الأخ ملياني كتب عن مرضه وعلاقته بالتدخين السلبي، أسأل الله له السلامة والعافية ولكل الناس، هذا يقودني لسؤال حيرني كثيراً: إذا كان التدخين مضر وقد ثبت هذا بأدلة كثيرة فلماذا لا يمنع؟
التدخين شهوة شخصية يصل ضررها للآخرين بطرق مختلفة، والمجتمع يتحمل نتائج هذا الضرر بطرق مختلفة، لو أن المدخن يضر نفسه فقط لهان الأمر بعض الشيء لكن ضرر السجائر يصل لكل من يجلس بجانب المدخن ولكل من يتعامل معه، الدولة تتحمل تكاليف علاج المدخن، ومن ناحية شرعية هناك إجماع على تحريمها وأعرف أن هناك من أفتى بأنها مكروهة أو حتى حلال لكنني آخذ برأي الأكثرية.
لماذا بعد كل هذا تباع السجائر في الأسواق؟ التفكير المنطقي لا يستطيع شرح هذه المعضلة، الأمر بالنسبة لي يشبه عملية حسابية بسيطة، لكن هناك عوامل أخرى في المعادلة، عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية، وبالنسبة لمجتمعاتنا أضف العامل الديني، لا يمكن مناقشة الموضوع دون التطرق لمصالح الشركات المنتجة - الغربية غالباً - وكيف يمكن لهذه الشركات أن تضغط على الحكومات الغربية، والحكومات بدورها تمارس الضغط على الحكومات الأخرى لفتح الأسواق والالتزام بقوانين التجارة الحرة.
ثم لا تنسى التجار في بلداننا فلا بد أن شخص ما لديه مصلحة في بيع هذه السلعة ولا يهم تأثيرها على المجتمع وصحة الناس بل المهم هو العائد فقط، أضف إلى ذلك جدال البعض حول الحلال والحرام مع خلط القضية بالحرية الشخصية لتصبح لدينا عصيدة لا تعرف أولها من آخرها، فإذا تحدثت عن الحلال والحرام سيأخذ برأي العالم الفلاني الذي أفتى أن السجائر مكروهة أو فلان الفلاني الذي أفتى أنها حلال، وإن حدثته بالمنطق سيقول "حرية شخصية" والحقيقة تضيع بين الأهواء والبحث عن الملذات.
من ناحية اجتماعية يرى البعض أن التدخين أمر عادي ومقبول حتى لو لم يكن مدخناً، بل البعض يذهب إلى أبعد من ذلك ليرى أنه من العيب أن ننهر المدخن ونطلب منه التوقف عن التدخين بل علينا أن نذهب نحن بعيداً ونترك المدخن وشأنه، والأدهى من ذلك ما يحدث في رمضان حيث يزداد إقبال الناس على الشيشة في المقاهي وفي الخيم الخاصة والمجالس.
متى ستكون لدينا الجرأة كمجتمعات أن نشير لمكان الخطأ ثم نعالجه بشكل نهائي؟ القضية بالنسبة لي واضحة ولا أستطيع أن أفهم - إن أحسنت الظن - لماذا لا تستطيع الحكومات منع التدخين بشكل نهائي، لكن حسن الظن في هذا الموضوع سيكون سذاجة.
الجمعة، 30 يناير 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
10 تعليقات:
في بعض الدول المتقدمة كأستراليا ترى على علب السجائر صور لقلب أو لرئة متفحمة بسبب التدخين وذلك لردع المدخنين بطريقة غير مباشرة. وبالفعل فإن أستراليا لديها نسبة مدخنين قليلة مقارنة بباقي دول العالم إن لم تكن الأقل.
وأيضاً القانون لديهم يمنع المدخنين من التدخين في الأماكن المغلقة كالمطاعم والمحلات والمجمعات وحتى المواقع المغلقة جزئياً بسقف صغير لا يتعدى عرضه المتر أو المترين للتظليل عن الشمس.
لذا أرى بأن أمور كهذه ستقلل كثيراً من نسبة المدخنين وستقلل من الأضرار التي تحدث بسبب التدخين السلبي.
التحذير الحكومي المكتوب على علب السجائر لا يفيد ومن المعروف بأن صورة تعبر عن ألف كلمة
ستكون لدينا الجرأة عندما نطبق هذه الاية :(كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )وعندما نخشى الله حق الخشية قال تعالى عن بني اسرائيل :( لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوايفعلون)
وللاسف ان هناك امور اعظم واعظم من التدخين بكثير غير ممنوعة بل من ينكرها يكون ....
