الأخ أسامة كتب عن ساعات العمل الطويلة وكيف أنها تؤثر على حياته الاجتماعية، وقد أتى موضوعه في الوقت الذي كنت أقرأ فيه عن نفس الموضوع في مواقع مختلفة، هناك من يرى أن علينا أن نسعى لتقليل ساعات العمل اليومية إلى 6 أو حتى 4 ساعات مقابل راتب أقل وإنتاجية أكبر.
في المقابل يحصل المرء على وقت إضافي يمكنه استغلاله في نشاطات أخرى عائلية أو شخصية، ما الفائدة من العمل والراتب الكبير إن لم يكن الإنسان سعيداً؟ ما الفائدة من العمل لساعات طويلة إن كان هذا يسبب في تفكك العائلة أو لنقل تقليل التواصل بين أفرادها؟ في الغد سيكلفنا ذلك الكثير لو نظرنا للأمر نظرة مادة بحتة.
ما يحدث اليوم من زيادة ساعات العمل وزيادة الرواتب يجعلنا أقل تواصلاً مع الآخرين، وحتى إجازة آخر الأسبوع تصبح مزدحمة بالأعمال التي لم نستطع إنجازها أثناء الأسبوع، ويصبح الاستهلاك بديلاً للروابط الاجتماعية أو ممارسة الهوايات التي نحبها، فما أسهل أن ننفق المال في السيارات والهواتف والأثاث والسلع الاستهلاكية فندخل في دائرة المزيد:عمل أكثر، أستهلاك أكبر، عزلة أكبر وتلويث للبيئة لا يتوقف!
لعلك تسأل: ما دخل البيئة؟ ببساطة دائرة الاستهلاك تجعلك آلة تشتري باستمرار، وكلما اشتريت واستهلكت زادت حصتك في تلويث البيئة، كل منتج تشتريه أستهلك طاقة لإنتاجه ونقله وإيصاله لك، ثم تغليفه سيرمى في القمامة وإن كان جهازاً كهربائياً سيستهلك طاقة، وبعد مدة ستنتهي صلاحيته وسيرمى لأن الصيانة تكلف أكثر من شراء واحد جديد، كل هذه الأشياء تساهم في تلويث البيئة.
قرأت مقالة تلخص تاريخ الاستهلاك في المجتمع الأمريكي، أي تاريخ تحويل المجتمع الأمريكي من مجتمع مترابط اجتماعياً ومكتف بما لديه إلى مجتمع فردي أناني يعوض التواصل المفقود بالاستهلاك ولا يشبع من الاستهلاك لأن الشركات عرفت كيف تحول التسويق لآلة تطور رغبات جديدة في نفوس المستهلكين فلا يكتفون بما لديهم بل يتطلعون دائماً للجديد والأنيق والفخم والمختلف.
تبدو لي قصة مألوفة، لو غيرت بعض التفاصيل ستكون قصة عن مجتمعنا، الفارق أننا استوردنا الفكر الاستهلاكي والإداري بخيرهما وشرهما.
الاثنين، 26 يناير 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
7 تعليقات:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
موضوع في الصميم أخي الكريم عبد الله..
أنا أيضا أؤمن دوما بأنه كلما قلت ساعات العمل كلما كانت جودته أكثر، وكلما ربحنا أمورا أخرى كثيرة أهم..
بعد إذنكك أخي العزيز:
http://www.alamalnet.com/vb/showthread.php?t=10791
موفق ومني لك أرق تحية..
انا اعمل في شركة وساعات العمل بواقع تسع ساعات و نصف يوميا ونصف ساعة وقت للراحة وضعت تحايلا على نظام العمل
حقيقة مع الدوام الطويل والممل والذي عادة ما يبدأ في أيامنا هذه مع شروق الشمس وينتهي مع مغيبها أجد ان ساعات الانتاج الفعلية هي من االساعة الثامنة وحتى الواحدة والنصف بعد الظهر والباقي تكون الانتاجية فيه شبه معدومة هذا فضلا ما يحس به الموظف من إنهاك يفسد عليه بقية يومه للاولاد اوللعمال الخاصة
شكر الله لك
لا ادري ماذا اقول؟!! ولكن اعتقد ان فكرة عدم البحث عن راتب اكبر مقابل سعادة اكبر هي فكره قد تصح مع البعض ولا تصح مع البعض الاخر...
مثلا أنا أعرف شخص يعمل في شركة بدوام ورديتين باجمالي عدد 8 ساعات يومياً وهو يعمل ثلاة وظائف مع بعض وفي نفس الوقت (مدير مكتب رئيس مجلس الادارة + مسئول الاستيراد + مسئول قسم الإنترنت) ومع ذلك راتبه لا يتجاوز 225 دولار فقط لاغير!!! (وهو عندنا في اليمن يعتبر راتب أعلى من المتوسط حيث متوسط رواتب الموظفين في اليمن 125 - 150 دولار فقط) علماً بانه متزوج ويدرس في جامعة في المستوى الرابع ويلتقي بأصدقائه كل يوم تقريبا ويجلس معهم من 1-2 ساعات ووو...
فكيف نطبق القاعدة المذكوره عليه؟!!!
عبد الهادي: شكراً على وضع رابط الموضوع في المنتدى.
أبو علي: الوقت الذي تشعر فيه بأنك غير منتج هو أيضاً وقتك كما هو وقت الشركة، من المفترض أن يصل الموظف والشركة إلى تفاهم حول استغلال هذا الوقت، من المفترض أن يقتنع المدير بأن بقاء الموظف كعدم بقاءه ما دام أن الموظف أصبح متعباً ولا يستطيع الإنتاج.
بسام الجفري: لا يجب أن تطبق كل قاعدة على كل الناس، ظروف الناس تختلف وكذا طاقاتهم.
بسم الله ...
أخي الغالي عبدالله ,
طرح مفيد كعادتك
رغم ان اصحاب الاعمال
يؤمنون بمقولة
KEEP BUSY DO NOTHING
ناهيك عن سعي الناس وحبهم للدينا
الموضوع له تفرعات , ولكن مداخلتي
تتركز على جانب حب العمل والادمان عليه
والنتيجه , تفكك أسري , سعادة أقل
امراض أكثر ,
مودتي وتقديري
يراد لنا اخي الكريم ان نصبح كالغرب لاهم له الا العمل والدنيا وهذه من نواتج العولمة البغيضة
فاصبحنا لانرى التطور الا بمنظار الغرب ونسينا اننا مسلمين لنا خصوصيتنا وعاداتنا ....
نسال الله السلامة والعافية
من الذي يفهم حتى يطبق ،،
نحن فقط مقلدين للغرب وبصورة غبية أيضا
يعني حتى فـ تقليدنا ما نسوي الصح ..!!
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.