الخميس، 5 مارس 2009

البساطة يصعب بيعها

لظروف مختلفة أصبح لدي هاتف نقال من النوع الحديث، أعني بذلك أن له شاشة ملونة وكاميرا بدقة 3.2 ميغابكسل ويمكن أن أضع عليه برامج مختلفة ويمكنني استخدامه كمشغل MP3 ويمكن الاستماع للإذاعات من خلاله بل ويمكن تصفح الشبكة باستخدامه ويحوي خصائص كثيرة، أما سعره فهو أفضل سعر يمكنني أن أحصل عليه، مجاناً! فقد وصلني من جهة أهلي فجزاهم الله خيراً.

آخر هاتف اشتريته كان بشاشة تعمل بالأسود والأبيض ولا يحوي أي خصائص وسعره لا يزيد عن 120 درهماً، لم أجد هاتفاً أرخص منه ويدعم العربية، وهذا الهاتف حقق رقماً قياسياً لأنه بقي معي لأكثر من سنتين في حين أن الهواتف السابقة كنت أتخلص منها خلال أقل من سنة على أمل أن أستطيع التخلص من الهاتف النقال كلياً، لكن الآن أنا في وضع لا يسمح لي بالتوقف عن استخدام الهاتف، على الأقل إلى أن أنجز بعض الأعمال التي يتوقعها الآخرون مني خصوصاً الأسرة الكريمة.

يمكن المقارنة بين الهاتف الجديد وهاتفي القديم من ناحية الخصائص لكن هذا ليس ضرورياً الآن، ما يهمني الآن هو أن أتحدث عن طريقة استخدام الجهازين وهو أمر لم أركز عليه إلا قبل دقائق، هاتفي الحالي على ما فيه من خصائص لا يقدم لي شيئاً أكثر من الهاتف السابق، أنا لا أستخدم أي شيء إلا الاتصال واستقبال الرسائل وإرسالها وكذلك المنبه والساعة، هذا كل شيء، نعم جربت استخدام الكاميرا في الهاتف الجديد لكنني بعد أسابيع من حمله معي إلى كل مكان لم ألتقط صورة واحدة تستحق النشر.

أما الاستماع للإذاعات أو لملفات MP3 فهذا ما لا أريد فعله وأنا خارج المنزل، يكفيني الإزعاج في الشوارع والمذياع في السيارة ولا أريد وضع سماعات على أذني وأنا أمشي، منظري سيكون غريباً، تصفح الشبكة من خلال الهاتف بشاشته الصغيرة يجب أن يوضع في قائمة أساليب التعذيب الحديثة، أما الكاميرا التي ظننت أنني سأستخدمها كل يوم فلم أستخدمها أبداً إلا في المنزل ويمكنني فعل ذلك بكاميرتي الرقمية التي تقدم دقة أعلى بكثير.

في الأشهر الماضية كنت أوهم نفسي بأنني أحتاج إلى هاتف نقال حديث مع كاميرا لكي ألتقط الصور في كل مكان، لم يحدث هذا أبداً، وبدأت أفكر اليوم بهاتفي السابق، لماذا تخلصت منه؟ في الحقيقة أجدني أكثر سعادة مع الهاتف الأبسط لأنه كان ... أبسط! لأنه كان أسرع استجابة من هاتفي الحالي الذي يحوي معالجاً أسرع بعشرات المرات من أقوى سوبركمبيوتر في السبعينات لكنه لا يستطيع أن يعطيني استجابة فورية كما يفعل هاتفي السابق.

هل نحن فعلاً بحاجة لكل الخصائص التي تقدمها المنتجات؟ تعلمت الدرس من خلال هاتف مجاني والحمدلله لكن ماذا عن الناس؟ ماذا عن الآلاف من الناس الذين يشترون الأحدث والأكثر تقدماً في حين أنهم لا يستخدمون الخصائص التي جعلتهم يشترون الأحدث.

