إذا كانت الرقابة الاجتماعية قادرة على منع بعض المسلسلات لأنها تثير النعرات القبلية فأين هي الرقابة الاجتماعية عما يثير الغرائز ويجعل البعض حيوانات لا تفكر؟ سيقول البعض:
الحرية كما أفهمها هي الحوار والنقاش وعرض الأفكار حول أي قضية مهما كانت القضية حساسة وصعبة، هناك قضايا في مجتمعاتنا لا تناقش بصراحة لحساسيتها أو لرفض بعض الأطراف نقاشها أو بكل بساطة لأن السلطات اتخذت القرار النهائي حولها ولم يعد هناك مجال للنقاش، وعندما يحاول شخص ما إثارة فضية حساسة تجد السلطات تحارب هذا الشخص وقد تساندها وسائل الإعلام، أو قد يفعل ذلك المجتمع الذي يرفض نقاش القضايا علناً ويفضل إبقائها تحت غطاء كثيف من الصمت وعدم فعل أي شيء.
لا بد أن نعمل على حماية حرية النقاش والحوار بل وتشجيع الناس على ممارسة هذه النقاش وتقبل وجود آراء مختلفة حول أي قضية، هذا ما نحتاجه.
من ناحية أخرى يرى البعض أن الحرية هي أن تعرض وسائل الإعلام ما تشاء في أي وقت ولا يحق لأحد الاعتراض حتى لو كان المعروض إباحية جنسية أو شيئاً قريباً من هذا، وهذا ما لا أوافق عليه، من جانب ديننا يرفض أن يكون للبعض حرية ممارسة المعصية، قد يمارس الإنسان المعصية في بيته وبعيداً عن أعين الناس وهو المحاسب الوحيد على ذلك، لكن الأمر يتغير عندما يصبح عاماً وأمام الناس فليس من حق أحد أن يجاهر بمعصيته أمام الآخرين.
من جانب آخر قنواتنا تبث الانحطاط 24 ساعة في اليوم وما أعرفه عن القنوات الغربية أنها تخصص فترة المساء لبث ما لا يناسب الصغار وتضع تنبيهاً قبل بداية الفترة، هذا يحدث في الغرب، لديهم نوع من الرقابة يجعلهم يخصصون فترة تناسب الأطفال والمراهقين وفترة أخرى للكبار، على الأقل يمكن للمرء أن يختار مشاهدة التلفاز في الوقت المناسب له، أو يمكن للأسرة أن تغلق التلفاز وتمنع الأطفال من المشاهدة قبل بدء الفترة المسائية.
بل الرقابة تتدخل لديهم لمنع بعض الإعلانات والبرامج التي قد تؤثر على الأطفال سلباً، فهناك من ينادي بمنع إعلانات الوجبات السريعة مثلاً لأنها تجعل الأطفال يريدون تناول هذه الوجبات ولا يقبلون على تناول الطعام الصحي، يمكن أن يرد البعض بأن على الأسرة أن تمنع أطفالها إذاً من مشاهدة التلفاز، لكن هذا ليس حلاً عملياً، على الأسرة أن تمارس المسؤولية وعلى وسائل الإعلام كذلك أن تمارسها، لماذا تطالب الأسرة وحدها أو المشاهد وحده أن يمارس المسؤولية ولا تطالب القنوات بمراقبة ما تبثه؟
النقاش حول هذا الموضوع غالباً ما يسير في اتجاه واحد وهو المشاهد، في النهاية هو الذي يختار وهذا لا شك فيه، لكنني أريد أن أعيد توجيه الموضوع في اتجاه وسائل الإعلام فهي ليست حرة في بث ما تريد وعليها ممارسة المسؤولية الاجتماعية، لكنني هنا كمن يؤذن في مالطا - ولا أدري ما قصة أذان مالطا هذا - لان وسائل الإعلام ما هي إلا شركات تسعى للربح ولو كان على حساب أي شيء آخر، والحكومات العربية لا تتحرك بسرعة كافية أو لا تريد أن تتحرك لأن الوضع "تمام التمام" وبعض أفراد مجتمعاتنا لا يرى مشكلة في الوضع الحالي.
- لا تشاهد
- للمشاهد حق الاختيار
- إذا لم تعجبك القناة بدلها
- أغلق التلفاز
- تخلص من التلفاز
الحرية كما أفهمها هي الحوار والنقاش وعرض الأفكار حول أي قضية مهما كانت القضية حساسة وصعبة، هناك قضايا في مجتمعاتنا لا تناقش بصراحة لحساسيتها أو لرفض بعض الأطراف نقاشها أو بكل بساطة لأن السلطات اتخذت القرار النهائي حولها ولم يعد هناك مجال للنقاش، وعندما يحاول شخص ما إثارة فضية حساسة تجد السلطات تحارب هذا الشخص وقد تساندها وسائل الإعلام، أو قد يفعل ذلك المجتمع الذي يرفض نقاش القضايا علناً ويفضل إبقائها تحت غطاء كثيف من الصمت وعدم فعل أي شيء.
