الخميس، 4 ديسمبر 2008

الأخطاء تعلم

أعرف جيداً الأسلوب المناسب لي عند التعلم، دعني أرى أمثلة عملية ثم دعني اجرب وأفشل مرات ومرات وفي كل مرة سأتعلم شيئاً جديداً، هذه طريقتي في التعلم، أن أجرب وأفشل وأتعلم من فشلي.

حدث هذا في الكتابة فقد أخطأت كثيراً في الماضي وتعلمت من كل خطأ شيئاً ما، كذلك الأمر مع تقديم المحاضرات فقد كانت بدايتي مع كلمة لم تأخذ دقيقة ظننت فيها أنني سأموت من الخوف وكنت أرتعد وصوتي كان مهزوزاً، وكل شيء آخر تعلمته من خلال الممارسة وارتكاب الأخطاء.

في مجتمعاتنا وبالتحديد في المدارس والمؤسسات الأخطاء لا تقبل وقد يعاقب المخطئ، وعدم ارتكاب الأخطاء يعني بالتأكيد أن الشخص لن يكون مبدعاً، لا يعني هذا أن من يرتكب الخطأ هو شخص مبدع بالضرورة، بل يعني أن المرء إن لم يكن لديه استعداد لتقبل ارتكاب الأخطاء والتعلم منها فلن تكون لديه القدرة على ابتكار الأفكار المبدعة.

أسلوب التعلم من الأخطاء ليس نادراً بين الناس بل يمكنني أن أقول بأن معظم الناس يتعلمون بهذا الأسلوب، أنا وأنت وفلان كلنا نتعلم من أخطائنا، هكذا كنا في طفولتنا ولم يكن أحدنا يخشى من ارتكاب الأخطاء أو فعل أشياء سخيفة، لكن مع مرور السنوات يزداد الضغط على الإنسان لكي يكون رزيناً وعاقلاً وهذا يعني أن يسير مع التيار ولا يخرج عنه بأي شكل.

الخروج عن التيار يمكن أن يأتي بأشكال مختلفة، فمثلاً شخص يقيم حفلة زفاف بسيطة في منزله يعتبر خارجاً عن التيار في مجتمع تعود على البذخ والإسراف في حفلات الأعراس، أو حتى تصرف بسيط مثل النزول من السيارة والمشي إلى الدكان يعتبر خروجاً عن التيار بين فئة من الشباب يرون أنهم أكبر من أن ينزلوا من سياراتهم بأنفسهم لذلك لا يرون بأساً في إزعاج الحي بأكمله بمنبهات السيارات.

لكي نتعلم ولكي نبدع لا بد من ارتكاب الأخطاء، لا بد أن نقبل الأخطاء بل ونفرح بها لأنها ستعلمنا أشياء كثيرة، لا بد من إجراء تجارب مختلفة بأحجام صغيرة لكي نخطأ ونتعلم ولا يكون للخطأ نتيجة سلبية علينا أو على الآخرين، وعلى المجتمع تقبل من يخرج عن التيار بل على المجتمع أن يشجع الناس على فعل أشياء لم نعتد عليها، لكي نكسر عادات سيئة أو نكتسب عادات حميدة.

كم مرة يسقط الطفل قبل أن يتعلم المشي؟

12 تعليقات:

غير معرف يقول...

الأخطاء بالفعل شيء مهم للتعلم منه، لكن الا تتفق انه في بعض الأحيان، لا يمكن للواحد أن يخطئ؟(مثل سرقة وما الى غير ذلك) هذا أمر
الأمر الثاني: من المعروف ان أبطأ طرق التعلم هي الtrail and error ، أي المحاولة والخطأ ، وقد يستغرق هذا النوع من التعلم وقتا طويلا لمواكبة الناس في المعلومات (خصوصا بالنسبة لي في معلومات الIT). هل تقصد التعلم من الأخطاء الاجتماعية؟ أم انك تعمم الموضوع على كل شيء؟

عبدالله المهيري يقول...

كونش: من البديهي أن هناك أخطاء لا يمكن للمرء أن يقع فيها لكي يجرب، أي أمر غير أخلاقي لا يمكنك أن تمارسه للتجربة.

لا أظن أننا نتفق جميعنا على "من المعروف" لأنني قرأت عن أناس تعلموا بسرعة بهذه الطريقة، أتفق معك بشكل عام على أنها طريقة بطيئة لكن ليس "أبطأ" طريقة لأن الأمر يعتمد على كل شخص، أما مواكبة المعلومات فلا أراها مشكلة في هذا الوقت، يمكن للمرء أن يجمع بين طرق مختلفة للتعليم ويواكب الجديد.

الموضوع عام لكل شيء.

غير معرف يقول...

أدعوك لقراءة هذه المقال حول نفس الموضوع
http://www.burningcandle.net/arblog/2008/11/bee

غير معرف يقول...

صحيح ... أنا قلت من المعروف وعممت الشغلة على الكل، كلمة خاطئة أعتذر عنها. عندما أفكر في الموضوع أكثر، حتى عندما نلقن شيئا، ان لم اجرب وأخطأ ، قد يكون مقدار تعلمي أقل بكثير مما أخطئ وأتعلم.

مختار الجندى يقول...

