أخي أبو عامر طرح موضوعاً بعنوان نظرية دارون الوظيفية يتحدث فيها عن تطور العلاقة بين زملاء العمل من الجنسين خلال السنوات الماضية، وهذا يذكرني كثيراً بحالنا قبل 20 عاماً، عندما كنت في طفولتي وألاحظ أشياء لم أعد أراها اليوم، أتذكر جيداً كيف أن أبناء الحارة الواحدة يتعاونون في ما بينهم على الغريب، أي شخص دخيل لا يعرفونه يتجسسون عليه ليعرفوا من هو وإلى أين سيذهب وماذا يريد أن يفعل، إذا دخلت سيارة غريبة تابعوها ليعرفوا ماذا يريد صاحبها، وفي بعض الأحيان يتطور الوضع ليضرب صاحب السيارة لأنه تجرأ وحاول أن يقابل فتاة من فتيات الحارة.
كانوا يتدخلون في شؤون حياة الآخرين ولا يرضون بالعيب وما يمس الشرف، اليوم إن تدخل شخص ما في حياة الآخرين فأقل شيء يمكن أن يقال له هو "أنا حرة!" وقد ينحدر الرد وينحط إلى مستويات السباب والشتائم والرمي بأحذية الكعب العالي وربما يتورط في قضية وسين وجيم مع الشرطة.
قبل هذا بوقت طويل وعندما بدأ التلفاز في غزو بلادنا كانت بعض النساء يغطين وجوههن عندما يظهر رجل في الشاشة! أتذكر بعض عجائز حارتنا عندما يزرن بيتنا، كانت الواحدة منهم تغطي وجهها ولا يظهر شيء من جسدها، تفعل ذلك أمام جميع الرجال وحتى بعض الأطفال الكبار! لا أتذكر من وجوه العجائز سوى البرقع القديم الذي كان يغطي معظم الوجه، ولا أنسى أبداً سخرية إحداهن من أذني الكبيرتين، كنت أنزعج من هذه السخرية في ذلك الوقت لكنني الآن أسعد بهذه الذكريات فهؤلاء العجائز كنا بركة وخير نفتقده اليوم.
الحشمة اليوم لا تخدش فقط بل تقتل كل يوم مليون مرة، أصبح المستهجن في الماضي مألوفاً اليوم، في الماضي كان كشف جزء من الشعر جريمة تستحق العقاب، اليوم يتحدثون عن أمور أكبر وأشد خبثاً بحديث بارد حول مائدة الطعام.
كانوا يتدخلون في شؤون حياة الآخرين ولا يرضون بالعيب وما يمس الشرف، اليوم إن تدخل شخص ما في حياة الآخرين فأقل شيء يمكن أن يقال له هو "أنا حرة!" وقد ينحدر الرد وينحط إلى مستويات السباب والشتائم والرمي بأحذية الكعب العالي وربما يتورط في قضية وسين وجيم مع الشرطة.
قبل هذا بوقت طويل وعندما بدأ التلفاز في غزو بلادنا كانت بعض النساء يغطين وجوههن عندما يظهر رجل في الشاشة! أتذكر بعض عجائز حارتنا عندما يزرن بيتنا، كانت الواحدة منهم تغطي وجهها ولا يظهر شيء من جسدها، تفعل ذلك أمام جميع الرجال وحتى بعض الأطفال الكبار! لا أتذكر من وجوه العجائز سوى البرقع القديم الذي كان يغطي معظم الوجه، ولا أنسى أبداً سخرية إحداهن من أذني الكبيرتين، كنت أنزعج من هذه السخرية في ذلك الوقت لكنني الآن أسعد بهذه الذكريات فهؤلاء العجائز كنا بركة وخير نفتقده اليوم.
الحشمة اليوم لا تخدش فقط بل تقتل كل يوم مليون مرة، أصبح المستهجن في الماضي مألوفاً اليوم، في الماضي كان كشف جزء من الشعر جريمة تستحق العقاب، اليوم يتحدثون عن أمور أكبر وأشد خبثاً بحديث بارد حول مائدة الطعام.
8 تعليقات:
انت تذكرني بموضوع قراته قبل عدة ايام .. اليك رابطة ، ارجو ان تقرء ردي علية
http://www.cksu.com/vb/t25182/
ياالله ذكرتني بالحواري ذكريات جميله
كنا نشعر بأننا أسرة واحدة فالجار يغار على بنت الحي ولامانع من توبيخها
حارتنا ليس لها باب لكن لها رجال ونساء صانوا القيم والمبادئ كان الدين بالفطرة ، كانت المرأة في ذلك الزمن بألف رجل ، للجار هيبته وسلطانه
الله المستعان
(سكينة )
الأول تحول للأسوأ والقادم ادهى ..
