدة .. و منها التأخير الذي يحدث في الدوائر الحكومية, لأنه لا يوجد شيء اسمه "1+1=2" .. بل قد يكون "1+1=عدد لا نهائي", و هذا أمر يتعب عقلي و جسمي كثيرا!!
تمنياتي لك بأيام قدمة سعيدة :)
انا مستغرب جدا , سائق و خدم لماذا تحتاجونه في
دول خليج ؟ نا قصكم ايد او رجل ؟! ( انا من احدى بلاد الشام )
@عابر سبيل: تسجيل الملاحظات سيكون مفيداً لمن يكتب مدونة أو مقالات في صحيفة، هناك فرص كثيرة في أحداث اليوم يمكن أن يكتب عنها أي شخص، نقطة صغيرة حول موضوع صغير يمكن تحويلها لموضوع كبير.
@مرفأ الأمل: أوافقك تماماً، لدينا القدرة على أن نكون أفضل حالاً مما نحن عليه ولا تنقصنا الإمكانيات، الإرادة هي ما نحتاج.
@خالد الجابري: لا يمكن لغيري إنجاز المعاملات، علي أن أكون موجوداً بنفسي وإلا لما اضطررت للخروج من المنزل، يحيا الكسل :-)
@أحمد: وما المشكلة في الخدم؟
اكتب كما يحلو لك، ولا تفكر في نوعية ما تكتب أو فائدته. أليست المتعة في حد ذاتها فائدة؟ ومشاركة الآخرين في شعورهم فائدة؟ وغير ذلك الكثير..
أنا مشكلتي مع المدونات ليست في نوع ما يكتب، فأنا سأقرأ كل شيء. لكن المشكلة تكمن في الطول، مما يضطرك إلى القفز. طبعاً إلا مدونتك يا عبد الله، لا يمكن أن أقفز منها حرفاً.
أتمنى أن يأتي ذلك اليوم الذي من الممكن أن يقضوا لك أمراً في المؤسسات الحكومية في أقل من خمسة دقائق .. يا ليت!
وأنا أتمنى أن يأتي ذلك اليوم الذي نقضي فيه أمورنا من خلال الانترنت..!
لكن طبعاً استخدام التقنية الحديثة في وزاراتنا يطيل المسائل ولا يحلها..
شكرا لك
ومع ذلكـ فمؤساساتنا اليوم أفضل من مؤسساتنا بالأمس ولو عقدنا مقارنة بسيطة بينهما لوجدنا أن مؤسساتنا في تطور مستمر هذا رأيي !
@عبد الرحمن: أشكرك أخي الكريم، ولا بأس في أن تقفز عن بعض الفقرات فليس كل ما يكتب يجب أن يقرأ.
@أسامة جاب الدين: أود أن يأتي اليوم الذي أنجز فيه معاملاتي بالبريد العادي أو إلكترونياً.
@عهود: بالفعل هذا ما يحدث، تعطل النظام سبب تأخير المعاملات وهذا ما حدث لي في اليومين الماضيين.
@أفلاطونية: وأتمنى أن تصبح في الغد أفضل مما هي عليه اليوم.
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.