للأسف البساطة يصعب تسويقها وبيعها، البساطة يصعب إقناع الناس بها، من السهل إقناع الناس بعشرات الخصائص وإعطاء الأفضلية للمنتج الذي يحوي الخصائص الأكثر، لكن ماذا عن تجربة المستخدم ورضاه عن المنتج بعد شراءه؟ ماذا عن القيمة التي يقدمها المنتج مقابل تكلفته؟ هذه أمور لا يفكر الناس بها.

17 تعليقات:

ابوسعد - abosaed يقول...

مع أحترامي الشديد أنت مخطىء فقليل من الترفيه يرافقك لا يضر و هو مفيد جداً أنا أستخدم كجوالي كمنبه يومي أعده على تنبيهي يومياً
أعد قائمة مهام ظاهره على الشاشة
رسائل تذكير كموعد المستشفى مثلاً
أما الانترنت فأنا أوافقك فهو فاشل غير أن الكثير يقولون أن الاي فون يقدم تجربه فريده

التصوير شيء رائع فعلاً و لكن كما ذكرت قد تمر الشهور و أنت لم تستخدمها أو تستخدم الكمره الرقمية لكن هناك لحظات لا تجد غير جوالك بمتناول يدك و إذا كنت تواجه مشكلة مع سماعة الاذان بسبب اسلاكها أستخدم سماعت بلوتوث سيكون متعه أخرى

غير معرف يقول...

أوافقك الرأي اخي عبدالله ، فأنا مثلك لا أحب التعقيد كثيرا واريد جهاز يخدمني أكثر مما اخدمه :).
اشتريت هاتف جديد منذ أكثر من ثلاث سنوات و أنا سعيد به ولا أريد تغييره رغم الحديث الكثير حوله ، فأنا استخدمه للتالي:
- الاتصال
- كتابة الرسائل
- سماع بعض الصوتيات في وقت الملل وهذا بنسبة قليلة
- القاموس انجليزي انجليزي و انجليزي عربي
- الحاسبة
- التقويم
- بعض المفكرات والملاحظات.
- منبه.

وافكر لا أغير هذا الجهاز حتى ينزل جهاز أندرويد من جوجل :).

بالمناسبة يمكن أن نرى مقالة في مدونتك في المستقبل حول استخدام الهاتف لأعمال جديدة :).
أعرف صديقا لي يستخدم الهاتف لقراءة الروايات و القصص الانجليزية.
و آخر لمتابعة الحسابات ، وآخر لمتابعة الانترنت و البريد الالكتروني.
على العموم رغبات الناس كثيرة جدا ، و استخداماتهم أغرب !!

عبدالله المهيري يقول...

أبو سعد: تحدثت عن تجربتي الشخصية وهذه لا يمكن أن أكون على خطأ فيها، ومن الأفضل أن تقول "لا أوافقك الرأي" أو أن تقول "لي رأي آخر" لأن الآراء كما ترى قد تكون كلها صحيحة وإن اختلفت، كل ينظر من زاوية معينة.

نقطة أخرى، لست بحاجة لأن تقول "مع احترامي الشديد" قبل أن تخالف أي شخص في رأيه، هذه جملة من قائمة جمل يستخدمها الناس دون أي حاجة لذلك، وفي بعض الأحيان يقصد بها عكس ما يقال.

أعود للموضوع، أي شيء أكتبه أو يكتبه غيري له دائماً استثناءات، هناك أناس يستخدمون الخصائص كلها ويريدونها، موضوعي لا يتحدث عنهم، ماذا عن الناس الذين يشترون الهواتف بخصائصها ولا يستخدمونها؟ هل هم بحاجة لها أم أنهم فقط يوهمون أنفسهم بأنهم يحتاجونها؟

OMLX: ربما يتغير الأمر في المستقبل، لاحظت شخصياً أنني لا أستفيد من خصائص كثيرة في أي منتج، سواء البرامج في الحاسوب أو الخصائص في الهاتف وحتى الخصائص في الكاميرا الرقمية.

حالم يقول...