كونش:طريقة تعلم trial and eror بطيئه ولكنها الأعمق لان ما تطبقه انت بنفسك وتفشل فيه لن تعاود تكرار الفشل مرة اخرى ولانها تضيف اليك العديد من التجارب التى تفيدك حقا فى سيره ذاتيه وحياه مهنيه جيده وبذات الطريقه اضاف الينا الكثير من المخترعات والاكتشافات
يقول البريت انشتاين "ليس الامر انى عبقرى ،كل ماهناك انى اجاهد مع المشاكل لفتره أطول "
"أنا افكر وأفكر لشهور وسنوات فى 99 حاله تخيب نتيجة تفكيرى ،لكنها تصيب فى المره المائه"
يقول توماس اديسون "أنا لم افشل بل وجدت 100 الف طريقه لا تعمل "

غير معرف يقول...

اتذكر مقوه لبيل جيتس في كتابه قال فيها :
"النجاح معلم فاشل "

Morning Coffee يقول...

السلام عليكم

أخي الكريم وجدت مدونتك بالصدفة وانا أبحث عن شيء ما في قوقل..وأنا سعيدة حقا أنني وجدتها

الأمر عتمد أيضا على نظرة الوالدين..وطريقة تربيتهما..بعض الآباء يرفض أن يقع ابنه في أي خطأ ولو كان بسيطا..وترفض الأم أن يلون ابنها رسمة مطلوبة منه بلون آخر غير المطلوب منه ولو كان ذا 3 سنوات

الأمر مرتبط بالخوف من أن يحيدوا عن الصراط المستقيم وأن تكون حياتهم عبارة عن تجارب وأخطاء..ولماذا عليهم بالأساس الخوض في التجربة وقد سبق لوالديهم أن مروا بها وتعثروا بها

شكرا لك

أختك قهوة الصباح
http:morningcoffee.maktoobblog.com

قليل من التفكير يقول...

السلام عليكم
فرحت كثيرا حين عرفت أن المدونة هي لصاحب مدونة سردال التي تعتبر أول واحدة أتعرف عليها في عالم النت ...

أما عن موضوع التدوينة فلا أعتقد أنه يصح فيه التعميم .
فمثلا أنا طالب في كلية الطب وفكرة التعلم من الأخطاء التي في هذه الحالة تمس بصحة الناس وأرواحهم أعتقد انها غير مقبولة علي الأطلاق (وان كنت وللأسف استنتجت في أربع سنوات دراسة أنها هي الوسيلة المعتمدة).

عبدالله المهيري يقول...

غير معرف: أشكرك.

كونش: لا داعي للاعتذار، وصحيح ما تقول حول التلقين، لا بد من التجربة لنعرف ما الذي تعلمناه.

مختار الجندي: ذكرتني باكتشافات لم نصل إليها إلا بالخطأ، أفعال غير مقصودة قادت لاكتشافات مفيدة، أظن أن البنسلين أحدها.

كريم: ربما "الفشل معلم النجاح"؟

Morning: لأن الطفل إن لم يجرب ويخطأ ويتعلم فلن يكون راضياً عن نفسه، لن يكون واثقاً من نفسه، حياته يلفها الخوف من فعل الخطأ وهكذا لن يتعلم، لن يبادر، لن يتقدم، بإمكان الوالدين تعليم الأبناء عن تجاربهم، لكن الأفضل من ذلك أن يريه كيف أخطأ وكيف صحح الخطأ عملياً.

قليل من التفكير: أرى أن التعميم هنا أم طبيعي وهناك استثناءات كما في أي موضوع، قلت في رد سابق أن الأمور غير الأخلاقية لا يمكن التجريب فيها، وأنت الآن تذكر الطب، المجال الطبي استفاد من الأخطاء حتى لو تسببت هذه الأخطاء في قتل الناس أو تسبيب عاهات مستديمة، مع ذلك على الطبيب ألا يخطأ في التعامل مع المريض ويدرك في نفس الوقت أنه بشر ولا مفر من الوقوع في الأخطاء، ما دمنا بشراً ستبقى الأخطاء ملازمة لنا.

~®§§][ صبـا كلماتي ][§§®~ يقول...

اهلااااان سردال لطالما كنت أقرأ لك و أتعلم منك الأسلوب المشوق كما تعلمت الأن أن لا ضير في الخطأ والتعلم منه بل الخطأ أن لا أستطيع الخروج من التيار الخاطئ ...:P

لقد استمتعت بالقراءه في سكون لكني فتحت مدونتي اليوم فأدعوك للتفضل بها :)

http://9eba-kalemate.blogspot.com/

غير معرف يقول...

جميل أن تتعلم من خطأك والأجمل منه أن تتعلم من خطأ غيرك

المجتمع كما ذكرت دائما له نظره سلبية للخطأ . وأعتقد أغلب المجمعات الشرقية والغربية منها تحمل هذه النظره التي لا تنفك عنها أبدا .

لكن أنا برأيي أن الشخص الناجح لا يهتم كثيرا بتلك النظرة طالما هو يسلك طريق التغيير .

ودي ومحبتي

عبدالله المهيري يقول...

صبا كلماتي: زرت مدونتك وأتمنى لك التوفيق، ما دمت قد بدأت فالأهم الآن هو الاستمرار في الكتابة لعامين على الأقل، وبإذن الله ستجدين الفائدة والتفاعل من الناس.

فهد: نعم يمكننا أن نتعلم من أخطاء الآخرين، وهذا لا يكون إلا بالمشاركة والنقاش وهو ما نفعله اليوم على المواقع وأتمنى أن يزداد في حجمه، وأوافقك على أن الشخص الناجح لا يهتم بنظرة الناس أو على الأقل لا يجعلها تؤثر عليه وتوقفه عن أداء ما يريد.