إنا لله وإنا إليه راجعون
السلام عليكم و شكراً على تدوينتك
الخليفة مراد الرابع كان من أوائل من منع التدخين في
العالم خلال فترة حكمه(1612-1640)
الرابط التالي يوضح الدول التي منعت التدخين و إلى أي درجة التدخين ممنوع. و يبدو من القائمة أن الإمارات و البحرين هما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان شرعتا قوانين بخصوص التدخين:
http://en.wikipedia.org/wiki/List_of_smoking_bans
الرابطين التاليين يوضحان نسبة إنتشار التدخين في دول العالم ، الأول للرجال و الثاني للنساء ، و من الواضح أن الأردن و تونس تملكان من أعلى النسب في العالم:
http://en.wikipedia.org/wiki/File:Male_Smoking_by_Country.png
http://en.wikipedia.org/wiki/File:Female_Smoking_by_Country.png
ومن االملاحظ أن نسب التدخين في الخليج متقاربة للرجال و النساء ، و تحللي أن الأرقام تأخذ الشيشة في عين الإعتبار.
و دمتم
الأغرب من ذلك أخي عبدالله هو عدم منع صناعته من الأصل، فرغم التقدم الحضاري والعلمي ما زالت صناعة هذا السم علامة استفهام كبيرة عندي، ودليل على وجود خلل في الأنظمة الحديثة التي سمحت لصانعيه من استغلال نفوذهم وأموالهم في إكساب السجائر صفة قانونية.
أنصح بمشاهدة فيلم (Thank you for Smoking) الذي تناول قصة حقيقية إن لم تخني الذاكرة وتوغل في دهاليز صناعة الدخان وكيفية تسويقه من خلال وسائل الإعلام حتى برمج عقول الناس لتقبله كجزء من الحياة البشرية.
أكره المدخنين بشكل كبير ،،
لأني أجدها قذرا فـ كل شي و إن كان نظيفا :(
حيث أنه سرعان ما يدنس نظافته بإشعال تلك الفتيلة القاتلة له و لـ من حوله
منذ عدة أيام دار حوار بين أحد زملائنا المدخنين .. حيث أن التدخين ممنوع تماما داخل المكان الذي نعمل به .. فيضطر الموظف أن يخرج خرج المبنى إلى الشارع ليدخن ثم يعود ,, فسأل أحدهم الأخر لقد رأاك رئيسك وأنت تدخن !! قال الأخر لا يهم فهو الأخر يدخن ! الأمر نفسه ينطبق على المسؤولين ,, هل هم شخصيا لا يفعلون ذلك ؟!
و أنا أيضا لا أفهم لكن أظن أن هذا الأمر لديه علاقة مباشرة بالضغوطات السياسية على دولنا العربية لأن الشركات الأجنبية ستخسر لو لم نشتر و أنظمتنا لا تريد لتلك الشركات أن تخسر و بذلك تتكامل الدائرة و الضرر الوحيد و الأخطر يصيب المواطن المغلوب على أمره .
سمعت من الدكتور راتب النابلسي في احد محاضراته المسجله ان هناك طبيب كان يلقي محاضره عن مخاطر تدخين لدرجة ان حضور "بلعو ريقهم" من مدى خطورة الحقائق التي عرضها خلال المحاضره , لكن العجيب انه في نهاية المحاضره اخرج الدكتور سيجاره و اشعلها و قال من عنده سؤال !!
ليس هنالك ادمان للسجائر كما في المخدرات
الادمان هنا ليس على المستوى الخلوي
بل هو ادمان عاده
حتى نوضح الامر
ان عزم المدخن على ترك التدخين فانه يستطيع ذلك ان تغلب على العادة وهي سحب السيجاره ونفثها
واقصى رد فعل يحصل هو الاكل الزائد الذي يمكن السيطره عليه
اما من يتعلل بادامنه
فكلامه رد عليه
..............تجارة السموم اقوى من تجارة النفط
والحل
تشريع المنع
وخلال اسبوع لن تجد مدخن يولع سيجاره
ودمتم سالمين
في الخارج يسوقون للسجائر عن طريق دعاية
رئة محترقة
كي يفكر ملياً قبل أن يأخذ نسخته من السيجارة
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.