اختلاط المجتمع بثقافات أخرى زواج بعض من ابتعثوا للخارج بأجنبيات وغيرها أمور أثرت على ثقافة المجتمع ولا ننسى القصفف الإعلام اليومي الهادم للأخلاق والقيم ببرامج أجنبية مستوردة ..
أتذكر قل عشر سنوات , كنت تقريبا كل يوم أذهب إلى بيت أحد الجيران بعد أن توصيني أمي بأن آتي بغرض تحتاجه في طبيخها , فمرة آتي بـ3 بيضات للكيكة , أو كاسة ملح للرز, أو 4 حبات طماطم للكبسة,و مرات أفاجأ بولد جيراننا يطلب خس و خيار و بقدونس و كزبرة , و كأننا محل خضرة,و ليس هناك أي مشكلة.
لكن المسألة الآن أصبحت السالفة "عيب" و "ما يصير" و "شو دخلنا فيهم" و الأدهى و الأمر أن "يا خالد روح السوبرماركت -اللي يبعد 10 دقايق بالسيارة- و جب كرتون طماطم -بدل الـ4 حبات اللي من عند أم محمد-".
أيام جميلة , لكن أنا مصر أن هذه الأيام فيها الأجمل و الأجمل , لو فقط نظرنا لها بطريقة إصلاحية.
في هذا الزمن اخي عبدالله من العيب جدا أن يسمح البعض لوالدته بزياره لمنزل فلان، لكنه يسمح لنفسه بزيارة ابنتهم في منتصف الليل !
pinkota: لماذا يحاول البعض إنكار ما يحدث في مجتمعاتنا؟ أستغرب الردود التي تنكر الخبر، ربما هذا الخبر غير صحيح لكن الإنكار حالة عامة نراها في مجتمعنا وفي بلادكم أيضاً، البعض يريد أن يصور لنا الحياة وردية بدون مشاكل.
غير معرف: نعم الجار قد يوبخ ويتدخل لأن الجميع عائلة واحدة، هذا ما كنا عليه في الماضي القريب ويمكننا العودة له وإن كان بصعوبة كبيرة.
الحياة فتاة: القصف الإعلامي خطير ويزداد خطورة، عندما يكون الجو ملوثاً لا يمكن أن نلوم الناس على المرض لأنهم يعيشون في هذا الجو الملوث وبعضهم يعيش بدون رغبة في ذلك.
خالد الجابري: أتذكر أن هذا كان يحدث في أيامنا، لم يكن عيباً ما أصبح اليوم عيب كبير، أما جملتك الأخيرة فلم أفمهما، هل تقول أن أيام اليوم أفضل من الأمس لو نظرنا لها نظرة إصلاحية؟ لم أفهم.
عابر سبيل: صدقت.
عدت ازور الرابط ! تم حذف كل اضافاتي !! :) ربما كنت ارغب في ان تقرءة بالتجديد .. حذف
المجتمع لا يرغب حتى في التصديق !
كنت ذكرت حادثه فريدة في الجامعة ، نشرت في صحيفة سعودية واحدة ، واكثر من صحيفة في الخارج .
وكل الاضافات على الحادثة تم حذفها رغم اني كنت شاهدا عليها !
لا يعقل ! شاهدتها بعيني الاثنتين !
المجتمع يرفض التصديق ، خوفا من هول المفاجأة ، خوفا من الاعتراف ..
اذكر في احدى الردود ، كتبت ..
زوروا المستشفيات ودور الرعاية الاجتماعية ، من بينهن طالبات جامعات ..مجتنعنا ليس ملائكي ..المشاكل حدثت في عصر الانبياء ومازالت تحدث في عصرنا ،ولزاما لينا الاعتراف حتى يكون العلاج..الخ
لا اعرف من اين سيأتي حل المشكلة ونحن على هذا النحو .
أخي عبدالله , المقصد من الجملة الأخيرة كان النظر الى هذه أيام الحالية بنظرة ايجابية.لأن هذه الأيام أصبحت أسهل إذا أردنا الإصلاح في مجتمعنا بسبب الانفتاح الموجود على العالم.
إنما وضعت هذه الجملة الايجابية , لاني لا احب أن تصبح كثير من تدويناتنا سلبية. و ان شاء الله تكون وجهة نظرة صحيحة (ايجابية) :) .
لا يسمح بالتعليقات الجديدة.