فكرت مسبقا بهذا الموضوع بعدما أصبح بحوزتى هاتف حديث ،، وتوصلت لما توصلت انت اليه فعلا،، ينبهر الناس بالإمكانيات العديدة والحديثة،، ولكن ماذا نحتاج منها فعليا، بعيدا عن التقليد ، وبعيدا عن المنظرة.. هذه هي القضية. ماذا لو اشترى كل منا ما يوفى باحتياجاته فعلا .أقصد فى كل مناحي الحياو بالطبع.. جزاك الله خيرا أخي

حالم يقول...

سؤال .. ما هي المشكلة فى ارسال لتعليقات هنا ؟؟

غير معرف يقول...

من الأمور التي ندمت على فعلها .. شراء هاتف بخصائص لا أفهمها حتى استخدمها .. هذا غير البطء في التشغيل .. و التعليق في بعض المرات . شيء مزعج بحق.
صدقت في قولك .. "البساطة يصعب بيعها"

غير معرف يقول...

شخصياً دائماً أشعر أنني بحاجة الى فحص البريد والانترنت عندما أكون خارج البيت. ربما إدمان, لذلك فكرت أن أبدأ باستعمال blackberry bold 9000 الرائع لكنني تراجعت ليس بسبب سعره بل بسبب التكاليف الشهرية الباهظة التي يجب دفعها لأنه يحتاج سيرفر خاص لذلك عدلت عن هذه الفكرة والبديل كان Nokia E71 والذي سأستلمه الاسبوع القادم ان شاء الله. الأجهزة أعلاه تحتوي على جوال لكنها مخصصة للانترنت والبريد.

أما بالنسبة للجوال معي جوال بسيط منذ 6 سنوات اشتريته مستعمل ب 150 دولار ولا أفكر بتغييره حتى يخرب.

غير معرف يقول...

بنسبه لي اعتقد استخدم الجوال فقط في الاتصال و الرسائل وقليلا ما أستخدمه في الانترنت أو الوسائط التعددة .

DaNDoOoSha يقول...

البساطة .. تلك الكلمة التي لم تعد موجوده أصلا في قاموسنا العربي و لا أعلم لماذا ؟!! المشكلة ليست في استخدام أي نوع من الهواتف و لكن المشكلة في ان الإنسان البسيط أصبح متخلف لدى البعض منا للأسف

خوله سعيد يقول...

إذا كانت هناك شركة متخصصة في تصميم الهواتف بالطلبات الخاصة فأنا أول من سيقوم بالطلب ،أريد هاتف بدون كاميرا و ذوا ألوان جديدة وحجم خفيف وفيه ذاكرة تكفي للصوتيات.

محمد المحارب يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
غير معرف يقول...

"البساطة لا يمكن تسويقها" كلمة رائعة للغاية، وأتفق معك في أن خير الكلام ما قل ودل، ولكن أظن أننا نتحدث أيضا عن مستقبل سيسيطر على حياتنا يوما بعد يوم شئنا أم أبينا، ولذلك أظن أن تقبلنا له (على سوئه) أفضل من الهروب منه.

غير معرف يقول...

صراحة وجدت اني اتفق معك اخوي عبدالله في اشياء كثيرة

من فترة اشتريت اخر ما وصلته التقنية من نوكيا وفي خلال شهر كنت ادور بالجهاز على مراكز الضمان والصيانة

حاليا ابحث عن جوال سريع في الاستجابة ويحوي برنامج للترجمة وبس !!

عبدالله المهيري يقول...

حالم: هناك مشكلة في التعليقات وللأسف لا أستطيع حلها، ما قلته حول التقليد والمنظرة صحيح وهو سبب رئيسي في شراء الناس أشياء لا يحتاجونها، فلان أشترى كذا وكذا وعلي شراء شيء أفضل لأن هذا يسد نقصاً في شخصيتي، هذا حال البعض ... والبعض هنا كثير.