لا بد أن نعمل على حماية حرية النقاش والحوار بل وتشجيع الناس على ممارسة هذه النقاش وتقبل وجود آراء مختلفة حول أي قضية، هذا ما نحتاجه.
من ناحية أخرى يرى البعض أن الحرية هي أن تعرض وسائل الإعلام ما تشاء في أي وقت ولا يحق لأحد الاعتراض حتى لو كان المعروض إباحية جنسية أو شيئاً قريباً من هذا، وهذا ما لا أوافق عليه، من جانب ديننا يرفض أن يكون للبعض حرية ممارسة المعصية، قد يمارس الإنسان المعصية في بيته وبعيداً عن أعين الناس وهو المحاسب الوحيد على ذلك، لكن الأمر يتغير عندما يصبح عاماً وأمام الناس فليس من حق أحد أن يجاهر بمعصيته أمام الآخرين.
من جانب آخر قنواتنا تبث الانحطاط 24 ساعة في اليوم وما أعرفه عن القنوات الغربية أنها تخصص فترة المساء لبث ما لا يناسب الصغار وتضع تنبيهاً قبل بداية الفترة، هذا يحدث في الغرب، لديهم نوع من الرقابة يجعلهم يخصصون فترة تناسب الأطفال والمراهقين وفترة أخرى للكبار، على الأقل يمكن للمرء أن يختار مشاهدة التلفاز في الوقت المناسب له، أو يمكن للأسرة أن تغلق التلفاز وتمنع الأطفال من المشاهدة قبل بدء الفترة المسائية.
بل الرقابة تتدخل لديهم لمنع بعض الإعلانات والبرامج التي قد تؤثر على الأطفال سلباً، فهناك من ينادي بمنع إعلانات الوجبات السريعة مثلاً لأنها تجعل الأطفال يريدون تناول هذه الوجبات ولا يقبلون على تناول الطعام الصحي، يمكن أن يرد البعض بأن على الأسرة أن تمنع أطفالها إذاً من مشاهدة التلفاز، لكن هذا ليس حلاً عملياً، على الأسرة أن تمارس المسؤولية وعلى وسائل الإعلام كذلك أن تمارسها، لماذا تطالب الأسرة وحدها أو المشاهد وحده أن يمارس المسؤولية ولا تطالب القنوات بمراقبة ما تبثه؟
النقاش حول هذا الموضوع غالباً ما يسير في اتجاه واحد وهو المشاهد، في النهاية هو الذي يختار وهذا لا شك فيه، لكنني أريد أن أعيد توجيه الموضوع في اتجاه وسائل الإعلام فهي ليست حرة في بث ما تريد وعليها ممارسة المسؤولية الاجتماعية، لكنني هنا كمن يؤذن في مالطا - ولا أدري ما قصة أذان مالطا هذا - لان وسائل الإعلام ما هي إلا شركات تسعى للربح ولو كان على حساب أي شيء آخر، والحكومات العربية لا تتحرك بسرعة كافية أو لا تريد أن تتحرك لأن الوضع "تمام التمام" وبعض أفراد مجتمعاتنا لا يرى مشكلة في الوضع الحالي.
4 تعليقات:
فتحت هذا الموضوع من قبل في مدونتي وصارت مناقشات ساخنة وراحت للأسف بعد تجديد المدونة
وبعد نقاشات طويلة في الأمر وجدت حديثا يقطع كل الكلام
قال صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يتسطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان
وهذا رابط الموضوع في مدونتي
http://www.gaddedha.com/content/view/19/1/
الأستاذ عبدالله ..
لعلك سمعت عن هذه المبادرة الشعبية ..
http://www.fadhila.org
قرأت عنها اليوم في الصحف.. وأراها مبادرة فريدة من نوعها.
الأستاذ الكريم.. عبدالله
أعتقد أن تفاهة وإباحية المحتوى الاعلامي للفضائيات العربية أمر يعتبر في صالح جهات عليا.. فكل المطلوب هو تسطيح تفكير الشعوب العربية وشغل الرأي العام العربي بقضايا تافهه بعيدة عن قضاياه المصيرية.. كالقضية الفلسطينية ومايواجه سجناء حرية الرأي والتعبير و..و..الخ
قضايا مأساوية معظم شبابنا قد لايعلم عنها شيئًا..
مصطفى حسان: هناك حديث آخر: مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة ، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا، هلكوا جميعاً وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً.
المعصية لا تضر المرء لوحده بل المجتمع بأكمله.
عبدالله: أشكرك على الرابط، لم أسمع بهذه المبادرة من قبل.
شعاع: نعم ربما الأمر مقصود.
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.