خالد الجابري: شيء لا أستطيع تقبله بل ويزعجني كثيراً هو البطء في التشغيل، من المفترض أن تكون ردود أفعال الهواتف اليوم فورية، هذا لوحده سيشجع الناس على استخدام بعض الخصائص التي لا يريدون استخدامها اليوم لأن الهاتف بطيء.

رشيد: حتى لو تعطل هناك إمكانية لصيانته، من المؤسف أن شركات اليوم تصنع منتجاتها على أساس أن استبدالها سيكلف أقل من صيانتها.

صفر واحد: شكراً على المشاركة.

DaNDoOoSha: ولماذا العرب فقط؟ هذه ظاهرة عالمية وليست خاصة بنا، وأوافقك على أن صورة البساطة لدى البعض تعني التخلف أو المسكنة.

ماسة الكون: أتوقع أن يحدث هذا في المستقبل، سنرى شركات تصنع المنتجات بحسب طلبات الزبون، هذا أمر يحدث اليوم مع منتجات بسيطة لكن في المستقبل ستزداد الخيارات.

MAH: شكراً على المشاركة.

Himtox: يصعب تسويقها وليس "لا يمكن" هناك فرق، أما "شئنا أم أبينا" هذه فلا أوافقك عليها، لدينا الخيار لرفض ما لا نريده، لدينا الخيار لفرض ما نريده على الشركات بدلاً من أن تفرض علينا ما تريده، وهناك فرق بين رفض التقنيات بالكلية ورفض التعقيد.

ثامر: من المؤسف فعلاً أن يتعطل الجهاز بعد شهر من استخدامه، من المفترض أن يعطونك بديلاً له، هذا سيحدث في أسواق أخرى لكن في أسواقنا الصورة مختلفة.

غير معرف يقول...

عندي أخ يحب الجوالات ، وتشوفه يشتري كل جوال جديد عسب يتفحصه و يعرف إمكانات الجوال بعدين يبيعه ،،
والسبب الثاني عسب ما ينزل جوال جديد وما يكون مر من بين يديه ومن هذه الهواية صار معروف بين أصحابه و اهله وحتى صاعب البقالة صار يستشيره إذا أراد شراء جوال ، أو يطلبه عسب يشوف المشكلة فـ جواله ..!!

اما أنا ما أحب أبدا اشتري غير الجوال اللي يحتوي على شغلات بسيطة لأني ما أحتاج للتعقيد :)
تحياتي

غير معرف يقول...

بالنسبة لي ، بالبداية كنت مخدوع بالمظاهر وعملت المستحيل لاقتناء الجهاز الاحدث ، وفعلا كنت مستمتع فيه .

ولكن تزايد معدل سقوطه على الارض بشكل فظيع ، واصبح الشكل البراق كئيب ومقزز !

بعد فترة ، أعدت النظر بشكل أنضج ، وبعت جهازي واشتريت جهاز سامسونج لا يدعم الترفيه ، ملون ولكن فقط مكالمات وتنبيه ورسائل ، كان ذو شكل رائــع ، أحببته جدا ، كان رائــع بمعنى الكلمة .

بعد حوالي سنة ، حدثت قصة عجيبة :
http://www.akhawia.net/showthread.php?t=104212
وعدت لعالم الهواتف الحديثة مرة أخرى ..

حاليا ، أي بعد سنة ايضا ، بدأت أشعر بالملل من جهازي ، بسبب بعض الأعطال التي لحقت به ، ولكن قيمة هذا الجهاز مختلفة ، ولا أظن أني سأستغني عنه ، ربما أقتنى هاتف بسيط جديد ، واحتفظ بهذا الجهاز للذكرى الجملية التي يحملها :) ..

شخصيا ، انا مع البساطة ، البساطة أجمل ومريحة أكثر ، إذا أردت استخدام الميديا فـ لدي جهاز الكمبيوتر يقدم لي هذه الإمكانية بشكل أفضل بكثير .

مقال جميل ، شكرا لك :)

غير معرف يقول...

السلام عليكم ...

كيف حالكم شباب..

تحياتي لكم مع تحية خاصة للاستاذ عبد الله المهيري